تجارب من سارس

السارس هو الاسم الإنجليزي المختصر لوباء الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطي الذي فاجأ الصين، وكل العالم، بتهديد خطير استلزم من الرئيس الصيني هو جين تاو أن يعتبر مكافحته معركة شرسة. الانتشار السريع للمرض وعدم القدرة على تحديده أو السيطرة عليه، في المرحلة الأولى على الأقل، بل والافتقار إلى سبيل لعلاجه وضع الصينيين، حكومة وشعبا، أمام اختبار قاس وخطير، ربما لم تواجه الصين الجديدة مثيلا له منذ تأسيسها عام 1949. الصينيين، حكومة

الصين في تجاربها مع الأوبئة في الماضي حققت نجاحا مشهودا، وقد استطاعت أن تقضي على الجدري وشلل الأطفال والجذام وغيرها من الأوبئة، ولكن في كل هذه الحالات كانت هناك خبرة وتجارب دولية يمكن الرجوع إليها والاستفادة منها، على عكس هذا الوباء القاتل الذي يعرفه العالم لأول مرة. لقد بادرت الحكومة الصينية بإقامة شبكة للطوارئ الصحية على مستوى البلاد خصصت لها ما قيمته نصف مليار دولار أمريكي، منها مائتان وواحد وأربعون مليار دولار لمكافحة السارس، وأقيمت فرقة قيادية لهذا العمل ضمت وزارة الصحة والمالية ووزارة السكك الحديدية وهيئة الطيران المدني.الصينيين، حكومة

إجراءات كثيرة اتخذت لتفادي انتشار المرض شارك فيها الجميع، حكومة وشعبا، غير أن الأطباء والممرضات وكل العاملين في المجال الصحي، أثبتوا مرة أخرى، وليست أخيرة، أنهم بحق ملائكة الرحمة الذي يتقدمون إلى خطوط الدفاع الأولى عن صحتنا. لقد كشفت محنة السارس عن قصص كثيرة للتضحية والإيثار وروح الإقدام بين هؤلاء البشر، وما يحمله هذا العدد من قصة الطبيبة، التي يرويها زوجها، ليس إلا قطرة في نهر من العطاء والتفاني. وإن كنا هنا نوجه تقديرا خاصا للأطباء وهيئات التمريض وكافة العاملين في المجال الصحي فإننا لا ننسى المتطوعين من طلاب الجامعات ومن العاملين في المصالح الحكومية والتجمعات السكنية وغيرهم الذين حملوا أرواحهم على أكفهم من أجل القضاء على هذا الشبح المجهول.الصينيين، حكومة

 محنة الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطي لم تخلو من دروس مفيدة للجميع، فقد أكدت الحكومة الصينية جديتها في التعامل مع مثل هذا النوع من المخاطر، وكانت إقالة عمدة بكين ووزير الصحة، لفشلهما في التعامل مع مشكلة سارس، رسالة واضحة إلى المسؤولين على كافة المستويات أنه لا مجال لمسئول يتستر على الحقائق أو يتقاعس في أداء واجبه. وكان درس للحكومة  أنه في عصر العولمة أضحت المكاشفة والشفافية هي أقصر الطرق إلى الصواب وأن العالم بات مفتوحا وأن مشاركة الرأي العام أمر حيوي للتعامل مع كافة القضايا. وتعلم الناس قيمة العمل الجماعي بعد أن بدأت القيم الفردية تتسلل وتعلموا سلوكيات طيبة تصب كلها في مصلحة الجميع. لقد أكدت منظمة الصحة العالمية التي تحتفظ بعلاقات تعاون وثيق وعلمي مع الهيئات الطبية الصينية بالإجراءات التي اتخذتها حكومة الصين والنتائج التي حققتها الصين في بعض المجالات مؤكدة على أن الصين قدمت إسهاما مفيدا لتشخيص السارس وعلاجه.الصينيين، حكومة

إن الصين، بالتعاون مع كل دول العالم قادرة على أن تضع نهاية لهذا الوباء القاتل الذي يهدد البشرية جمعاء ولا تتوقف مخاطرة عند تخوم بعينها ولا يميز بين لون أو جنس أو عرق.الصينيين، حكومة 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top