ã

عيون عربية على الصين الجديدة في عامها الستين

ليو هوان تشي وشيوي ينغ

السفير محمد خير الوادي

   دنغ شياو بينغ، مهندس سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين

المواطن الصيني العادي يشعر بتحسن ملموس في مستوى معيشته

توجه استهلاكي متزايد عند الصينيين

التجربة الصينية استلهمت واقع الصين وحاولت استنباط الحلول للمشاكل في إطار الواقع الصيني

السياسة الخارجية الصينية إزاء الشرق الأوسط تتفادى طرح المبادرات الخاصة والدخول في تفصيلات التسوية

الدول العربية تعتبر الصين دولة صديقة، وتحرص على تطوير علاقات التعاون والصداقة معها

محمد خير الوادي 

السفير محمد خير الوادي، سفير سورية السابق في الصين والعميد السابق للسلك الدبلوماسي العربي في بكين يجمع بين سمات الدبلوماسي والصحفي، فقد شغل منصب رئيس تحرير جريدة تشرين السورية قبل أن يكون سفيرا لبلاده لدى الصين، وقد أصدر عددا من الكتب حول الصين، كما أنه أسس مؤخرا مركز دراسات الصين وآسيا. "الصين اليوم" أجرت معه هذا الحوار الذي يعبر فيه عن رؤيته لواقع الصين ومستقبلها وعلاقاتها مع الدول العربية

                                               أجرى الحوار: حسين إسماعيل

الصين اليوم: قد تكون مصادفة غير مقصودة أن يفتتح مركز دراسات الصين وآسيا مع الاحتفال بمرور ستين سنة على تأسيس الصين الجديدة، هل من تعليق؟

السفير خير الوادي: هي فعلا صدفة، و لكنها- بالنسبة لي-  مصادفة سعيدة أن يتزامن الأمران: الاحتفالات بالذكرى الستين وتأسيس المركز. وبالتأكيد فالحدثان، بشكل ما، مرتبطان. الآن وبعد 60 عاما على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، نما الاهتمام العربي بما يجري في الصين، وبالتجربة الصينية وذلك بسبب النمو المتصاعد للاقتصاد الصيني وتزايد وزنها ا الدولي. وللأسف فإن ما يجري في الصين لا يجد تغطية كاملة له في الدول العربية، فضلا عن أنه تتم تغطية التطورات الصينية استنادا إلى مصادر غربية ليست صديقة للصين ولا تعكس بموضوعية ما يجري فيها. ونحن أردنا من تأسيس المركز سد جزء من هذه الثغرة بالنسبة للقارئ العربي وتقديم معلومات معمقة عن الحياة في الصين في جميع المجالات، والمساهمة في تعميق الفهم العربي لما يجري في الصين من وجهة نظر مستقلة وموضوعية وأكاديمية.

الصين اليوم: دعنا نتحدث عن الصين، التي وضعتها أنت قبل آسيا كلها في عنوان مركزكم. بعد ثماني سنوات أمضيتها في هذا البلد سفيرا لسورية، ما هو تقييمك للتجربة الصينية، على المستوى السياسي والاقتصادي؟

السفير خير الوادي: التجربة الصينية بالتأكيد تجربة متميزة في مجالات التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. وهي تجربة لها إيجابياتها كما تنطوي على سلبيات. وقد عالجت هذا الموضوع في كتاب لي صدر العام الماضي بعنوان "تجارب الصين من التطرف إلى الاعتدال". أعتقد بأن نقاط القوة في التجربة الصينية تكمن في أنها استطاعت أن تحشد تأييدا شعبيا واسعا ومستمرا يدعم الإصلاحات في الصين، وهذا الأمر ليس بالسهل- لاسيما في البداية حيث تكون الجهات المعنية مضطرة لاتخاذ إجراءات غير شعبية. إن أية تجربة للتنمية في أي بلد لكي تقنع شعبها، بحاجة ماسة إلى أمرين: أولا، العمل الفكري الموجه لإقناع جماهير الشعب بأهمية التغيير. وثانيا، العمل الاقتصادي الذي يتجلى في تقديم إنجازات محددة وملموسة تحسن وضع الناس المعيشي، ودون ذلك تبقى أفكار الإصلاح مجرد شعارات معلقة في الهواء. ومن يتمعن في الأوضاع الحالية  للصين، يجد أن التجربة الصينية التي يمكن أن نلخصها بسياسة الإصلاح والانفتاح قد مارست بنجاح العملين الفكري والاقتصادي، والدليل على ذلك أنها تمكنت خلال ثلاثة عقود من نقل البلاد إلى وضع متقدم اجتماعيا واقتصاديا، كما جعلت المواطن الصيني يلمس إنجازات هذه التجربة ويلمس الفرق بين ما كان في السابق والوضع الحالي. ونقطة القوة الثانية في التجربة الصينية أنها استلهمت واقع الصين بالدرجة الأولى وحاولت باستمرار استنباط الحلول للمشاكل التي واجهتها في إطار الواقع الصيني، إضافة إلى أنها كانت باستمرار تجدد نفسها وتجدد آلياتها وأساليب عملها، وهذا الأمر جعل هذه التجربة تواكب متطلبات التطور والعصرنة باستمرار.

ونقطة القوة الثالثة في التجربة الصينية، أنها بدأت خطواتها الأولى وفق منظار ورؤية استراتيجية طويلة الأمد ووضعت أهدافا قابلة للتنفيذ واستطاعت تنفيذ هذه الأهداف. أما سلبيات هذه التجربة فتكمن في الأمراض الاجتماعية والاقتصادية التي بدأت تنتشر على هامش التطور الاقتصادي والاجتماعي في الصين، ومنها عدم توازن المناطق في النمو الاقتصادي والتفاوت الكبير في توزيع الثروة وانتشار الفساد والتلوث وغيرها. وهذه كلها أعراض طبيعية تظهر في أي بلد ينمو بسرعة في العالم. لكن التحدي الأكبر الذي تواجهه التجربة الصينية الآن هو تحد فكري يكمن في حل الإشكاليات التي خلقها وجود بون شاسع بين نظرية الحزب الشيوعي الحاكم التي تقوم على أساس البناء الاشتراكي والشيوعي، والواقع الاقتصادي المليء بعناصر التطور الرأسمالي.

  وهناك تحد آخر وهو كبح النزوات الاستهلاكية المفرطة التي بدأت تشق طريقها إلى المجتمع الصيني. وما لم يتم ذلك فإن كل إنجازات الصين ستقع في دائرة الخطر. لابد من توجيه المواطن الصيني إلى ضرورة أن يستهلك بقدر حاجته لا من أجل إشباع الرغبة التي لا تنتهي بالاستهلاك.

الصين اليوم: كيف ترى السياسة الخارجية للصين تجاه الدول العربية، وخاصة سورية؟

السفير خير الوادي: أولا نتمنى أن تكون السياسة الصينية تجاه العرب والقضايا العربية أكثر حضورا وأكثر فعالية. بالتأكيد الصين تعلن دعمها العام للقضايا العربية المشروعة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتقدم المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني، ولكن عندما نبدأ النظر في تفصيلات الموقف الصيني إزاء القضية الفلسطينية على سبيل المثال، نرى أن السياسة الخارجية الصينية إزاء الشرق الأوسط تتفادى طرح المبادرات الخاصة والدخول في تفصيلات التسوية السياسية في الشرق الأوسط، وتعلن تأييدها لمبادرات ليست بعيدة عن السياسة الأمريكية. والملاحَظَ أن سياسة الصين تجاه الدول العربية ليست واحدة، بل هي تميز بين الدول العربية الثرية وغير الثرية. وهذا الأمر أعطى انطباعا بأولوية المصالح في السياسة الخارجية الصينية على الأيدلوجية والمبادئ.

بالنسبة لسورية، الصين تعلن دعمها لحق سورية في استرجاع الجولان السوري المحتل، كما تؤكد حرصها على تطوير علاقات التعاون مع سورية، وقد نمت العلاقات بين سورية والصين بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري من نحو مائة مليون دولار أمريكي في عام 2000 إلى أكثر من ملياري دولار أمريكي العام الماضي. وتوسعت العلاقات بين البلدين لتشمل مجالات جديدة وتعمقت أواصر الصداقة بين الشعبين.

الصين اليوم: كيف تقيّْم السياسة الخارجية العربية تجاه الصين؟

السفير خير الوادي: هناك أولا قاسم مشترك للسياسة العربية تجاه الصين، وهو أن الدول العربية تعتبر الصين دولة صديقة، وتحرص على تطوير علاقات التعاون والصداقة معها. فالدول العربية كلها، مثلا، تتمسك بسياسة الصين الواحدة، كما أنها تفتح أسواقها أمام السلع الصينية وتشجع على التجارة مع الصين، و توفر فرصا للشركات الصينية للعمل فيها. ولكن لا بد من الإشارة إلى أن هناك بعض الأصوات التي بدأت تبرز من الجانب العربي والتي تتحدث عن خلل كبير أصاب العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، ويكمن هذا الخلل في عدم التوازن في الميزان التجاري وكذلك في الطبيعة السلعية للتعاون الاقتصادي، و في التركيز الصيني على المشروعات المتعلقة بمجالات الطاقة، مع تلافي الاستثمار في المشروعات التي تساعد على التنمية العامة في بعض الدول العربية في مجالات غير الطاقة.

الصين اليوم: قبل فترة عقد في بكين اجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني، كيف ترى تجربة هذا المنتدى، وماذا أضاف للعلاقات الصينية العربية؟

السفير خير الوادي: منتدى التعاون الذي تأسس في عام 2004 أعطى دفعة قوية للعلاقات المتعددة الأوجه بين الدول العربية والصين. فهذا المنتدى أسس لأول مرة آليات محددة لتطوير العلاقات، وللتنسيق المشترك في المواقف السياسة بين الصين والدول العربية. وخلال هذه السنوات الست التي مرت على تأسيس المنتدى نستطيع القول بأن هذا المنتدى قد بات عاملا فعالا في دفع العلاقات العربية الصينية. وبالتأكيد لا بد الآن من التفكير في تطوير الآليات التي تم الاتفاق عليها في البيان التأسيسي ولابد من الانتقال إلى مرحلة أكثر جدية في تنفيذ ما يتفق عليه الطرفان خلال مؤتمرات المنتدى، فالغالب أن هذه البيانات وخاصة في مجالات الاقتصاد والثقافة والإعلام تبقى في  معظمها دون تنفيذ. لابد من إيجاد آليات للمتابعة والإشراف على التنفيذ، ومن الممكن التفكير في تأسيس أمانة عامة مشتركة لمنتدى التعاون العربي الصيني تكون متفرغة لهذه المهمة، كما لا بد من رصد الأموال الخاصة لتمويل أنشطة المنتدى.

الصين اليوم: عشت سنوات في الصين وكنت شاهدا على أحداث مهمة شهدها هذا البلد، ومنها استضافة الأولمبياد والقمة الصينية الأفريقية، هل ترى في التجربة التنموية الصينية ما يمكن أن يفيد منه العرب أم أن واقع وظروف الجانبين تجعل كلا منهما حالة خاصة؟

السفير خير الوادي: التجربة الصينية لها وجهان، وجه محلي مرتبط بخصائص صينية، ووجه عالمي ودولي. وقد أكدت التجربة الصينية أنه لنجاح الإصلاح لابد من توفر ما يلي: أولا، وجود التفاف شعبي يحمي التجربة ويضمن لها النجاح. ثانيا، ضرورة الابتكار والإبداع الفكريين المستمرين كي تبقى التجربة مواكبة لمسيرة التطور وروح العصر. النقطة الثالثة، وضع أهداف طويلة المدى وقابلة للتنفيذ. وهذا الأمر هام للحفاظ على مصداقية الإصلاح. من جانب آخر لابد من دراسة الأخطاء والسلبيات التي وقعت فيها التجربة الصينية، لتفادي تكرارها والوقوع فيها. ولابد من التحذير من النقل الحرفي للتجربة الصينية. فهذه التجربة جاءت متلائمة مع ظروف الصين، والظروف العربية تختلف جذريا عن الواقع الصيني. وأية تجربة للتطور الاجتماعي والسياسي هي بالدرجة الأولى وليدة الواقع الذي نبتت فيه،  فسياسة الإصلاح والانفتاح الصينية جاءت لتُخرج الصين من عزلتها ولتطور الهياكل الاقتصادية التي وقفت حجر عثرة أمام انطلاق الاقتصاد الصيني. ونحن بحاجة ماسة إلى دنغ شياو بينغ عربي، يستفيد من تجارب الآخرين بما فيها التجربة الصينية، ولكنه يستلهم أفكاره من الواقع العربي تمهيدا لتغييره.

الصين اليوم: ننتقل إلى مركز دراسات الصين وآسيا. نود أن تعرفنا بهذا المركز، وماذا يمكن أن يضيف إلى حقل الدراسات الآسيوية في الدول العربية، خاصة مع وجود مراكز مماثلة أخرى؟

السفير خير الوادي: كما أشرت سابقا، مهمة هذا المركز هو اطلاع القارئ العربي المتخصص والمهتم بقضايا الصين وآسيا على الأوضاع في هذه المنطقة المهمة في العالم، نظرا لأهمية الدور الذي تلعبه الصين، وكذلك نظرا لأن آسيا هي القارة الأكبر في العالم، والتي سيكون لها التأثير الحاسم في تحديد مصير البشرية. وجهة نظري أن مركز الثقل الاقتصادي والفكري والحضاري سيعود مرة أخرى إلى الشرق، وآسيا هي قلب هذا الشرق. ولابد من رصد هذا الأمر ومواكبته على صعيد البحوث والدراسات، وهذا ما سنفعله. المركز موجه بالدرجة الأولى إلى صانعي القرار العربي تجاه الصين وآسيا وإلى الباحثين المهتمين بالاستفادة والاطلاع عن كثب على تطورات الأحداث في هذا المنطقة. والمركز يهدف أيضا إلى تجميع الفعاليات الفكرية والبحثية العربية المهتمة بالصين، وقد بدأنا ذلك. ونأمل أن يكون هذا المركز منبرا لهذه الفعاليات المهتمة بالصين وآسيا ، وتجدر الإشارة إلى أن هذا المركز هو أول مركز بحوث عربي مختص بقضايا الصين.

الصين اليوم: هل تربط المركز علاقات بمراكز ومؤسسات بحوث في الصين، وهل يتعاون المركز مع المراكز المماثلة في العالم؟

السفير خير الوادي: لم يمض على تأسيس المركز سوى عدة أشهر وخلال هذه الفترة تم الاتصال بعدد كبير من مراكز البحوث العربية المختلفة والاتفاق على التعاون معها. أما فيما يتعلق بمراكز البحوث الصينية فقد أجريت لقاءات مع عدد من مراكز البحوث الصينية وتم الاتفاق معها على القيام بالتعاون والقيام بأنشطة مشتركة في مجال البحوث وتنظيم الندوات والفعاليات الفكرية حول قضايا مختلفة تهم الصين وآسيا. كما أن المركز بصدد القيام باتصالات مع مراكز البحوث في كل من روسيا واليابان والهند وغيرها من الدول الآسيوية، وتم الاتصال أيضا بعدد من مراكز البحوث العالمية المختصة بالصين وناقشنا إمكانية التعاون المشترك. وأنا أعبر عن ارتياحي للنتائج التي تحققت حتى الآن في هذا المجال.

الصين اليوم: كسفير سابق لسورية لدى الصين، ما هي النصيحة التي توجهها لصانعي السياسة العرب عندما يتعلق الأمر بالصين؟

السفير خير الوادي: صحيح أن هناك سمات مشتركة كثيرة بين العرب والصينيين، ولكن الصحيح أيضا أنه توجد فروق ثقافية وفكرية كبيرة بين الجانبين. وعلى المسؤولين العرب أن يعوا أن الصيني غير العربي، فالمواطن الصين متشرب حتى النخاع بالأفكار الكونفوشية، وهو قد عاش في ظل نظام شيوعي متشدد تعلم فيه الالتزام  وروح الجماعة، وهو قد عانى كثيرا من تدخل الأجانب الغربيين الذين حاولوا إذلاله. ولذلك لابد من أن نتفهم أن الصيني لا يصدق بسهولة الأجانب ومنهم العرب، وهو يترك لنفسه فسحة لاختبار نيات الغرباء، ومتى تأكد من حسن النوايا ونزاهة التصرفات، فهو سيكون على استعداد لإقامة علاقات تنتهي بالصداقة. هذا أولا. وثانيا، هناك سمة عامة في الصين وهي البطء في اتخاذ القرارات. والسبب هو أن الصين دولة مؤسسات، الأمر الذي يعني أن أي قرار يشبع نقاشا في المؤسسات الدنيا قبل أن يصل إلى أصحاب القرار. وهذا يحتاج إلى وقت، إضافة إلى الروح الجماعية للصينيين والتي تفرض عدم استئثار فرد بعينه بالقرار. ثالثا، تعودنا في الدول العربية أن يُتخذ القرار من قبل فرد، وهو رئيس الدولة، أما في الصين فالقرار يُتخذ عبر شبكة معقدة من المؤسسات المختلفة، سواء في قيادة الحزب الشيوعي الصيني أو في مجلس الدولة أو في الوزارات والمؤسسات الأخرى المختصة. ولهذا ينبغي ألا يُفاجأ الزعماء العرب الذين يزورون الصين إذا اعتذر الصينيون عن عدم تلبية طلباتهم في اتخاذ قرارات واتفاقيات فورية لم يتم الإعداد لها مسبقا. وهذا الأمر ينبغي أن لا يثير حفيظتهم لأن أسلوب القرار الصيني يأتي عبر النفس الطويل. كما يجب القول إن العواطف تأتي في المرتبة الأخيرة في عوامل اتخاذ القرار في الصين. بالتأكيد العلاقات الشخصية لها تأثير، ولكنها ليست حاسمة في اتخاذ القرارات. كما تجدر الإشارة إلى أن بعض القرارات التي تهم الدول العربية تُطرح من موظفي من مرتبة متوسطة، لذا يجب علينا أن لا نهمل أهمية الحلقات المتوسطة في اتخاذ القرار الصيني. هذا في مسألة اتخاذ القرار. وهناك موضوع آخر لابد من التطرق إليه، وهو أن الصين تحكم على  مدى نجاح علاقاتها مع الدول الأخرى من خلال المؤشرات الاقتصادية لهذه العلاقات. فكلما ارتفعت أرقام التبادل التجاري، زاد الاهتمام الصيني بهذا البلد. بكلمات أخرى، لقد فصلت الصين الاقتصاد عن السياسة والأيدلوجيا معطية الأولوية للعوامل الاقتصادية. فالصداقة  تكون أقوى إذا تم رفدها بصفقات تجارية، ونجاح الزيارات إلى الصين  يُقاس بمدى الدفع الذي يقدمه الضيف الزائر للعلاقات الاقتصادية. وهذا ينبغي أن يأخذه الزوار العرب بعين الاعتبار. والنقطة الأخيرة التي أود الإشارة إليها هي أن الصينيين ماهرون جدا في إجراء المفاوضات المختلفة. فلديهم الصبر والقدرة على طرح البدائل التي لا تغير من الجوهر والتمسك الشديد بالمواقف وإدخال الطرف الآخر في متاهات تفاوضية لا تنتهي. لقد أتقنوا فن المفاوضات ودفع الآخرين لتقديم التنازلات إلى حد أن أحد كبار المسؤولين الأوربيين أعلن مازحا قبيل زيارته للصين لإجراء مفاوضات، بأن عليه أن يتعلم التنفس الطويل تحت الماء حتى يجاري الصينيين في طول النفس.

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn