شهدت السنوات الأخيرة سعيا حثيثا لمدينة قوييانغ، حاضرة مقاطعة قويتشو، لتطوير صناعة المعارض والمؤتمرات فيها، فصارت منطلقا جديدا لنمو اقتصادها. وفقا لخطة المدينة، سوف يكتمل في نهاية عام 2009 مشروع بناء مركز قوييانغ للمؤتمرات والمعارض الدولية على مساحة 8ر51 هكتارا من الأرض، وتبلغ  مساحته الإنشائية 3ر976 ألف متر مربع، مما يعني أنه سيكون أكبر وأحدث مركز للمؤتمرات والمعارض في جنوب غربي الصين، من حيث الحجم والمرافق والتجهيزات.

من المتوقع أن يبلغ حجم الاستثمارات لهذا المشروع 9ر2 مليار يوان،  معظمها من مجموعة تشونغتيان المحدودة للتنمية الحضرية.

التصميم المعماري

وفقا لخطة البناء، ستتكون منطقة مركز قوييانغ للمؤتمرات والمعارض الدولية من مركز للمؤتمرات والمعارض الدولية ومركز إيكولوجي دولي للمؤتمرات وحي تجاري وفندق خمس نجوم الخ، مما يوفر الخدمات الترفيهية والمكاتب التجارية والخدمات السكنية.

يضم مركز المؤتمرات والمعارض الدولية معرضا داخليا مساحته 29770 مترا مربعا، وثماني قاعات عرض داخلية تتراوح مساحة الواحدة منها بين 7776 و9720 مترا مربعا. يسع مركز المؤتمرات والمعارض الدولية 4113 منصة عرض قياسية في داخله و1562 خارجه، وهذا يعني أنه يمكن أن يقام به ستون معرضا دوليا أو أكثر من ألف معرض وطني كل سنة.

تبلغ المساحة الإنشائية للمركز الإيكولوجي الدولي للمؤتمرات أربعين ألف متر مربع، ويضم قاعتي اجتماعات كبيرتين (تسع القاعة 3500 شخص) وقاعة اجتماعات دولية مزودة بوظيفة الترجمة الفورية، وعدد كبير من غرف الاجتماعات الصغيرة وغرف المشاورات التجارية وغرف كبار الشخصيات وقاعة للفنون والطرب على المستوى الدولي.

كما يوجد في المنطقة فندق خمس نجوم، مساحته الإنشائية خمسين ألف متر مربع ويضم نحو خمسمائة غرفة و13 فيلا لاستقبال كبار الشخصيات. أما الحي التجاري فيتكون من مركز تسوق ودار سينما ومركز للترفيه الثقافي والرياضي ومكتبات وشوارع تجارية وساحة استقبال ومنطقة تجارية تحت الأرض الخ. تبلغ مساحة الحي التجاري 5ر158 ألف متر مربع.

 

محور للمواصلات والبيئة الإيكولوجية

تحتل قوييانغ موقعا إستراتيجيا، فهي تربط وسط وجنوبي وغربي الصين، كما أنها محور المواصلات البرية لجنوب غربي الصين. المسافة منها إلى كل من تشونغتشينغ وتشنغدو وكونمينغ وناننينغ نحو خمسمائة كيلومتر. من أجل تعزيز تطور صناعة المؤتمرات والمعارض في قوييانغ، أنشئ كثير من الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية التي تمر بقوييانغ، من بينها طريق شيارونغ (شيامن-تشنغدو) السريع، وطريق قويقوانغ (قوييانغ-قوانغتشو) السريع، وطريق هوكونغ (شانغهاى-كونغمينغ) السريع، وطريق لانهاى (لانتشو-هايكو) السريع وسكة حديد قويقوانغ (قويتشو-قوانغتشو) وسكة حديد تشنغقوي (تشنغدو-قوييانغ) وسكة حديد يويتشيان (تشونغتشينغ-قوييانغ) وسكة حديد هوكونغ (شانغهاى-كونغمينغ) الخ. بعد إتمام هذه المشروعات، ستكون قوييانغ محور مواصلات هاما وقاعدة للخدمات اللوجستية لجنوب غربي الصين.

أما بالنسبة للمرور داخل مدينة قوييانغ نفسها، فيمكن الوصول إلى مركز قوييانغ للمؤتمرات والمعارض الدولية عن طريق السكة الحديد الخفيفة رقم واحد أو رقم أربعة. علاوة على ذلك، تقع منطقة المركز بالقرب من العديد من الطرق السريعة، ومنها طريق قويهوانغ (قوييانغ-هوانغقوهشو) السريع وطريق شيارونغ وطريق قويبي (قوييانغ-بيجيه) السريع وطريق قويتسون (قوييانغ-تسونيي) السريع، التي يمكن الوصول عبرها من المدن المجاورة بسرعة.

تعزز البيئة الإيكولوجية لقوييانغ تطوير صناعة المؤتمرات والمعارض بها. يبلغ متوسط درجة الحرارة في قوييانغ في الصيف نحو 24 درجة مئوية، ويبلغ المتوسط السنوي للرطوبة نحو 78%. طقسها ليس باردا في الشتاء وليس حارا في الصيف. وتبلغ نسبة الغطاء النباتي في قوييانغ نحو 40%، لذا منحتها مصلحة الغابات الوطنية في نوفمبر عام 2004 لقب "مدينة الغابات على مستوى الدولة".

 

سياسات تفضيلية وخدمات متميزة

يقول لوه يي، رئيس مصلحة ترويج الاستثمار لحي جينيانغ في قوييانغ: "من المعروف أن بناء مركز للمؤتمرات والمعارض يحتاج استثمارات ضخمة وأن الفترة الزمنية لاستعادة الاستثمار تكون طويلة نسبيا. هنا تلعب السياسات التفضيلية دورا هاما في تعزيز تطور صناعة المؤتمرات والمعارض." وأوضح السيد لوه أن حكومة قوييانغ أصدرت مؤخرا سلسلة من السياسات التفضيلية لتشجيع تطوير اقتصاد المؤتمرات والمعارض، وعلى سبيل المثال، إذا كان عدد منصات العرض (وفقا للمقاييس الدولية) للمعرض بين ألف وثلاثة آلاف، وكانت مدة العرض يومين يقدم مركز قوييانغ للمؤتمرات والمعارض الدولية دعما ماليا يتراوح بين مائة وثلاثمائة يوان لكل منصة عرض، على أن لا يتجاوز إجمالي الدعم الذي يُقدم لمعرض واحد مليون يوان.

إضافة إلى السياسات التفضيلية من الحكومة المحلية، تقدم مجموعة تشونغتيان المحدودة للتنمية الحضرية، كونها صاحبة أكبر استثمار في مشروع مركز قوييانغ للمؤتمرات والمعارض الدولية، عددا من الخدمات التخصصية، مثل توفير أطقم الخدمة التي تسد احتياجات جميع المشاركين في المؤتمرات والمعارض، حجز تذاكر الطيران والفنادق والمطاعم، وترتيب الأنشطة السياحية الخ.

إن دور اقتصاد المؤتمرات والمعارض لا يقتصر على خلق مجموعة من الصناعات الجديدة فقط، وإنما يدفع أيضا تطور قطاعات الخدمات والمواصلات والسياحة والمطاعم وغيرها من الأعمال ذات العلاقة،  فهو قوة دافعة للاقتصاد المحلي. جدير بالذكر أن بكين وشانغهاي وداليان اعتمدت صناعة المؤتمرات والمعارض كنقطة جديدة للنمو الاقتصادي.