ã

الدكتور بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة لـ((الصين اليوم)):

سوسن أبو حسين

في سنة 2002 منحت جامعة نانجينغ الصينية الدكتوراه الفخرية للدكتور بطرس بطرس غالي

 تشارك الصين في قوات حفظ السلام للأمم المتحدة في السودان

الصين تشارك بفعالية في النشاطات الدولية، في الصورة مندوب الصين لدى الأمم المتحدة

 

 

·        الصين دولة حققت الكثير ويجب أن تلعب دورا قياديا في ديمقراطية العلاقات الدولية

·        مساهمة الصين في حل المشاكل الدولية تخدم المجتمع الدولي

  • ·        إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني خطوة ممتازة على طريق الانفتاح والعمل المشترك

·        المجتمع الدولي أهمل النزاعات اليتيمة في الدول الأفريقية وهذه تفرقة عنصرية

·        أخشى انقسام الجنوب في السودان

                      

 

بمناسبة مرور ستين عاما على تأسيس جمهورية الصين الشعبية وعشر سنوات على توقيع اتفاق العلاقة الاستراتيجية بين الصين والمصر، التقت "الصين اليوم" مع الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الدكتور بطرس بطرس غالى، الذي طالب الصين بأن تلعب دورا مهما في ديمقراطية العلاقات الدولية، مؤكدا أنها مؤهلة للقيام بهذا الدور لما لها من وزن وإمكانيات وتقدم كبير أنجزته في كل المجالات. وأشاد غالي بإنشاء منتدى التعاون العربي الصيني ودعا إلى مزيد من العمل والتعاون والاستمرارية حتى يتحقق الطموح المنشود من هذه العلاقة. كما تحدث عن توجهات السياسة الأمريكية بعد خطاب أوباما ومستقبل عملية السلام وبعض القضايا الساخنة في أفريقيا وحقوق الإنسان.

 

ما هي رؤيتكم للصين بعد ستين عاما وكيف ترى المستقبل؟

الصين من الدول الكبرى التي ستلعب دورا قياديا خلال السنوات القادمة وأتمنى أن تقوم بهذا الدور، وأن تهتم بكل المشاكل الدولية والعمل على حلها سواء فيما يتعلق بالهجرة والبيئة والمشاكل المترتبة على العولمة. وكذلك على الصين أن تلعب دورا في كل ما يحقق ديمقراطية العلاقات الدولية. اليوم الأمم المتحدة خاضعة لنفوذ دولة واحدة ولو أردنا تحقيق حد أدنى من الديمقراطية داخل الأمم المتحدة أو ديمقراطية داخل العلاقات الدولية يجب على الدول الكبرى الاهتمام بالسياسة الدولية، وأملى من الصين بما لها من مكانة ومن وزن وإمكانيات وتقدم اقتصادي كبير أن تهتم بالمشاكل الدولية الخارجية وكل القضايا الدولية بلا استثناء.

زرت الصين أكثر من مرة ولك علاقات حميمة مع بعض قياداتها كيف رأيتها أمس واليوم؟

دولة تقدمت وانفتحت على العالم ولديها إرادة لأن تقوم بدور على مستوى العلاقات الدولية، وأرحب بهذا الدور لأنه من مصلحة المجتمع الدولي.

هل تذكر مواقف معينة مع الصين عندما كنت في موقع المسؤولية؟

قمت بزيارة الصين أكثر من مرة وفكرت في إنشاء حوار دائم بين مجموعة من المثقفين والقيادات الفكرية الصينية وبين القيادات الفكرية العربية، وبالفعل عقدنا مؤتمر مرة في القاهرة وآخر في بكين وأرى ضرورة الاستمرار في هذا التواصل. كما أنني انتقد عيوبنا، فنحن نهتم بالشمال أكثر، أي البحر المتوسط وأهم دوله (فرنسا – إنجلترا – ألمانيا) بينما لا نعطى الاهتمام الكافي للجنوب أي دول (الهند- الصين – إندونيسيا – جنوب أفريقيا) وأرى ضرورة الاهتمام.

 كيف ترى إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني؟

هذه فكرة ممتازة وإيجابية للغاية وتساهم في العمل المشترك.

إذا تحدثنا عن مرور عشر سنوات من التعاون الإستراتيجي بين مصر والصين كيف ترى ما توصلا إليه؟

ما بين مصر والصين لا يمكن أن نسميه تحالفا استراتيجيا وما تحقق ما زال محدودا، وأرى أن أهم أمر هو أن نعطى الاهتمام للعلاقات المصرية الصينية ليماثل اهتمامنا بالعلاقات المصرية الأوروبية.

ألا ترى وجود مكاسب بين البلدين تم تحقيقها؟

المهم أن تستمر العلاقات وبعدها سوف تأتى المكاسب والإنجازات، وكلما امتد العمل الدؤوب معا قطعا شوطا طويلا من التعاون الذي يرضى طموحنا السياسي والاقتصادي.

ماذا تتوقع من الخطاب التصالحي للرئيس أوباما الذي ألقاه في القاهرة يوم الخميس، 4 يونيو من عام 2009؟

خطاب أوباما اعتبره خطوة أولى للمصالحة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن العبرة بالاستمرار وبالتنظيمات الموجودة في أمريكا (أجهزة الأمن– وزارة الخارجية – البرلمان – جماعات الضغط)، ولذلك نحتاج إلى جهود مباشرة بعد خطاب أوباما تقوم بها الدول العربية، وفى مقدمتها إيجاد لوبى عربي للاستفادة مما طرحه الرئيس أوباما من حل للدولتين، وبالتالي أنا لا أتوقع الكثير من خطاب أوباما لأن أمريكا دولة مؤسسات، وأنا اتفق مع ما كتبه أنيس منصور وهو أن أوباما يعد رئيسا أمريكيا كالذين سبقوه والذين يأتون بعده. أوباما مهما كان قويا ليس حاكما مطلقا وإنما أمامه ووراءه أجهزة ومؤسسات.

ألا تعتقد أن الدول العربية بذلت كل الجهد من خلال المبادرة العربية للسلام والتواصل مع كل الإدارات الأمريكية ومراكز صنع القرار ماذا ينقصنا بعد؟

ينقصنا اللوبى العربي والإعلام ودوره، والاتصال مع منظمات غير حكومية، وعمل داخل المنظمات الدولية، وتأثير على الرأي العام، وأن نرسل بعثات بطرق منتظمة والاستفادة من الجاليات العربية الموجودة داخل أمريكا.

هل ستكون النتائج حاسمة إذا استكملنا هذا النقص؟

لا أستطيع الإجابة على ذلك، لأننا يجب أن نعمل أولا وبجد متواصل، فتحسن العلاقات لا يمنع وقوع انتكاسة في العلاقات وقد علمتني التجارب والعمل في مجال العلاقات الدولية أن الاستمرارية نصف النجاح وليس مجرد عمل هنا أو هناك أو حتى إعلان حسن نوايا أو تصريح إيجابي رسمي.

كيف ترى أفق السلام وأدواته المطلوبة في المرحلة الراهنة؟

صدر كتاب وتمت ترجمته بالعربية يتضمن حوار بيني وبين الذي أصبح رئيسا لإسرائيل (شيمون بيريز) وفى نهاية الكتاب، قررت بأننا نحتاج إلى جيل جديد كي يتحقق السلام وأنني كموسى وكالرئيس السادات لن أرى الأرض الموعودة، وأرى أنه طالما هناك انقسام في المعسكر الفلسطيني وضعف وانقسام أيضا في المعسكر الإسرائيلي لا أمل في إيجاد تسوية لهذه القضية على الأقل بالنسبة لهذا الجيل.

حتى في ظل طرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية ولايته الرئاسية؟

نظرتي تشاؤمية بعدم تحقيق ذلك، وقد يكون بسبب عمري وقد يكون للآخرين نظرة تفاؤلية ولكنني متشائم بعدم الحل، وأرى أنه لا أمل في تسوية قضية فلسطين بالنسبة لهذا الجيل وسوف نحتاج لجيل جديد.

كيف ترى دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لمصر بالاهتمام بحقوق الإنسان؟

المجلس المصري لحقوق الإنسان نجح في تحقيق تقدم كبير ولدينا حاليا عشرون منظمة غير حكومية تجاهد فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ودائما أتحدث إلى الرأي العام بأن حقوق الإنسان تحتاج لعمل وجهد متواصل لأننا أخذنا مائتين عام لإنهاء قضية تجارة الرقيق وستين عاما لإنهاء التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا، وبالتالي فإن هذه العملية تحتاج إلى وقت ولا يمكن الوصول إلى كل ما نريده خلال عامين. ولا شك أن مصر حققت الكثير في هذا المجال ومنذ خمس سنوات لم تكن هذه الكلمة مستعملة أصلا واليوم كثر الحديث في وسائل الإعلام عن حقوق الإنسان ومجالس حقوق الإنسان واجتماعات لرجال البوليس لدراسة حقوق الإنسان ولجنة في البرلمان للدفاع عن حقوق الإنسان.

ماذا تتوقع من أمريكا في تعاملها مع إيران؟

من منطلق خبرتي في الأمم المتحدة وكمسؤول في ملف تسوية النزاعات من قبل، أرى أهمية للحوار مع إيران وأملى أن يتحقق ذلك حتى يتحقق ما لم نستطع تحقيقه بالقوة العسكرية.

عملت فترة في الملف الصومالي وحتى اليوم لازال كما هو لماذا؟

هذا دليل على التمييز العنصري على مستوى العالم لأن هذه الدولة تفككت منذ خروج سياد برى من الحكم.

ألا ترى شيئا من الاستقرار في عهد الرئيس الحالي شيخ شريف؟

حكمه منقسم إلى عدة قبائل، ومع ذلك لم يهتم المجتمع الدولي بالصومال لكونه من الدول اليتيمة. أقول ذلك لأنه إذا وقع نزاع في أي دولة في العالم يتحرك المجتمع الدولي لحله. مع الصومال ودارفور والسودان نجد التدخل سلبيا.

كيف ترى تدخل المجتمع الدولي في السودان؟

هناك إهمال من المجتمع الدولي الذي لم يحاول لعب دور إيجابي لتسوية النزاع.

وماذا عن معاقبة الرئيس السوداني؟

هذا موضوع آخر وأرى أن مشكلة السودان لم تنل اهتماما إيجابيا.

ما هو الحل لعودة الاستقرار إلى السودان؟

أخشى أن يستقل الجنوب وينقسم السودان كما حدث في يوغسلافيا.

هل هذا يعد توقعا أكيد؟

لا هذا ولا ذاك وإنما مخاوف عملية مستمدة من الواقع الذي يجرى على الأرض.

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn