إنجازات عديدة ومستقبل مشرق للتعاون الصيني الأفريقي

مقابلة مع السفير تشانغ مينغ، مدير إدارة أفريقيا بالخارجية الصينية

لو رو ساي

 

السفير تشانغ مينغ، مدير إدارة أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، وسفير الصين السابق لدى كينيا، دبلوماسي عاشق للقارة السمراء. يقول إنه عندما يكون الحديث عن أفريقيا قد تتبادر إلى ذهن البعض صور سلبية، ولكن الحقيقة أن أفريقيا قارة واعدة، مواردها البشرية وافرة والأفارقة ناس لديهم وعي بحماية البيئة.

بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة للمؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في مصر في شهر نوفمبر هذه السنة، التقت ((الصين اليوم)) السفير تشانغ الذي تحدث عن تاريخ وآفاق التعاون الصيني الأفريقي. وإلى تفاصيل الحوار.

 

((الصين اليوم)): ما هو دور منتدى التعاون الصيني الأفريقي لتعزيز وتنمية العلاقات بين الصين وأفريقيا؟

السفير تشانغ مينغ: يولي قادة الصين والدول الأفريقية اهتماما بمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وتعمل الصين والدول الأفريقية على تطوير العلاقات الصينية الأفريقية في إطار المنتدى. في الدورة الأولى للمؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي وضعت الصين والدول الأفريقية أسس "علاقات الصداقة الجديدة المستدامة القائمة على المنفعة المتبادلة والمساواة". وفي الدورة الثانية تم الاتفاق على "تقوية وتطوير علاقات الصداقة الجديدة المستدامة القائمة على المنفعة المتبادلة والمساواة والتعاون الشامل". وفي الدورة الثالثة ببكين، وافق قادة الصين والدول الأفريقية على إقامة "علاقات شراكة استراتيجية جديدة" تقوم على المساواة والثقة المتبادلة سياسيا والتعاون المتبادل المنفعة اقتصاديا والاستفادة المتبادلة ثقافيا. يقود منتدى التعاون الصيني الأفريقي تطور علاقات الصداقة والتعاون بين الصين وأفريقيا بشكل جيد وسريع. إن العلاقات بين الجانبين حاليا أوثق والتعاون الاقتصادي أعمق، ويتبادل الطرفان دعما وتعاونا قويا في المحافل الدولية، ويتعاونان من أجل تحقيق إنجازات جديدة في مجالات الثقافة والصحة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والرياضة والمال والسياحة الخ.

لقد مرت تسعة أعوام على تأسيس منتدى التعاون الصيني الأفريقي، وأصبح منتدى التعاون الصيني الأفريقي علامة مميزة للصداقة الصينية الأفريقية. لقد دفعت قمة بكين 2006 العلاقات الصينية الأفريقية إلى مرحلة غير مسبوقة في التاريخ من حيث الحجم والعمق، وقد دخلت العلاقات الصينية الأفريقية مرحلة جديدة.

منتدى التعاون الصيني الأفريقي منصة حوار هامة وآلية فعالة للتعاون بين الطرفين، وقد أصبح نموذجا للتعاون بين الدول النامية، وجعل المجتمع الدولي يولي مزيدا من الاهتمام بالدول الأفريقية، ويستثمر مزيدا من رأس المال لتنمية أفريقيا.

 

((الصين اليوم)): بعد قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، كيف يجرى تطبيق الإجراءات الثمانية التي تعهدت بها الصين؟

السفير تشانغ مينغ: خلال القمة الصينية الأفريقية ببكين سنة 2006، أعلن الرئيس الصيني هو جين تاو باسم الحكومة الصينية 8 إجراءات، تشمل زيادة المعونات ومنح قروض تفضيلية لأفريقيا واعتمادات تفضيلية للمشترين، وإقامة صندوق تنمية صيني أفريقي لتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في أفريقيا وتقديم الدعم لها لتنمية التجارة الصينية الأفريقية، بناء مركز مؤتمرات للاتحاد الأفريقي؛ إلغاء الديون عن بعض الدول الأفريقية، إقامة منطقة تعاون اقتصادي وتجاري، وتعزيز التعاون في مجالات تدريب الموارد البشرية والزراعة والصحة والتعليم. هذه الإجراءات تعكس رغبة الحكومة الصينية في دعم تنمية الدول الأفريقية، ودفع التعاون الصيني الأفريقي وتلبي احتياجات الدول الأفريقية وتستجيب لآمالها، كما أنها تناسب مستوى التنمية الاقتصادية الأفريقية، وتهدف في النهاية دفع التعاون الصيني الأفريقي وزيادة قدرات التنمية الذاتية للدول الأفريقية.

بدأت الصين تطبق هذه الإجراءات فور اختتام قمة بكين ويجري تنفيذها بشكل جيد بفضل رعاية وتعاون الطرفين، وقد تم إنجاز بعض الإجراءات قبل الموعد المحدد. تضاعف حجم مساعدات الصين لأفريقيا في 2006، وأتمت الصين إجراءات إعفاء صادرات الدول الأفريقية الأقل نموا والتي لها علاقات دبلوماسية مع الصين من الرسوم الجمركية عند دخولها الصين؛ تم إلغاء الديون في شكل جميع القروض الحكومية المعفية من الفوائد التي حان وقت تسديدها في نهاية عام 2005 والمدينة بها الدول الفقيرة المثقلة بالديون والدول الأقل نموا في أفريقيا التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين؛ تمت إقامة صندوق التنمية الصيني الأفريقي في يونيو عام 2007، ويجري استكمال مشروعات تقديم القروض الميسرة والاعتمادات التفضيلية  للمشترين. وستثمر شركات صينية في مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري في زامبيا ونيجيريا وموريشيوس وليبيا وغيرها. في مجال التنمية الاجتماعية، ساعدت الصين الدول الأفريقية بتدريب أكثر من 11000 شخص، وبعثت إلى أفريقيا 125 شابا متطوعا للعمل و100 خبير زراعي. تساعد الصين الدول الأفريقية في بناء مراكز خاصة لعرض التكنولوجيا الزراعية والمستشفيات ومراكز للوقاية من وعلاج الملاريا وبناء المدارس الريفية. ازداد عدد الطلاب الأفارقة الدارسين في الصين بمنح دراسية من الحكومة الصينية 700 دارس في سنة 2008 عن العدد في سنة 2007. في سنة 2008 بلغ عدد الدارسين الأفارقة في الصين 3400 شخص/مرة.

في إطار جهودها لمساعدة الدول الأفريقية على تدعيم نفسها من خلال الوحدة ولتدعيم الوحدة الأفريقية شرعت الصين منذ سنة 2008 في بناء مركز مؤتمرات للاتحاد الأفريقي، سوف يكتمل سنة 2011. بفضل تطبيق إجراءات المساعدة ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأفريقية، فقد بلغ 84ر106 مليارات دولار أمريكي في  سنة 2008.

 

((الصين اليوم)): ما هي القضايا التي ستُناقش في الدورة الرابعة للمؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وكيف ستدفع هذه الدورة تطوير علاقات التعاون الصيني الأفريقي؟

السفير تشانغ مينغ:تم الاتفاق في اجتماع كبار المسؤولين للمنتدى الذي عقد في أكتوبر 2008 على أن تعقد الدورة الرابعة للمؤتمر الوزاري للمنتدى في الربع الأخير من سنة 2009 في مدينة شرم الشيخ بمصر، حيث ستكون مصر هي الدولة المضيفة والصين مشاركة في الاستضافة. هذا المؤتمر حدث هام بعد القمة الصينية الأفريقية في بكين سنة 2006، وله أهمية كبيرة في دفع تطور العلاقات بين الصين والدول الأفريقية وتعزيز التعاون في مختلف المجالات في ظل الوضع الجديد. سيُقيّْم المؤتمر تنفيذ الإجراءات التي اتُفق عليها في بكين سنة 2006، ويضع خطط التعاون في مختلف المجالات بين الصين والدول الأفريقية للثلاث سنوات القادمة، كما سيناقش الطرفان كيفية تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الأفريقية الجديدة، وكيفية دفع تطور المنتدى. وسوف تعلن الصين عن إجراءات جديدة لتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية، بهدف تعزيز العلاقات الصينية الأفريقية والتعاون الصيني الأفريقي على أساس المنفعة المتبادلة في المستقبل، ومواجهة الأزمة المالية معا. وأنا على ثقة بأن هذا المؤتمر الوزاري سيكون حدثا كبيرا في تاريخ التعاون الودي الصيني الأفريقي بفضل الجهود المشتركة بين الصين والدول الأفريقية.

 

((الصين اليوم)): ما هي المراحل التي مرت بها سياسة الصين تجاه أفريقيا، وما هو مستقبل تلك السياسة؟

السفير تشانغ مينغ: تتمسك الصين في سياستها تجاه الدول الأفريقية بمبدأ "الإخلاص والصداقة والمساواة، المنفعة المتبادلة والازدهار المشترك، التأييد المتبادل والتنسيق الوثيق، تعلُم كل طرف من الآخر، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة".

لقد انتهجت الصين سياسات مختلفة تجاه أفريقيا حسب المرحلة التاريخية والوضع الدولي، لكن المبدأ الأساسي لسياسة الصين تجاه أفريقيا هو المبدأ السابق.

في الفترة من تأسيس الصين الجديدة حتى ستينات وسبعينات القرن الماضي، كان هناك تفاهم ودعم سياسي بين الصين والدول الأفريقية، وتشكّلت صداقة عميقة بين الطرفين، وباتت الصداقة الأساس السياسي الثابت لتطوير العلاقات الصينية الأفريقية في المستقبل.

شهدت العلاقات الصينية الأفريقية تطورا كبيرا في هذه المرحلة، حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر في مايو سنة 1956، ففتحت الباب أمام الصين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع العديد من الدول الأفريقية. في الفترة من سنة 1963 إلى سنة 1965، زار رئيس مجلس الدولة الصيني شو ان لاي أفريقيا ثلاث مرات. وقد وضع شو ان لاي خمسة مبادئ للعلاقات الصينية الأفريقية والعلاقات الصينية العربية، وثمانية مبادئ للمساعدات الخارجية الصينية، هذه السياسات هي الأساس للعلاقات الصينية الأفريقية والتعاون الصيني الأفريقي. ساعدت الصين تنزانيا وزامبيا في بناء سكة حديد تنزانيا- زامبيا التي استغرق العمل فيها ست سنوات، ودعمت الدول الأفريقية الصين لاستعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة.

منذ انتهاج الصين لسياسة الإصلاح والانفتاح وحتى الآن، تغير وضع المجتمع الدولي بشكل كبير، وتغيرت أوضاع الصين والدول الأفريقية أيضا في هذه الفترة. أضيف موضوعات وقوة جديدة إلى العلاقات الصينية الأفريقية وصارت العلاقات أكثر نضوجا وفعالية. أقيم منتدى التعاون الصيني الأفريقي في أكتوبر عام 2000. دخلت العلاقات الصينية الأفريقية مرحلة جديدة شهدت تطورا سريعا وشاملا. تتعزز الثقة السياسية المتبادلة بين الطرفين، يتطور التعاون الاقتصادي والتجاري سريعا، ويعزز الطرفان التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية.

 

((الصين اليوم)): ما هي الإنجازات التي تحققت في مجال التبادل الثقافي والتعليمي منذ بداية القرن الجديد؟

السفير تشانغ مينغ: حققت الصين والدول الأفريقية إنجازات وافرة في المجالين الثقافي والتعليمي في السنوات الأخيرة.

تتمتع كل من الصين والدول الأفريقية بتاريخ وثقافة مشرقة. إن تعزيز التبادل الحضاري والثقافي بين الطرفين يثري علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الأفريقية الجديدة. شهدت السنوات الأخيرة الكثير من التبادل في مجال النشاطات الثقافية والفنية. زارت تسعة وفود ثقافية صينية 22 دولة أفريقية سنة 2007، وزارت ثمانية وفود ثقافية 25 دولة أفريقية سنة 2008. نظمنا "ليلة أفريقيا" ضمن نشاطات "لقاء في بكين.. نشاطات ثقافية لأولمبياد 2008" و"عين على الثقافة الأفريقية 2008" الخ، ودعونا فنانين أفارقة إلى الصين. وضعنا ((خطة زيارة المثقفين الأفارقة إلى الصين)) لدفع التبادل الثقافي بين الصين والدول الأفريقية. هذه السنة هي العام الأخير لتنفيذ الإجراءات التي تم الاتفاق عليها في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي ببكين، كما أنها تصادف ذكرى مرور ستين سنة على تأسيس الصين الجديدة. بهذه المناسبة نظمت وزارة الثقافة مع مصلحة الإذاعة والتلفزيون والسينما ومصلحة الرياضة وهيئة الإعلام والنشر  الصينية فعاليات "عين على الثقافة الصينية 2009"، اعتبارا من إبريل هذه  السنة وتستمر حتى شهر أكتوبر، في 20 دولة أفريقية من بينها مصر وأثيوبيا.

تحققت إنجازات وافرة في مجال التعاون التعليمي، حيث قدمت الصين منحا دراسية لأكثر من عشرين ألف دارس أفريقي حتى الآن. في سنة 2009 وحدها قدمت الصين منحا دراسية لأربعة آلاف دارس أفريقي، أي ضعف العدد سنة 2006. فضلا عن ذلك، تساعد الصين الدول الأفريقية في مجال دراسة الطلاب الأفارقة بالصين على نفقتهم الخاصة أو بمنح من دولهم، وفي سنة 2007 بلغ عدد الطلاب الأفارقة الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة في الصين 3182 طالبا. ساعدت الصين الدول الأفريقية على إكمال حوالي 60 مشروعا تعليميا، وبناء 23 معمل كمبيوتر ومختبرا في المجالات البيولوجية والكيماوية والهندسية الخ، وبعثت أكثر من 550 أستاذا زائرا إلى 35 دولة أفريقية. أقيم أول معهد كونفوشيوس في جامعة نيروبي بكينيا في ديسمبر عام 2005. حاليا يوجد 21 معهد كونفوشيوس وقاعة تدريس للغة الصينية في 14 دولة أفريقية.

 

((الصين اليوم)): ماهي المشاكل والتحديات التي تواجه التعاون الصيني الأفريقي، وكيف يمكن حلها؟

السفير تشانغ مينغ: تتطور العلاقات الصينية الأفريقية بشكل مطرد وشامل، ويحقق الطرفان إنجازات وافرة في كل المجالات، لكن التعاون الصيني الأفريقي يواجه بعض المشاكل والتحديات.

هناك بعض الاختلافات بين الطرفين في عملية التعاون. بعض الشركات الصينية، مثلا، تهمل مسئوليتها الاجتماعية وحماية البيئة المحلية في المناطق التي تعمل بها. ومع زيادة قوة الصين تتعاظم توقعات الدول النامية ومنها الدول الأفريقية تجاه الصين. وهذا الأمر وإن كان جيدا، إلا أن الصين لا تستطيع أحيانا الوفاء بتلك الآمال لأن الصين نفسها مازالت دولة نامية. فضلا عن ذلك، مع توسع حركة السفر بين الجانبين، هناك حوادث أمنية تقع أحيانا ضد الصينيين في بعض الدول الأفريقية، وهذا يثير قلق الشعب الصيني، ومن ذلك عمليات الخطف التي تعرض لها صينيون في نيجيريا والسودان، وعمليات القرصنة البحرية التي تتعرض لها السفن الصينية على السواحل الصومالية.

يروج البعض لنظرية "التهديد الصيني لأفريقيا". يدعى بعض الغربيين وأجهز الإعلام الغربية أن الصين تهدف من تعاونها مع الدول الأفريقية "سلب الموارد والطاقة الأفريقية". صحيح أن الذين يرددون ذلك قليلون إلا أن هذا يترك تأثيرا سلبيا في أفريقيا، ويؤثر على السير الطبيعي للتعاون الصيني الأفريقي.

تحافظ الصين والدول الأفريقية على مستوى جيد من النقاش والبحث في المشاكل التي سبقت الإشارة إليها. ويتفق الطرفان على أنه من الطبيعي أن تحدث مثل هذه المشاكل في عملية التنمية والتقدم وأن التنمية هي السبيل لحلها. بالنسبة لمشاكل التعاون الاقتصادي التجاري الصيني الأفريقي، تحرص الصين على استفادة الطرف الأفريقي، وتحل المشاكل عن طريق المناقشات الودية. إن الصين ترغب في تعميق التعاون القائم على المنفعة المتبادلة وتوسيع الفائدة المشتركة، وترسيخ أسس التعاون الصيني الأفريقي. وتقوم الحكومة الصينية بمعالجة وحل المشاكل التي تواجهها الشركات الصينية في الدول الأفريقية، وتحثها على القيام بنشاطات خيرية لتنمية الاقتصاد المحلي. ومن ناحية أخرى، تهتم الحكومة الصينية بالحقوق الشرعية للمواطنين الصينيين والشركات الصينية في الدول الأفريقية. ستعزز الحكومة الصينية التعاون والتنسيق مع حكومات الدول الأفريقية من أجل تقديم أفضل الخدمات إلى المواطنين الصينيين والشركات الصينية في الدول الأفريقية.

إن التعاون الصيني الأفريقي موضوع هام لتعاون الجنوب – الجنوب. تواجه قضايا السلام والتنمية في الدول الأفريقية مشاكل وتحديات كثيرة وتحتاج إلى مساعدة أكثر من المجتمع الدولي. ربما تختلف المبادئ والأعمال التي تنتهجها الصين لتنمية أفريقيا عن مبادئ وأعمال الدول الأخرى، وقد تختلف مواقف الصين عن الدول الأخرى في بعض القضايا، ولكن المؤكد أن الصين تسعى لمساعدة الدول الأفريقية على تحقيق السلام والتنمية المستدامة، وهذا هو هدف الصين وهدف الدول الأخرى أيضا. لا يوجد تنازع مصالح بين الصين والدول الأفريقية، كما أن التعاون بين الطرفين لا يحقق مصلحة طرف على حساب الآخر. من وجهة نظرنا، تعاون كافة الدول مع أفريقيا فيه خير كثير، وندعو الجميع إلى تبادل التجارب والتعاون مع الدول الأفريقية للمساهمة في تنمية هذه القارة.

 

((الصين اليوم)): كيف ترى مستقبل التعاون الصيني الأفريقي؟

السفير تشانغ مينغ: انقضى أكثر من خمسين عاما على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأفريقيا، تغيرت خلالها الأوضاع الدولة والإقليمية والمحلية. ارتقى مستوى التعاون وتوسعت مجالاته خلال هذه الفترة. عقدت قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين سنة 2006، فكان رمزا لدخول العلاقات الصينية الأفريقية مرحلة جديدة. هذه هي السنة الأخيرة للوفاء بالإجراءات التي اتُفق عليها في قمة بكين، فهي سنة مهمة لتطوير العلاقات الصينية الأفريقية، وخلالها زار الرئيس الصيني هو جين تاو مالي والسنغال وتنزانيا وموريشيوس في شهر فبراير. إن الصداقة الصينية الأفريقية الآن أكثر رسوخا والتعاون الثنائي القائم على المنفعة المتبادلة أكثر عمقا. ستعقد الدورة الرابعة لمؤتمر منتدى التعاون الصيني الأفريقي على المستوى الوزاري في شرم الشيخ بمصر في وقت لاحق هذا العام. ستدفع هذه الدورة تطور التعاون الصيني الأفريقي بشكل شامل. إننا على ثقة بأن العلاقات الصينية الأفريقية ستصبح أكثر عمقا وشمولا وأن مستقبل التعاون الصيني الأفريقي سيكون أكثر إشراقا بفضل الجهود المشتركة للصين والدول الأفريقية.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)

  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني:
kailuofenshe@yaoo.com.cn