ملف العدد < الرئيسية

طريق ميديا إلى "التصنيع الذكي"

: مشاركة
2019-04-03 11:09:00 الصين اليوم:Source جياو فنغ:Author

في عام 2018، احتلت مجموعة ميديا، عملاق صناعة الأجهزة المنزلية في الصين، المرتبة الثالثة والعشرين بعد الثلاثمائة في قائمة مجلة فورتشن الأمريكية لأقوى خمسمائة شركة على مستوى العالم، بعد أن ظهرت المجموعة في تلك القائمة للسنة الثالثة على التوالي. لم تعد مجموعة ميديا تصنف نفسها حاليا ضمن المصنعين التقليديين، بل تضع موقعها الإستراتيجي في التطور إلى "مجموعة تكنولوجيا عالمية"، وبدء تحويل وترقية نفسها إلى المصنع الذكي.

السياسات تتيح مساحة لتتطور

أنشئت ميديا في حي شونده بمدينة فوشان في مقاطعة قوانغدونغ عام 1968. كانت في البداية تنتج أغطية القارورات البلاستيكية. في عام 1980، بدأت في إنتاج المراوح الكهربائية.

في عام 1990، تم تأسيس بورصة شانغهاي وبورصة شنتشن، كل على حدة، مما كشف الستار عن إنشاء سوق المال الصينية. في نوفمبر عام 1993، أدرجت ميديا بنجاح في بورصة شنتشن، وأصبحت أول مؤسسة على مستوى البلدة في الصين تدرج في البورصة بعد إعادة هيكلتها. عبر التمويل من سوق الأوراق المالية، حققت ميديا نموا سريعا، فزاد دخل الأعمال الرئيسية لها من 487 مليون يوان في عام 1992 إلى 5ر2 مليار يوان في عام 1996، وبذلك أصبحت من أكبر شركات الأجهزة المنزلية في الصين في ذلك الوقت. حتى نهاية إغلاق سوق الأسهم في 6 مارس عام 2019، بلغ إجمالي القيمة السوقية لمجموعة ميديا 5ر323 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات)، لتحتل المرتبة الثالثة والعشرين بين أكثر من الثلاثة آلاف وستمائة شركة المدرجة في بورصة شانغهاي وبورصة شنتشن.

قال لي جين بوه، عضو المجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني ومدير مركز الإبداع لمكيفات الهواء المنزلية بمجموعة ميديا: "خلال الأربعين سنة الماضية، تحولت ميديا من مؤسسة على مستوى البلدة إلى مؤسسة على المستوى العالمي بدعم من سياسات البلاد. إن بيئة سياسات الإصلاح والانفتاح خلقت مساحة للتطور المزدهر لمجموعة ميديا."

التغيير طريق النجاح

في أواخر ثمانينات القرن الماضي، أصبحت سوق المراوح الكهربائية مشبعة على نحو متزايد، وبدأت ميديا أول عملية ترقية صناعية لها، فتحولت إلى تطوير مكيفات الهواء. ومع ذلك، فإن أكثر ما يلفت الانتباه في السوق الصينية السريعة النمو هو أن الدورة الصناعية قصيرة وأن عملية الترقية الصناعية سريعة. وبعد عشر سنوات فقط، شهدت صناعة مكيفات الهواء تراجعا. فبدأت ميديا تحولا آخر على أساس استقرار العمل الرئيسي لمكيفات الهواء والمراوح الكهربائية، وبدأت عملية التنويع بإنتاج الأجهزة المنزلية الصغيرة، لتصبح مؤسسة شاملة لتصنيع الأجهزة المنزلية.

في الوقت نفسه، بدأت ميديا في تطوير تدويل المؤسسة. في تسعينات القرن الماضي، تعاونت ميديا مع شركات معروفة مثل توشيبا اليابانية وسانيو اليابانية وميروني الإيطالية لدخول قطاع مكيفات الهواء التجارية ومولدات الكهرباء وأفران الميكروويف وموزعات المياه وأواني طبخ الأرز، وغيرها. في عام 1998، استحوذت ميديا على مصنع توشيبا لإنتاج ضاغط تكييف الهواء في الصين، فدخلت بذلك قطاع إنتاج المكونات الجوهرية لمكيفات الهواء.

في عام 2016، استحوذت ميديا على شركة كيوكا الألمانية للروبوتات، ودخلت رسميا مجال تصنيع الروبوت. في عام 2018، أعلنت ميديا عن دخولها في قطاع الإنترنت الصناعي، مدفوعة بالذكاء الرقمي والاصطناعي، للتحول من شركة لتصنيع الأجهزة المنزلية إلى شركة توفر حلول الإنترنت الصناعي، وصولا إلى إتمام التحول الرائع من التصنيع التقليدي إلى التصنيع الذكي.

تشكيل القدرة التنافسية الجوهرية من خلال الابتكار

السعي وراء الابتكار هو الجين الذي يتدفق في دماء مجموعة ميديا. في أوائل تسعينات القرن الماضي، كانت ميديا أول مؤسسة على مستوى البلدة في الصين توظف خريجين يحملون شهادة الدكتوراه. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت ميديا منحا دراسية في الجامعات لجذب الأكفاء المتميزين من داخل الصين وخارجها. في الوقت الحاضر، أنشأت ميديا عشرين قاعدة للبحث والتطوير في تسع دول في أنحاء العالم لتعزيز الاختراقات التكنولوجية وتطوير المنتجات الرائدة. وفقا لتقرير الابتكار العالمي لعام 2017، في مجال الأجهزة المنزلية، احتلت ميديا المرتبة الأولى من حيث عدد براءات الاختراع في العالم لمدة ثلاث سنوات متتالية. في عام 2018، استثمرت ميديا 5ر1 مليار دولار أمريكي في البحث والتطوير، وتجاوز عدد مهندسي البحث والتطوير عشرة آلاف فرد.

قال لي جين بوه إن مجموعة ميديا شكلت نظام بحث وتطوير متعدد المستويات. يوجد لكل قسم فيها مركز للبحث والتطوير التكنولوجي، فضلا عن إنشاء معهد البحث المركزي على مستوى المجموعة قبل سنوات عديدة، مما شكل نظام تطوير إبداعي على أربعة مستويات للمنتجات المحددة لكافة أقسام العمل في المجموعة، وهي: دراسة جيل من المنتجات المستقبلية، وتخزين جيل من المنتجات، واكتشاف جيل من المنتجات، وإنتاج جيل من المنتجات. لا ينصب التركيز على تطوير المنتجات على المدى القصير فحسب، وإنما أيضا على بحث اتجاه التطوير التكنولوجي المستقبلي في فترة من الخمس إلى الثماني سنوات المقبلة.

قال لي جين بوه: "الابتكار التكنولوجي هو السبيل الوحيد للتنمية المستدامة للاقتصاد الحقيقي في الصين، وهو أيضا السبيل الوحيد لتحقيق ازدهار البلاد عن طريق تنمية قطاع التصنيع."

اغتنام الفرص في العصر الرقمي

الجيل الخامس من تكنولوجيات الاتصالات النقالة سوف يجلب عصر توصيل الأشخاص والأشياء والبيانات والتطبيقات وأنظمة النقل والمدن في بيئات اتصال ذكية ومترابطة شبكيا. تقوم مجموعة من شركات شبكة الإنترنت بتسريع تخطيط المنازل الذكية، مما يشكل منافسا قويا لشركات الأجهزة المنزلية التقليدية. إن كيفية اغتنام الفرص في العصر الرقمي تعتبر تحديا لجميع قطاعات التصنيع.

في عام 2016، أنشِئت شركة ميكلاود Meicloud المحدودة للتكنولوجيا التابعة لمجموعة ميديا في شنتشن، التي تقدم تكنولوجيا وخدمات الحوسبة السحابية. تستخدم هذه الشركة البيانات الكبيرة لإنشاء وتحسين المنتجات وترويج المبيعات وتحسين خدمات ما بعد البيع، مما يحقق مرة أخرى ترقية القوى الإنتاجية. على سبيل المثال، تم إدخال نظام "C2M"، الذي يمكن العميل من حجز الغسالات الشخصية مباشرة في متجر على الإنترنت، ويمكنه تتبع عملية الإنتاج والتسليم بأكملها. إن تحسين تجربة المشترين وإنشاء ميديا الرقمية وتحقيق الرقمنة في كل سلسلة القيمة اتجاها مستقبليا لمجموعة ميديا.

قال لي جين بو: "قطاع الصناعة هو أكبر قطاع في الصين، وأساس تحقيق تحديث البلاد. خلال الأربعين سنة الماضية من الإصلاح والانفتاح، تطورت الصين من بلد ذي قاعدة صناعية ضعيفة إلى بلد صناعي كبير. أنا شهدت بصفتي موظفا في ميديا قفزة التطور الصناعي الصيني في العقود القليلة الماضية، وطالما ثابرنا على الإصلاح والانفتاح، سيظهر المزيد من الشركات مثل ميديا، لتجلب منتجات "صنع في الصين" إلى العالم.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4