ملف العدد < الرئيسية

لي فنغ ده يقود الاقتصاد الجماعي في نانتسون

: مشاركة
2019-02-26 13:22:00 الصين اليوم:Source تشنغ شو بينغ:Author

تجمع نانتسون السكني يقع في شارع جيهو في محافظة يينان التابعة لمقاطعة شاندونغ، ولد في هذا المكان الإستراتيجي الشهير في عصر الممالك الثلاث (220-280)، تشو قه ليانغ. مع أن التجمع السكني قرية مميزة بمواردها وموقعها، كان السائد فيها هو الاقتصاد الريفي المحدود النطاق، وكان الفلاحون يكسبون رزقهم اعتمادا على الزراعة، وكانت المحاصيل الرئيسية هي القمح وفول الصويا والبطاطا الحلوة والذرة والدخن والأرز. في سنة 1978، كان متوسط الدخل السنوي للفرد في القرية 48ر52 يوانا فقط. في عام 1979، كان متوسط ​​إنتاج الحبوب الغذائية لكل مو (الهكتار يساوي 15 مو) 350 كيلوغراما. في ذلك الوقت، كان القرويون يعيشون في بيوت من القش، وكانت طرق القرية كلها ترابية، تتحول إلى طين إذا هطل المطر.

أما اليوم فتجد في تجمع نانتسون بنايات شاهقة، ممتدة على طول شوارع واسعة، نظيفة، تزين الأشجار جوانبها وتجري السيارات فيها، في مشهد يعكس جمال الريف الاشتراكي الصيني الجديد.

في عام 2017، بلغ حجم الأصول الثابتة الجماعية للتجمع السكني أكثر من ملياري يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات)، ووصل حجم الناتج الإجمالي له 98ر1 مليار يوان، وبلغ الدخل الجماعي للتجمع 136 مليون يوان، ومتوسط دخل الفرد الصافي 29 ألف يوان. أصبح نانتسون، ذلك المكان الذي كان متخلفا فقيرا في الماضي، مثالا ونموذجا لبناء الريف الجديد في مقاطعة شاندونغ.

قرار بالغ الأهمية

قال وي جيه، وهو واحد أبناء تجمع نانتسون: "إن دعوة لي فنغ دي للعودة إلى نانتسون كانت قرارا بالغ الأهمية في حياتي". ولد لي فنغ ده في عام 1962 في قرية نانتسون، وانضم إلى الجيش في عام 1980. بفضل مؤهلاته الممتازة في الجيش، أصبح عضوا في الحزب الشيوعي الصيني بعد خمس سنوات. في عام 1985 أنهى لي فنغ ده خدمته العسكرية وعاد إلى قرية نانتسون، فاقترض ستة آلاف يوان من أقاربه، واشترى جرارا وبدأ العمل في مجال النقل، فزاد دخله كثيرا.

في عام 1992، تولى السيد لي منصب مدير مصنع فولي لرمال الكوارتز في محافظة يينان، في وقت كان عدد العاملين في هذا المصنع الصغير نحو ثلاثين فردا فقط. بفضل إدارته الممتازة، حقق المصنع ربحا سنويا للتجمع السكني بلغ 180 ألف يوان. في عام 2000، أسس لي فنغ ده شركة شانيوان لرمال السليكون في مقاطعة شاندونغ. بعد سنوات، صار السيد لي يمتلك عدة شركات يبلغ رأسمالها الثابت أكثر من مائة مليون يوان، وبات رجل أعمال محليا معروفا.

قال السيد لي: "لم أشعر بالتعب في ذلك الوقت." في عام 2005، وبينما كان يريد توسيع نطاق إنتاج شركاته، تلقى طلبا من بعض مسؤولي وممثلي تجمع نانتسون للعودة إلى التجمع وقيادة القرويين على طريق تحقيق الرخاء.

كان وي جيه ضمن هؤلاء الممثلين. قال: "دعوناه إلى ذلك لسببين، أولهما قدرته وثانيهما إحساسه بالمسؤولية الاجتماعية."  تردد لي فنغ ده في قراره كثيرا، برغم أنه تأثره بالأمل والثقة التي منحها له القرويون، ولكن شركته كانت في مرحلة تطور حاسمة. قال السيد لي: "بالإضافة إلى ذلك، فإن إدارة القرية وتشغيل مشروع تجاري شيئان مختلفان. إذا لم أحقق الأهداف، سأخيب آمال القرويين."

قلق السيد لي لم يكن من دون أساس. في ذلك الوقت، كان الاقتصاد الجماعي في قرية نانتسون ضعيفا للغاية، وكانت ديون القرية كبيرة. جاء إليه أكثر من عشرة قرويين مسنين وهم أعضاء في الحزب الشيوعي الصيني لإقناعه بالعودة قائلين: "أنت غني بالفعل، ولكن معظم أبناء موطنك فقراء. هل تريد رؤيتهم في هذا الوضع؟"

بعد تلقيه سلسلة من الدعوات، قال لي فنغ ده إنه طالما أن القرويين قد اختاروه، سيعود على الفور إلى قرية نانتسون.

انتخب لي فنغ ده مديرا للجنة إدارة قرية نانتسون بإجماع الأصوات، فعاد إلى القرية بعد ان عهد بإدارة شركاته إلى أقاربه. ثم انتخب السيد لي أمينا للجنة الحزب الشيوعي الصيني في القرية. في عام 2006، تحولت قرية نانتسون إلى تجمع نانتسون السكني، وتولى لي فنغ ده منصب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في التجمع ومدير لجنة إدارة التجمع.

المجازفة

حين تولي لي فنغ ده منصب مدير لجنة قرية نانتسون، كانت ديون القرية ملايين اليوانات. رأى السيد لي أنه لكي تزدهر القرية في أقرب وقت ممكن، لابد للقرويين أن يسلكوا مسار الاقتصاد الجماعي. ذهب مع مسؤولين آخرين في التجمع إلى مقاطعة جيانغسو ومدينة ونتشو وثلاث مقاطعات بشمال شرقي الصين لاستطلاع السوق. تحمل السيد لي كل نفقات هذه الرحلات الاستطلاعية والاتصالات التجارية واستقبال الزوار، والتي بلغت حوالي مليون يوان في عام واحد. قال القروي مياو شيوى شان: "لي فنغ ده لا ينفق أي مبلغ من أموال التجمع، فهو ينفق من ماله الخاص لصالح التجمع. نحن معجبون به كثيرا."

اشترى لي فنغ ده ورشتين من مؤسستين مفلستين في محافظة يينان مقابل 8ر2 مليون يوان وتبرع بهما للقرويين من أجل تحقيق التنمية، مما أدى إلى زيادة الدخل الجماعي بأكثر من مليون يوان.

عندما أسس تجمع نانتسون شركة تشنغتشوانغ المحدودة للأعلاف في مقاطعة شاندونغ، احتاج بناء المشروع إلى أربعين مليون يوان. هنا، وبرغم المخاطرة بأن تفلس شركته الخاصة، اقترض لي فنغ ده أربعين مليون يوان من البنك بضمان شركته الخاصة وممتلكاته. بعد الانتهاء من إنشاء شركة تشنغتشوانغ، بلغ الإنتاج السنوي من العلف العالي الجودة 250 ألف طن، وبلغت قيمة الإنتاج 520 مليون يوان، والأرباح والضرائب أكثر من 10 ملايين يوان سنويا.

تحت قيادة لي فنغ ده وبجهود أهالي التجمع، أنشئت في التجمع مصانع الأكياس المنسوجة وشركات البناء وشركات التطوير وغيرها من المؤسسات الجماعية، وحقق الاقتصاد الجماعي تقدما كبيرا.

وفي وقت لاحق، أنشئت مؤسسة جماعية أخرى في تجمع نانتسون، وهي مجموعة قوانغهوي بمقاطعة شاندونغ، والتي تغطي العديد من المجالات، مثل السياحة والترفيه وخدمات الفنادق والطعام والمشروبات والتواصل الثقافي وإنتاج الأفلام والتلفزيون وتطوير العقارات وإدارة الممتلكات والاستيراد والتصدير والخدمات اللوجستية والتخزين والزراعة والأعلاف والمطارات المدنية والتجارة الإلكترونية، وغيرها.

123 شقة مجانية في تسع سنوات

أكبر عبء اقتصادي يواجه الأسرة الصينية هو شراء مسكن للأبناء عند زواجهم. ما يحدث في نانتسون يفوق الخيال، ذلك أن هدية حفل الزفاف للشاب الذي يتزوج هي شقة مساحتها 120 مترا مربعا، من دون دفع أي مبلغ مالي. منذ عام 2009 يوزع تجمع نانتسون الشقق الزوجية مجانا على القرويين في السن القانونية للزواج. هذا الحدث أدرج في قائمة "المائة حدث التي أثرت في الصين في الذكرى السنوية الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية". حتى الآن، تم توزيع 123 شقة على 123 شابا.

في عام 2012، عندما بلغ الابنان التوأم للسيد شن قوي ده السن القانونية للزواج، حصلا على شقتين مجانا. قال السيد شن متأثرا: "أنا أسعد شخص في العالم. لولا هذه السياسة، لا أدري كيف سيكون الحال عندما يحتاج الابنان إلى شقتين للزواج."

شيا دان دان، شابة من أهل التجمع انفصل والداها وهي في الثالثة من عمرها. بعد أن أخذت مفتاح شقة جديدة مساحتها 120 مترا مربعا، قالت بحماسة: "هذه أفضل مهر لي. أنا محظوظة جدا لأن السيد لي فنغ ده هو مدير تجمعنا السكني."

قال السيد لي إن أكثر ما تأثر به في كل هذه السنوات كمدير للتجمع، هو دموع الفرح التي تنساب من عيون كثير من الشباب عند استلام مفاتيح شققهم المجانية. وأضاف: "في هذا الموقف، لا أستطيع كبح دموعي."

القرويون في تجمع نانتسون السكني يستمتعون بالثروة الناتجة عن تنمية الاقتصاد الجماعي. بالإضافة إلى الحصول على الشقق المجانية، يمكنهم العمل في المؤسسات الجماعية، ويحصل كل قروي جاوز عمره ستين عاما على دعم للمعيشة بقيمة ستة آلاف يوان سنويا، بينما يحصل القرويون الآخرون على دعم للمعيشة بقيمة ثلاثة آلاف يوان للفرد سنويا. يقدم التجمع التأمين الطبي المجاني ويتحمل تكلفة خدمات المياه والكهرباء ورسوم الممتلكات. قال قوه يان تشاو: "لا نقلق على الغذاء والكساء والسكن. حياتنا حلوة مثل العسل."

ورثة "الثقافة الحمراء"

والد لي فنغ ده عضو قديم بالحزب الشيوعي الصيني، انضم إليه في عام 1947. لذلك، يشعر السيد لي بمودة عميقة تجاه الثقافة الحمراء.

في عام 2007، تم تصوير مسلسل "ييمنغ"، الذي يجسد قصة مقاومة أبناء منطقة "ييمنغ" الجبلية للغزاة اليابانيين، في تجمع تشانغشان بمحافظة يينان في مقاطعة شاندونغ. في العام التالي، قررت حكومة المحافظة إنشاء قاعدة ييمنغ للأفلام في تشانغشان، من أجل تطوير "السياحة الحمراء"، وقرر قادة المحافظة أن يعهدوا بهذه المهمة إلى السيد لي فنغ ده.

شعر الرجل بضغط كبير مرة أخرى، وعبر عن قلقه من ناحيتين: خبرته المحدودة في صناعة السياحة الثقافية، وعدم معرفة حجم التمويل اللازم لإنشاء قاعدة الأفلام وربحها المتوقع.

استغرق السيد لي نصف سنة لقبول هذه المهمة. بعد تحقيق شامل وتلقي الاقتراحات، اختار السيد لي طريق التنمية مع حماية المنشآت القائمة. اتبع بدقة مبدأ عدم إزالة البنايات القديمة على نطاق واسع، وعدم إلحاق الضرر بالقرى القديمة، وعدم التأثير على التصوير. تم تقسيم تجمع تشانغشان إلى ثلاث مناطق: منطقة التربية الوطنية ومنطقة التصوير والمنطقة التجريبية للعادات القديمة. خلال عشر سنوات مضت، وباستثمار 780 مليون يوان، تم تصوير أكثر من 300 مسلسل وفيلم مثل "ييمنغ" و"الذرة الحمراء" و"مصارعة الثيران". في عام 2012، أصبحت قاعدة ييمنغ للأفلام منطقة سياحية بدرجة AAAA على المستوى الوطني. في عام 2015، اختارت محطة التلفزيون المركزية الصينية قاعدة الأفلام ضمن قائمة "العشر قرى الأكثر جمالا في الصين".

قال لي فنغ ده: "العديد من زوجات الجنود الثوريين ولدن في تشانغشان، وقدمن مساهمات عظيمة للثورة الصينية. يجب أن نبني شواهد القبور بأسمائهن، وأن نرث أرواحهن إلى الأبد." فأنشأ السيد لي المتحف التذكاري الصيني لزوجات الثوريين، الذي يحتوي على صور وكتابات ومنحوتات تبين الحياة البطولية لمينغ ده ينغ ووانغ هوان يوى ولى قوي فانغ وهو يوى بينغ وغيرهن من زوجات الثوريين. هذا أول متحف ثوري في الصين تطوع الفلاحون لإنشائه.

في وقت لاحق، وبتشجيع من لي فنغ ده، تم بناء سلسلة من المتاحف الثورية في المنطقة، مثل المتحف التذكاري للجنرالات والجنود. هذه المتاحف تنقل للأجيال الجديدة "روح ييمنغ" و"روح زوجات الثوريين". قال لي فنغ ده إنه حقق حلمه بتأسيس هذه المتاحف.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4