يعد اقتصاد الملكية الخاصة قوة هامة في تشجيع الابتكار والتنمية في الصين. إن مفتاح تعزيز حيوية اقتصاد الملكية الخاصة وتحسين نوعيته في العصر الجديد هو تشجيع تحويل تنمية اقتصاد الملكية الخاصة من الدفع بالعوامل إلى الدفع بالابتكار. إن تعزيز الابتكار وتطوير اقتصاد الملكية الخاصة ليس فقط لتحسين الجودة الشاملة لاقتصاد الملكية الخاصة، ولكن له أيضا أهمية إستراتيجية هامة لتعزيز التنمية الشاملة العالية الجودة للاقتصاد الصيني.

انتهاج طريق جديد مدفوع بالابتكار

في الوقت الحالي، يعد تطور اقتصاد الملكية الخاصة الصيني جيدا بشكل عام، لكنه يواجه أيضا بعض الصعوبات، لعوامل خارجية وأخرى داخلية. ترجع العوامل الخارجية بشكل رئيسي إلى مشكلات النظام والبيئة الخارجية، مما يؤدي إلى ارتفاع التكلفة الإجمالية للمؤسسات الخاصة بسرعة كبيرة وتراجع قدرة الربح. لقد أدركت الحكومات على كافة المستويات في الصين الآثار السلبية المترتبة على ارتفاع التكاليف المالية والأعباء الضريبية الثقيلة وغيرها من القضايا على اقتصاد الملكية الخاصة، واتخذت العديد من التدابير الفعالة لخفض التكاليف وزيادة الثقة للمؤسسات الخاصة. في تقرير عمل الحكومة لعام 2019، أشار رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ إلى أن تخفيض الضرائب بحجم أكبر سيقلل بشكل كبير أعباء رسوم الضمان الاجتماعي للمؤسسات. في عام 2019، وصل الحجم الإجمالي لتخفيضات الضرائب إلى تريليوني يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات). في الوقت نفسه، بُذلت جهود لتخفيف مشكلة صعوبة تمويل المؤسسات ذات الملكية الخاصة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال تقليل نسبة الاحتياطي المطلوب للبنوك التجارية المتوسطة والصغيرة، وتم استخدام جميع الأموال التي تم توفيرها لإقراض المؤسسات الخاصة والمؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر، كما طلب السيد لي من البنوك التجارية الكبيرة المملوكة للدولة أن تزيد حجم الإقراض للمؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر بأكثر من 30% في عام 2019. إن هذه التدابير هي بمثابة "تقديم الفحم في يوم قارس البرد" بالنسبة لتطوير المؤسسات ذات الملكية الخاصة، وبشكل أكبر لمؤسسات التصنيع ذات الملكية الخاصة، وسيعود بالفائدة على الكثير من تلك المؤسسات.

ومع ذلك، على الرغم من الضغط النزولي على الاقتصاد الصيني، استطاعت بعض المؤسسات الخاصة تحدي هذا الاتجاه، مثل شركات علي بابا وتنسنت ولايفتك IFLYTEK، إلخ، التي شهدت توسعا بشكل ثابت ونموا مستقرا ومطردا للمبيعات والكفاءة. إن الابتكار هو مصدر كسب الربح لهذه المؤسسات. لذلك، يمكن القول إن انتقال الاقتصاد الصيني من مرحلة النمو العالي السرعة إلى مرحلة النمو العالي الجودة، لا يتم إلا من خلال تسريع تحويل الطاقة المحركة القديمة الى الجديدة، والقضاء على أساليب الإنتاج والإدارة غير الفعالة، وتعزيز قدرات الابتكار للفوز بمساحة التطوير.

وصل متوسط دخل الفرد في الصين إلى مستوى البلدان المتوسطة الدخل، وفي المرحلة الجديدة من التنمية، تعتمد قدرة المؤسسات على البقاء والتطور بشكل عام على قدرة الابتكار. مع تطور المستوى الاقتصادي، تتزايد تكاليف عوامل الإنتاج (أسعار العمالة والموارد بشكل عام)، ويعتمد نمو الاقتصاد بشكل عام على التقدم التكنولوجي ويتحقق من خلال تحسين الإنتاجية الكلية للعامل. لذلك، لا يمكننا زيادة القيمة المضافة للمنتجات وزيادة إنتاجية العمل، إلا من خلال تحسين قدرة الابتكار للمؤسسات الخاصة وتحقيق التنمية الابتكارية، بحيث يكون معدل نمو الفوائد أسرع من معدل نمو الإنتاج والمبيعات، وبالتالي تعويض التكاليف المتزايدة وتحقيق التنمية على مستوى أعلى.

مواصلة تحسين بيئة الابتكار والتطوير للمؤسسات الخاصة

تحتاج المؤسسات الخاصة إلى زيادة استثماراتها في التكنولوجيا والبحث والتطوير بشكل مستمر، واستخدام التكنولوجيا الجديدة مثل "الإنترنت+" و"الذكاء+" لتحويل إنتاج وتسويق وخدمة المؤسسات، بحيث يتم تحسين جودة المنتج وجودة الخدمة بشكل كبير. وهذا أيضا اتجاه التحول في العديد من المؤسسات الخاصة حاليا.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تبتكر الحكومة باستمرار شكل الخدمة وتحث المؤسسات الخاصة على تعزيز روح المبادرة الجماعية والابتكار. أولا، يجب تسريع عملية تطوير حاضنات رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، وتحسين قدرة الخدمات العامة للمؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر؛ ثانيا، ينبغي تعزيز الخدمات المالية للابتكار والتطوير في القطاع الخاص، وتطوير وتحسين تمويل العلوم والتكنولوجيا، وتشكيل نموذج وآلية لتحقيق التكامل العميق بين الابتكار التكنولوجي والأساليب المالية المختلفة مثل صناديق رأس المال الاستثماري والائتمان المصرفي وضمان التمويل والتأمين على العلوم والتكنولوجيا، لخلق بيئة جيدة للاستثمار والتمويل للمؤسسات الخاصة المتوسطة والصغيرة الحجم. إن مجلس ابتكار العلوم والتكنولوجيا الذي أنشئ مؤخرا، يوفر مزيدا من الفرص لإدراج شركات الابتكار الخاصة في البورصة؛ ثالثا، تشجيع التنمية الابتكارية للمؤسسات الخاصة من حيث حماية واستخدام حقوق الملكية الفكرية. واتخاذ الطرق المختلفة لتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية للمؤسسات الخاصة، مثل استخدام الإنترنت والبيانات الضخمة وغيرها من الوسائل لتتبع مصدر انتهاك الملكية الفكرية والتزوير ورصدهما في الوقت الحقيقي وتحديد هويته عبر الإنترنت، وما إلى ذلك. من أجل رفع قوة ودقة إجراءات المكافحة بشأن انتهاك وخرق حقوق الملكية الفكرية، وخلق بيئة جيدة لممارسة التجارة للمؤسسات الخاصة.

--

وانغ شياو قوانغ، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد في مدرسة الحزب المركزية للحزب الشيوعي الصيني.