ملف العدد < الرئيسية

الزراعة الحديثة مهنة رائعة

: مشاركة
2019-09-29 16:28:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

في فصل الخريف، وبينما تكون الذرة الشمعية سانعة، تزدهر الحياة في قرية شياتشوانغ بمحافظة لايشوي في مقاطعة خبي.

ذات مرة، عندما تعرضت حقولها لآفة دودة الذرة، توجهت السيدة تشانغ لي لونغ إلى حقل الذرة في الصباح الباكر لتناقش مع المزارعين فكرة استخدام الطائرة بدون طيار لرش المبيدات.

السيدة تشانغ، وهي مسؤولة جمعية لي لونغ التعاونية لزراعة القمح في لايشوي، أنشأت الجمعية التعاونية لزراعة القمح في قرية شياتشوانغ في عام 2003. وبعد ست سنوات من التطور، صارت مورّدة  مشهورة للحبوب في محافظة لايشوي. في ربيع عام 2019، زار وانغ دونغ فنغ، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة خبي محافظة لايشوي لتفقد أعمال التحضير للزراعة في لايشوي. هنا، سمع بقصة تشانغ لي لونغ وعرف كيف بدأت هذه السيدة مسيرة أعمالها، فأشاد بها معتبرا إياها نموذجا للمزارعين الشبان في العصر الحديث.

حلم فتاة ريفية

نشأت تشانغ لي لونغ وترعرعت في قرية شياتشوانغ، وقد رأت منذ طفولتها المصاعب التي يواجهها الفلاحون في زراعة القمح. عن الصعوبات التي كان يعاني منها المزارعون في تلك الفترة، قالت: "في موسم حصاد القمح، تكون أشعة الشمس حارقة، ويبدو كأن كل الكائنات الحية على الأرض تعاني من شدة العطش. كان المزارعون يعملون في الحقول طوال اليوم تقريبا وهم يتصببون عرقا، فيبلل العرق ملابسهم التي سرعان ما تجف بسبب أشعة الشمس الحارقة، ثم تبتل مرة أخرى. أما في الأيام الممطرة، فكان المزارعون يبذلون كل جهودهم في حصاد القمح."

بعد أن انخرطت في التعليم، عرفت تشانغ لي لونغ مصطلح " تحديث الزراعة " وفهمت معناه جيدا، وأصبح تحديث الزراعة في قريتها من أجل مساعدة المزارعين على تخفيف أعبائهم أملا يراودها وحلما تسعى إلى تحقيقه. بعد التخرج في المدرسة المتوسطة، غادرت تشانغ لي لونغ القرية لممارسة أعمال مؤقتة في المدن الكبيرة، مثل معظم شباب وفتيات قريتها. ولم يمض وقت طويل، حتى أدركت هذه الفتاة الريفية أن العمل مع الآخرين بعيدا عن مسقط رأسها لم يكن حلمها ولا الحياة التي تطمح لها. عادت إلى قرية شياتشوانغ، وفتحت متجرا لبيع البذور والأسمدة الكيماوية. منذ ذلك الوقت، بدأت تشانغ لي لونغ تهتم عن كثب بسياسات الصين بشأن الزراعة والريف والمزارعين.

في عام 2012، سمعت تشانغ لي لونغ خبرا من إحدى الإذاعات المحلية بأن الحكومة الصينية تشجع المزارعين على إقامة الجمعيات التعاونية لتنمية المزارع الواسعة النطاق، وأدركت بأن هذا الخبر هو الفرصة المناسبة لتنمية الزراعة في قرية شياتشوانغ. قالت: "في الماضي، كان كثير من شباب القرى والبلدات يعملون في المدن بسبب الدخل الضئيل من الزراعة التقليدية، وكان يبقى في الريف المسنون والأطفال فقط، في الغالب، إضافة إلى أن الكثير من الأراضي الرملية والقاحلة في القرية تُركت وأهملت."

أخيرا، قررت تشانغ لي لونغ جمع قطع الأراضي القاحلة لتطوير  مزرعة واسعة النطاق. في بداية عام 2013، استأجرت تشانغ لي لونغ 106 مو من الأرض (الهكتار يساوي 15 مو) من القرويين مقابل 106آلاف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليا)، وبدأت مشروعها.

كسب المال عن طريق العمل بجد واجتهاد

في عام 2013، اقترضت تشانغ لي لونغ أربعمائة ألف يوان لاستئجار 106 مو من الأرض، وبدأت بزراعة القمح والذرة تحت إرشاد الخبراء من مصلحة الزراعة في محافظة لايشوي. لكن عاصفة من البرد هبت فأتت على كل محصول الذرة في فترة النمو الحرجة في تلك السنة، مما أدى إلى خسارة مالية تجاوزت مائة ألف يوان. بعد ذلك، حاول والدا تشانغ لي لونغ وزوجها إقناعها بالتخلي عن خططها ومشروعها الزراعي. أخيرا، قررت تشانغ لي لونغ العمل على تحقيق حلمها، لأن لديها ثقة تامة بالمستقبل المشرق للزراعة الحديثة.

بعد عيد الربيع في عام 2014، رهنت تشانغ لي لونغ منزلها للحصول على قرض مصرفي بقيمة 370 ألف يوان من أجل استئجار أربعمائة مو من الأرض في قرية شياتشوانغ، وبذلت كل جهودها في زراعة أكثر من خمسمائة مو من الأرض. في نهاية تلك السنة، حصلت تشانغ لي لونغ على مائتي ألف يوان، ولم تواجه أي خسائر مرة أخرى.

قالت تشانغ لي لونغ إنها تعمل بجد واجتهاد لفلاحة الأرض وكسب المال، كما أشارت إلى أن الفلاحة لا تزال تعتبر مهنة شاقة.

في ربيع عام 2015، زرعت تشانغ لي لونغ الذرة على مساحة أربعين مو، لكن السماء كانت تمطر كل يوم في موسم الحصاد. إذا لم يتمكن المزارعون من حصد الذرة في الوقت المناسب، تصبح الذرة غير طازجة. كانت تشانغ لي لونغ وجميع الفلاحين يرتدون الملابس المقاومة للمطر والأحذية المطاطية ويتعاونون لحصد الذرة في الحقول من أجل تجنب الخسائر الاقتصادية. بسبب نزول المطر الغزير، كانت أحذية الفلاحين المطاطية تعلق بالوحل، فخلعوها وواصلوا العمل حفاة الأقدام، أخيرا، تبلل الجميع، ورغم ذلك لم يتوقفوا عن العمل.

لم تكن تشانغ لي لونغ ترغب في مشاهدة المزارعين وهم يقومون بتلك الأعمال الشاقة مرة أخرى، لذا، سارعت إلى تأسيس الجمعية التعاونية وعملت على تحديث الزراعة. قالت: "'تحديث الزراعة  ليست عبارة جوفاء، أو مجرد مصطلح، بل عبارة مصيرية مؤثرة، آمل أن يتحقق حلمي يوما ما."

التمتع بفوائد التكنولوجيا

قال أحد المسؤولين عن الزراعة في بلدة ييآن: "تشانغ لي لونغ هي أصغر مسؤول بين جميع المسؤولين في الجمعيات التعاونية، كما أنها تقود الجمعية التعاونية الأكبر لزراعة القمح والتي تحقق الدخل الأعلى في بلدتنا."

بعد مرور ست سنوات، أصبحت تشانغ لي لونغ خبيرة محلية في زراعة القمح والذرة. لكن تشانغ لي لونغ لم تكن راضية عن نجاحها. في عام 2014، اشترت تشانغ لي لونغ نظام الري بالرش لتحديث الزراعة وزيادة القيمة المضافة للزراعة. عن تلك الخطوة، قالت تشانغ لي لونغ: "يمكنني توسيع مساحة الزراعة وتوفير أكثر من ثلث المياه بعد استخدام نظام الري بالرش. باستخدام طريقة الري التقليدية، يتكلف ري كل مو من خمسة وعشرين يوانا إلى خمسة وثلاثين يوانا، بينما باستخدام نظام الري بالرش، يتكلف خمسة عشر يوانا، هكذا، تمكنت من توفير ثلاثمائة ألف يوان في ألف مو من الأرض."

في السنوات التالية، اشترت تشانغ لي لونغ طائرتين بدون طيار وخمس  عزاقات دوارة  وخمس مسحقات قش وخمس بذارات وخمس حصادات. وفقا لحساب تشانغ لي لونغ، يمكن للآلات الزراعية أن توفر تكلفة الزراعة بحوالي ثلاثمائة يوان لكل مو من الأرض، ومن ثم فإن تكلفة ألف مو من الأرض تقل بنحو ثلاثمائة ألف يوان. في سنة 2019، قدمت مصلحة الزراعة في محافظة لايشوي إلى تشانغ لي لونغ معدات زراعية حديثة بقيمة أكثر من مليون يوان.

يستفيد العاملونفي جمعية لي لونغ التعاونية لزراعة القمح في لايشوي من التكنولوجيا الزراعية الحديثة. في الوقت الراهن، يصل متوسط الدخل السنوي لكل واحد من الأربعة عاملين الدائمين في الجمعية التعاونية إلى 26 ألف يوان، ويبلغ متوسط الدخل السنوي لكل واحد من الثلاثين عاملا المؤقتين في الجمعية التعاونية إلى عشرة آلاف يوان تقريبا. قال تشنغ جين جيانغ أحد العاملين في التعاونية: "أشعر براحة أكثر الآن بعد استخدام المعدات الزراعية الحديثة. عمري حوالي سبعين سنة. استأجرت تشانغ لي لونغ أرضي، وأعمل في الجمعية التعاونية؛ فيمكنني أن أكسب ثلاثين ألف يوان تقريبا سنويا."

أجرت اثنتا عشرة عائلة فقيرة أخرى في قرية شياتشوانغ حقولها للسيدة تشانغ لي لونغ للمشاركة في الجمعية التعاونية، مثل تشنغ جين جيانغ. إضافة إلى ربح الأراضي، يعمل ثلاثة وعشرون فردا من تلك العائلات في الجمعية التعاونية، وكلهم يكسبون أكثر من 24 ألف يوان سنويا. بحلول عام 2019، بلغت مساحة الأرض التي تستأجرها تشانغ لي لونغ في القرية، 1100 مو.

الفلاحة مهنة رائعة

بفضل تطور التطبيقات والتكنولوجيا خلال السنوات الماضية، تعتقد تشانغ لي لونغ أن الزراعة لها مستقبل زاهر. حاليا، لا تسعى تشانغ لي لونغ لزراعة الذرة والقمح فحسب، بل تتوقع تحقيق المزيد من الإنجازات في تطوير جمعيتها التعاونية. قالت: "في السنة الجارية، سوف تدخل الذرة للأسواق في منتصف أكتوبر، بعد ذلك، تأتي فترة بذار القمح الشتوي. سأحاول زراعة مائة مو من القمح الأسود الغني بالسيلينيوم. إذا نجحت في ذلك، سوف أوسع مساحة الزراعة في السنة القادمة." يتمتع القمح الأسود الغني بالسيلينيوم بقيمة غذائية أعلى من القمح الشائع. إذا تم بيع القمح الأسود الغني بالسيلينيوم بعد طحنه ليصير دقيقا، ستتشكل سلسلة صناعية تشمل الزراعة والمعالجة والبيع. وقد تنجح تشانغ لي لونغ في تسجيل علامة تجارية لمنتجها.    

بالإضافة إلى ذلك، تخطط تشانغ لي لونغ لتربية النعام، من أجل الاستفادة من سيقان الذرة بالكامل. قالت: "في خريف 2019، سيقوم المزارعون في جمعيتنا بجمع سيقان الذرة لإنتاج غذاء النعام، مما يسهم في إعادة تدوير السيقان وتجنب التلوث. في نفس الوقت، يمكننا استخدام براز النعام كسماد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجمعية التعاونية كسب دخل كبير عن طريق بيع بيض النعام ولحومها وريشها." يتفق الآخرون مع خطة تشانغ لي لونغ، وقد حصلت على قرض بقيمة ستمائة ألف يوان لاستئجار عشرة مو من الأرض لتربية النعام، كما حجزت ثلاثين نعامة وأربعين من صغار النعام.

خلال السنوات الأخيرة، شهدت الجمعيات التعاونية للزراعة تنويع أشكالها وتوسيع مجالاتها وتحسين السلسلة الصناعية، وتلعب دورا متزايدا في الصين. بحلول نهاية عام 2016، بلغت عدد الجمعيات التعاونية المسجلة في الصين 94ر17 مليونا، ينتمي إليها 4ر44% من الأسر الزراعية في الصين، مما يعزز التنمية السريعة في الاقتصاد الزراعي الصيني بشكل فعال.

حصدت جمعية تشانغ لي لونغ التعاونية 575 كيلوغراما من القمح لكل مو من الأرض في النصف الأول من عام 2019، ومن المتوقع أن يبلغ حجم إنتاج الذرة بين 110 و120 طنا في النصف الثاني من 2019، ومن المتوقع أن تحصل على خمسمائة ألف يوان إجماليا. قالت تشانغ لي لونغ: "تعتبر الجمعية التعاونية اتجاه تنمية الزراعة الحديثة. تقدم الحكومة الصينية المزيد من السياسات الداعمة لنا، لدعم وتطوير الزراعة. آمل أن يبذل المزيد من الناس جهودهم ليجعلوا من الفلاحة مهنة رائعة وميسرة."     

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4