قد تقرأ هذه المقالة على شاشة هاتف نقال، ومن الممكن جدا أن تكون الشاشة أمام عينيك من إنتاج شركة لينس تكنولوجي (Lens Technology).

لينس تكنولوجي حاليا هي أكبر شركة في العالم موردة للألواح الزجاجية ذي وظيفة التحكم باللمس، وتحتل أكثر من 50% من الأسواق العالية المستوى في العالم، ومن بين عملائها شركة آبل وشركة سامسونغ وشركة هواوي وشركة أوبو وشركة فيفو وغيرها من ماركات الهاتف النقال.

سيدة أعمال ابنة العصر

مع تيار التنمية الاقتصادية في أواسط وأواخر ثمانينات القرن الماضي، خرج عدد كبير من الفلاحين من الريف ودخلوا إلى الحضر للعمل، فتشكلت مجموعة من العمال- الفلاحين من طراز جديد، وكانت تشونغ تشيون واحدة منهم.

جاءت تشو تشيون فيّْ من قرية جبلية صغيرة في دائرة مدينة شيانغشيانغ بمقاطعة هونان، ووصلت إلى شنتشن للعمل عندما كان عمرها تسع عشرة سنة فقط. كان أول عمل لها هو تصنيع زجاج الساعة، حيث أتقنت كل الحلقات للعملية الفنية البسيطة خلال وقت قصير. أرادت أن تستقيل من العمل لأنها لم تجد فيه مجالا لتعلم ورفع مستوى عملها، ولكنها حظيت بفرصة للترقية إلى منصب أعلى. لم تتوقع أنها لن تجد أحدا يعلمها التقنيات التي يحتاج العمل الجديد إليها، فاستعارت كتابا حول طباعة الشاشة الحريرية من زميلها لتتعلم وتعمل في آن واحد، فدخلت المصطلحات الصناعية الغريبة مثل الشبكات المحبوكة والفيلم الموجب والفيلم السالب وغيرها إلى حياتها. خلال تلك الأيام، كانت تشو تشيون فيّْ تتمرن طول الليل لإتقان التفاصيل التقنية.

في عام 1993، استقالت تشو تشيون من العمل لتأسيس مشروع خاص لها، وتطورت قضيتها من معمل عائلي إلى شركة مسجلة في البورصة، ومن ثمانية أشخاص في البداية إلى أكثر من مائة ألف شخص حاليا، وتوسع مجالها من زجاج الساعة إلى المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية، وامتد نطاق أعمالها من الصين إلى العالم. بفضل ريادتها في بحث وتطوير التقنيات، اُدرجت شركة LENS في قائمة أقوى خمسمائة مؤسسة خاصة صينية لست سنوات متتالية. وفي قائمة هورون العالمية للسيدات الثريات اللاتي بدأن قضيتهن من الصفر لعام 2018، أصبحت تشو تشيون في البالغة من العمر 48 سنة، أنجح سيدة أعمال في العالم بثروتها البالغة 5ر61 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات). عندما تحدثت عن تجربة تجاحها، قالت تشو تشيون في إن نجاحها يرجع إلى طبيعتها التي ترفض الاستسلام للهزيمة وسياسة الإصلاح والانفتاح للبلاد التي أتاحت لفتاة فقيرة مثلها أن تنهض، وإلى العصر الذي ربىّ سيدات أعمال مثلها.

مع الألقاب اللامعة المتعاقبة مثل "أنجح سيدة أعمال في العالم" و"ملكة شاشة اللمس"، قالت تشو تشيون فيّْ: "تلك أرقام مكتوبة على الورق فقط، ما زلت أود أن أفعل ما أريده وهو الأمور الصالحة لتنمية البلاد والمجتمع والمؤسسة الاقتصادية. وتاريخ تطور شركة لينس تكنولوجي هو تاريخ نضال التغيير من خلال الابتكار."

مؤسسة اقتصادية ذات أكبر قوة ابتكار

في عام 2001، استبدلت شركة لينس تكنولوجي الزجاج الأكريليكي التقليدي على شاشة الهاتف النقال باللوح الزجاجي للساعة، مما زاد من شفافية شاشة الهاتف النقال ومقاومتها للحك. أثار هذا الابتكار التقني ثورة في قطاع الهاتف النقال.

مع ازدياد عدد الزبائن وكمية الطلبيات في عام 2006، لم تكن الورش التي استأجرتها شركة لينس تكنولوجي في شنتشن وقدرة إنتاجها تسد الطلب المتزايد على المنتجات، فنقلت تشو تشيون في مؤسستها إلى مسقط رأسها في مقاطعة هونان، فأصبحت شركة لينس تكنولوجي دافعا كبيرا للضرائب في مقاطعة هونان، وجلبت أكثر من ألف مؤسسة تصنيع مع سلسلة إنتاجها إلى تلك المقاطعة.

في صباح الرابع من نوفمبر عام 2013، قام الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ بزيارة استطلاعية لشركة لينس تكنولوجي، حيث أعرب عن تقديره للمنتجات التي حققتها هذه الشركة في تطوير المنتجات وفتح الأسواق.

انتهازا لفرصة زيارة الأمين العام شي جين بينغ، حددت الشركة الأهداف الإستراتيجية للإصلاح والابتكار، وهي: تقديم الطلب للموافقة على إنشاء مركز أبحاث التقنيات الهندسية بمقاطعة هونان التابع لشركة لينس تكنولوجي، سعيا إلى إدراج الموضوعات العلمية والتكنولوجية الهامة في الخطة العلمية والتكنولوجية على مستوى المقاطعة أو المستوى الوطني؛ وإنشاء منظومة إدارة الملكية الفكرية وإكمال بنائها، وإنجاز تقديم طلب لأكثر من مائة براءة اختراع كل سنة؛ وتعزيز التعاون والتبادلات الخارجية وإنشاء مركز أبحاث مشروع الروبوت التابع للشركة وتركيز القوة على رفع مستوى تطبيق الإنتاج الأوتوماتيكي.

في عام 2015، قررت شركة لينس تكنولوجي أن تستثمر في مشروع لإنتاج زجاج الياقوت الأزرق الاصطناعي والزجاج ثلاثي الأبعاد، ولكن ذلك أدى إلى شكوك واعتراضات من حاملي السهم. حاولت تشو تشيون فيّْ جاهدة أن تفند آراء غيرها ونجحت في تشغيل هذا المشروع. الآن، أصبح هذا المشروع القوة التنافسية لشركة لينس تكنولوجي، وجلب أرباحا هائلة للشركة.

تفهم تشو تشيون فيّْ أن المخاطر ترافق الابتكار. عندما استعرضت قرارها في ذلك الوقت، قالت إن ذلك الاستثمار المستقبلي الذي أجرته الشركة كان على أساس تقدير الشركة لحاجة التقنيات والسوق في المستقبل. أضافت: "اقتصاد الملكية الخاصة هو القوة الجديدة الناشطة في تحول نمط الاقتصاد والارتقاء بمستواه والقوة الرئيسية للابتكار وريادة الأعمال. إن الابتكار يتعلق بتطور المؤسسة الاقتصادية." وتوقعت أن يواصل مشروع تصميم لوح الموبايل المصنوع من الياقوت الأزرق الاصطناعي والزجاج المزدوج المساعدة في زيادة إنجازات شركة لينس تكنولوجي في المستقبل.

حاجة الزبائن هي مصدر الابتكار لشركة لينس تكنولوجي. الآن، تجاوز استثمار شركة لينس تكنولوجي في البحث والتطوير أكثر من 6% من دخلها التجاري كل سنة. حتى عام 2018، حصلت شركة لينس تكنولوجي على ترخيص 1173 براءة اختراع، منها 123 براءة اختراع في مجال الإلكترونيات البازغة مثل الزجاج الثلاثي الأبعاد ولوح الياقوت الأزرق الاصطناعي ولوح الخزف، و12 براءة اختراع معتمدة دوليا، وقد احتلت شركة LENS المرتبة الأولى في مجالها من حيث عدد البراءات الصادرة.

قالت تشو تشيون فيّْ، "أرجو أن تتمتع شركتي بقدرة ابتكارية أكبر." من زجاج الساعة إلى زجاج الشاشة، حققت شركة لينس تكنولوجي الابتكار في مجال تطبيق الزجاج؛ ومن الزجاج الثنائي الأبعاد والزجاج الثنائي والنصف الأبعاد إلى الزجاج الثلاثي الأبعاد، حققت شركة لينس تكنولوجي الابتكار في التقنيات؛ ومن الزجاج العادي إلى الياقوت الأزرق ومادة الخزف، حققت شركة لينس تكنولوجي الابتكار في المواد الخام؛ ومن التصنيع التقليدي في السابق إلى المعدات المؤتمتة بالكامل قطعت شركة لينس تكنولوجي مسيرة جديدة كل الجدة لتنمية هذه الصناعة. وفي السنوات الأخيرة، تواصل شركة لينس تكنولوجي السير على طريق تحويل النمط والارتقاء بالمستوى، ولم تتوقف قط.

مواصلة الابتكار

التنمية السريعة للقطاع الذكي تدفع تحويل المؤسسات الاقتصادية لنمطها والارتقاء بمستواها. منذ عام 2016، بدأت شركة لينس تكنولوجي البحث والتطوير والإنتاج بشكل مستقل للروبوت الصناعي وتجهيزات الصنع الذكي وقامت بالإصلاح الذكي للخطوط الإنتاجية التقليدية، فبعد أن كان يعمل أكثر من مائتي شخص في ورشة طباعة الشاشة الحريرية التقليدية، صار يعمل ثلاثة أو أربعة أشخاص في الورشة بعد تنفيذ استبدال العمال بالروبوت.

دخل الاقتصاد الصيني مرحلة جديدة لتحويل النمط والارتقاء بالمستوى والتنمية المرتفعة الجودة، أما اقتصاد الملكية الخاصة، فهو القوام الهام لدفع التنمية المرتفعة الجودة للاقتصاد الصيني. قالت تشو تشيون فيّْ، "ستواصل شركة لينس تكنولوجي تحقيق التنمية العالية الجودة من خلال دفع بحث وتطوير التقنيات وأتمتة الإنتاج وإبداع نمط الإدارة وغيرها من الطرق."

تؤمن تشو تشيون فيّْ أن التقنيات المحورية المفتاحية هي النقطة الهامة الإستراتيجية لكل هذا القطاع الصناعي وتقرر قيمة المنتجات النهائية وتكون دعما قويا لقطاع التصنيع. إن الاستثمار المستمر الثابت لشركة لينس تكنولوجي في بحث وتطوير التقنيات، جعل الشركة تتقدم في تنفيذ إنتاج المواد الجديدة والتقنيات الجديدة والمنتجات الجديدة والمشروعات الهامة وإستراتيجية أتمتة الإنتاج بخطوات ثابتة، كما أصبح ضمانا قويا للشركة في تحسين جودة المنتجات ورفع قيمة المنتجات والفوز بثقة الزبائن.

قالت تشو تشيون فيّْ: "مواصلة الابتكار هي مفتاح نجاح شركة لينس تكنولوجي في تحويل نمطها من قطاع التصنيع التقليدي إلى قطاع العلوم والتكنولوجيا العالية، وضمان مواصلة ريادة الشركة لهذا القطاع الصناعي في المستقبل، وسر التنمية العالية الجودة للشركة."