المنطقة المحمية للأرض الرطبة بمصب النهر الأصفر

الأرض الرطبة في المنطقة المحمية

الباحث ليو تشامغ باو مع النحل المقاوم للعثة البيضاء

وانغ بينغ، نائب مدير مكتب شؤون تايوان في حكومة دونغينغ

توجد في المنطقة المحمية عشرة أنواع من الطيور المحمية على المستوى الوطني من الدرجة الأولى

 

  

أرض رطبة جديدة

يتدفق النهر الأصفر عبر دونغينغ بمقاطعة شاندونغ قبل أن يصب مياهه في البحر الأصفر، تاركا من خلفه مساحة كبيرة من الأرض الرطبة، يعتبرها أهل دونغينغ هدية من الطبيعة إليهم.

تبلغ مساحة الأرض الرطبة في دلتا النهر الأصفر 153 ألف هكتار، فهي أكبر منطقة للأرض الرطبة في الصين. ومع تزايد اهتمام الخبراء الصينيين والأجانب بها منذ ثمانينات القرن الماضي وذهابهم إليها للدراسة والبحث، أقامت حكومة مدينة دونغينغ بها سنة 1990 منطقة محمية للبيئة الطبيعية على مستوى المدينة، ثم ارتقت إلى المستوى الوطني بعد سنتين.

لقد أدى تراجع منسوب المياه للنهر الأصفر منذ النصف الثاني لتسعينات القرن الماضي، إلى تقلص مساحة الأرض الرطبة وسوء البيئة فيها، مما دفع حكومة دونغينغ إلى العمل من أجل حماية البيئة والحفاظ عليها. أثمرت جهود المحافظة، والآن تتمتع المنطقة ببيئة جيدة، بها 1555 نوعا من الحيوانات البرية، منها 296 نوعا من الطيور، أي 21% من إجمال عدد أنواع الطيور في الصين.

 شان كاي، نائب مدير محطة "البحث العلمي" لمصلحة إدارة المنطقة المحمية، قال: "توجد هنا عشرة أنواع من الطيور المحمية على المستوى الوطني من الدرجة الأولى، مثل الكركي الأحمر التاج، والكركي المقنع، تمثل 23% من عدد الطيور المحمية على المستوى الوطني من الدرجة الأولى. ويأتيها أكثر من ستة ملايين طائر مهاجر كل سنة".

تخرج شان كاي في جامعة البترول الصينية سنة 1997، قبل أن يأتي للعمل في مراقبة الطيور والبيئة بالمحمية مع أحد عشر زميلا آخر له. بفضل جهودهم، ازداد عدد الطيور وأنواعها سنة بعد سنة. قال شان كاي: "ارتفع عدد أنواع الطيور من 187 نوعا إلى 296 نوعا من سنة 1990 إلى الآن، وازداد عدد أنواع الطيور المحمية على المستوى الوطني من الدرجة الأولى من 5 أنواع إلى 10 أنواع، وازداد عدد أنواع الطيور المحمية على المستوى الوطني من الدرجة الثانية من 27 نوعا إلى 49 نوعا خلال هذه السنوات. الآن عندما أرى طيرا يحلق في المحمية، أستطيع أن أميز نوعه". أصبح شان كاي خبير طيور بعد 12 سنة من العمل في مراقبة وحماية الطيور.

بفضل مساهمتها في حماية البيئة والطيور النادرة، انضمت محمية دونغينغ إلى "شبكة المناطق المحمية للإنسان والبيئة في الصين" و"شبكة محميات الطيور المهاجرة لشرقي آسيا وأستراليا" و"شبكة محميات شمال شرقي آسيا للكركي".

توجد في المنطقة المحمية محطات تقدم الطعام والخدمات الطبية للطيور المهاجرة التي تمر بها. تقدم المحطات خدمات طبية لنحو 150 طائرا كل سنة. يمتلك أبناء دونغينغ الوعي بحماية الطيور، فهم يبلغون إدارة المحمية إذا رأوا طيرا جريحا، بل ويحملون الطيور الجريحة بأنفسهم إلى المحمية. من أجل غرس الوعي بحماية البيئة والطبيعة لدى الأطفال، يلقي العاملون بالمحمية محاضرات حول حماية البيئة في المدارس دائما.

بالإضافة إلى ذلك كونت إدارة المحمية رابطة مشاهدة الطيور، التي تقبل الصينيين في عضويتها، حيث تنظم رحلات للمشتركين للاستمتاع بمشاهدة الطيور، من أجل حفز الناس للاهتمام بالطيور وتعزيز وعيهم بحماية البيئة والطبيعة.

تُستخدم أساليب عديدة لحماية الأرض الرطبة واستصلاح التربة الملحية القلوية، مثل بناء السدود وزرع النباتات وإعادة الأرض الرطبة التي تحولت إلى حقول إلى أصلها. الآن تبلغ نسبة الغطاء النباتي 1ر55% من مساحة الأرض الرطبة في دونغينغ، وبلغ إجمالي ما أنفق لإعادة عشرة هكتارات من الأرض الرطبة التي تحولت إلى حقول إلى أصلها، على طول الخطوط السياحية بالمحمية أكثر من 10 ملايين يوان.

قال شان كاي: "التحدي الأكبر الذي يواجه المحمية هو الموارد المائية". لهذا يقوم العاملون في المنطقة المحمية بنقل المياه من النهر الأصفر في موسم الفيضان إلى الأرض الرطبة لاستخدامها طول السنة.

ستستثمر حكومة دونغينغ أكثر من 60 مليار يوان خلال السنوات العشر القادمة لحماية وتوسيع الأرض الرطبة، وجعل دونغينغ "مدينة الأرض الرطبة".

قال شان كاي: "يزور المنطقة المحمية كل سنة  أكثر من مائة ألف فرد فقط". ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى مليون ومائة ألف سنة 2015، بعد إتمام بناء تسع مناطق سياحية، منها منطقة الترفيه ومنطقة مشاهدة الطيور ومنطقة غابات الصفصاف والقصب. ولكن تطوير السياحة لا ينبغي أن يلوث البيئة ، فلابد من الحفاظ على التوازن بين تطور السياحة وحماية البيئة، هذا أهم شيء للمنطقة المحمية.

 

حماية البيئة

في سنة 2002، استثمرت حكومة دونغينغ 6ر1 مليار يوان لمعالجة المياه الملوثة ومعالجة القمامة وإعادة الأرض الرطبة التي تحولت إلى حقول إلى أصلها في المحمية الطبيعية لدلتا النهر الأصفر، واستصلاح الأرض الملحية القلوية وبناء السدود الخ، وقد استخدمت المياه التي تمت معالجتها في إنشاء مزارع سمكية وبحيرات القصب وري الحقول.

من أجل حماية الأرض الرطبة، بنيت حديقة بحيرة مينغيوهو للأرض الرطبة لربط النظام المائي داخل المدينة بالنظام المائي خارجها مما يساعد في تنظيف المياه بطريقة بيئية طبيعية.

استزراع الأرض الملحية القلوية بمصب النهر الأصفر هو هدف حكومة دونغينغ. تقول يانغ يوي تشن، مديرة مركز بحوث حماية وتنمية دلتا النهر الأصفر: "كان من الصعب استصلاح الأرض الملحية القلوية في الماضي، لعدم توفر التكنولوجيا اللازمة لدينا. استوردنا تلك التكنولوجيا واستصلحنا حوالي 7ر6 ألف هكتار من الأرض الساحلية وأصبحت حقولا".

أنشئت قاعدة إنتاج في دلتا النهر الأصفر، تابعة المنطقة جينان العسكرية منذ عام 1963، كانت في البداية مزرعة لتربية الخيول العسكرية فقط. تبلغ مساحة قاعدة الإنتاج حاليا حوالي 71 ألف هكتار، ويعمل بها سبعة آلاف فرد. بدأ تشجير قاعدة الإنتاج من أجل حماية البيئة منذ ستينات القرن الماضي، ومنذ ثمانينات القرن الماضي شرعوا يحولونها إلى حقول زراعية ويقيمون فيها مشروعات مائية.

يهتم مسئولو قاعدة الإنتاج بأعمال التشجير، وقد ازدادت مساحة الغابات والأعشاب 7ر28 ألف هكتار من عام 2003 إلى الآن. حاليا لا توجد بقعة أرض عارية في قاعدة الإنتاج. يشارك في أعمال التشجير الجميع، المسؤول والشخص العادي والأطفال والنساء الخ.

العثة البيضاء، حشرة ضارة بالغابات والنباتات تنتشر في مناطق كثيرة بالصين، يتكاثر منها مائة مليون حشرة في السنة الواحدة. وقد اكتشف أن النحل عدو طبيعي للعثة البيضاء، فأنشأت قاعدة الإنتاج العسكرية مزرعة لتربية النحل، تنتج سنويا 2ر1 مليون نحلة، يتم بيعها في أماكن مختلفة في الصين. وقد اختفت العثة البيضاء من قاعدة الإنتاج العسكرية.

حققت تقنية المكافحة البيولوجية لتلك الحشرة الضارة نتائج طيبة، وحصلت على دعم حكومة دونغينغ، ويأتي إلى قاعدة الإنتاج وفود كثيرة من مقاطعات الصين الأخرى لتعلم هذه التقنية. صحيح أن تقنية المكافحة البيولوجية تتكلف أموالا أكثر من المكافحة بالمبيدات الحشرية، ولكنها تتميز بحمايتها للبيئة على المدى البعيد ولمدة طويلة.

توجد في قاعدة الإنتاج بساتين للأشجار المثمرة، وتخطط قاعدة الإنتاج لجعلها مقصدا سياحيا. وانغ بينغ، نائب مدير مكتب شؤون تايوان في حكومة دونغينغ، قال: "كل هذه الأعمال تهدف إلى بناء مدينة إيكولوجية، فتلك هي المهمة الأعظم لحكومة مدينة دونغينغ وشعبها."