ملف العدد < الرئيسية

مجموعة علي بابا تلهم شباب أفريقيا

: مشاركة
2018-08-29 14:43:00 الصين اليوم:Source ليو تشوه ران:Author

عبر موكيسا كيتوي، الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، عن اهتمامه بمشروع إعداد رواد الأعمال الشبان الأفارقة، الذي تنظمته مجموعة علي بابا، وقال: "علينا أن نقيم حوارا مع حكومات الدول الأفريقية لتعزيز اهتمامها ببناء البيئة المناسبة التي تشجع الشباب على ريادة الأعمال وتطوير التجارة الإلكترونية." جاء تصريح كيتوي خلال زيارة قام بها إلى مقر مجموعة علي بابا في 28 يونيو 2018، حيث تبادل الحوار مع الدارسين المشاركين في دورة تدريبة لرواد الأعمال الشبان الأفارقة.

الدورة التدريبية لرواد الأعمال الشبان الأفارقة هي الثالثة من نوعها ضمن مشروع  "برنامج المؤسسين الإلكترونيين" "e-founders" الذي تنظمته مجموعة علي بابا، بعد أن عقدت الدورة التدريبية الأولى في نوفمبر 2017 والثانية في مارس 2018. يشارك في الدورة الثالثة تسعة وعشرون دارسا من إحدى عشرة دولة أفريقية، منهم توفيق موسيلمال من الجزائر وبرايت تشيوندو من زامبيا.

حلم توفيق بتأسيس مجموعة تجارية كبيرة

قال توفيق، البالغ من العمر 30 سنة، في تصريح لأحد الصحفيين: "لا أريد أن أتحدث كثيرا عن حياتي في ما مضى، ولكن أعتقد أنني بعد عشر سنوات من الآن، سأكون شخصا ناجحا مثل ما يون (مؤسس مجموعة علي بابا، المعروف باسم جاك ما) وسأحقق إنجازات كبيرة."

ولد توفيق في الجزائر عام 1988. في ثمانينيات القرن الماض، وبسبب الاضطرابات التي شهدتها الجزائر، انتقل جد توفيق للعمل في باريس بفرنسا في مجال تجارة اللوازم والأدوات المنزلية، وافتتح محلات تجارية في باريس، كان يستأجر طابقا كاملا في أحد مراكز التسوق في باريس في ذروة ازدهار تجارته. قال توفيق إنه عمل في مجال التجارة مع أسرته وهو في سن صغيرة. في السابعة عشرة من عمره، حصل على طلبية لتجارة الأسرة بلغت خمسة آلاف يورو. يتميز توفيق بالحكمة والجرأة القوية، مما يجعله ناجحا في عمله بالتجارة.

بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في تخصص الهندسة والتجارة، ذهب توفيق إلى بريطانيا لدراسة تخصص الابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال في جامعة وارويك، حيث تعرف أكثر على أهمية شبكة الإنترنت في الاقتصاد العالمي.

بعد تخرجه في الجامعة سنة 2013، جاءت لتوفيق أخبار سيئة عن إغلاق العديد من المحلات التي تديرها أسرته في باريس، لذلك كان لا بد له من أن يعود إلى بارس للعمل ومساعدة أسرته.

في عام 2014، عاد توفيق إلى بارس وطرح فكرة مزاولة التجارة الإلكترونية. بالرغم من معارضة والده لهذه الفكرة في البداية، تمكن توفيق لاحقا من النجاح في بيع الأثاث في موقع أمازون والموقع الخاص به. يتجاوز حجم الأعمال على شبكة الإنترنت الحجم الذي يتم عبر المحلات التجارية الواقعية. نظرا للأداء الجيد الذي أظهره توفيق في مزاولة التجارة، قرر والده توكيله القيام بالأعمال التجارية للعائلة.

بعد ذلك، عاد توفيق إلى الجزائر وأسس فريق عمل صغيرا في العاصمة. يتكون أعضاء الفريق من موظف خدمة العملاء وموظف إدارة التجارة على شبكة الإنترنت وموظف الخدمات للتجارة الإلكترونية. قال توفيق إن تكلفة الأيدي العاملة في الجزائر أرخص بكثير مما هي عليه في أوروبا.

خلال السنوات الثلاث والنصف الأخيرة، بلغ حجم الأعمال التجارية التي يديرها توفيق على موقعه على شبكة الإنترنت ثلاثة ملايين دولار أمريكي، وبذلك صُنف توفيق ضمن قائمة أفضل ثلاثة مشاركين في الدورة التدريبية.

خلال فترة مشاركته في الدورة التدريبة في الصين لمدة أسبوعين، زار توفيق عدة شركات ومراكز تجارية لاكتساب خبرات جديدة ومفيدة، منها شركة النملة للشؤون المالية، وشركة خما للأطعمة واللوازم المنزلية، ومعهد إيوو للتكنولوجيا والأعمال التجارية، ومعهد علي بابا للتجارة، ومستودع شركة تساينياو للوجستيات.

عند افتتاح محلات تجارية جديدة، تقوم شركة خما بدراسة أوضاع المستهلكين في دائرة نصف قطرها ثلاثة كيلومترات في محيط المنطقة التي يتم افتتاح المحل التجاري فيها. أوضح توفيق أن القيام بدراسة أحوال المستهلكين عبر البيانات الكبيرة قبل افتتاح أي محل تجاري، يساهم في تقليل نسبة الخسارة وتعرض المحل للإغلاق. قال توفيق: "موقع المحل ذو أهمية كبيرة وله تأثير على حجم الأعمال." في السابق، كان جده ووالده يعتمدان عند اختيار الموقع لافتتاح محل تجاري جديد على الحدس وليس على البيانات. ويعزى إلى هذا السبب فشل بعض المحلات في جذب مستوى متوسط أو عال من الاستهلاك بسبب القدرة الاستهلاكية الضعيفة للقاطنين في المنطقة المحيطة بالمحل التجاري. ومن هنا كشف توفيق سبب فشل أعمال عائلته.

يشهد توفيق مسيرة إدخال المنتجات الصينية إلى أسواق أوروبا من خلال التجارة الإلكترونية في هذه السنوات. قال: "كثير من الشركات الصينية تريد الدخول إلى أوروبا. لماذا لا أقوم بالتعاون معها لتحقيق إنجازات أكبر؟"

أضاف توفيق أنه بإمكان الشركات الصينية القوية بناء مصانع لها في الجزائر قبل دخولها إلى أوروبا. تتميز الجزائر بالموقع الجغرافي الجيد والتكلفة المنخفضة للخدمات. يسعى توفيق إلى جعل الجزائر محطة عبور للشركات الصينية في طريقها إلى الأسواق الأوروبية. وفي نفس الوقت، يرغب في تطوير التجارة بنمط البيع وإدارة الصفقات بين الشركة والمستهلك ( B2C Business-to-Customer) في أفريقيا بحيث تكون الجزائر نقطة انطلاقها. وضع توفيق خطته للسنوات العشر المقبلة، وهي تأسيس مجموعة تجارية كبيرة مثل مجموعة علي بابا.

 خطة برايت تشيوندو لتطوير تطبيق أليباي(Alipay)

يختلف وضع برايت تشيوندو عن وضع توفيق اختلافا كبيرا. نشأ برايت في أسرة فقيرة وتوفي والداه، وقام والدا أحد زملائه برعايته منذ الصغر. إلا أن هذه الصعوبات جعلت من برايت إنسانا قوي الشخصية.

في عام 2015، أسس برايت شركة BroadPay لخدمات الدفع الإلكتروني في زامبيا، ساعيا إلى توفير خدمات الدفع الإلكتروني لحوالي 60% من مواطني زامبيا ممن ليس لديهم بطاقات مصرفية. عمل برايت في شركة هواوي الصينية سابقا.

تعد طريقة الدفع مشكلة كبيرة في زامبيا. ستون في المائة من المواطنين لا يمتلكون بطاقات مصرفية، لذلك مازالت الأوراق المالية هي الوسيلة الشائعة للقيام بعملية الدفع في زامبيا، إلا أنها لم تعد وسيلة سهلة أو آمنة، فمن الصعب تحويل مبالغ مالية من شخص في مدينة ما إلى شخص آخر في مدينة أخرى. سعى برايت إلى حل هذه المشكلة من خلال إنشاء شركة BroadPay.

قال برايت: "كنت أعمل في شركة هواوي، ولاحظت أن كثيرا من الزملاء يستخدمون تطبيق أليباي لتحويل النقود إلى أصدقائهم أو أقاربهم داخل الصين. أعجبني هذه التطبيق جدا. ما يدهشني أن الكثير من الصينيين لا يحملون حافظة للنقود أبدا، فهم يقومون بعملية الدفع عن طريق مسح الباركود الثنائي الأبعاد ضوئيا باستخدام الهاتف النقال. في البداية، لم أكن أثق بهذا التطبيق، ولكن عندما جئت إلى الصين عايشت هذه العجائب بنفسي."

استوحى برايت من تطبيق أليباي فكرة القيام بتطوير تطبيق مشابه للدفع الإلكتروني في زامبيا. يمكن للأشخاص الذين يستخدمون الهواتف النقالة الذكية تحميل هذا التطبيق واستخدامه، أما الأشخاص الذين لا يمتلكون الهواتف الذكية، فيمكنهم استخدام هذا التطبيق من خلال إدخال سلسلة من الرموز وإشارة "#" للقيام بعملية تحويل النقود من شخص إلى آخر.

قال برايت: "في البداية، أردت تقديم خدمات الدفع الإلكتروني للأشخاص الذين لا يمتلكون بطاقات مصرفية. لكن مع تطور هذا التطبيق، واجهتني مسألة جديدة، وهي كيف يمكن للأشخاص المعتادين على استخدام الأوراق النقدية تقبل اعتماد هذه الوسيلة الجديدة لإجراء عملية الدفع؟"

 من أجل حل المشكلة، ذهب برايت إلى أصحاب دكاكين البقالة في قريته ممن لديهم الخبرة في ترويج المنتجات والسلع الجديدة للزبائن. تعاون برايت معهم لترويج استخدام تطبيق BroadPay عن طريق دفع مبلغ مالي معين لهم لقاء إقناعهم للزبائن باستخدام التطبيق في عملية الدفع.

مع الوقت، توصل برايت إلى اتفاق مع أصحاب أكثر من ألفي بقالة في زامبيا، وسرعان ما بلغ عدد الصفقات وعمليات البيع باستخدام تطبيق BroadPay مائة ألف عملية.

فضلا عن ذلك، تعاون برايت مع بعض شركات البنية التحتية في زامبيا. حاليا، تجري حوالي ألف شركة الصفقات وعمليات الدفع باستخدام تطبيق BroadPay. يمكن للمواطنين دفع فواتير الماء والكهرباء والمنتجات باستخدام هذا التطبيق. قال برايت إن تطبيق BroadPay  في زامبيا يعد بمثابة تطبيق أليباي في الصين.

أضاف برايت: "كنت أعرف تطبيقي تاوباو وأليباي. لكن لدى دخولي مبنى مجموعة علي بابا، أدركت أنها نظام كبير بحد ذاته. تتيح لي مجموعة علي بابا الفرصة لزيادة معلوماتي واطلاعي على أمور جديدة. لا تتوافر مثل هذه الفرصة لكل رواد الأعمال الأفارقة."

أشار برايت أنه لم يكن يولي اهتماما بتنمية البنية التحتية مثل اللوجستيات، لأنه كان يعتقد أن هذه الأمور لا علاقة لها بأعمال شركته. إلا أنه بعد اطلاعه على مسيرة التطور لمجموعة علي بابا أدرك أن كل هذه الأمور هي جزء من نظام متكامل. قال برايت: "من المستحيل تحقيق النجاح الحقيقي بدون تكامل كافة الأجزاء. على سبيل المثال، بفضل تعميم استخدام تطبيق أليباي، حققت مجموعة علي بابا نجاحا كبيرا."

عاد برايت إلى زامبيا عازما على المساهمة في دفع تنمية المرافق العامة المعنية في زامبيا وتحسين وظائف تطبيق BroadPay. في نفس الوقت، يسعى إلى إدراج مزيد من مواقع التجارة الإلكترونية ضمن تطبيق BroadPay لرفع جودة حياة مواطني زامبيا.

--

ليو تشوه ران وني يي رونغ، صحفيان في موقع ((رجال التجارة  الإلكترونية)).أأأبيبيبيبيسبيسب

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4