ملف العدد < الرئيسية

حصاد الصين في 2018.. كثير من الإنجازات ومزيد من التحديات

: مشاركة
2018-12-27 16:06:00 الصين اليوم:Source :Author

بينما كانت خيوط فجر عام 2018 تلوح في الأفق، وجه الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة إلى الشعب الصيني وشعوب العالم، تعهد فيها بأن تواصل الصين الإصلاح بعزم قوي، وحدد ملامح مسيرة بلاده خلال العام. قال شي: "الإصلاح والانفتاح هما الطريق الذي يجب أن نسلكه لتحقيق التقدم في الصين المعاصرة ولتحقيق الحلم الصيني"، مستشهدا بمقولة "إن الشعب الصيني سيشق طرقا فى الجبال ويبني جسورا عبر الأنهار" للمضي قدما على طريق الإصلاح.

والحقيقة أن الصين في عام 2018، حققت على الصعيدين الداخلي والخارجي العديد من الإنجازات، ولكنها أيضا واجهت المزيد من التحديات. على الرغم من التغيرات الشديدة وعدم اليقين في العديد من المناطق حول العالم، فإن معدل النمو الذي كان متوقعا لاقتصاد الصين في 2018 هو 5ر6%، وهو أعلى بكثير من معدل نمو الاقتصاد العالمي الذي بلغ 7ر3%.

 2018 هو أول عام لتنفيذ "روح المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، والذي يحدد إطار خطة التنمية المرغوبة في العقود الثلاثة المقبلة، كما شهد 2018 العديد من الأحداث الهامة التي كان لها تأثير بالغ على الصعيدين الداخلي والخارجي، والتي يمتد تأثيرها أيضا إلى سنوات قادمة.

ولعل الحدث الأبرز الأول الذي شهدته الصين خلال العام، كان انعقاد "الدورتين" (دورتي المجلس الوطني لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي" في الفترة من الثالث إلى العشرين من مارس، حيث أعيد في السابع عشر من مارس انتخاب السيد شي جين بينغ رئيسا لجمهورية الصين الشعبية لفترة أخرى مدتها خمس سنوات. وفي خطاب بالاجتماع الختامي لدورة المجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب، تعهد الرئيس شي بالاستمرار في خدمة الشعب، وقال: "سأعمل بإخلاص، كما كنت دائما، على الوفاء بمسؤولياتي التي منحني إياها الدستور. وسأكون مخلصا للوطن الأم والشعب وسأنفذ مهمتي بضمير حي ودقة وسأبذل كل جهدي وسأكون مجتهدا في العمل وسأظل مخلصا." وفي رسالة إلى العالم، قال شي: "الشعب الصيني على استعداد دائما لبذل كل ما في وسعه من أجل المساهمة في سلام وتنمية البشرية."

كان إحياء ذكرى مرور أربعين سنة على انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح القاسم المشترك في كافة أحداث 2018، وصولا إلى المؤتمر الذي عقد في 18 ديسمبر لإحياء هذه الذكرى، حيث قال الرئيس شي جين بينغ، إن الإصلاح والانفتاح يمثلان ثورة كبيرة في تاريخ الشعب الصيني والأمة الصينية. وأضاف الرئيس شي خلال كلمة ألقاها في المؤتمر، إن هذه الثورة الكبيرة دفعت تحقيق قفزة نوعية للأمام في قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، مضيفا أن الإصلاح والانفتاح يمثلان نهضة كبيرة للحزب الشيوعي الصيني، ما يوفر إبداعا أكبر لكل من النظرية والممارسة للحزب الشيوعي الصيني.

لقد حققت الصين خلال السنوات الأربعين للإصلاح والانفتاح تطورا لم تحققه دول أخرى في عشرات، بل مئات، السنين، فالدولة التي بلغ حجم ناتجها المحلي الإجمالي في عام 2017 أكثر من اثني عشر تريليون دولار أمريكي، كان ناتجها المحلي الإجمالي حوالي مائة وخمسين مليار دولار أمريكي في عام 1978، وارتفع متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي من مائة وستة وخمسين دولارا في عام 1978 إلى أقل قليلا من تسعة آلاف دولار أمريكي في عام 2017. الصين التي لم يكن فيها أية استثمارات أجنبية قبل أربعة عقود، بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر فيها عام 2017 مائة وخمسة وثلاثين مليار دولار أمريكي، وحافظت على وضعها كثاني أكبر اقتصاد في العالم. الأهم، أن أكثر من سبعمائة مليون صيني نفضوا الفقر عن كواهلهم.

على الصعيد الداخلي، أنجزت الصين إصلاح هيكل إدارة الدولة من خلال إعادة تشكيل الوزارات داخل مجلس الدولة، كما أدخلت إصلاحات هيكلية هامة على الحزب الشيوعي، ممثلا في اللجنة المركزية للحزب. وفي ذات الوقت، واصلت الصين حملتها لمكافة الفساد تفعيلا لمبدأ

عدم الاكتفاء بمحاربة "الذباب" وإنما أيضا محاربة "النمور"، بمعنى مكافحة فساد المسؤولين الكبار والصغار من أجل بناء حكومة نزيهة. ونتيجة لذلك، سقطت مجموعة كبيرة من كبار المسؤولين داخل الحكومة والحزب. وفي 2018، دخلت عملية مكافحة الفقر إلى المرحلة الحاسمة، ولعبت فكرة "تخفيف حدة الفقر بتدابير هادفة"، التي طرحها الرئيس شي، دورا فعالا، في تحقيق هدف "الخروج التام من الفقر" بحلول عام 2020. كما استطاعت الحكومة الصينية تهدئة سوق العقارات المحمومة، من خلال إصدار عدد من السياسات الهادفة إلى ضمان مصالح الشعب في الإسكان والاستهلاك.

 ومع التقدم المطرد الذي تحقق في الإصلاح الهيكلي لجانب العرض، هناك جيل جديد من الشركات المبتكرة يتعاظم. خلال الأرباع الثلاثة الأولى لعام 2018، تجاوز عدد الشركات المسجلة حديثا في الصين خمسة ملايين، مع زيادة يومية أكثر من ثمانية عشر ألف شركة في المتوسط. وبلغ معدل نمو صناعات التكنولوجيا المتقدمة 8ر11% وصناعات تصنيع المعدات 6ر8% والصناعات الإستراتيجية الناشئة 8ر8%، وارتفعت مبيعات التجزئة للسلع المادية على الإنترنت بنسبة 7ر27%. وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2%، وظلت أسعار المستهلكين دون تغيير، وبلغ معامل إنجل 5ر28%، بانخفاض قدره 7ر0% نقطة مئوية عن نفس الفترة من عام 2017، ومثّْل استهلاكُ الخدمات 6ر53% من إجمالي الاستهلاك، بزيادة 2ر0% نقطة مئوية عن نفس الفترة من عام 2017. وحافظ استهلاك مستحضرات التجميل والأجهزة المنزلية الذكية وغيرها من المنتجات التي تحسن نوعية حياة الناس على نمو سريع. وتباطأت مبيعات السيارات بشكل عام، في حين استمرت زيادة حصة سيارات الدفع الرباعي في المبيعات. وازداد استهلاك سكان الريف بنسبة 12%، متجاوزا بشكل كبير معدل زيادة استهلاك سكان المدن، مع زيادة الإنفاق على التعليم والثقافة والترفيه. استمر في 2018، اتجاه زيادة ترقية هيكل الاستهلاك.

كما حقق النمو الاقتصادي في الصين استقرار التوظيف وزيادة الدخل. خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2018، تم خلق أكثر من 11 مليون وظيفة في المناطق الحضرية، وتحقق هدف السنة الكاملة قبل الموعد المحدد بثلاثة شهور. في الوقت نفسه، أعطت الحكومة الناس، وخاصة الأشخاص ذوي الدخل المتوسط ​​والمنخفض، حوافز مالية كبيرة، حيث تم رفع حد الإعفاء لضريبة دخل الفرد إلى خمسة آلاف يوان شهريا (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات). وقد أدى هذا التغيير وحده إلى خفض نسبة دافعي ضريبة دخل الفرد في الوظائف الحضرية من 44% إلى 15%

بالإضافة إلى ذلك، وبفضل الجذور الراسخة لبر الوالدين في الثقافة الصينية ، حققت الصين إنجازات عظيمة هذا العام في ضمان سعادة المسنين. واستجابة لتحدي شيخوخة السكان المتزايد في الصين، تعزز الحكومة رعاية المسنين في المنازل والمجتمعات المحلية والمساعدة المتبادلة، وتواصل تحسين جودة خدمات دور رعاية المسنين.

تحسين نوعية الحياة لا ينفصل عن بيئة نظيفة. في عام 2018، شهدت الصين انخفاضا في انبعاثات كل من ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين بنسبة 3%، وتواصَلَ انخفاضُ تركيز الجسيمات الدقيقة (PM2.5) في المناطق الرئيسية. وقد أصبح كل هذا ممكنا من خلال الخفض الشديد لانبعاثات الصلب والصناعات الأخرى، ومن خلال رفع معايير الانبعاثات الملوثة وتعديل المركبات مثل شاحنات الديزل التي تجاوزت حدود الانبعاثات.

واستنادا إلى الزخم العام للتنمية في عام 2018، ستواصل الصين إعادة تنظيم وهيكلة اقتصادها، وسيتواصل دور قطاع الخدمات في تثبيت الاقتصاد باعتباره حجر الثقل، وسيتواصل ازدياد الصناعات الراقية، وستتغير الهياكل الاستثمارية، وسيستمر توسع الدور الأساسي للاستهلاك.

على الصعيد الخارجي، حققت الدبلوماسية الصينية في 2018 إنجازات متألقة، ففي ملف العلاقات مع دول الجوار، حققت الصين اختراقات هامة، فقد شهدت علاقات الصين مع الهند تحسنا بعد تداعيات المواجهة بين قوات البلدين في منطقة دونغلان (دوكلام) الحدودية في عام 2017، وعقدت في إبريل 2018، قمة سادتها أجواء ودية بين الرئيس شي جين بينغ ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في بحيرة دونغهو بمدينة ووهان. وواصل الزعيمان مشاوراتهما خلال قمة منظمة شانغهاي للتعاون في تشينغداو في يونيو، وقمة بريكس في جوهانسبرغ في يوليو وقمة العشرين في الأرجنتين في نوفمبر. أما العلاقات بين الصين واليابان فقد بدأت تتعافى من تداعيات النزاع حول جزر دياويوي الذي وقع في بحر الصين الشرقي في عام 2012، حيث قام رئيس وزراء اليابان شينزو آبي بزيارة إلى الصين في أكتوبر 2018، بعد أن قام رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بزيارة اليابان في مايو.

وفي اختراق آخر، قام زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بزيارة الصين ثلاث مرات خلال ثلاثة أشهر. وقد لعبت الصين دورا حيويا وبناء في قضية شبه الجزيرة الكورية التي شهدت انفراجة، مع لقاء كيم جونغ أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يونيو بسنغافورة، وتعهد ترامب حينها بتوفير الأمن لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، في حين أكد كيم من جديد التزامه "بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية تماما". كما لعبت الصين دورانشيطا في دعم تحسين العلاقات بين شطري كوريا الشمالي والجنوبي، وتأييد الجهود التي تبذلها جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية وتعزيز عملية نزع السلاح النووي فيها.

وبرغم أن الولايات المتحدة الأمريكية ضاعفت في 2018 من انخراطها في تصعيد التوتر في بحر الصين الجنوبي، وزادت من وتيرة ما يسمى بـ"خطة الملاحة الحرة"، عملت الصين على تهدئة الوضع من خلال تسريع المشاورات مع الأطراف حسب "مدونة قواعد السلوك" في بحر الصين الجنوبي. وفي الاجتماع المشترك بين الصين وآسيان في نوفمبر 2018، اتفق قادة آسيان والصين (ضمن آلية 10+1) على عقد الجولة الأولى من المشاورات بشأن مشروع نص "قواعد السلوك" خلال عام 2019.

وفي أكتوبر، أجرت الصين وآسيان "مناورات مشتركة في بحر الصين الجنوبي- 2018" في مدينة تشانجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ الصينية، وهي أول مناورات بحرية مشتركة بين الصين ودول آسيان.

وشاركت الصين بنشاط في حل أزمة الروهينغيا بين ميانمار وبنغلاديش، والوساطة بين أفغانستان وباكستان، وتعزيز امتداد الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان إلى أفغانستان، وتشجيع الأطراف الثلاثة على التعاون والمنفعة المتبادلة والترابط الإقليمي.

وفي إطار مبادرة "الحزام والطريق"، عززت الصين في 2018 تعاونها مع البلدان المجاورة، بإنجاز عدد من المشروعات الكبرى. في أغسطس، أقيمت مراسم افتتاح وتشغيل جسر الصداقة الصينية- المالديفية، بمساعدة الصين. ويوجد حاليا اثنان وعشرون مشروعا تعاونيا في إطار الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني، منها تسعة مشروعات أنجزت بالفعل وثلاثة عشر مشروعا قيد الإنشاء. وفي يونيو 2018، زار رئيس الوزراء النيبالي شارما أولي الصين. وفي سبتمبر، تم توقيع اتفاق للنقل بين الصين ونيبال في كاتماندو. وفي أغسطس قام رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد بزيارة إلى الصين، بددت ما أثير من تكهنات بشأن مستقبل مشروع "الحزام والطريق". وفي يونيو، استضافت مدينة تشنغدو الصينية القمة الثامنة عشرة لمنظمة شانغهاي للتعاون، بمشاركة الرئيس الصيني شي جين بينغ وزعماء الدول الأعضاء للمنظمة والدول المراقبة، بالإضافة إلى رؤساء المنظمات الدولية المعنية.

وفي ملف العلاقات الصينية- الأفريقية، عقدت في بكين في سبتمبر قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي بحضور الرئيس شي جين بينغ وعدد كبير من الزعماء الأفارقة. في كلمته أمام القمة قال الرئيس شي إن فرص التنمية في إفريقيا غير محدودة، ومستقبل أفريقيا مليء بالأمل، وآفاق التعاون الصيني- الأفريقي شاسعة، وهناك فضاء كبير لتطور علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة الصينية- الأفريقية. كما أعلن الرئيس شي أن الصين ترغب في جعل إقامة مجتمع المصير المشترك الصيني- الأفريقي هدفا لأعمالها، ودفع تنفيذ مخطط "الأعمال الثمانية الكبرى" في السنوات الثلاث القادمة والفترة اللاحقة، على أساس "مخطط المشروعات العشرة الكبرى". وأكد شي على أن بلاده تحرص على العمل مع أفريقيا على تكريس نمط النمو الأخضر والمنخفض الكربون والمستدام والقابل لإعادة التدوير، وحماية البيئة الإيكولوجية وجميع المخلوقات. تحرص الصين على تعزيز التواصل والتعاون مع أفريقيا في مجال حماية البيئة الإيكولوجية، مثل مواجهة التغير المناخي واستخدام الطاقة النظيفة ومكافحة التصحر وتآكل التربة وحماية الحيوانات البرية، بما يجعل الصين وأفريقيا بيتا جميلا تعيش فيه البشرية والطبيعة بالوئام والتناغم.

وعلى صعيد العلاقات الصينية- العربية، عُقدت في يوليو، الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني- العربي في بكين، والتي افتتحها الرئيس الصيني شي جين بينغ بكلمة بالغة الأهمية، ومعه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وقد أجرى الاجتماع مناقشات شاملة ومتعمقة حول مواصلة توطيد الصداقة بين الصين والدول العربية، وتعزيز بناء "الحزام والطريق"، والدفع المشترك لبناء علاقات دولية جديدة ومجتمع المصير المشترك للبشرية، وتعزيز بناء آلية منتدى التعاون الصيني- العربي وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك لكلا الجانبين. في كلمته أمام الاجتماع، أعلن الرئيس شي أن الصين والدول العربية اتفقتا على إقامة "شراكة صينية- عربية إستراتيجية موجهة إلى المستقبل للتعاون الشامل والتنمية المشتركة." وقال إن الدول العربية شريك طبيعي للصين في التعاون في مبادرة الحزام والطريق، وإن التعاون بين الجانبين بعث النشاط في كل أبعاد العلاقات الصينية- العربية ودفع التعاون الصيني- العربي الشامل إلى مرحلة جديدة.

وعلى صعيد العلاقات الصينية- الأوروبية، صادف عام 2018 الذكرى السنوية الخامسة عشرة لإقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي. ووفقا للبيان المشترك للقمة العشرين بين الصين والاتحاد الأوروبي التي عقدت في بكين في يوليو 2018، أعلن الجانبان بوضوح الالتزام ببناء اقتصاد عالمي مفتوح وتحسين تحرير وتيسير الاستثمار والتجارة ومكافحة الحمائية والنزعة الانفرادية ودفع العولمة الأكثر انفتاحا وتوازنا وتسامحا ومشاركة. وشهد عام 2018 نشاطا في التبادلات الرفيعة المستوى بين الصين والاتحاد الأوروبي، بما فيها الجولة الثامنة من الحوار الإستراتيجي الرفيع المستوى بين الصين وأوروبا والحوار الاقتصادي والتجاري السابع الرفيع المستوى بين الصين وأوروبا والقمة العشرين بين الصين والاتحاد الأوروبي والقمة الثانية عشرة بين قادة الصين والاتحاد الأوروبي.

وفي عام 2018، واصلت الصين تعزيز التعاون مع ست عشرة دولة في وسط وشرقي أوروبا، وعُقِدت الجولة الأولى من المشاورات السياسية مع مجموعة فيزيغراد في بكين والاجتماع السابع بين قادة الصين ودول وسط وشرقي أوروبا في بلغاريا.

وعلى صعيد العلاقات الصينية- الروسية، واصل البلدان تشاورهما وتنسيقهما البناء في كافة الملفات، وفي شهر سبتمبر شارك الرئيس شي جين بينغ في الدورة الرابعة من المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك في أقصى شرقي روسيا. وقد ألقى الرئيس شي كلمة أمام الجلسة العامة للمنتدى، دعا فيها دول شمال شرقي آسيا إلى اغتنام الفرصة التاريخية ومواكبة اتجاه العصر من أجل تعزيز التعاون في الشرق الأقصى الروسي وشمال شرقي آسيا لتحقيق مستقبل أفضل للمنطقة. وخلال المنتدى، قام شي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين برسم مسار التعاون البراغماتي في المرحلة المقبلة وذلك عبر تعزيز الربط بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وعبر توسيع التعاون في مجالات الطاقة والزراعة والابتكار العلمي والتكنولوجيا والمالية، ومن خلال دفع تنفيذ المشروعات الكبرى على نحو مطرد، إلى جانب تعزيز البحث والتطوير بشكل مشترك في العلوم والتكنولوجيا الحديثة.

تحديات متجددة

واجهت الصين خلال 2018، جملة من التحديات العالمية، ومنها بطء النمو الاقتصادي العالمي والحمائية الأمريكية وتغيير قواعد التجارة العالمية، وخاصة الضغوط الجديدة نتيجة الاحتكاكات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

لقد تدهورت العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية- الأمريكية بشكل حاد في 2018، وبدأت إدارة ترامب فرض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية على أساس القوانين والقواعد الأمريكية المحلية. ولم ينحصر التوتر التجاري بين البلدين على فرض الرسوم الجمركية، وإنما امتد إلى مجالات أخرى. في أغسطس 2018، وقع الرئيس ترامب قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2019، الذي أقره مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكي؛ كما أقر الكونغرس الأمريكي "قانون تحديث مراجعة مخاطر الاستثمار الأجنبي"، الذي يهدف إلى تشديد المراجعة الأمنية للاستثمارات الأجنبية بما فيها الاستثمارات الصينية. وفقا للقانون، تم توسيع وزيادة نطاق سلطة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير ليشمل مشروعات مشتركة معينة واستثمارات الأسهم غير المسيطرة (استثمار الأقلية) والمعاملات في العقارات القريبة من القواعد العسكرية أو غيرها من المرافق الحساسة للأمن الوطني. وفي ظل التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، والذي استمر حتى نهاية عام 2018، هيمنت العلاقات الثنائية على اجتماع الرئيسين الصيني والأمريكي في قمة مجموعة العشرين، حيث بدا بصيص من الأمل لتحسن علاقات البلدين، بعد أن وافقت واشنطن على تعليق تعريفتها بنسبة 25% على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار أمريكي. وقرر الجانبان بدء المفاوضات حول القضايا المثيرة للقلق، ومنع أي تحرك لتصعيد احتكاكهما التجاري.

وتستقبل الصين عام 2019، مفعمة بالثقة في تحقيق المزيد من الإنجازات والتغلب على كافة التحديات.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4