ã

الإعلام الغربي والصين

أحداث أورومتشي نموذجا

جين ري

 

الصين سهلت مهمة الصحفيين الأجانب لتغطية أحداث أورومتشي

الصحفي دينغ قانغ

 

لا نكشف سرا ولا نضيف جديدا عندما نقول إن تغطية الإعلام الغربي للصين تتسم بالتحامل والتحيز. كان ذلك في الماضي ومازال موجودا حتى الآن، ونأمل أن لا يستمر في المستقبل. فمن المعلوم أنه عندما يتعلق الأمر بالصين، كل فرد في الإعلام الغربي  يتشبث بالريح  ويتعلق بالظل، وثمة أمثلة عديدة لاستخدامهم الشائعات لإثارة الاضطرابات، فبعد أحداث الخامس من يوليو في أورومتشي، رأينا عددا من الإعلاميين الغربيين، ليس فقط تجاهلوا الحقائق وإنما أيضا أنتجوا كمية ضخمة من التقارير المشوهة التي تخلط الأبيض بالأسود بل واختلقوا تقارير كاذبة عن المنطقة التي وقعت فيها الأحداث. أحداث أورومتشي التي وقعت في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في الخامس من يوليو هذه السنة، ألقت بمزيد من الظلال على مصداقية وسائل الإعلام الغربي تجاه قضايا الصين.

أولا، عمدت تلك الوسائل الإعلامية الغربية إلى تغيير الحقائق. كانت أعمال الشغب جرائم عنف خطيرة، ينبغي أن يعاقب مرتكبوها وفقا للقانون، ولكن وسائل الإعلام الغربية صورت الجرائم على أنها مشاجرات، واعتبرت العنف المنظم ضد المدنيين الأبرياء نزاعا بين طرفين.

ثانيا، أن وسائل الإعلام الغربية وفرت المساحة والوقت لمثيري المشاكل في أحداث النزاعات والعنف، فالذين يحاولون تأجيج الاضطرابات من الخارج كانوا مصدرها الرئيسي للمعلومات، بينما نادرا ما تجد معلومات وبيانات الحكومة الصينية أي اهتمام.

ثالثا، أن هذه الوسائل الإعلامية الغربية تلعب دائما بالكلمات لتشويه صورة الصين، فقد اعتبرت  مثيري الشغب الذين قتلوا أكثر من 190 فردا "محتجين". وعلى الجانب الآخر، وصفت الخطوات التي اتخذتها الحكومة الصينية بأنها "قمع".

رابعا، أنها دائما تشوه الحقائق عن طريق تقديم مواد إخبارية ومعلومات من جانب طرف واحد. لقد نشرت وسائل إعلام غربية العديد من المقالات التي تقول إن أبناء الويغور يشكون من التمييز ضدهم من جانب أبناء قومية هان الصينيين، ولكنها لم تذكر شيئا عن السياسات والمعاملات التفضيلية التي يتمتع بها أبناء الأقليات العرقية منذ عشرات السنين، وحقيقة أن العلاقة بين معظم أبناء الأقليات مع أبناء هان الصينيين جيدة. 

إن وسائل الإعلام الغربية ترى الصين دائما بنظارة ملطخة، ويعمي رؤيتها تغطرسها وتحاملها على الصين. وقد كشف تقرير للموقع الإلكتروني لجريدة "الشعب اليومية" الصينية عددا من الوقائع التي تؤكد تورط عدد من الإعلاميين الغربيين في "تلفيق مكشوف" خلال تغطيهم للأحداث في أورومتشي، ومن ذلك أنه في العاشر من يوليو، وبعد أن توجه المسلمون في أورومتشي إلى المساجد لصلاة الجمعة، هرع العديد من الصحفيين الغربيين إلى المساجد في محاولة لإثارة ما يمكن أن يكون مفيدا لهم. وفي ذات اليوم، زار صحفيون من هولندا، أسبانيا، اليابان وبريطانيا، مسجد شارع يانغشينغ ومسجد بيدا في طريق جيهفنغ، وبعد أن انتهى الناس من الصلاة هرع الصحفيون إليهم وأمطروهم بالأسئلة مستخدمين تعبيرات مستفزة وتحريضية لجعل المسلمين يعبرون عن الغضب والاستياء، بل لعب الصحفيون دور الموجهين، فكانوا يوضحون للناس كيف يتظاهرون وكيف يرددون الشعارات، قبل أن يرفعوا أجهزتهم لتصوير وتسجيل ما قاموا هم أنفسهم بترتيبه.

المثير للاستغراب هو أن ذلك يحدث في زمن بات من الصعب، إن لم يكن مستحيلا، التستر على شيء أو إخفاء حقيقة، فقد جعلت وسائط الاتصال الحديثة كل بقعة في العالم تحت المجهر. لم يعد ممكنا خداع المشاهد بصور مفبركة أو أخبار مزيفة، فعندما نشر الموقع الإلكتروني لجريدة "لندن ايفيننغ ستاندرد" في السابع من شهر يوليو هذه السنة، صورة كُتب تحتها "الدم والتحدي: سيدتان تخفف كل منها عن الأخرى بعد اعتداء الشرطة عليهما"، سارع كثير من الصينيين بتفنيد الخبر، حيث نشرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شيتخوا) في 14 يوليو رسالة من صحفي صيني قال فيها: "أعرف هذه الصورة تماما، لأنها جزء مقتطع من شريط إخباري لمشاهد الشغب بثها التلفزيون المركزي الصيني. واكتشف مراسلو التلفزيون أن السيدتين تعرضتا للاعتداء من جانب مثيري الشغب".

وفي مقال له نشرته جريدة "بكين اليومية" كتب الصحفي الصيني شين فنغ "إن بعض الصحفيين في الغرب وصفوا العمل الإجرامي الواضح بأنه "احتجاج سلمي" سببه "التمييز العرقي". وقال إن هؤلاء تجاهلوا الحقائق الواضحة، وانحازوا إلى المجرمين الخارجين عن القانون بل ساعدوهم في تبرير أعمالهم الإجرامية. واعتبر شين فنغ أنهم  بذلك "انتهكوا مبادئ الصحافة، وانتهجوا معايير مزدوجة بشكل واضح في تغطية أحداث الشغب في شينجيانغ". وأشار الصحفي الصيني المخضرم إلى الاضطرابات التي وقعت عام 2005 في ضواحي باريس بفرنسا، وأحداث الشغب في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1992، قائلا: "إن أيا من تقارير وسائل الإعلام لم يصف أحداث الشغب هذه بأنها نتيجة تمييز عرقي طويل، كما لم يدافع سياسي واحد عن "السلام" و "الحقوق" ضد استخدام الحكومة القوة لاستعادة النظام".

وقال: "إذا كان مثل هذا التحيز أغضبني، فإن مقالا نشرته ((واشنطن بوست)) في العاشر من يوليو تحت عنوان (الطريق الصحيح لمساعدة الويغور) أصابني بحالة من الهذيان، كأنما لو كانت شينجيانغ في مكان ما من الولايات المتحدة". مشيرا إلى تعليقات متعالية من كاتب المقال بشأن سياسة الحكومة الأمريكية تجاه شينجيانغ، ومطالبا بدعم قوي لربيعة قدير، والمؤتمر العالمي للويغور، الذي يعتقد الصينيون انه وراء أحداث الشغب في شينجيانغ، وسلسلة الاحتجاجات التي نظمت ضد السفارات الصينية في أنحاء العالم.

وقال شين فنغ: "تقارير وسائل الإعلام يجب أن تكون موضوعية ومتوازنة. وعلينا كمراسلين أن نقول الحقيقة بدلا من الاندفاع وراء التعصب أو التعاطف مع الذين يخربون النظام الاجتماعي".

وقد وصل ضيق بعض الصحفيين الصينيين بتحيز الإعلام الغربي ضد وطنهم إلى درجة أن صحفيا مخضرما بجريدة "الشعب اليومية"، قرر مقاطعة جريدة "وول ستريت جورنال" بعد أن نشرت في طبعتها الإلكترونية مقالة بعنوان "قصة الويغور الحقيقية"، جاء فيها أن أبناء الويغور محتجون وأن أبناء هان غوغاء، وزعمت أن أحداث الشغب نجمت عن معاملة الويغور بإجحاف.

وقال دينغ قانغ، الذي عمل مراسلا في استوكهولم، وبروكسل، ونيويورك، وكان من بين أوائل الصحفيين الصينيين الذي دخلوا موقع هجمات 11 سبتمبر: "اعتقدت في البداية أنه نفس التحيز المعتاد من جانب زملائنا الغربيين، بيد أن صورة ربيعة قدير ومقالتها (قصة الويغور الحقيقية) على الموقع الإلكتروني لجريدة وول سترتيت جورنال في الثامن من يوليو كانت غير مقبولة بالمرة. إن محرري الجريدة قد يدافعون عن أنفسهم بقولهم إنها صحافة متوازنة ونزيهة، لكن هل سيكون الأمر متوازنا ونزيها بالنسبة لهم إذا ما علقت وسيلة إعلامية صينية على هجمات 11 سبتمبر الإرهابية على نيويورك وواشنطن عام 2001 قائلة، مثلا ((الثأر في نيويورك - الأقليات المسلمة تحارب الهيمنة الأمريكية؟))"

وأعلن دينغ أنه ألغى تسجيل الموقع الإلكتروني للجريدة الأمريكية من قائمة مواقعه المفضلة، ,وأنه أدرج جميع الرسائل الواردة من هذه الجريدة ضمن الرسائل المزعجة، مؤكدا أن تقارير الجريدة عن الصين جاءت مخيبة للآمال بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، فبعضها منحاز، والآخر جاهل.

إن أحدا لا يتهم أجهزة الإعلام الغربية بالنزاهة والحياد، فليس جديدا أن نقول إنها تعمل وفقا لأجندات خاصة وأهداف غير معلنة. وقد حرصت الحكومة الصينية على توضيح حقيقة ما حدث في أورومتشي، وخاصة للدول الإسلامية والعربية، فقام المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط وو سي كه، في نهاية شهر يوليو وبداية أغسطس 2009 بجولة في المنطقة لشرح موقف بلاده من الأحداث التي شهدتها منطقة شينجيانغ. وفي 28 يوليو، خلال لقائه مع رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري عبد العزيز زياري، قال وو سي كه إن أطرافا خارجية ووسائل إعلام غربية وبعض المنظمات غير الحكومية تتعمد تزييف الحقائق لإذكاء الفتنة وإحداث خلافات بين الصين والدول الإسلامية. وعرض وو سي كه وجهة نظر الصين حول أسباب المواجهات التي اندلعت في مدينة أورومتشي، موضحا أن الصين تتكون من 56 قومية تتمتع بكامل الحرية وفقا للدستور الصيني.

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn