محتويات العدد 11نوفمبر (تشرين الثاني)  2003 

مقاهي بكين.. تقدم القهوة وأشياء أخرى ‍

قوان يون تشانغ

الساعة تتهادى نحو السابعة مساء بينما النسيم الرطب يداعب القوارب السابحة على صفحة مياه بحيرة شيتشآهاي والشباب يتوارد إلى المقاهي التي تحلق بالبحيرة. الحديث همهمات، فالكل جاء إلى هنا للاسترخاء والدردشة في مكان زقزقات الطيور العائدة إلى أعشاشها أبرز سماته. قبل عامين لم يكن على شاطئ البحيرة أكثر من مقهيان. الآن العدد وصل إلى عشرة، فيما يشكل ثاني أكبر تجمع للمقاهي في بكين بعد شارع سانليتون في منطقة السفارات. مثل غرفة عمل للرسامين

ثقافة تقليدية مثل غرفة عمل للرسامين

شهدت بكين خلال السنوات العشر الماضية تحولا في أجوائها الثقافية؛ فالأزقة الصغيرة الدافئة أصبحت أبراجا عالية وشوارع واسعة خالية من المشاعر الدافئة، وأضحت المدينة المعروفة بإيقاع حياتها الهادئ البطيء سريعة الإيقاع، ولم يبق من معاملها التي تنتج أطعمتها الخفيفة المميزة إلا القليل، بل إن تاريخها الثقافي لم يعد موجودا إلا في صفحات الكتب والمتاحف، وما بقي من ثقافتها فقد مغزاه الأصلي. مثل غرفة عمل للرسامين

بحيرة شيتشآهاي لم تحافظ فقط على صورتها التي كانت عليها قبل عشر سنوات، بل ازدادت بهاء بفضل الرعاية المستمرة  لهذه المنطقة التي تشكلت فيها  منذ أسرة يوان (1206- 1368م) المعابد والأزقة وقصور الأمراء والوزراء، والنوادي والبيوت الشعبية. مثل غرفة عمل للرسامين

شياو بيان أر، وهو صاحب مقهى بمنطقة البحيرة، عاشق لثقافة الأزقة، وقد تنقل مرات من زقاق إلى زقاق ولا يزال يعيش في زقاق، ويري أن الزقاق حرية وراحة حتى وإن كان مكتظا ومليئا بالفوضى. مثل غرفة عمل للرسامين

لاو تشي، وهو  صاحب المقهى آخر يزين مقهاه بأسلوبه الخاص، ففي أحد غرفتي المقهى فرن فحم له مدخنة حديدية، وفي الثانية، صورة معلقة لزقاق قديم مكتوب عليها: "شاعت عادات الزواج الإنجاب الجديدة، تمنياتي لك وله ولي بالسعادة".. مثل غرفة عمل للرسامين

تختلف مقاهي منطقة بحيرة شيتشآهاي عن مقاهي شارع سانليتون الفاخرة التي تقع في منطقة تنتشر فيها العمارات العالية وتعج بحيوية الحياة الحديثة وقوة المنافسة، وبرغم أن مقاهي منطقة بحيرة شيتشآهاي تبعد عن شارع سانليتون خمسة كيلو فقط تتجسد فيها البيئة النموذجية التي تجمع بين ثقافة الحضر للعاصمة مع الفن التقليدي. مثل غرفة عمل للرسامين

فنجان من القهوة على مقعد بشاطئ بحيرة شيتشآهاي مع تهادي النسيم على سطح مياه فردوس محفوف بأشجار الصفصاف واللوتس الأزرق، والجسور التي يزيد عمرها على الألف عام.. هنا تصل إلى مسامعك مختلف الأصوات القادمة  من أعماق الزقاق بينما من خلفك تتناثر قصور الشخصيات البارزة في تاريخ الصين، وهناك يشهق جوسق الجرس الضخم، وبرج الطبل الفاخر.. مثل غرفة عمل للرسامين

"البرجوازية الصغيرة" مثل غرفة عمل للرسامين

 شاو بيان أر من أوائل الذين فتحوا المقاهي في هذه المنطقة، وله مقهيان،  أحدهما في جزيرة بالبحيرة المركزية، ويعج هذا المقهى بالزبائن بعد الساعة الثامنة مساء كل يوم، ويقول شاو بيان أر  متفاخرا :" معظم الزبائن من الأجانب ومن يفهمون نوعية الحياة". مثل غرفة عمل للرسامين

في الصين يطلقون  على من يسعى إلى نوعية الحياة "البرجوازي الصغير"، وأيضا يسمونهم بو بو. ويتم تصنيف هؤلاء استنادا إلى فهمهم للحياة وليس دخولهم وثرواتهم. وهم فئة من البشر يسعون إلى نوعية الحياة، وتكون المقاهي، والسياحة، وتقوية الصحة جزء هاما من حياتهم، وهم مغرمون بقراءات الروايات الرومانسية الأجنبية، ويشاهدون الأفلام الغربية، ويأكلون الآيس كريم هاجن داز "Haagen-Dazs"، ويرتادون محلات الملابس المستوردة، وهم أيضا حائرون بين الثقافة التقليدية والثقافة الحديثة. مثل غرفة عمل للرسامين

لي يونغ، البالغ من العمر 29 عاما، موظف بشركة، يرتاد مقاهي بحيرة شيتشآهاي دائما. يقول: "لا أحب مقاهي شارع سانليتون، لأن فيها فوضي وضوضاء، فلا أشعر بالراحة هناك". مثل غرفة عمل للرسامين

شاو بيان أر لا يحب أن يطلق عليه الآخرون البرجوازي الصغير، ويفضل اسم بو بو، ذلك أن البرجوازية كلمة سيئة السمعة في تاريخ الصين. المقهى الأول له يقع في زقاق  واسمه مقهى الزبائن المارة وكان عبارة عن بيت رباعي قديم، وفيه بعض الصور التي التقطها شاو بيان أر في التبت، وهذا المقهى مزدحم بالزبائن القادمين من أنحاء الصين، وبخاصة في الصيف يلتقي رواده من السائحين في فنائه ليتحدثوا عما شاهدوا في رحلاتهم من غرائب وعجائب، ويتبادلون الصور والمشاعر أيضا.  شاو بيان أر عاشق للسياحة، ودائما ينظم رحلات سياحية ورحلات استكشاف. مثل غرفة عمل للرسامين

مقاهي على النمط الغربي مثل غرفة عمل للرسامين

الموسيقى، والبيرة، والزبائن تشكل النمط القياسي لثقافة البارات الغربية، ومقاهي شارع سانليتون تشبه البارات الأوربية والأمريكية من حيث الديكورات والموسيقى وأسلوب الإدارة، أما مقاهي بحيرة شيتشآهاي فلم تأخذ من البارات الغربية إلا القليل. مثل غرفة عمل للرسامين

مقهى نالي، يقع في زقاق "ماوأر" ذي الثقافة العريقة، وقد جعل صاحبه من البيت الرباعي الذي يشغله المقهى بيتا على النمط الألماني، ويقوم فيه بنشاطات التصوير رئيسا، وتعلق على الجدار صور نفيسة، يلتقطها أصدقاء صاحب المقهى في أنحاء الصين، ومعظم الصور أبيض وأسود، وأحيانا تقام في هذا المقهى معارض تصوير خاصة. مثل غرفة عمل للرسامين

مقهى بايفونغ، يقع بجانب جسر ينديان قريبا من بحيرة شيتشآهاي، وهو بيت قديم، هادئ للغاية، لا تسمع فيه إلا موسيقى خفيفة، وهو أفضل مكان للعشاق. مثل غرفة عمل للرسامين

مقهى تسوهآن، يقع في أعماق الزقاق بجانب جسر ينديان جنوبا، وهو مقهى مفعم بالأجواء الثقافية، ودائما يجتمع فيه المثقفون الأرستقراطيون، وتعرض فيه الأفلام، وديكورات مقهى تسوهآن بسيطة حيث توضع فيه طاولة كبيرة من طراز صيني، وبجانبها حوض زجاجي لأسماك الزينة، مع ضوء خفيف وفي الصيف يوضع في فناء المقهى كراسي خيزرانية. مثل غرفة عمل للرسامين

مقهى هوتونغشيهيي، مقهى صغير للغاية، على بوابته طاولات ومقاعد، ويتميز هذا المقهى الصغير بتعليق أعمال فنية للرسامين الانطباعيين، ويبدو مثل غرفة عمل للرسامين. دائما ترى عددا غير قليل من الأجانب يجلسون على المقاعد بجانب بابه. مثل غرفة عمل للرسامين

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

شباب وملاعب

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.