يعد المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني شكلا هاما من أشكال الديمقراطية في الصين. وفي العصر الجديد، تقوم اللجان المحلية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بتسخير أفكارها وتركيز اهتمامها لإيجاد سبل فعالة لضمان أن يكون دور أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي كاملا وفعالا في الديمقراطية التشاورية. وقد استكشفوا قنوات جديدة لأعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني لأداء واجباتهم، ووضعوا أنظمة جديدة لجعل النظام الاستشاري السياسي للشعب يؤدي دوره جيدا على مستوى القواعد الشعبية.

توسيع الديمقراطية التشاورية إلى الجماهير الشعبية

في 25 يونيو 2017، عقدت جلسة تشاورية لأعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي، برعاية لجنة مدينة شنتشن للمؤتمر الاستشاري السياسي، وبتنظيم لجنة منطقة يانتيان، في السوق المركزية للكتب بمنطقة فوتيان في شنتشن.

في هذه الندوة التي حملت عنوان: "ماذا يمكننا أن نفعل للناس في شنتشن في مجال الرعاية الصحية؟" قدم أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني مقترحاتهم حول بناء بيئة طبية تتناسب مع المستوى الاقتصادي للمدينة.

خلال جلسة التشاور، التي فتحت للجمهور، وبينما كان أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني يناقشون الموضوع على المنصة، سمح للجمهور بالمشاركة في المناقشة من خلال رفع علامات بعبارات "موافق" أو "غير موافق"، تم توفيرها بكل مقعد.

وقد تم عرض الجلسة كاملة أمام زوار سوق الكتب، لإتاحة فرصة مشاهدتها لأي شخص مهتم بموضوع المناقشة. وما زال هذا الشكل المميز للتشاور السياسي يعمل منذ ما يقرب من أربع سنوات في شنتشن. وتتميز الجلسات بأنها حرة ومفتوحة وشفافة.

لقد أكد التقرير الذي قدمه شي جين بينغ للمؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني على "أن جوهر الديمقراطية الشعبية هو مناقشة الشعب لشؤونه الخاصة".

حظيت الندوات التشاورية التي عقدها أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في شنتشن بمشاركة واسعة من الخبراء والدوائر الحكومية وعامة الشعب، من خلال توفير منصة يمكن من خلالها للمواطنين معرفة المزيد عن القضايا التي تهمهم من وجهات نظر متنوعة، وتتيح للحكومة المحلية الحصول على معلومات مباشرة حول احتياجات الناس ومطالبهم. وهكذا، تتحقق الديمقراطية الشعبية التشاورية التي تُمارس وتحظى بمشاركة واسعة النطاق.

وبصفتهم المشاركين الرئيسيين في الندوات التشاورية، يركز أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي جهودهم وتفكيرهم لإيجاد وسيلة للتواصل مع الجمهور بشكل جيد. يعتقد هؤلاء الأعضاء أن الشكل الجديد للمشاورات السياسية يطلب من كفاءتهم المهنية أكثر. في الماضي، كانوا يقومون أساسا بعملهم من خلال كتابة المقترحات، والمشاركة في الندوات، والتحقيق، والتفتيش، ولكن الآن يحتاجون إلى مواجهة الجمهور مباشرة، مما يستلزم منهم تقديم التفسيرات والمشورة للجمهور بلغة واضحة. ووفقا لما ذكره شيه سونغ تشيوان، وهو مسؤول في لجنة مدينة شنتشن للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، فإن أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني يتعاملون مع كافة الندوات التشاورية بجدية وحكمة، تقديرا واغتناما لفرصة التعبير مباشرة عن آرائهم المهنية أمام الجمهور.

يقوم الأعضاء بالكثير من الأعمال التحضيرية مقدما، في محاولة للحصول على فهم كاف للقضايا التي يناقشونها في الجلسات التشاورية. ودائما تكون آراءهم في المناقشات مدعومة غالبا ببيانات وأرقام محددة، ومتخصصة ومقنعة في ذات الوقت. وقد أشار العديد من أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني إلى أن الندوات التشاورية لا توفر قناة جديدة لمشاركتهم في إدارة ومناقشة شؤون الدولة فحسب، وإنما أيضا توفر لهم منصة لتحسين الذات، حيث أن هذه الندوات تتطلب منهم الوصول إلى فهم شامل للقضايا المعنية واهتمامهم المستمر بموضوعات النقاش.

على مقربة من حياة الشعب

لم تسهم ممارسات الديمقراطية التشاورية على المستويات القاعدية في بناء منصة للتشاور مع الناس فحسب، وإنما أيضا أظهرت توجهاتها الواضحة لخدمة الناس في اختيارهم للموضوعات وتنفيذ مقترحات أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بما يتفق مع مصالح الشعب. اتخذت لجنة حي هايديان للمؤتمر الاستشاري السياسي في بكين زمام المبادرة في البلاد لإقامة نظام الندوة التشاورية كل أسبوعين، من خلال الاستفادة من ميزة الموارد البشرية الرفيعة المستوى لديها. شكلت لجنة هايديان نظاما ذا منصة منتظمة هامة للتشاور السياسي بمشاركة واسعة وموضوعات محددة ومناقشات عميقة ونتائج مثمرة.

 في 4 سبتمبر 2017، وخلال ندوة هايديان التشاورية التي ناقشت موضوع، "موقف هايديان في تحسين الهيكل الصناعي"، وعندما حان الوقت لإنهاء الجلسة، كان أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لحي هايديان على وشك أن يلقي كلمته الختامية، أبدى المشاركون رغبتهم في المزيد من الوقت والمناقشات حول الموضوع.

قال رئيس لجنة هايديان للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني: "نظرا لكونه موضوعا رئيسيا في الوضع الجديد، فإن الحاضرين قاموا جميعا بتحضير جيد وانخرطوا فيه بشكل عميق". كما لفت فو شو تشينغ انتباه المشاركين قائلا: "لا داعي للقلق! ندوة اليوم مجرد بداية، وسوف تواصل لجنتنا إنشاء منصات لكم لتقديم المشورة والاقتراحات. وأعتقد أننا سوف نقدم أخيرا اقتراحات مرضية للجنة الحزب الشيوعي الصيني في هايديان، وللحكومة."

وذكر فو أنه من خلال الندوة التشاورية التي تعقد مرة كل أسبوعين، ساهم أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في تطوير الرياضات الشتوية في هايديان وبناء الأماكن ذات العلاقة، وإنشاء رياض الأطفال لأبناء الأقليات القومية في هايديان، والنهوض بالتعليم الثقافي الصيني التقليدي في المدارس الابتدائية والمتوسطة، وتطوير السياحة الإيكولوجية والترفيهية في منطقة التلال الغربية الكبرى، على سبيل المثال لا الحصر هنا.

ولكونها قريبة إلى حد كبير من حياة الناس، أثارت موضوعات التشاور الديمقراطية، شغف المواطنين العاديين للمشاركة في المناقشة والاهتمام العام الثابت.

واستجابة لما جاء في التقرير الذي قدمه شي جين بينغ للمؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، "لتمكين الشعب من المشاركة الواسعة والمستمرة والمكثفة في النشاطات السياسية اليومية"، تعد اللجان المحلية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني نموذجا جديدا يضم مشاورات واسعة ومتعددة المستويات مع الناس ومن أجل الناس من خلال مثل هذه الأنشطة الابتكارية كالندوة التشاورية الدورية كل أسبوعين، وأعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني الذين يلقون الكلمات ويتواصلون مع المواطنين في التجمعات السكنية.

الاستماع لمزيد من الأصوات

لا تشمل ممارسات الديمقراطية التشاورية أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي والمواطنين العاديين فحسب، وإنما أيضا الدوائر الحكومية المعنية، والتي تلعب دورا هاما في هذه العملية.

استجابة للمشكلات في المجال الطبي في شنتشن مثل عدم كفاية الموارد الطبية وتوزيعها بشكل غير متساو، وعدم وجود كلية طبية محلية، وعدم وجود منصة يدعمها المهنيون من ذوي الكفاءات العالية، والتي انعكست كلها في الجلسة التشاورية للمؤتمر الاستشاري السياسي تحت عنوان "ماذا يمكننا أن نفعل للناس في شنتشن في مجال الرعاية الصحية؟"، قال تشانغ هونغ، نائب مدير مركز شنتشن للطوارئ: "أستطيع أن أؤكد لكم أن مراكز الخدمات الصحية المجتمعية المحلية تعالج أو حلت بالفعل هذه المشكلات." وأضاف تشانغ: "طالما أن الدواء المطلوب مدرج في قائمة التأمين الصحي، فإنه من الممكن ضمان تسليمه في غضون 24 ساعة لسكان التجمع السكني." وبغية توفير المهنيين الصحيين الممتازين على مستوى المجتمع المحلي، يتم تشجيع الخبراء الطبيين على تقديم خدمات العيادات الخارجية لمراكز الخدمات الصحية المجتمعية. ومن دون الحاجة للخروج من التجمع السكني، يمكن للمقيمين فيه التمتع بخدمات طبية عالية الجودة يقدمها أطباء بارزون في المستشفيات الكبيرة. وأشار شو يونغ، أمين لجنة الحزب بمستشفى الشعب في شنتشن، وهو أحد شهود الإصلاح الطبي في شنتشن، إلى أن الهدف الأساسي من التشخيص الهرمي والعلاج هو جعل الموارد الطبية متاحة، وبأسعار معقولة للمواطنين العاديين الذين يمكنهم أن يتمتعوا بخدمة الرعاية الطبية المميزة والفعالة. وأشاد شو بالجمع بين العلاج الطبي (بين مستشفى رئيسي، إضافة إلى مجموعة من المستشفيات الثانوية ومراكز الخدمات الصحية المجتمعية) كوسيلة فعالة لمعالجة المشكلات الحالية، قائلا: "الجمع بين العلاج الطبي يمكن أن يسمح بالانتقال في اتجاهين دون عوائق في العلاج الطبي وإنشاء قناة خضراء للأمراض المستعصية. لا يساعد هذا الجمع في تحسين مستويات إدارة المستشفيات الثانوية فحسب، وإنما أيضا في توسيع نطاق تغطية المستشفيات الشاملة، مما يتيح للسكان المحليين التمتع بخدمات طبية عالية الجودة في تجمعاتهم."

ووفقا لما ذكره شيه سونغ تشيوان، من لجنة شينتشن للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، فإنه على الرغم من الموضوعات المختلفة، فإن كل دورة من مشاورات أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني تشمل عدة خطوات رئيسية هي: إدخال الموضوع المعني، وتفسيرات الخبراء، ومناقشات أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، والمشاركة العامة، والاستجابة الحكومية. إن مزايا الشكل الجديد للتشاور السياسي واضحة، وهي، أولا، السماح بالتواصل وجها لوجه بين الحكومة وأعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي، والمواطنين، مع إتاحة فرصة للحكومة وأعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي لشرح السياسات المعنية بشكل كامل، والتي يمكن أن تساعد في تحييد ورفض الآراء المتطرفة، وتهيئة بيئة للتواصل المنظم والتفكير العقلاني، وجعل تعقيدات القضية المعنية، والجهود الحكومية في هذا الصدد، واضحة. ثانيا، أن البيئة العامة والمناقشة الحرة والمفتوحة تتطلب من المسؤولين الحكوميين التواصل بشكل مباشر وفعال مع الجمهور بلغة واضحة. إن التشاور المشترك بين الناس من جميع مناحي الحياة، يبرز أصواتا مختلفة، وقد تتصادم الآراء ثم تمتزج مع بعضها البعض، وفي النهاية ينتج التوافق في الآراء.