تحتفل جمهورية الصين الشعبية بمرور ستين سنة على ميلادها في غرة أكتوبر 2009. هذا الحدث، فضلا عن كونه مناسبة للابتهاج من خلال الهتافات والمسيرات والعروض، يعتبر فرصة للنظر إلى الوراء للتعلم من الماضي.

لقد بُنيت الصين الجدية على ركام وحطام الحرب. كان إجمالي الناتج المحلي للصين سنة 1952، فقط 9ر67 مليار يوان. في سنة 2008، قفز الرقم إلى نحو ثلاثين مليار يوان.

في فترة الستين عاما، تبرز سنة 1978 باعتبارها حدا فاصلا ما بين فترة الاقتصاد المخطط وعصر الانفتاح والإصلاح. كان الاقتصاد المخطط حلا فعالا للجمهورية الوليدة التي تحمل على كاهلها معاناة قرن كامل من الاستغلال الأجنبي والحرب. ومع تعافي الأمة واستيعاب الموارد المطلوبة للنمو الاقتصادي كان من المحتم إحداث تغيرات عميقة. لقد بث زخم الإصلاح والانفتاح الحياة مجددا في الاقتصاد الصيني، وفي سنة 1986 حطم إجمالي الناتج المحلي الصيني لأول مرة حاجز التريليون يوان، وبعد خمس عشرة سنة، في عام 2001 تجاوز عشرة تريليونات يوان. وتم الوصول إلى معالم جديدة بوتيرة متسارعة: 20 تريليون يوان سنة 2006، وبسرعة 30 تريليون يوان سنة 2008، وفي ذات الوقت ارتفعت حصة الاقتصاد الصيني في الاقتصاد العالمي من 8ر1% سنة 1979 إلى 3ر7% سنة 2008.

وبالتوازي مع زيادة القوة الاقتصادية تحقق التقدم في القطاعات الأخرى. لقد صارت الصين منخرطة ومندمجة مع العالم بأريحية وثقة، وترتقي بنفسها في سياق هذه العملية.

هذا التحول الكبير هو نتاج تفاني أجيال من الصينيين الذين تشكل قصص حياتهم لوحة فسيفسائية لطريق الصين المتعرج نحو التنمية المطردة. في هذا العدد، ندعو عدد من الشخصيات من المجالات المختلفة لنشاركهم ذكرياتهم ورؤاهم حول الصين في ستين عاما. إن تجاربهم الشخصية لا تنفصل عن شؤون الأمة وهم يعرضون زوايا شخصية ومحددة في مجال التاريخ الرسمي لجمهورية الصين الشعبية.

إن هذه الذكرى مناسبة لتقديم التحية إلى الآباء المؤسسين للجمهورية الشعبية، خاصة أنهم كُرموا في أعمال فنية عبر ستين سنة. ونقرأ في هذا العدد موضوعا شيقا بعنوان "زعماء الصين في لوحات الرسم"كما أننا نحاول البحث عن صورة الصين في البلدان العربية كما في "شعبية الصين عربيا بعد ستين عاما من التأسيس".

عزيزي القارئ، هذا عدد خاص ومتميز في مناسبة خاصة ومتميزة، فنتمنى أن نكون على قدر المناسبة ومستوى تطلعاتك.