ملف العدد < الرئيسية

"حملة السماء الزرقاء" في نانتشانغ

: مشاركة
2018-02-02 17:24:00 الصين اليوم:Source لين شياو:Author

"التمشي في شارع نظيف في الصباح المنعش يشبه التمتع بلوحة جميلة". بهذه العبارة وصفت يانغ يوي شين، وهي واحدة من سكان مدينة نانتشانغ، مشاعرها تجاه مدينتها الواقعة في مقاطعة جيانغشي بجنوب شرقي الصين. الهواء النقي في الصباح يعني يوما جديدا جميلا. وعندما تهم الشمس بالغروب، تنعكس أشعتها الحمراء على صفحة مياه النهر والبنايات القديمة والحديثة، فتبدع لوحة رائعة أخرى.

 أبناء نانتشانغ، الذين عانوا من تلوث الهواء في الماضي، يمكنهم اليوم رؤية السماء الزرقاء واستنشاق الهواء المنعش، مع انخفاض معدل الضباب الدخاني والغبار في مدينتهم. 

في مايو عام 2013، أطلقت حكومة نانتشانغ "حملة السماء الزرقاء"، وبذلت جهودا كبيرة لمكافحة تلوث الغبار في مواقع البناء، وقامت بهدم المراجل التي تعمل بالفحم أو إعادة بنائها في مناطق حظر الاحتراق، فضلا عن أعمال المعالجة الخاصة بانبعاث عوادم السيارات وغيرها من أعمال معالجة تلوث الهواء، وذلك من أجل تهيئة بيئة جميلة لسكانها.

 معالجة تلوث الغبار لحماية السماء الزرقاء

 الغبار هو المصدر الرئيسي لتلوث الهواء، فكان من الضروري معالجة تلوث الغبار في مواقع البناء، من أجل حماية السماء الزرقاء. بدأت حكومة نانتشانغ معالجة تلوث الغبار في مواقع البناء اعتبارا من شهر إبريل عام 2014. فقامت بسبع وعشرين مرة من المراقبة لمائتين وسبعين موقع بناء في سنة واحدة. أطلقت مصلحة حماية البيئة في نانتشانغ هذه الحملة بالتعاون مع لجنة البناء الحضري ولجنة إدارة المدينة لأخذ العينات العشوائية باستخدام الكمبيوتر للسيطرة على حالة تلوث الغبار في مواقع البناء. فضلا عن ذلك، تقوم الحكومة بتقييم حالة الغبار المتطاير في كل مواقع البناء في المدينة ومناطق التنمية كل ثلاثة أشهر، وأدرجت نتيجة التقييم في قائمة التقييم الشامل لإدارة المدينة.

 قبل الحملة، تم تقييم جميع المواقع، لكن لم تستوف متطلبات معيار كثافة الغبار، أما الآن، فقد وصل 71٪ من المواقع إلى المستوى المطلوب في المعيار، وانخفض الحد الأقصى لكثافة الجسيمات الدقيقة (PM2.5) إلى النصف.

 ابتكرت نانتشانغ طريقة لأخذ العينات العشوائية باستخدام الكمبيوتر لمراقبة كثافة الغبار في مواقع البناء، لضمان العدالة والنزاهة في التقييم. وقد أقّر هذه الطريقة كل من وزارة حماية البيئة الصينية ومركز المراقبة في منطقة شرقي الصين التابع لوزارة حماية البيئة الصينية ومديرية حماية البيئة في مقاطعة جيانغشي. في عام 2015، وسعت نانتشانغ نطاق المراقبة، ليشمل مائتين وثمانين طريقا رئيسيا وطريقا مجاورا لمواقع البناء.

 في أحد أيام عام 2017، اختارت مصلحة حماية البيئة في نانتشانغ خمسة مواقع بناء وخمسة طرق لمراقبة جودة الهواء بها. في صباح ذلك اليوم، رافقت أحد موظفي المصلحة إلى أحد مواقع البناء في شارع خهفانغ الغربي في حي تشينغيونبو. بعد أن تم تركيب أجهزة المراقبة على الأرض، ظهر المؤشر على شاشة الجهاز، بلغت كثافة الجسيمات الدقيقة (PM2.5) 33 ميكروغراما في المتر المكعب، بينما بلغت كثافة الجسيمات العالقة (PM10) 58 ميكروغراما في المتر المكعب.

 قال تشن تشيوان، مدير قسم المراقبة الأول لمحطة المراقبة البيئية في نانتشانغ، إن حجم عوادم السيارات وجودة الهواء وحجم الغبار في مواقع البناء يؤثر في نتيجة المراقبة. تستغرق المراقبة نصف ساعة، وتكون النتيجة النهائية محصلة متوسط 15 مرحلة.

 أضاف السيد تشن: "بسبب شدة تلوث الضباب الدخاني في مدن كثيرة بالصين في السنوات الأخيرة، أدرجنا الغبار العالق في الشوراع ضمن قائمة المراقبة." وقال إنه يرفع نتائج المراقبة إلى الموظفين في الأجهزة الحكومية المعنية لتخفيض كثافة الغبار إلى أدنى مستوى ممكن.

 معالجة عوادم السيارات في “معركة حماية البيئة

 عوادم السيارات مصدر آخر لتلوث الهواء. في الساعة العاشرة وعشرين دقيقة صباح يوم 28 أغسطس عام 2017، أوقف أحد أفراد شرطة المرور سيارة كانت متجهة من شارع نانجينغ الشرقي إلى شارع هونغدو، إذ أنها تحمل لوحة الترخيص الصفراء، ما يعني أنها ممنوعة من دخول شارع نانجينغ الشرقي. حرر الشرطي مخالفة للسائق مدون بها قيمة الغرامة. من أجل خفض التلوث الناجم عن عوادم السيارات، قامت نانتشانغ بتصنيف السيارات فيها حسب حجم انبعاث عادم احتراق الوقود.

لي وي دونغ، مدير مركز إدارة عوادم السيارات في مدينة نانتشانغ، قال إن عوادم السيارات تتركز رئيسيا على ارتفاع متر واحد عن سطح الأرض، وهذا هو الفضاء الذي يتحرك فيه الناس، فتضر صحة الإنسان بصورة دائمة. وخاصة في فترة ازدحام المرور، فإن السيارات التي تحمل لوحة الترخيص الصفراء والسيارات التي لا تحمل لوحة ترخيص لحماية البيئة، تطلق عوادم أكثر، مما يؤدي إلى تلوث الهواء بشدة. من أجل تعزيز إدارة ومراقبة التلوث الناجم عن عوادم السيارات، بادرت نانتشانغ بإنشاء مركز إدارة عوادم السيارات في عام 2013. وقد حدد المركز المناطق المحظورة على دخول تلك السيارات المذكورة، من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة العاشرة مساء، ابتداء من أول يونيو عام 2013، ووضِعَت مرحلة انتقالية لهذا النظام لمدة شهر واحد، قبل الابدء في توقيع غرامات على السيارات المخالفة النظام منذ أول يوليو ذلك العام.

 لتقليل تأثير عوادم السيارات على الهواء في نانتشانغ، تم توسيع مناطق حظر دخول السيارات ذات الانبعاثات الكثيرة من 23ر15 كيلو مترا مربعا إلى 53ر70 كيلو مترا مربعا منذ أول أغسطس عام 2014. فضلا عن ذلك، أنشأت نانتشانغ موقعا على شبكة الإنترنت خاصا بإدارة المرور. وتتعاون أجهزة حماية البيئة وأجهزة إدارة المرور باستخدام كاميرات مراقبة لالتقاط الصور للسيارات المخالفة.

 اعتبارا من أول أكتوبر 2014، قامت نانتشانغ برفع معيار وصول السيارات لحماية البيئة، فابتداء من أول اكتوبر عام 2014، وفي المنطقة الإدارية للمدينة، صار من شروط بيع وتسجيل مركبات النقل الخفيف التي تعمل بالبنزين والسيارات التي تعمل بالوقود الخليط والسيارات التي تعمل بوقود غازي واحد، أن تتفق مع المعيار الصيني لانبعاثات العوادم من الدرجة الرابعة.

 في أغسطس عام 2015، ومن أجل فحص حجم انبعاثات عوادم السيارات في نانتشانغ، طورت المدينة برنامج باركود يطبع على قائمة فحص السيارة. عندما يصل حجم انبعاث عوادم السيارة التي تم تسجيلها في مدن أخرى إلى المعيار المطلوب، يطبع الباركود الخاص على قائمة الفحص بصورة أوتوماتيكية. يختلف باركود كل سيارة عن الآخر. من خلال المسح الضوئي للباركود، يمكن معرفة البيانات الخاصة بالسيارة التي تدخل إلى نانتشانغ وتحديد ما إذا كانت قائمة الفحص حقيقية أو مزيفة.

 معالجة تلوث الضباب الدخاني

 نانتشانغ واحدة من أربع وسبعين مدينة صينية تطبق المقياس الجديد لمراقبة جودة الهواء. منذ أول يناير عام 2013، تجري نانتشانغ أعمال مراقبة وتقييم جودة الهواء والبيئة باستخدام المقياس الجديد.

تفخر نانتشانغ ببيئتها الإيكولوجية الجيدة. ومن أجل مواصلة تحسين جودة الهواء، تطالب المدينة الأجهزة والمؤسسات والشركات بها العمل على تقليل انبعاث المواد الملوثة، فقامت محطات توليد الكهرباء ومصانع الحديد والصلب بالتخلص من الكبريت وإزالة النيتروجين والغبار، لضمان الوصول إلى معيار الانبعاثات. قام المستودع الصناعي ومستودع المواد والنفايات بالمدينة بإنشاء حائط خاص لمنع تسرب الغبار وتغطيته، وتركيب أجهزة لرش الماء آليا وتقليل تلوث الغبار في عملية تخزين المواد ونقلها وتفريغها. كما أن مصانع الكيماويات العضوية ومصانع الأدوية ومصانع المنتجات البلاستيكية ومصانع التغليف والطباعة مطالبة بإكمال أعمال المعالجة الشاملة السنوية للمواد العضوية. فضلا عن ذلك، ينبغي لكل موقع بناء اتخاذ الإجراءات لإقامة حاجز محيط بالموقع وجعل سطح الطريق أكثر صلابة ورش الماء في الموقع وضمان إغلاق حاويات نقل المواد بإحكام أثناء عملية النقل، وبناء منصة للغسل وغرس الأشجار والأعشاب في الموقع. بهذا الأسلوب، بلغت نسبة تنفيذ أعمال تقليل الغبار إلى مائة بالمائة.

علاوة عن ذلك، قامت نانتشانغ بالمعالجة الشاملة لبيئة المطاعم، حيث طالبت المطاعم بتركيب أجهزة لتنقية الدخان الناتج عن الطبخ بصورة فعالة، وأشرفت على ذلك. وقامت المدينة بوقف تراخيص المطاعم التي لا تصل أعمال تنقية الدخان فيها إلى المعيار المطلوب. وبالتعاون مع السكان، فرضت نانتشانغ عقوبات إدارية على المطاعم التي لم تركب أجهزة تنقية الدخان وقامت بمتابعة هذه المطاعم لتركب الأجهزة المطلوبة. بفضل هذه الأعمال، تمت معالجة تلوث دخان الطبخ في المطاعم إلى حد ما.

شهدت نانتشانغ تغيرات كبيرة بعد أن اتخذت هذه السلسلة من الإجراءات، فأصبحت نوعية الهواء أفضل وارتفعت نسبة عدد الأيام ذات نوعية الهواء الممتازة أو الجيدة تدريجيا. في عام 2013 بلغ عدد الأيام ذات نوعية الهواء الممتازة أو الجيدة 222 يوما، وفي عام 2014 بلغ 294 يوما، وفي عام 2015 بلغ 315 يوما وفي عام 2016 بلغ 318 يوما. وفي الشهور الأربعة الأولى لعام 2017، بلغت نسبة الهواء من الدرجة الممتازة أو الجيدة في نانتشانغ 5ر77%، بزيادة بلغت نسبتها 7ر0% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2016.

 وان شياو يان، وهي من سكان حي بحيرة تشينغشان في نانتشانغ، تمارس الرياضة البدنية في الصباح. أول شيء تقوم به بعد الاستيقاظ من النوم هو فتح النافذة لمعرفة جودة الهواء. قالت: "يمكنني أن أرى السماء الزرقاء الآن. جودة الهواء في نانتشانغ ممتازة."

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4