ã

سفير السودان لدى الصين

السفير ميرغني محمد صالح

سفير السودان في الصين يلقي كلمة في حفل الذكرى السنوية الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين الصين والسودان

  • ·  الصين لا تضع شروطاً سياسية في تعاملها مع الدول الأفريقية ولا تتدخل في شئونها الداخلية
  • ·   الدور الصيني في دارفور ثابت ومتــطور في آن واحـــد
  • ·  لا نرى للصين علاقات خاصة مع حكومة جنوب السودان

 

بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة لمنتدى للمؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، التقت "الصين اليوم" مع سفير السودان لدى الصين ميرغني محمد صالح الذي تحدث عن العلاقات الصينية الأفريقية وعلاقات الصين مع السودان. وإلى تفاصيل الحوار:

 

الصين اليوم: أولا: صادف عام 2009 مناسبة هامة للعلاقات بين السودان والصين، هي مرور خمسين سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كيف ترون هذه العلاقات، وخاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة؟

السفير ميرغني محمد صالح: تطورت العلاقات الثنائية بين بلدينا بشكل سلس خلال الخمسين عاماً الماضية في كافة الجوانب وبخاصة العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث ظل البلدان يتبادلان لقاءات التشاور والزيارات على مستويات رفيعة أسهمت في إحداث نقلة كبيرة في منسوب العلاقات الثنائية، خاصة خلال السنوات الخمس الماضية حيث زار فخامة الرئيس السوداني بكين في 2006، وزار فخامة الرئيس الصيني السودان. بالإضافة إلى تبادل الزيارات الحزبية والشعبية. أما في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري، فقد سجل الميزان التجاري خلال السنوات الخمس الماضية طفرة كبيرة بلغ مجملها في عام 2008م، 97ر11 مليار دولار أمريكي، لصالح السودان بمقدار 9,8 مليار دولار أمريكي، وتضاعفت حركة المسافرين من رجال الأعمال والمصالح بين البلدين بصورة كبيرة الأمر الذي شجع شركة طيران هاينان على تسيير رحلات مباشرة إلى السودان اعتبارا من سبتمبر 2009.

الصين اليوم: شهدت الساحة الدولية في الفترة الأخيرة تحولات سياسية واقتصادية ملحوظة نتيجة عوامل كثيرة، ما مدى تأثير تلك التحولات على العلاقات الصينية السودانية؟

السفير ميرغني محمد صالح: نعم شهدت الساحة الدولية تحولات كبيرة، سياسية واقتصادية أهمها الأزمة المالية، تأثرت الصين والسودان بهذه الأزمة ولكن استطعنا أن نتجاوزها من خلال التشاور والتنسيق. وعليه أستطيع أن أقول إن العلاقات في مجملها ممتازة وتنمو في ظل رعاية القيادات السياسية والتنفيذية في البلدين.

الصين اليوم: العلاقات الاقتصادية، وخاصة النفطية، بين الصين والسودان تحتل مكانة خاصة في مجمل العلاقات، ما هو حجم الاستثمار الصيني في السودان، وهل ثمة تطور نوعي في هذا الاستثمار، ومدى استفادة كلا البلدين من ذلك؟

السفير ميرغني محمد صالح: بلغ حجم الاستثمارات الصينية في مجال النفط 6 مليارات دولار أمريكي، يشمل ذلك اكتشاف واستخراج النفط وخطوط نقل البترول والتكرير وصناعات البتروكيماويات.

لقد حقق التعاون في مجال صناعة استخراج البترول والبتروكميات فائدة عظيمة للطرفين حيث استفاد السودان من تجربة الصين المتميزة في استخراج النفط، وتحققت للطرفين فوائد مادية مباشرة، كما ساهمت الشركات الصينية في تدريب الكوادر السودانية في كافة مجالات صناعة النفط وأسهمت في مشروعات التنمية الإجتماعية في مناطق الإنتاج ببناء المدارس والمستشفيات والمراكز الطبية والطرق. وتشكل الصادرات النفطية الجزء الأكبر من جملة الصادرات السودانية للأسواق الصينية.

الصين اليوم: لا حديث عن العلاقات الصينية السودانية، دون إشارة إلى الدور الصيني في قضية دارفور السودانية. يقول البعض إن هذا الدور تراجع في الفترة الأخيرة، وإن الصين لم تعد متحمسة كثيرا لموقف الحكومة الصينية، ما تعليقكم؟ 

السفير ميرغني محمد صالح: الدور الصيني في دارفور ثابت ومتــطور في آن واحـــد: هو ثابت من حيث ثبات الموقف الصيني المبدئي من الأزمة، ورؤيته لجذورها ومسبباتها. وكذلك رؤيته للحلول القائمة على معالجة الأسباب، والمتمثلة في دعم جهود السودان لتنمية الإقليم اقتصاديا  واجتماعيا، باعتبار أن المشكلة بالأساس مشكلة تنمية. وهو موقف متطور باعتبار استمرار الصين في بذل جهود مقدرة لتحقيق السلام في دارفور بالتعاون الوثيق مع كافة الأطراف السودانية والدولية. كما ظلت الصين تلعب دوراً عملياً إيجابياً في دعم العملية المختلطة، وتقديم العون التنموي والإنساني لمواطني دارفور.

وللتدليل علي ازدياد الدور الصيني في دارفور، فإن كافة الأطراف الدولية المهتمة بمشكلة دارفور علي اتصال دائم مع الحكومة الصينية من أجل تنسيق الجهود والتشاور المستمر لحل المشكلة.

الصين اليوم: كيف تنظرون إلى علاقات الصين مع حكومة الجنوب في السودان، وهل يمكن للصين أن تلعب دورا في الحفاظ على وحدة السودان؟

السفير ميرغني محمد صالح: الجنوب جزء لا يتجزأ من السودان، كما أن حكومة الجنوب جزء من نظام الحكم الفيدرالي السوداني، الذي يعطي كافة الولايات صلاحيات واسعة في إدارة الشئون الداخلية.

 والصين تتعامل مع السودان كدولة واحدة ذات سيادة. ولذلك لا نرى للصين علاقات خاصة مع حكومة جنوب السودان. وجود الصين في بعض مناطق جنوب السودان يأتي في إطار تنفيذ وتشغيل مشروعات تنموية قومية، مثل مشروعات النفط. تقدم الصين معونات لحكومة جنوب السودان في مجالات مكافحة الأمراض، الملاريا، ونزع الألغام، ومياه الشرب. كما توجد كتيبة هندسية صينية بجنوب السودان، متمركزة في مدينة واو، في إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتلعب دوراً إيجابياً في تقديم الخدمات للمجتمعات المحلية.

إن مشكلة جنوب السودان قد برزت إلى الوجود لغياب التنمية. ولأن الصين تلعب، اليوم، دوراً هاماً في دعم جهود التنمية في السودان، وإزالة الفوارق التنموية التي كانت سبباً في اندلاع الحرب، فإنها مؤهلة أكثر من غيرها لدعم جهود الدولة والقوى السياسية السودانية، للحفاظ علي وحدة الأراضي السودانية، وإقناع الجنوبيين بالتصويت لصالح الوحدة في استفتاء عام 2011م.

خامسا: يعقد في نوفمبر هذه السنة المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي. كيف تنظرون إلى الدور الصيني في أفريقيا بشكل عام، وفي رأيكم، ما هي نقاط القوة التي تتمتع بها الصين في علاقاتها مع أفريقيا، وما هي نقاط ضعفها أيضا؟

السفير ميرغني محمد صالح: تتمثل نقاط القوة في علاقات الصين بأفريقيا، في أنها تقوم على أساس الاحترام والمنفعة المتبادلة (Win- Win). ويشهد على ذلك الزيادات المطردة في حجم التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين الجانبين.

يتم هذا التعاون في إطار مؤسسي ثابت هو منبر التعاون الصيني الأفريقي (FOCAC) الذي أتاح فرصة عظيمة للجانبين في المجالات التجارية والاقتصادية، بشروط ممتازة بالنسبة للجانب الأفريقي في مجالات الإعفاءات الجمركية وتنمية الموارد البشرية الأفريقية. وكل هذا يرسي أساساً قوياً لاستمرار هذا التعاون وتطويره.

التعاون الصيني – الأفريقي يتطور من عام لآخر، ولديه قابلية كبيرة للترقي، بعد أن لمس الجانب الأفريقي بالذات، الفوائد العظيمة  لهذا التعاون. وبالتالي لا نرى نقاط ضعف في علاقات الصين – بأفريقيا بدليل ما ذكرنا، ولحرص الجانبين الشديد على تطوير هذا التعاون.

ليس للصين ماض استعماري في أفريقيا، كما أن الصين لا تضع شروطاً سياسية في تعاملها مع الدول الأفريقية، ولا تتدخل في شئونها الداخلية.

الصين اليوم: هل ثمة رؤية ستطرحها السودان على المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصين الأفريقي بشأن تعزيز التعاون الصين الأفريقي، وهل هناك تعاون ثلاثي، صيني- سوداني- أفريقي؟

السفير ميرغني محمد صالح: لا تختلف رؤية السودان لمسار منتدى التعاون الصيني الأفريقي عن الرؤية العامة للدول الأفريقية لمستقبل هذا التعاون، التي تقوم على الاحترام المتبادل والتأكيد على عدم التدخل في الشئون الداخلية والعمل سوياً على استكشاف آفاق التعاون الصيني الأفريقي وتعزيزه، وبخاصة في المجال الاقتصادي والتبادل التجاري وتدريب الكوادر الأفريقية.

نسعى بالتنسيق مع بعض الدول الأفريقية إلى إيلاء الزراعة والبنية التحتية، أولوية كبرى في مسيرة التنمية في أفريقيا. حيث تحتضن القارة الأفريقية إمكانيات كبيرة في مجال إنتاج الغذاء خاصة وأن العالم سيواجه في الأعوام القادمة أزمة في المنتجات الغذائية.

أما فيما يخص مشروعات البنية التحتية في الطرق والاتصالات ومشروعات الطاقة فهذه مجالات أساسية للتنمية الحقيقية في أفريقيا. أيضاً نسعى بالتنسيق مع الدول الأفريقية إلى تأمين دخول المنتجات الزراعية الأفريقية إلى الأسواق الصينية، ولن يتحقق هذا إلا من خلال تخفيض أو إزالة الحواجز غير الجمركية المطبقة في الصين.

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn