ملف العدد < الرئيسية

ماذا تقدم الشركات الصينية لأفريقيا؟

: مشاركة
2018-08-29 14:44:00 الصين اليوم:Source تشو لين:Author

إثيوبيا، التي يبلغ عدد سكانها نحو مائة مليون نسمة يعمل أكثر من ثمانين بالمائة منهم في الزراعة، من الدول الأكثر تخلفا في العالم. في عام 2017، بلغ متوسط نصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الاجمالي أقل من ثمانمائة دولار أمريكي.

على بعد ثلاثين كيلومترا عن مطار بولي الدولي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، توجد حديقة صناعية حديثة تدعى بحديقة صناعية شرقية، يقع فيها مصنع للأحذية لمجموعة هواجيان المتقدمة عالميا في صناعة الأحذية الحريمي، حيث يعمل الكثير من الإثيوبيين.

" أشعر بالسعادة وأنا أعمل في شركة صينية"!

فرايزر، شاب إثيوبي، يبلغ من العمر 25 عاما، يعمل في مجموعة هواجيان منذ ما يقارب من ثماني سنوات. يتكلم باللغة الصينية بطلاقة. بفضل تفوقه في العمل، شارك في حلقة تدريب بمقر المجموعة في دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ لمدة سنتين. بعد الدراسة، عاد إلى إثيوبيا وتولى مسؤولية إدارة وتقييم أداء الأعمال لألف وثلاثمائة عامل في المصنع. قال فرايزر إن له اسما صينيا، "قوانغ تشو".

إيساليا أنتيفا، البالغ من العمر 24 عاما، تدرب في مقر مجموعة هواجيان مع ثمانية وثمانين عاملا إثيوبيا آخرين في عام 2011، قبل تدشين مصنع المجموعة في إثيوبيا. الآن، أصبح أنتيفا مسؤولا عن عملية الإنتاج في المصنع. قال إن تشانغ هوا رونغ، رئيس مجلس إدارة مجموعة هواجيان، أطلق عليه اسما صينيا، "فا تشان"، الذي يعني "التطور" في اللغة الصينية.

في الساعة السادسة والنصف صباح كل يوم، تجد مئات من العمال الإثيوبيين يركبون الباصات العامة للذهاب من المحافظات المجاورة إلى أعمالهم في المصنع، وهم يرتدون القمصان الخضراء كثياب العمل. بعد تناول الفطور في المصنع، يلعب بعضهم كرة السلة في الملعب أو يلعب كرة القدم في الساحة المفتوحة ولو لوقت قليل، ثم يبدأون أعمال إنتاج الأحذية في الساعة السابعة وأربعين دقيقة.

قال فرايزر: "كنا لا نعرف تقنيات إنتاج الأحذية ولا اللغة الصينية. خلال فترة التدريب في الصين، كان المدرب يعلمنا كثيرا من التقنيات مثل وضع اللاصق، إلصاق النعل وقطع المواد المستخدمة في صنع الأحذية. لقد درست جميع هذه التقنيات في الصين."

مع تقدم تقنيات العمال المحليين في إنتاج وتصنيع الأحذية، صار معظمهم مسؤولين في العمل وزادت رواتبهم بشكل ملحوظ. أشار فرايزر إلى تطورات وتغيرات موطنه، وأعرب عن شعوره بالامتنان لكل هذه الأشياء قائلا: "أشعر بالفخر والسعادة للعمل هنا."

مجموعة هواجيان من أكبر شركات إنتاج وتصنيع الأحذية النسائية في العالم. منذ تأسيسها في عام 1996، تنتج الأحذية النسائية بمستوى عال ومتوسط لعدة علامات تجارية مشهورة في العالم. أنشأت مصانع لها في مدينة دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ، وفي مدينة قانتشو بمقاطعة جيانغشي وفي إثيوبيا. بدأت مجموعة هواجيان الاستثمار وبناء المصنع في إثيوبيا في أكتوبر عام 2011 وبدأت أعمال التصنيع والإنتاج في يناير عام 2012. يوظف مصنع مجموعة هواجيان في إثيوبيا أكثر من أربعة آلاف محلي. ومنذ تأسيسه صدر المصنع بضائع قيمتها ثمانين مليون دولار أمريكي. لذا، يعتبر هذا المصنع أكبر مؤسسة تصدير في إثيوبيا ويحصل على تقدير عال من المجتمع المحلي ووسائل الإعلام المحلية. فضلا عن ذلك، إنه مؤسسة رائدة في مشروع البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق ونموذج للتعاون الاقتصادي بين الصين وإثيوبيا.

رفع مستوى التقنيات وقدرة الإدارة

قال تشانغ هوا رونغ، إن التعاون بين إثيوبيا ومجموعة هواجيان يأتي بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك. وباعتبار إنتاج وتصنيع الأحذية من القطاعات الكثيفة العمالة، فمجموعة هواجيان بحاجة إلى كمية كبيرة من اليد العاملة والمواد الخام الرخيصة، في حين أن إثيوبيا ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، وتبلغ نسبة البطالة فيها حوالي 50%، بالإضافة إلى أنها موطن لإنتاج الجلود بنوعية ممتازة، فهي تحتاج الى مؤسسات تستثمر فيها، مثل مجموعة هواجيان.

عمل رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق ميليس زيناوي، على إنجاح هذا التعاون بين الصين وإثيوبيا. في أغسطس عام 2011، حضر السيد زيناوي مراسم افتتاح الألعاب الجامعية العالمية في شنتشن بالصين. كان يحمل في تلك الزيارة مهمة أخرى، هي نقل بعض القطاعات الكثيفة العمالة في الصين إلى إثيوبيا لتحقيق التنمية في الصناعة الخفيفة ومعالجة مشكلة البطالة في هذه الدولة الأفريقية.

وباقتراح من الدكتور لين يي فو، الاقتصادي الصيني المشهور، قام السيد ميليس بزيارة استطلاعية إلى مجموعة هواجيان التي تعمل في تصنيع وإنتاج الأحذية للدول المتقدمة في دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ، ودعا رئيس المجموعة لزيارة إثيوبيا والاستثمار فيها. في سبتمبر عام 2011، زار السيد تشانغ هوا رونغ إثيوبيا وتوصل إلى اتفاقية مع الجانب الإثيوبي للاستثمار.

إنتاج الأحذية عمل ومجال جديد في إثيوبيا. ورغم أن تكلفة الأيدي العاملة الإثيوبية رخيصة، فإن الفعالية والمهارة في الإنتاج هناك أقل من فعالية الأيدي العاملة الصينية. في هذا السياق، لم تكن جودة الأحذية عالية. من أجل تحسين قدرة الإنتاج للعمال المحليين، اتخذت مجموعة هواجيان بعض الإجراءات لتدريب وإعداد العمال المحليين، منها بناء غرفة التدريب الخاصة ودعوة الخبراء الصينيين المميزين لنقل وتعليم التقنيات للعمال المحليين واختيار العمال الممتازين لتدريبهم بمقر المجموعة في دونغقوان وبالمدرسة الفنية في قانتشو لتعلم التقنيات المعنية ومهارات إدارة المصنع واللغة الصينية. في الوقت الحالي، تتولى دفعات من العمال العائدين إلى إثيوبيا مسؤولية الإدارة في المصنع.

منذ بدء العمل في عام 2012، يبلغ عدد العمال الذين يعملون في إثيوبيا أكثر من أربعة آلاف عامل، منهم أكثر من ثلاثة آلاف وثمانمائة إثيوبي. الآن، بإمكان العمال المحليين تصنيع وإنتاج الأحذية بمهارة. ينتج المصنع ستة آلاف وخمسمائة زوج من الأحذية النسائية كل يوم. ويصدر مليوني زوج من الأحذية النسائية إلى الخارج كل سنة، ويبلغ متوسط الربح 10%.

مركز تصنيع في أفريقيا

وفقا للمعلومات المعنية، تعمل إثيوبيا على تطوير الصناعات الكثيفة العمالة وصناعات تجهيز الصادرات. تبلغ مساحة منطقة هواجيان- إثيوبيا للصناعة الخفيفة التي يجري العمل فيها، أكثر من مائة وثلاثين هكتارا. من المتوقع أن تدخل الحكومة الإثيوبية مؤسسات تجارية في قطاعات الملابس والأجهزة الإلكترونية والأحذية والحقائب وغيرها من القطاعات المختلفة، للمنطقة لدفع بناء منطقة صناعية متعددة الوظائف.

نور، البالغة من العمر 27 سنة، تخرجت في قسم التجارة الدولية بجامعة هونان، تعمل الآن مديرة العلاقات العامة ومساعدة رئيس مصنع هواجيان الدولي، بإثيوبيا. تتقن نور اللغة الإنجليزية، فهي مسؤولة عن شؤون الاتصال بالحكومة الإثيوبية في مشروع بناء منطقة الصناعة الخفيفة المستقبلية. ترى نور أن هذا المشروع يختلف عن بنايات الصناعة التقليدية في أديس أبابا، وأنه رمز لمستقبل مجموعة هواجيان، يستحق هذا العمل أن تبذل جل جهودها فيه.

كما ذكرنا، إثيوبيا دولة كبيرة من حيث عدد السكان في أفريقيا. تشهد هذه الدولة المتخلفة اقتصاديا تغيرات مع تطوير الصناعة التي تعتمد على بناء المناطق الصناعية. أشار رئيس الوزراء الإثيوبي السابق هايلي مريام ديسالين إلى أن إثيوبيا تعمل على تطوير الصناعة وتحول الهيكل الاقتصادي لتصبح مركز تصنيع في أفريقيا.

أشار الدكتور لين يي فو، في كلمته خلال منتدى بوآو الآسيوي في عام 2017، إلى أن إثيوبيا تشهد تغيرات كبيرة على الساحة الدولية بفضل مصنع هواجيان في هذه الدولة. إثيوبيا حاليا هي الدولة الأفريقية الأولى في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجال التصنيع سنويا، وقد أنشأ الكثير من الشركات الدولية مكاتب فرعية لها في إثيوبيا.

خلال فترة انعقاد دورتي المجلس الوطني لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في مارس 2018، قال تشانغ هوا رونغ، عضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، في مقابلة مع مجلة ((الصين اليوم))، إن الرئيس شي جين بينغ أشار إلى بناء رابطة المصير المشترك للبشرية. السيد تشانغ يعرف اتجاه تطور مجموعة هواجيان. من أجل تعزيز قوة الوطن، يجب على المؤسسات الصينية أن تتحمل مسؤولياتها. أما الخطوة التالية، فأشار تشانغ إلى أنه من المتوقع أن توظف مجموعته مائة ألف عامل أفريقي بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تحقيق التنمية بالفعالية العالية وارتباط تنمية المؤسسة بتنمية أفريقيا في نفس الوقت، وهذه الأشياء من أجل بناء رابطة المصير المشترك للبشرية.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4