ملف العدد < الرئيسية

الترابط بين قلوب الشعوب

: مشاركة
2019-04-23 11:11:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

قال شايسي، وهو شاب من لاوس، "كان هناك دائما نقص في إمداد الكهرباء بمسقط رأسي، وقد أتيت إلى الصين لتعلم تقنيات الطاقة الكهرومائية. بعد تخرجي في المعهد الفني لصيانة النهر الأصفر، حصلت على فرصة عمل في محطة نام فاي للطاقة الكهرومائية لمجموعة شمال الصين الصناعية في لاوس، وشهدت التغيرات الهائلة في مسقط رأسي." التغيرات الهائلة، التي تحدث عنها شايسي، تحققت بفضل مبادرة "الحزام والطريق"، وهي من منمنمات الترابط بين قلوب شعوب كافة الدول الشريكة في مبادرة "الحزام والطريق".

أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن التواصل بين قلوب الشعوب هو أساس جوهري لبناء "الحزام والطريق". والبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" لا يقتصر على التعاون الاقتصادي، بل يمثل أيضا طريقة هامة لتحسين نموذج التنمية العالمي والحوكمة العالمية، وتعزيز التنمية الصحية للعولمة الاقتصادية. إن تحقيق هذه الأهداف لا ينفصل عن الدعم الاجتماعي والشعبي القوي، الذي يتم تحقيقه من خلال تحسين معيشة الشعب.

خلال السنوات الست المنصرمة، منذ طرح مبادرة "الحزام والطريق"، أقامت الصين والدول الشريكة تعاونا واسعا في المجالات الإنسانية والثقافية، وحققت نتائج مثمرة، مما عزز الترابط بين قلوب الشعوب وضخ حيوية للتنمية، وجعل أحلام الناس العاديين تتحقق.

المساعدة في تحقيق الأحلام

لاوس، المعروفة باسم "البطارية الكهرومائية في شبه جزيرة الهند الصينية"، غنية بالموارد المائية، لكن بعض المناطق الجبلية النائية فيها تفتقر بشدة إلى الكهرباء، ما يعكر صفو حياة كثير من السكان المحليين.

"قال شايسي: "في طفولتي، كنت أعيش في منطقة جبلية فقيرة بدون كهرباء، وكانت القرية بأكملها مظلمة في المساء. في ذلك الوقت، كنت أحلم بمساعدة مسقط رأسي في الحصول على الكهرباء في المستقبل." أضاف شايسي: "عندما قرأت عن محطة المضايق الثلاثة للطاقة الكهرومائية في الصين، أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم، في كتاب الجغرافيا للمدرسة الإعدادية، فكرت في أن أذهب إلى الصين لتعلم تقنيات الطاقة الكهرومائية، إذا أتيحت لي فرصة، وفي بلادنا لاوس موارد مائية غنية أيضا."

من مرحلة الطفولة إلى الشباب، لم تتبدل مساعي شايسي نحو النور. بعد تخرجه في المدرسة الثانوية، تم إرساله إلى المعهد الفني لصيانة النهر الأصفر في الصين بفضل نتيجته الممتازة في الامتحان. كان لطلاب محافظة شايسومبوون ثلاث منح دراسية مجانية فقط، وفاز شايسي بواحدة منها.

بعد تخرجه في المعهد، نال شايسي فرصة عمل في محطة نام فاي للطاقة الكهرومائية لمجموعة شمال الصين الصناعية، وعمله الرئيسي هو ضمان تشغيل معدات محطة الطاقة الكهرومائية. كما تم تكليف زوجته بالعمل في المحطة، كطاهية مساعدة في المطبخ. قال شايسي: "الآن، ليس فقط قريتنا، بل محافظة شايسومبوون بأكملها لديها إمدادات كافية من الكهرباء." وأضاف أن مجموعة شمال الصين الصناعية قامت أيضا ببناء قرية جديدة للمهجّرين من السكان المحليين الذين يعيشون في منطقة المحطة، وبنت منشآت عامة مثل الطرق والأسواق والمحطات والمستشفيات والمدارس إلخ، وساعدت في تدريب القرويين على مهارات مختلفة مثل النسيج وتربية الحيوانات لزيادة دخلهم. قال شايسي إن حياة الجميع الآن تحسنت إلى درجة لم يتخيلوها من قبل.

بمساعدة الشركات الصينية، تطورت عملية بناء الطاقة الوطنية في لاوس بشكل سريع، ولكن لا تزال هناك بعض المناطق الجبلية النائية تفتقر إلى إمدادات الطاقة، ويأمل شايسي أن يتمكن من الاستمرار في العمل في محطة الطاقة الكهرومائية لتغيير هذا الوضع.

يعد مشروع محطة نام فاي للطاقة الكهرومائية لمجموعة شمال الصين الصناعية مشروعا هاما للتعاون الاقتصادي بين الصين ولاوس منذ طرح مبادرة "الحزام والطريق"، ويعد المشروع معلما تاريخيا في تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ولاوس. بدأ تشغيل هذه المحطة رسميا في نوفمبر عام 2017، باستثمار إجمالي قدره 218 مليون دولار أمريكي، وتبلغ قدرة توليد الكهرباء للمحطة 86 ميغاوات، وتبلغ قدرة توليد الكهرباء 419 مليون كيلووات/ الساعة سنويا. حاليا، تدخل الكهرباء المولدة من هذه المحطة في شبكة الكهرباء الوطنية في لاوس، وتوفر هذه المحطة إمدادات الطاقة الكهربائية المستقرة للمناطق الاقتصادية المركزية في لاوس.

تأجيج حلم الثراء

خلال بناء مبادرة "الحزام والطريق"، تتبع الشركات الصينية مبدأ "تقاسم المنافع من خلال التشاور المتبادل والتعاون المشترك"، والوفاء بمسؤولياتها الاجتماعية وتقديم المساعدة العملية من أجل نفع السكان المحليين.

تون تون، البالغ من العمر سبعة وثلاثين عاما، شاب من منطقة لتبادونغ في شمال غربي ميانمار. قال: "منذ بدء عمل مشروع بناء منجم النحاس في لتبادونغ، أصبحت حياة السكان المحليين أفضل فأفضل".

منجم النحاس في لتبادونغ مشروع موارد كبير تستثمره وتطوره شركة وانباو للتعدين التابعة لمجموعة شمال الصين الصناعية، باستثمارات إجمالية أكثر من مليار دولار أمريكي، وتبلغ دورة الإنتاج له ثلاثين عاما، وهو من المشروعات النموذجية لـ"الحزام والطريق".

قال تون تون: "كل بيوت القرية أنشأتها شركة وانباو، وقد استخدم القرويون هنا الكهرباء ومياه الصنبور لأول مرة، كما وفرت الشركة لنا فرص العمل." في الماضي كان القرويون المحليون يعتمدون في حياتهم على الزراعة، ولم يكسبوا إلا قليلا من الأموال كل سنة.

بعد دخول شركة وانباو منطقة لتبادونغ، بذلت جهودا كبيرة لتحسين حياة القرويين المحليين، حيث خصصت تمويلا لبناء قرية جديدة للمهجرين من القرويين المحليين الذين يعيشون في منطقة المنجم، وحلت مشكلات إمدادات الكهرباء والمياه والتوظيف، وساعدت القرويين في إنشاء سلسلة من المشروعات المتوسطة والصغيرة الحجم، مثل فريق النقل وفريق البناء ومصنع الأنابيب الأسمنتية وقاعدة تربية المواشي، وغيرها.

من أجل مساعدة القرويين على اكتساب المزيد من المهارات، أقامت شركة وانباو سلسلة من الدورات التدريبية الفنية مثل دورات قيادة السيارات وتربية الحيوانات، واشترت معدات صغيرة مثل مكابس الزيت، لدعم وتشجيع القرويين على بدء أعمال خاصة بهم.

قال تون تون: "اكتسبت المهارة والتقنية من الدورات التدريبية لشركة وانباو، كما يمكنني الآن أن أمارس عملا تجاريا خاصا، فتتحسن حياتي يوما بعد يوم." وفي عام 2017، أنشأ تون تون شركة خاصة له تعمل في مجال نقل البضائع والمقاولات الهندسية. اليوم، لديه شاحنتان ورافعتان وعدد من سيارات الدفع الرباعي. قال إن الأمر يبدو وكأنه حلم.

من أجل مساعدة القرويين المحليين على التخلص من الفقر، أطلقت شركة وانباو عددا من المشروعات، منها بناء مصنع للطوب ومصنع لتنقية المياه ومصنع لصنع أعمدة التلغراف ومزارع للدجاج ودفيئات للخضراوات. تنفيذ هذه المشروعات يساعد الفقراء المحليين على أن يعيشوا حياة مزدهرة ويتضاعف دخلهم.

التبادل الثقافي يقرب المسافة بين القلوب

في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، أصبحت المسافة بين الصين والعالم أقرب، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي مع الدول الشريكة، أصبحت التبادلات في التعليم والثقافة نشيطة بشكل متزايد.

في يونيو 2012، تعرفت المؤسسة الصينية للسلام والتنمية على أحوال مدرسة متداعية في محافظة تشانثابولي في مدينة فينتيان في لاوس، فقررت المؤسسة على الفور تدشين مشروع دعم لتجديد هذه المدرسة.

قال ياو يو ون، الذي قاد مشروع الدعم: "خصصت المؤسسة تمويلا لإنشاء بناية للتدريس من طابقين على مساحة 800 متر مربع في الموقع الأصلي للمدرسة في عام 2012. وفي مارس عام 2013، من أجل تحسين ظروف التدريس، خصصت المؤسسة تمويلا لتقديم البرامج التعليمية الصينية وشراء الأدوات المدرسية، بالإضافة إلى بناء مسكن للمعلمين.

في مايو عام 2013، انتقل المعلمون والطلاب إلى المدرسة الفسيحة والمشرقة التي تم بناؤها بتمويل من المؤسسة. قال السيد ياو، إن ظروف التدريس في المدرسة ومنشآتها وصلت إلى المستوى الرائد المحلي، وبالتالي فقد أدرجت مدينة فينتيان هذه المدرسة ضمن "المدارس النموذجية" و"المدارس الجميلة".

كما ترسل المؤسسة الصينية للسلام والتنمية معلمين متطوعين صينيين إلى المدرسة، لتعزيز التبادلات التعليمية والثقافية بين الصين ولاوس.

التحقت لين جيه يو، معلمة متطوعة عمرها 23 عاما، بالمدرسة في عام 2018. ويمكنها دائما تحويل حصص الدروس الصينية المملة إلى تفاعلات جذابة وديناميكية. قالت لين: "عندما أدرس بعض الكلمات الصينية الجديدة، أقوم بطباعة صور كل هذه الكلمات مسبقا. استنادا إلى هذه الصور، يفهم الطلاب معاني هذه الكلمات بسهولة. هذا الأسلوب التعليمي يمكن أن يحفز نشاط الطلاب في التعلم."

لا تتحمل لين وياو مسؤولية تدريس اللغة الصينية فحسب، وإنمأ أيضا يساعدان الطلاب على تعلم المزيد عن الثقافة التقليدية الصينية.

خلال التفاعل بين المعلمين والطلاب المحليين، تعرف المعلمان الصينيان تدريجيا على عادات وثقافة لاوس، ويفهمان أن التفاعل الثقافي المتبادل يمكن أن يقرب المسافة بين قلوب الشعوب، وأنه بالمزيد من التواصل مع السكان المحليين يفهمان هذا المبدأ أكثر وأعمق.

قالت لين: "التبادل التعليمي والثقافي في إطار مبادرة "الحزام والطريق" ليس تدفقا ثقافيا في اتجاه واحد، بل هو تواصل ثنائي الاتجاه، وغرض التبادل التعليمي والثقافي هو تكوين نمط إنساني للتفاهم والاحترام المتبادل بين الشعوب في الدول الشريكة لـ"الحزام والطريق". وأضافت: "التفاهم الثقافي هو الذي يتيح إمكانيات غير محدودة للتواصل والتعاون".

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4