أمين لجنة الحزب الشيوعي بمحافظة سييانغ تشاو شن (اليسار)، في حفل توزيع جائزة "أفضل مدينة صينية جاذبة لمستثمري مقاطعة تشجيانغ سنة 2009"

مركز الخدمات الإدارية بمحافظة سييانغ

بطولة الدراجات النارية عام 2009 التي نظمتها حكومة محافظة سييانغ

 

سييانغ الواقعة في شمالي مقاطعة جيانغسو كانت محافظة صغيرة مجهولة. في السنوات الأخيرة، صارت سييانغ من الأماكن المشهورة في الصين بفضل بأربع "بطاقات" في جعبتها، الأولى أنها العاصمة السابقة لمملكة سيشوي (113 ق م- 9 م) قبل ألفي سنة، الثانية أنها موطن شجر الحور، والثالثة أنها عاصمة الغزل والنسيج الحديثة وبلدة إيكولوجية.

أسطورة موطن الحور

سييانغ غابة كبيرة، عرفتها الصين من خلال شجر الحور. في سنة 1972، استقدمت الصين من إيطاليا شتلات شجر الحور، المعروف بسرعة نموه. وبعد ثلاث سنوات، استقدمت سييانغ 32 شتلة حور. وبعد أربع سنوات فقط، نشرت ((جريدة الشعب اليومية)) الصينية موضوعا حول حور مشاتل الأشجار في محافظة سييانغ بمقاطعة جيانغسو، لأنه ينمو أسرع من غيره. بعد ثلاثين سنة، صارت الاثنتان والثلاثون شتلة مائتي مليون شجرة حور، وتوسعت مساحة زراعته من 8 مو (الهكتار يساوي 15 مو) إلى 66ر1 مليون مو. إن غابة الحور الزاهية تسجل أسطورة الحور الصيني الذي ضرب جذوره في جنوبي الصين وحقق النفع للصين كلها. أصبحت غابة الحور "بارا طبيعيا للأكسجين" في سييانغ، بل صارت أكبر صناعة تحقق الثراء لعامة الشعب ومن الصناعات الركيزية في سييانغ. من أجل نشر الثقافة الإيكولوجية، أقامت حكومة سييانغ أول متحف للحور في الصين والعالم، وأقامت دورتين من مهرجان الحور- معرض صناعة الحور الصيني، في عام 2005 وعام 2007، فذاعت شهرة "موطن الحور الصيني" في أنحاء العالم.

سحر "الموطن الإيكولوجي"

ليس الحور وحده هو سر جمال سييانغ.

في السنوات الأخيرة، مع التحسن المستمر في البيئة الاستثمارية الشاملة، جذبت سييانغ عددا كبيرا من المستثمرين الصينيين والأجانب، حيث استثمر تجار من مقاطعة تشجيانغ في 120 مؤسسة، بلغ إجمالي الاستثمارات 2ر15 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 83ر6 يوانات).

في حديقة الغابات بمحافظة سييانغ، يرتفع نصب تذكاري إيكولوجي مرصع بثلاث كرات بلورية، في كل منها عين ماء وتراب وهواء محلي. إن عينة الماء مأخوذة من بحيرة هونغتسه التي تجاوز مياهها درجة III وفقا للمعايير الدولية للماء؛ وعينة الهواء مأخوذة من بلدة لينخه التي تسمى "موطن الصناعات الخشبية"، وهي أفضل من الدرجة الثانية وفقا للمعايير الوطنية لجودة الهواء؛ وعينة التراب مأخوذة من بلدة تشونغشينغ التي يقع فيها حاضرة المحافظة، وهي أفضل من الدرجة الثانية وفقا للمعايير الدولية لجودة التراب. هذا النصب التذكاري الإيكولوجي يجسد عزيمة سييانغ في قضية البيئة الإيكولوجية، ويشهد بأن سييانغ مدينة إيكولوجية.

تطور محافظة سييانغ اقتصادها مع الحرص على الاقتصاد في استهلاك الموارد الطبيعية. في هذه المحافظة، تقف صفوف من البنايات على جانبي الشوارع التي تزين بأشجار خضراء وزهور زاهية. وتمر قناة جينغهانغ (بكين - هانغتشو) بهذه المحافظة. وفي المناطق الريفية المحيطة بها، صفوف من الفيلات الأنيقة المنتظمة بين الأشجار الكثيفة، وبعض جدران الفلات مزينة برسوم موضوعاتها تتعلق بالحياة والمناظر الريفية والحكايات الشعبية. أما بحيرة هونغتسه، فتتموج مياهها نحو الأفق وتطير النوارس فوقها نحو السماء، وتجوب بضعة قوارب البحيرة، فتشكل لوحة ريفية رائعة.

صارت محافظة سييانغ مثالا للمناطق الأخرى، لأنها تتطور في إطار من التوازن بين الصناعة والاقتصاد والثقافة والبيئة. مع نمو الاقتصاد، تغيرت معالم المحافظة كثيرا، وصارت المجتمعات المحلية قادرة على الحفاظ على الهدوء والتضامن والأمن.

خلال شهرين؛ من مارس إلى مايو سنة 2009، حصلت هذه المحافظة على ثلاث جوائز وطنية، ألا وهي "الدفعة الأولى من المحافظات المثالية لعلوم وتكنولوجيا التشجيرعلى المستوى الوطني"، و"أفضل مدينة صينية جاذبة لمستثمري مقاطعة تشجيانغ عام 2009"، و"محافظة ناجحة في الحفاظ على الأمن العام لفترة 2005- 2008".

إحياء صناعة الغزل والنسيج

سييانغ جزء مهم من تاريخ تطور صناعة الغزل والنسيج الصينية. في عهد الإمبراطور تشو يوان تشانغ (1368- 1398) لأسرة مينغ (1368- 1644) اخترع ابن سييانغ، مصلح المنوال الخشبي لو تينغ لان، فنون الغزل والنسيج قبل أن تعرفها أوروبا بثلاثمائة سنة. في ذلك الوقت، كان يوجد تمثال له تقريبا في كل مصانع الغزل والنسيج في جنوبي الصين.

في ستينات القرن الماضي، انتقل مصنع تشونغفو للغزل والنسيج بشانغهاي إلى سييانغ، وغير اسمه إلى مصنع سييانغ للغزل والنسيج، حيث انتقل إلى أرض سييانغ 2100 مغزل و168عاملة، من بينهن شيونغ تسوي هوا التي اخترعت "فنون شيونغ تسوي هوا للغزل والنسيج"، والتي دعتها اليابان للتعلم من فنونها، وتاو هاي شيا، صاحبة خبرة العمل لمدة 16 سنة والحاصلة على ميدالية أول مايو الصينية والتي حققت رقما قياسيا في ربط الخيط في 50 ثانية. وفقا لهذا الرقم القياسي، قررت وزارة الغزل والنسيج السابقة تعديل معيار فنون ربط الخيط.

خلال أكثر من نصف قرن من الجهود، تشكلت في سييانغ قوة لصناعة الغزل والنسيج، حيث يبلغ عدد العمال المهرة الذين يشتغلون بإنتاج الغزل والنسيج 100 ألف عامل، وعدد الفنيين 6 آلاف. تحتل مجموعة جيانغسو لنسيج الحرير المرتبة الأولى في كمية صادرات نسيج الحرير في الصين لمدة سنوات، وتشكل صادراتها 40% في السوق الدولية.

مزرعة سييانغ لتربية بذور القطن هي القاعة الوحيدة لتربية بذور القطن المحسنة على المستوى الوطني في مقاطعة جيانغسو. إن بذور القطن المحسنة التي تربى في هذه المزرعة، تنتشر في أراضي جنوبي الصين.

في نوفمبر عام 2005، فتحت مجموعة تشيانرنقانغ مصنع ملابس في سييانغ، وبذلت حكومة سييانغ كل جهودها لقبول خمسة آلاف موظف ماهر في ثلاثة أيام فقط. وبعد أربعة شهور من ذلك، أنجِز بناء المصنع وبدأ المصنع الإنتاج، فحققت سيانغ "سرعة جديدة".

اليوم، يوجد في سييانغ 4ر1 مليون مغزل وتنتج سنويا 40 مليون قطعة ملابس جاهزة، متفوقة في ذلك على أي مكان آخر في مقاطعة جيانغسو على مستوى المحافظة. شقت سييانغ "طريق حرير" إلى العالم.

تغيرات تهز الأرض

تأخرت سييانغ في التنمية ولكن اقتصادها يتمتع بنشاط وحيوية. بفضل روح الريادة لحكومة سييانغ، يتطور اقتصاد سييانغ بسرعة.

منذ عام 2004، نفذت حكومة المحافظة سلسلة من السياسات الإدارية الجريئة، بما فيها دعوة جماهير الشعب للإشراف على أعمال الحكومة ومراقبتها، ومراجعة كوادر القرى وإجراء انتخابات لمسؤولي القرى والبلدات المفتوحة، فأصبحت الحكومات المحلية على مختلف المستويات أكثر بساطة واصبح الكوادر أكثر مهارة في العمل. لقد ثبت أن على الحكومة أن تتغير من حكومة إدارية إلى حكومة خدمات، ومن حكومة احتكار إلى حكومة متعددة تقدم الخدمات للشعب.

انطلاقا من هذه السياسة، تقدم حكومة سييانغ خدمات عديدة للمشروعات الاستثمارية، وتعد بالمساعدة في معالجة أي مشكلة قد تواجه المشروعات الاستثمارية. وقد أعلنت الأجهزة الحكومية المعينة في سييانغ بوضوح أنها ستبذل كل جهودها لخدمة المستثمرين والتجار، فذلك كله يصب في مصلحة الشعب.