ملف العدد < الرئيسية

مسيرة نهضة شركة في غربي الصين

: مشاركة
2019-04-03 11:07:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

تأسست شركة ووتشونغ المحدودة للآلات وأجهزة القياس في عام 1959 بمدينة شانغهاي، ثم انتقلت إلى منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي في عام 1964. قبل خمس وخمسين سنة، تم إنشاء الشركة بتكلفة بلغت عشرين ألف يوان، ثم أصبحت بعد ذلك شركة مملوكة للدولة مشهورة في غربي الصين. بسبب التنافس في السوق الصينية، كانت الشركة تواجه الإفلاس في السابق. في عام 2009، تحولت الشركة إلى الشركة الخاصة  الأكثر قدرة على التطور في غربي الصين، بالاعتماد على الابتكار المستقل. قال ما يوي شان، رئيس الشركة: "مع استعراض مسيرة التنمية واكتساب الخبرة، فإنه من الأفضل ألا نقول إن شركتنا ولدت من جديد، بل نقول إنها أكملت ثورة الجودة في "صنع في الصين". وطريقنا لتحقيق النجاح بسيط، هو أننا ثابرنا وتمسكنا بالابتكار والإدارة الدقيقة خلال السنوات الماضية."

وأضاف ما يوي شان: "يجب على الشركات الخاصة التي لا تديرها الدولة أن تخلق القوة المحركة بنفسها من أجل دفع تنميتها وتطورها. وهي عملية تشبه عملية تكون الدم في الجسم؛ فالناس لا يتمتعون بصحة جيدة عن طريق نقل الدم، بل بالاعتماد على صحة تكون الدم. لذا، تعتبر القوة المحركة أساس الشركة من أجل مواجهة المنافسة في الأسواق، والابتكار هو الوسيلة الوحيدة لتنميتها."

الوقت العصيب في مسيرة شركة ووتشونغ للآلات وأجهزة القياس

استذكر ما يوي شان الصعوبات التي واجهت الشركة قائلا: "عندما انتقلت شركة ووتشونغ للآلات من شانغهاي إلى نينغشيا عام 1964، لم يكن لديها سوى أقل من خمسمائة موظف من شانغهاي وعشرين ألف يوان من رأس المال."

بين الستينات والسبعينات من القرن العشرين، كانت شركة ووتشونغ للآلات وأجهزة القياس هي الشركة الأولى في الصين التي تقوم ببحث وتصنيع تقنية صمام الإغلاق الهيدروليكي والصمام الكروي. كانت منتجاتها، في ثمانينات القرن العشرين، تلقى إقبالا كبيرا ولا تكفي الطلب عليها، وتغطي 20% من السوق الصينية. في عام 1997، كانت الشركة أول شركة تحصل على شهادة من قبل وزارة صناعة الآلات الصينية حينذاك والمنظمة الدولية لتوحيد المقاييس.

لم يستمر تطور الشركة على ما يرام. قال ما يوي شان: "تحولت الصين من الاقتصاد المخطط إلى الاقتصاد الحر في تسعينات القرن العشرين. في تلك الفترة، تطورت الشركة من دون تفكير أو تخطيط واتبعت اتجاه السوق بشكل أعمى." كانت الشركة تستثمر في مجالات الأجهزة الطبية والأجهزة الكهربائية وغيرها من المعدات والآلات دون إجراء بحوث متعلقة بالسوق سعيا إلى اتباع اتجاه الاقتصاد الحر، مما أدى إلى خسارتها ملايين اليوانات سنويا. بعد عام 2002، وفي ظل الخسارات المتتالية، كانت الشركة لا تستطيع تدبير ودفع أجور الموظفين؛ وقد استقال الكثير من التقنيين من مناصبهم ووظائفهم. آنذاك، لم يبق في الشركة سوى أقل من عشرة تقنيين وثلاثة موظفين مسؤولين عن المعلوماتية ظلوا يعملون فيها حتى عام 2006. ما زاد الوضع سوءا، هو انحدار مستوى جودة الصمام الصيني واحتكار الصمام الأجنبي ذي الجودة العالية جميع الأسواق".

وصف ما يوي شان، مدير الشركة المسؤول عن التكنولوجيا آنذاك، أحوال تلك الفترة قائلا: "لا أنسى خيبة الأمل والحزن الذي كان يخيم على وجوه الموظفين. فقررت الخروج من هذه المحنة وتجاوز الصعوبات بالتعاون مع الموظفين بدلا من انتظار إعلان إفلاس الشركة."

يعتقد ما يوي شان أن الابتكار هو الوسيلة الوحيدة لتنمية الشركة. قال: "كيف أقوم بإدارة الشركة بدون أموال؟ ما يمكنني فعله هو مطالبة التقنيين بابتكار التكنولوجيا ومطالبة الموظفين المسؤولين عن المعلوماتية باستخدام تكنولوجيا المعلومات في إدارة الشركة. لأن هذين الأمرين لا يتطلبان تكاليف إضافية. لم أُفكّر حينها في زيادة كمية المنتجات وتحسين جودتها وتنوعها بسبب نقص الموظفين والأموال." بعد بذل كل جهوده في ابتكار التكنولوجيا وتعزيز المعلوماتية بمساعدة التقنيين والموظفين، وجني ثمار تعبه، أدرك ما يوي شان أن ما فعله هو الابتكار الحقيقي. قال: "الابتكار الحقيقي يشمل ابتكار المنتجات والابتكار الإداري. يشير الابتكار الإداري إلى تحسين مستوى إدارة الشركة عن طريق المعلوماتية، وذلك يعتبر بمثابة نموذج أولي للتصنيع الذكي أيضا."

في عام 2009، قامت شركة ووتشونغ للآلات وأجهزة القياس بإصلاح نظامها تحت قيادة ما يوي شان سعيا إلى تحويل نظامها من شركة مملوكة للدولة إلى شركة خاصة لا تخضع لإدارة الدولة وتنمية منتجاتها وابتكارها. ثم ركزت الشركة اهتمامها على اختراع الصمامات الراقية وتنميتها تحت دفع ودعم الحكومة المحلية والوزارات المعنية وبالأموال المتبقية لديها.

اختراع وابتكار منتجات التكنولوجيا الفائقة

بعد إصلاح نظام وإدارة شركة ووتشونغ للآلات تحت قيادة ما يوي شان، أصبحت الشركة تضع الابتكار في المقام الأول، وبدأت تتعاون مع الجامعات الصينية ومعاهد البحوث المشهورة سعيا إلى اختراع وابتكار منتجات ذات محتوى تكنولوجي رفيع وعالي المستوى. قال ما يوي شان: "نحرص على تطبيق تلك التكنولوجيا في منتجاتنا بشكل فعال. لذلك، نجحنا في فتح السوق وتنويع فوائد المنتجات، لذا، فإن التكنولوجيا العالية المستوى قد قدمت لنا الأساس الأقوى في مسيرة الابتكار والتنمية."

أُتيحت لشركة ووتشونغ للآلات وأجهزة القياس فرصة نادرة في عام 2014. تعطلت آلة التغويز (تحويل الفحم إلى غاز) في مجموعة شينهوا لصناعة الفحم بمنطقة نينغشيا بسبب جودة الصمام المستورد. وفي ظل تلك المشكلة، كان على المجموعة اللجوء إلى حل سريع وناجع، فإذا قررت انتظار الخبراء الأجانب المختصين لترميم الأجهزة، فإن ذلك الإجراء لن يستغرق وقتا طويلا وأموالا كثيرة فحسب، وإنما أيضا لن يستطيع هؤلاء الخبراء ضمان سلامة صيانة الأجهزة. وصف ما يوي شان تلك الحادثة قائلا: "في ظل تلك المشكلة، التزمت شركتنا بتنفيذ مشروع صيانة وترميم أجهزة مجموعة شينهوا لصناعة الفحم. استغرق العمل عشرين يوما لتحليل العيوب والخلل في الصمام وصيانة كل المكونات." بعد ذلك، بدأ ما يوي شان التعاون مع مجموعة شينهوا في مجال الصمامات. قال ما يوي شان: "أخيرا، أصبحنا شريك المجموعة بعد تنافس شديد مع الشركات الممتازة الأخرى."

أشار ما يوي شان إلى أن شركة ووتشونغ للآلات وأجهزة القياس حصلت على تلك المنجزات، ومنها ما حققناه بالتعاون مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري وغيرها من المؤسسات المعروفة، بفضل التكنولوجيا المتقدمة. قال: "سعر الصمام من إنتاج شركتنا هو ربع سعر الصمام الأجنبي، وعمر خدمتها أطول مرتين من المنتجات الأجنبية، وبفضل التعاون مع شركتنا تمكنت مجموعة شينهوا لصناعة الفحم من توفير مليار يوان من تكاليف مشروع تحويل الفحم إلى سوائل سنويا. هذا هو السبب الأساسي الذي جعل المؤسسات والمجموعات المشهورة تختار شركتنا للتعامل معها."

فتح الأسواق الخارجية

لم يكن هدف ما يوي شان وشركته هو التطور في السوق الصينية فحسب، وإنما أيضا الحصول على منجزات ومكاسب كبيرة في الأسواق الخارجية.

قال ما يوي شان: " تقدم شركة ووتشونغ للآلات وأجهزة القياس أكثر من ألف وثلاثمائة صمام تحكم لمصنع بندر عباس لتكرير النفط في إيران من خلال الممر الاقتصادي بين الصين ووسط آسيا وغربي آسيا، وتتعاون مع شركة باسف (BASF) (واحدة من أقوى 500 شركة بالعالم) وأصبحت مورد الصمامات لها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتشارك في بناء مشروعات صمامات منصات الحفر للنفط والغاز في الخارج، مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري."

 في السنوات الماضية، نجحت شركة ووتشونغ للآلات وأجهزة القياس في فتح أسواق إيران وباكستان والبرازيل وجنوب أفريقيا وغيرها من أكثر من عشر أسواق خارجية بواسطة الابتكار والتعاون العالمي.

في عام 2015، استثمرت شركة ووتشونغ للآلات وأجهزة القياس ثلاثة مليارات يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات) في مشروع منطقة ووتشونغ للأتمتة في الصين لبناء منصة تحتوي على المعالجة الرقمية وتجميع الآلات والخدمات اللوجستية وإجراء الفحص. كما تقوم الشركة بتعيين الخبراء الأجانب لإجراء البحوث حول منتجات الصمام ذات الجودة العالية، مما يسد بعض الفجوات الموجودة في مجال الصمامات في الصين.

خلال السنوات العشر الماضية، عملت شركة ووتشونغ للآلات وأجهزة القياس على ابتكار واختراع التكنولوجيا، واستثمرت حوالي ثمانين مليون يوان في مجال التكنولوجيا سنويا، منها خمسون مليون تُستخدم للبحوث. يمكن القول إن الابتكار يقدم القوة المحركة لشركة ووتشونغ للآلات وأجهزة القياس من أجل الخروج من المشكلات وتحقيق التنمية ذات الجودة العالية وإذكاء حيوية الشركة.

قال ما يوي شان: "في الحقيقة، أشار الرئيس شي جين بينغ في المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي الصيني إلى القوة المحركة في الابتكار. لقد استفدنا من الابتكار ولا نزال نجني ثماره، لأننا بدأنا العمل في هذا الصدد في وقت مبكر مقارنة مع المؤسسات الأخرى. في ظل الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتعزيز الابتكار والتطوير، ستستغل شركتنا بالتأكيد فرصة التطوير وتحقق الحد الأقصى لقيمة التطوير للشركة."

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4