ملف العدد < الرئيسية

الاقتصاد الرقمي في الصين

: مشاركة
2018-12-10 13:27:00 الصين اليوم:Source أويانغ ري هوي ومنغ هونغ شيا:Author

في عصر الاقتصاد الرقمي اليوم، استحوذت الصين على نبض عالم الإنترنت وتدفع تغيرات اقتصادية واجتماعية بشكل كبير. في نهاية يونيو عام 2008، بلغ عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في الصين 253 مليونا، لتحتل المرتبة الأولى في العالم في هذا المجال لأول مرة. حتى الثلاثين من  يونيو عام 2018، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الصين 802 ملايين، ووصل معدل تغلغل الإنترنت فيها إلى 7ر57%. حققت شركات الإنترنت الصينية تطورا سريعا بفضل توافقها مع الأحوال والظروف المحلية، وأصبحت شركات تنسنت وعلي بابا وبايدو من بين أكبر عشر شركات إنترنت في العالم. يساهم الاقتصاد الرقمي، الذي تمثله التجارة الإلكترونية، بنسبة 9ر32% من الناتج المحلي الإجمالي للصين، وقد أصبح شكلا جديدا ومساحة جديدة وقوة دافعة جديدة للتنمية الاقتصادية في الصين.

نشأة الاقتصاد الرقمي في الصين

جاء الإنترنت إلى الصين مع إيقاع الإصلاح والانفتاح، وعزز اندماج الصين مع العالم. في الرابع عشر من سبتمبر عام 1987، أرسل البروفيسور تشيان تيان باي، أول رسالة بالبريد الإلكتروني من الصين، فأزاح الستار عن مسيرة تطور الإنترنت في الصين. في العشرين من أبريل عام 1994، حققت الصين أول اتصال TCP/IP متكامل الوظائف مع شبكة الإنترنت الدولية. وكما قال البروفيسور تشيان تيان باي، فإن رسالته بالبريد الإلكتروني كانت إشارة البدء لعصر الإنترنت في الصين، "عبر سور الصين العظيم يمكننا الوصول إلى كل ركن في العالم".

في عام 1995، تم تشغيل أول مزود لخدمة الوصول إلى الإنترنت في الصين، وهي شبكة "ينغهايويشيكونغ" التابعة للصين، للأسر العادية. ومنذ ذلك الحين، من عام 1997 إلى عام 1998، تم إنشاء مواقع وبوابات منها سينا وسوهو ونت إيز، وبعد عام واحد، تم إنشاء مواقع التجارة الإلكترونية مثل علي بابا وجينغدونغ. خلال هذه الفترة، بدأ تطور محركات البحث مثل بايدو وتنسنت، فضلا عن وسائل التواصل الاجتماعي. كانت مواقع وبوابات الأخبار وأعمال صناديق البريد هي السمات الرئيسية للأنشطة الاقتصادية الرقمية في تلك المرحلة، والتي تسمى المرحلة الجنينية للاقتصاد الرقمي في الصين.

في السابع من أبريل 1998، شاركت شركة هايشينغتشوكاي المحدودة للكمبيوتر ببكين وشركة هواشينغ للواردات والصادرات بمقاطعة شنشي في إجراء أول تجارة إلكترونية في الصين باستخدام نظام التجارة الإلكترونية في المركز الصيني لتداول السلع الذي يعمل على الإنترنت. بعد انفجار فقاعة الإنترنت العالمية في عام 2000، شهد تطور الإنترنت في الصين انتكاسة لمدة ثلاث سنوات، ولكن التجارة الإلكترونية، التي تمثلها تجارة التجزئة عبر الإنترنت، دفعت الاقتصاد الرقمي الصيني إلى ذروة جديدة. في عام 2003، أنشأت شركة علي بابا "موقع تاوباو" ووسيلة الدفع "آليباي"، فحققت بنجاح توافق التجارة الإلكترونية مع أحوال وواقع الصين وتطورت حتى أصبحت أكبر منصة للتجارة الإلكترونية C2C في العالم. في عام 2013، تجاوز حجم مبيعات التجزئة على الإنترنت في الصين 85ر1 تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات)، لتصبح أكبر سوق للبيع بالتجزئة على الإنترنت في العالم. إن السمة الرئيسية للأنشطة الاقتصادية في هذه المرحلة هي التطور السريع للتجارة الإلكترونية في التداول التجاري، والتسوق عبر الإنترنت، ومنذ ذلك الحين  دخلت الصين مرحلة اقتصاد الإنترنت.

من استخدام الإنترنت بالحاسبات الشخصية إلى استخدام الهواتف النقالة، دخل الاقتصاد الرقمي الصيني مرحلة جديدة من النمو. في العاشر من نوفمبر 2000، أطلقت شركة تشاينا موبايل للاتصالات مشروع "شبكة الأحلام المتنقلة". بحلول نهاية يونيو 2012، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الصين 538 مليونا، وتجاوز عدد مستخدمي الهواتف النقالة عدد مستخدمي أجهزة الحاسبات المكتبية لأول مرة. بحلول نهاية يونيو 2014، بلغ معدل استخدام الهواتف النقالة لمستخدمي الإنترنت في الصين 4ر83%، متجاوزا معدل استخدام الحاسبات الشخصية لأول مرة. أصبحت مكانة الهواتف النقالة أقوى وأكثر متانة وانتشارا، باعتبارها أكثر الأجهزة لاستخدام الإنترنت، وقد استهلت صناعة الإنترنت عصرا من الأجهزة النقالة. ظهور "المدونات" و"المدونات الصغيرة" وغيرهما من وسائط الإعلام الشخصية، حقق تعميم خدمة التواصل الاجتماعي على الإنترنت،  ومكّن الناس من الحصول على المزيد من الخدمات في كافة مناحي الحياة عبر الإنترنت. كما أن الصناعات التقليدية بدأت تربط بالإنترنت،  فأشكال الأعمال الجديدة مثل التجارة الإلكترونية والوجبات الجاهزة واقتصاد المشاهير على شبكة الإنترنت والاقتصاد التشاركي والبث الشبكي والفيديو القصير وغيرها، أصبحت بمثابة العمليات المالية على الإنترنت، باعتبار الدفع بالهاتف النقال ممثلا لها، وتشكل نقطة متألقة للاقتصاد الرقمي في الصين. ومع زيادة توسع ميدان أنشطة الاقتصاد الرقمي، انطلقت قيمة موارد المعلومات بشكل فعال، فأصبح حجم تجارة الخدمات أكبر، وتغير شكل صناعة الخدمات، وازداد معدل نمو صناعة الخدمات المعلوماتية. ومع نمو الاقتصاد الرقمي الصيني، ولجت التنمية الاقتصادية إلى مرحلة اقتصاد المعلومات. إن تطبيق الإنترنت والحوسبة السحابية وتقنيات البيانات الكبيرة في الصناعات هي السمة الرئيسية لهذه المرحلة من النشاط الاقتصادي.

في الوقت الحالي، يقود تطور الاقتصاد الرقمي التحول الرقمي العام لاقتصاد الصين. يقع الاقتصاد الرقمي الصيني في نقطة حاسمة من التحول من التغير الكمي إلى التغير النوعي. تعمل الصين على توسيع وتعزيز الاقتصاد الرقمي من جانبين: أولا، تسريع التصنيع الرقمي، من أجل تعزيز الصناعات الجديدة والأشكال والأنماط الصناعية الجديدة، اعتمادا على محرك ابتكار تكنولوجيا المعلومات؛ ثانيا، تعزز رقمنة الصناعات، حيث يتم استخدام تقنيات جديدة وتطبيقات جديدة للإنترنت لتحويل الصناعات التقليدية بطريقة ذات اتجاه متكامل وزوايا متكاملة وسلاسل متكاملة. تعزز الصين التكامل العميق للإنترنت والبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي مع الاقتصاد الحقيقي، وتطلق تأثير التضخيم والتراكم والتكاثر الرقمي على التنمية الاقتصادية. إن شبكة المعلومات وأجهزتها ترتبطان بالتصميم والتصنيع والتداول والاستهلاك والتطبيق مع كل حلقات الأنشطة الاقتصادية، مما يشكل الفضاء الإلكتروني العالمي، ومع فصل حقوق الملكية واستخدام الخدمات، سيتغير إلى حد كبير نمط الإنتاج والتنظيم الصناعي الحالي. سوف يتم استخدام وعلى نطاق واسع تكنولوجيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والمعلومات الكمية والاتصالات المتنقلة وإنترنت الأشياء وسلسلة الكتل وغيرها.

الصين رائدة في الاقتصاد الرقمي

منذ ظهور مفهوم "الاقتصاد الرقمي" في عام 1995، يتعمق هذا مفهوم باستمرار. في مرحلته الأولى كان يركز على بناء المعلوماتية وتطوير التجارة الإلكترونية، وقد دفع الاقتصاد الرقمي التجارة الإلكترونية الصينية إلى مرحلة جديدة لنموها المبتكر. بعد عشرين عاما من النمو والتطور، بلغ إجمالي حجم معاملات التجارة الإلكترونية في الصين 16ر29 تريليون يوان في عام 2017، وفي العصر الجديد يزداد تفوقها التنموي أكثر واحتلت مكانة سوقية أوسع نطاقا وأكثر قوة حيوية مبتكرة لتجارة التجزئة في العالم.

تماشيا مع قيادتها لتنمية الاقتصاد الصيني في وضعها الطبيعي الجديد، تسرع الحكومة الصينية في تنفيذ التجارة الإلكترونية و"الإنترنت+ الصناعة المتقدمة" و"الإنترنت+ الزراعة الحديثة" و"الإنترنت+ المواصلات السهلة" وغيرها من العمليات المتخصصة، لتعزيز دمج تنمية الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الحقيقي، وساهم كل ذلك في ظهور تقنيات جديدة وصناعات جديدة وأشكال وأنماط صناعية جديدة باستمرار. في هانغتشو حاليا، فإن نسبة 95% وأكثر من محلات السوبر ماركت والمتاجر، وأكثر من 98% من سيارات الأجرة، وجميع الحافلات والمترو في المدينة تدعم أسلوب "المدفوعات النقالة". كما يوجد في الصين حاليا 139 شركة تعمل في مجال العلاج الطبي عبر الذكاء الاصطناعي، وبدأت بعض المؤسسات الطبية تستخدم الروبوت والتكنولوجيا السحابية والسجلات الطبية الإلكترونية الصوتية وغيرها من وسائل العلاج الجديدة. إن تأثير التكامل والتفاعل بين الاقتصاد الرقمي والتصنيع، على نمط الطلب الجماعي والابتكار الجماعي والتمويل الجماعي، يجعل أنشطة التصنيع أكثر مرونة وسهولة وذكاء. جدير بالذكر، أن مفهوم الاقتصاد التشاركي طرحه أستاذان أمريكيان في عام 1978، لكنه لم يأخذ طريقه التجاري في الصين إلا في السنوات الأخيرة، بسبب تأخر انتشار الإنترنت. ومع هذا التطور، ظهرت "أشياء جديدة"، مثل الدراجات التشاركية والدفع مقابل المعرفة. وظهرت الشركات الشهيرة للخدمات التشاركية مثل أوفو وموبيكي وشيمالايا، وتمت الاستفادة من العديد من الموارد القديمة المتعطلة لإضافة قيمة تجارية جديدة لها.

تحول الاقتصاد الرقمي الصيني من "تابع" إلى "قائد". في عام 2016، بعد طرح مفهوم "البيع بالتجزئة الجديد"، تم وضع نموذج الأعمال الذي يركز على اندماج الإنترنت مع المتاجر الحقيقية. يهدف هذا النمط إلى تلبية طلبات المستخدمين المختلفة على الإنترنت وخارجه. في الوقت الحاضر، يمكن للمستهلكين في الصين الحصول على العديد من متطلبات الحياة اليومية باستخدام الهواتف الذكية والاستمتاع بحياة أكثر يسرا وملائمة وأفضل جودة.

إن الصين، رغم  أن فرص التنمية في الثورتين الصناعيتين السابقتين فاتتها، اغتنمت فرصة الثورة الصناعية الثالثة التي تمثلها تكنولوجيا المعلومات. في الوقت الحاضر، حجم الاقتصاد الرقمي في الصين هو الثاني في العالم، وأصبحت الصين قوة كبرى في الإنترنت وفي الاقتصاد الرقمي في العالم. يبين ((تقرير التنمية لبناء الصين الرقمية (2017))) الصادر عن مكتب معلومات الإنترنت الحكومي بالصين أن حجم الاقتصاد الرقمي للصين في عام 2017 ارتفع بنسبة 3ر20% مقارنة مع عام 2016، وهو ما يمثل 9ر32% من الناتج المحلي الإجمالي. وفقا لبيان من شركة CrunchBase، أصبحت الصين أكبر دولة من حيث عدد شركات اليونيكورن الجديدة، ومن بين 393 شركة يونيكورن عالمية حتى الآن، هناك 149 شركة صينية تمثل أكثر من ثلث عدد الشركات من هذا النوع في العالم. ووفقا لقائمة "شركات اليونيكورن العالمية" الصادرة عن CB Insights في عام 2017، تعد شركات ديدي (DiDi) وشياومي (MI) ولوجينسوه (Lu.com) وميتوان (meituan.com) من بين أفضل عشر شركات يونيكورن في العالم، وتقدر قيمة كل منها بأكثر من عشرة مليارات دولار أمريكي.

المساهمة في التنمية الاقتصادية العالمية

عندما اجتاحت أزمة فقاعة "الدوت كوم" الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2000، انهارت نصف شركات الإنترنت وانتقل الاقتصاد الرقمي "من النعيم إلى الجحيم". لكن الصين واصلت تنمية الاقتصاد الرقمي، وتغلغلت شبكة الإنترنت بشكل كبير في المجتمع الصيني. أعادت الصين صياغة نماذج الأعمال الصينية، وأصلحت عمليات الإنتاج والبنية الصناعية والنمط الاقتصادي، وغيرت أسلوب عمل الناس وحياتهم. مع أكبر عدد من مستخدمي الإنترنت في العالم، تقع الصين في مكانة متقدمة على مستوى العالم في مجال التطبيق والابتكار في الاقتصاد الرقمي، وتساهم في تنمية الاقتصاد العالمي في مجالات التكنولوجيا والأموال والخبرات. الحقيقة أن تنمية الاقتصاد الرقمي الصيني لم تغير نمط حياة الشعب الصيني فحسب، وإنما أيضا مكنت العالم من مشاطرة إنجازات الاقتصاد الرقمي الصيني.

الصين كدولة مضيفة لقمة مجموعة العشرين في عام 2016، أدرجت الاقتصاد الرقمي ضمن المناقشات الهامة للقمة لأول مرة، وقد صاغت القمة ((مبادرة التنمية والتعاون للاقتصاد الرقمي لمجموعة العشرين)). يشير الاقتصاد الرقمي إلى سلسلة من الأنشطة الاقتصادية مع استخدام المعرفة والمعلومات الرقمية كعوامل رئيسية للإنتاج، ومع استخدام شبكة المعلومات الحديثة كحامل هام، ومع الاستخدام الفعال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كقوة دافعة هامة لتحسين فعالية وتحسين الهيكل الاقتصادي. طرحت قمة هانغتشو لمجموعة العشرين مفهوم تنمية الاقتصاد الرقمي العالمي، وأولت المبادرة أهمية متساوية للتنمية والأمن، الأمر الذي ساهم  بكل تأكيد في تعزيز  التنمية السليمة والسريعة للاقتصاد الرقمي. وكما قال ليو يي جي، رئيس الرابطة الرقمية الصينية- الأوروبية، فإن جهود الصين لدفع تنمية الاقتصاد الرقمي والاقتصاد التشاركي، وتربية نقاط نمو جديدة وتشكيل قوى محركة جديدة تدفع تنمية الاقتصاد الصيني والاقتصاد العالمي.

في السنوات الأخيرة، عززت صناعة الدفع النقال في الصين التطور السريع للدفع عبر الهاتف النقال في الأسواق الخارجية. وفقا لإحصاءات شركة iResearch، بحلول عام 2017، بلغ حجم الدفع عبر الهاتف النقال في الصين 9ر202 تريليون يوان مقارنة مع مائة مليون يوان في عام 2011. وقد أصبحت هذه التقنية صناعة صينية متفوقة، ولا شك أن الصين لديها القدرة على تبادل الخبرات المختلفة مع بلدان أخرى في العالم. وقد نفذت (علي بابا) الأعمال المعنية في أربعين دولة ومنطقة، وساهمت في تعزيز تطور سوق الدفع عبر الهاتف النقال في الخارج في نواح عديدة، بما في ذلك التمويل وتقديم التكنولوجيا وتبادل خبرات الأعمال، على وجه الخصوص، وبدعم من علي بابا، أصبحت Paytm الهندية في فترة قصيرة من الزمن منصة الدفع النقال للكثير من المستخدمين وبحجم كبير من الصفقات. في مدينة روفانيمي في فنلندا بالقطب الشمالي، يستفيد التجار والمستهلكون من خدمة آليباي (Alipay) الصينية. بجانب ذلك، يمكن استخدام خدمة "يونيون باي" (China UnionPay) الصينية في إحدى وأربعين دولة ومنطقة حول العالم، ويتم توفير خدمات الدفع عبر رمز الاستجابة السريع الثنائي الأبعاد في ثلاث وعشرين دولة ومنطقة في آسيا والمحيط الهادئ وآسيا الوسطى وجنوبي المحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا. بدأت تنسنت هذا العمل في عام 2011 وتغطي الآن أكثر من عشرين دولة ومنطقة، وتوفر خدمات الدفع لمئات الآلاف من التجار والمستخدمين.

كما تقود الشركات الرقمية الصينية الابتكار في نماذج الأعمال، و"الدراجات التشاركية" وغيرها من الشركات تتجه إلى الخارج لتعزيز تنمية الاقتصاد الرقمي في الصين والعالم. بدأ عملاقان في مجال الدراجات التشاركية بالصين، وهما أوفو (OFO) وموبيكي (Mobike)، تسريع انتشارهما في اليابان وسنغافورة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. وفقا لتقرير لشركة Cheetah Lab، تعمل الشركتان في العشرات من المدن في الخارج، وستوفر سهولة وراحة كبيرة لسكان تلك الدول.

لقد ترك نظام الاقتصاد الرقمي الصيني تأثيرا كبيرا في البلدان التي تجري الخدمات الرقمية والتجارة الرقمية مع الصين، من حيث تدفق السلع والخدمات ورأس المال والبيانات العابرة للحدود. الصين، وهي مصدر صاف للخدمات الرقمية، لديها فائض يتراوح بين عشرة مليارات وخمسة عشر مليار دولار دولار أمريكي على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقا لإحصاءات شركة ماكينزي. وفي الوقت نفسه، فإن أنشطة الاستثمار المغامر الصيني في المشروعات الخارجية تتزايد عاما بعد عام. خلال الفترة من عام 2014 إلى عام 2016، بلغ الاستثمار الصيني في المشروعات الأجنبية من هذا النوع 38 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل حوالي 14% من الاستثمارات المغامرة العالمية. وقد أشار بعض الخبراء إلى أن حوالي 75% من الاستثمارات المغامرة الصينية في الخارج، متعلقة بالصناعة الرقمية، وتقوم الشركات الرقمية الصينية بنشاط بعمليات الدمج والاستحواذ في الخارج.

في تاريخ التنمية الاقتصادية العالمية، ساهمت الصين بالحكمة الصينية في تقدم الحضارة الاقتصادية العالمية. في عصر الاقتصاد الرقمي، ستساهم تنمية الاقتصاد الرقمي الصيني بالحكمة الصينية في النمو الاقتصادي العالمي، وتوفر الخبرة الصينية والبرامج الصينية لتطوير التحول الاقتصادي والاجتماعي العالمي، وتعزز تنمية أعلى وجودة أفضل وأكثر إنصافا للاقتصاد العالمي.

--

 أو يانغ ري هوي: نائب رئيس معهد بحوث اقتصاد الإنترنت الصيني في الجامعة المركزية للمال والاقتصاد.

منغ هونغ شيا: طالبة دراسات عليا في معهد الاقتصاد بالجامعة المركزية للمال والاقتصاد.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4