ملف العدد < الرئيسية

جولة خضراء للتنوع البيولوجي

: مشاركة
2019-06-03 13:15:00 الصين اليوم:Source تشو لين:Author

تقع منطقة معرض بكين الدولي للبستنة في جنوب غربي حي يانتشينغ، وتقع حديقة المعرض على بعد عشرة كيلومترات فقط من قطاع بادالينغ لسور الصين العظيم. إن جولة في حديقة الزهور المحاطة بالجبال والمكسوة بأصناف بديعة من الأشجار والنباتات، تجعلك تفهم مغزى "الصين الجميلة".

مفهوم التصميم المبتكر

صممت حديقة معرض بكين الدولي للبستنة بطريقة مميزة، إذ تشتمل على منطقة جوهرية (بها الجناح الدولي وجناح الصين وجناح النباتات وجناح التجارب البستانية ومركز العروض)، ومحوران (محور البستنة الطبيعية ومحور البستنة الدولي) وثلاثة أحزمة (حزام نهر قويخه الإيكولوجي الترفيهي، حزام التجارب البستانية، حزام تطور صناعة البستنة) وعدة مناطق خاصة (منطقة البستنة الدولية، منطقة البستنة التقليدية الصينية، منطقة "التعليم والمستقبل"، منطقة البستنة المعيشية، منطقة الإيكولوجيا الطبيعية).

جناح الصين، وهو أحد المعالم البارزة للمعرض، تصميمه مستوحى من الزخرفة الصينية التقليدية لصولجان "رويي" اليشمي الذي يرمز إلى الثروة، بشكله الانسيابي المنحني على امتداد المروج الخضراء والأنهار. بالتمسك بمفهوم "الحياة النابضة، الصين الزاهية"، يجمع الجناح إنجازات بناء الحضارة الإيكولوجية في 31 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم وبلدية في الصين، وإنجازات معاهد بحوث البستنة، كما يعرض التراث الثقافي غير المادي مثل فن تنسيق الزهور الصيني.

أما الجناح الدولي المكون من 94 مظلة خفيفة فيشبه بحرا من الزهور، هابطا في الحديقة. زوار الجناح، سواء من يطلون من ارتفاع شاهق أو يمشون تحت مظلة، يمكنهم أن يستمتعوا بهذا البحر الفريد من نوعه. بهذا الشكل العام يسلط الجناح الضوء على مفهوم "الاندماج"، لإظهار الخصائص البستانية والثقافة الإقليمية لكل بلد.

مفهوم التصميم المعماري لجناح النباتات هو "الأرض المرتفعة"، وبناء سطح المبنى مستوحى من جذور النباتات، حيث تمتد الجذور الضخمة الاصطناعية إلى أسفل، لعرض حيوية النباتات القوية المخبأة في الأرض بصريا أمام الزائرين، وذلك لا يؤدي الى التأثير البصري القوي في نفس الزائر فحسب، وإنما أيضا يقوده إلى جولة في عالم النباتات الرائعة.

يشتكل المعرض على مسرح "قوينا" الذي يشبه فراشة ملونة، فيتكون من قاعتين، الكبيرة منهما تتسع لألف متفرج، والصغيرة تتسع لمائتين.

جولة للعلوم والتكنولوجيا الخضراء الحديثة

معرض بكين الدولي للبستنة ليس رمزا لـ"الخضرة" فحسب، وإنما أيضا هو علامة لـ"الأعمال العالية التقنية".

ركز تصميم الجناح الصيني على توفير الطاقة، فوضع نظاما لجمع الأمطار في سقف الجناح، واستخدم مواد تمتص المياه على الأرض، فضلا عن تخصيص حوض لخزان الأمطار لري الحقول بها بعد إعادة تدوير الأمطار، مما يشكل دورة إيكولوجية مصغرة. بالإضافة إلى ذلك، سقف الجناح الصيني مغلف بألف وأربع وعشرين قطعة من الألواح الشمسية الشفافة والتي تعمل على رفع فعالية استخدام الطاقة الشمسية وتعكس اللون الذهبي تحت الشمس.

يشتمل معرض هذا العام على البستنة التقليدية والهندسة المعمارية لإظهار الحياة والثقافة، وكذلك البستنة العلمية والتكنولوجية لعرض الإنجازات العلمية ومستوى تطورها، وأيضا الحدائق الخاصة لعرض تاريخ وفنون مختلف الدول. يشبه الجناح الدولي في معرض بكين الدولي للبستنة عدة مظلات على شكل الزهور، ويعتبر من أكبر أجنحة المعرض. ترك المخطط المعماري فضاء كبيرا مفتوحا تحت "مظلات الزهور"، ليكون مساحة مريحة للناس. زائر هذا المكان يشعر أنه في غابة كبيرة.

العلوم والتكنولوجيا الحديثة لا تُوَظف في جناح الصين والجناح الدولي فحسب، وإنما تبدو واضحة في كل الأركان، إذ تم استخدام الأجهزة الذكية والتكنولوجيا الرقمية لبناء "المعرض الذكي"، فيمكن للزوار التمتع بجاذبية التقدم التكنولوجي والتسهيلات التي توفرها التكنولوجيا بعد أن يشاهدوا عرض المدينة الذكية ويتعاملوا مع الروبوتات الذكية.

كما يمكن الزوار أن يشاهدوا الحافلات بدون سائق وأعمدة المصابيح المزودة بشاشات ترسل إشارات وتراقب التحركات، وصناديق القمامة الذكية، والتطبيب عن بعد واللوجستيات الآلية والطائرات بدون طيار.

التعامل مع العالم من خلال النباتات

يعرض جناح النباتات تنوع النبات وقوة الحياة، وكيفية تكيف النباتات مع البيئة المعيشية من خلال عرض أكثر من ستمائة نوع نفيس مثل غابات المانغروف والغابات الاستوائية المطيرة والسرخس والنخيل والنباتات العصارية والنباتات اللاحمة والطحالب. تظهر أشجار المانغروف للزوار كيفية تكيفها مع المد والجزر وكيفية الحفاظ على البيئة الساحلية. تجسد الغابات الاستوائية المطيرة العلاقات التنافسية والتعاونية بين النباتات المختلفة وكذلك بين النباتات والحيوانات. ويعكس النخيل والسراخس قدرة تكاثرهما البارزة. النباتات العصارية تستطيع التكييف مع البيئة القاحلة. النباتات اللاحمة تحصل على التغذية من خلال القبض على الحشرات. أما الطحالب الصغيرة الحجم فهي تستطيع أن تجد مساحة معيشية مناسبة في عالم النباتات الشاسعة.

لقد أقام تبادل النباتات العالمية جسرا للتواصل بين حضارات وثقافات العالم. تُعرض في هذا المعرض النباتات التي تملك الصين حقوق ملكياتها الفكرية، مما يبرز منجزات الصين التكنولوجية في تربية النباتات، ويُعرِّف سكان العالم بتلك النباتات الصينية التي تغير العالم.

وصل البرتغاليون إلى الصين في القرن السادس عشر، ثم نقلوا الحمضيات الصينية إلى البرتغال. يؤكد علماء النبات الغربيون أن هذه الحمضيات أول نبات صيني دخل إلى أوروبا، ومن ثم ازداد عدد أنواع النباتات الصينية التي دخلت إلى القارة الأوروبية.

في المعرض "حديقة أعشاب العاقير المائة"، التي تبرز جمال أعشاب العقاقير الصينية التقليدية وتنشر ثقافة الطب الصيني التقليدي. النباتات الطبية الصينية تستخدم على "الحزام والطريق" وتحكي قصة التبادلات بين الصين ودول العالم.

 سيبلغ عدد النشاطات الثقافية التي تقام خلال فترة المعرض أكثر من 2500، منها 180 عرضا تقدمها عشر حافلات مزودة بالنباتات، بغرض نشر مفهوم التنمية الخضراء بين كافة الزوار.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4