طلاب جامعة شمال الصين يتدربون في شركة هواتشن المحدودة لتصنيع سيارات بي إم دبليو، إبريل 2009

أقامت جامعة بكين للتكنولوجيا دورة تدريبية بعنوان "على وشك التخرج"، يونيو 2009

افتتح الخريج الجامعي شيو وي دونغ متجرا إلكترونيا على شبكة تاوباو لبيع الدمى المصنوعة من الجوارب، مارس 2009    

 

     "قضية التوظيف لا تتعلق بمعيشة الفرد فقط وإنما أيضا بكرامته—يستوي في ذلك الطالب والعامل الفلاح." هذه الكلمات من رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو. يعني أن قضية توفير فرص عمل لخريجي الجامعات تحظى باهتمام خاص منه.

     تشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من ستة ملايين من خريجي الجامعات سنة 2009 سوف يدخلون سوق العمل، وسوف ينضمون إلى ملايين من خريجي السنوات السابقة الذين مازالوا بدون عمل. لا يشغل الحكومات المحلية والجامعات والمعاهد الصينية موضوع حاليا أكثر من توظيف هؤلاء الخريجين.

شبه موظف

    قبل تخرجه في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة تشينغداو، وقع ليو كون عقدا مع فرع جينان لشركة دونغفانغداوأر المحدودة لتكنولوجيا المعلومات ببكين، للعمل متدربا بفرع جينان. وبعد ستة شهور من التدريب قررت الشركة تعيينه بها بفضل أدائه المميز.

يعتبر فرع جينان لشركة دونغفانغداوأر واحدا من الدفعة الأولى لقواعد تدريب خريجي الجامعات بجينان في مقاطعة شاندونغ. تخصُص ليو كون في الجامعة لم يكن المجال الذي تعمل فيه الشركة، وهو معالجة البيانات الفضائية، لكن الشاب مغرم بالكمبيوتر والبرمجيات، وأثناء فترة التدريب وجد في نفسه رغبة للعمل بهذا المجال، ولذا اعتبر قاعدة التدريب"الجامعة الثانية" له. 

يستفيد ليو كون من برنامج تطبقه الحكومة الصينية لتدريب مليون خريج جامعي خلال السنوات الثلاث القادمة ابتداء من سنة 2009 في قواعد تدريب للتوظيف بالمؤسسات والوحدات القاعدية. وهذا البرنامج يوفر خبرة للمشاركين فيه يستفيدون منها عند التقدم للحصول على وظائف.

قالت سون فانغ التي تعمل الآن في المركز الوطني لفنون العرض ببكين: "كنت أشعر بالقلق عندما أتقدم لشغل وظيفة ويسألني الممتحنون عن خبرتي في العمل". وهذا صحيح فوحدات العمل تهتم كثيرا بخبرة العمل، وهذا ما توفره قواعد التدريب، فضلا عن أنها تكون منصة للخريج لاختبار رغباته ووضع قدمه على أول طريق مهنته.

مقاطعة جيانغسو الواقعة في  جنوبي الصين لا تكتفي بإقامة قواعد تدريب الخريجين في المؤسسات والشركات، وإنما تقيمها أيضا في أجهزة الخدمات العامة بما فيها مكاتب إدارة الشوارع ولجان الأحياء. في مدينة نانجينغ، حاضرة المقاطعة، يبلغ عدد قواعد تدريب خريجي الجامعات أكثر من ألف، يستفيد منها  أكثر من ستة آلاف خريج. وتقدم حكومة المقاطعة للمتدرب معونة مالية تعادل 60% من الحد الأدنى للأجور بالمقاطعة.

في شانغهاي تعتزم حكومة المدينة توفير خمسة آلاف فرصة عمل تطوعي لخريجي الجامعات في لجان الأحياء (القرى) هذا العام، كما أن معرض إكسبو شانغهاي 2010، يوفر فرص تدريب لأكثر من ألف خريج جامعي هذه السنة في مجالات الإدارة ووسائل الإعلام والترجمة والتسويق والإنشاءات وإلخ.

يرى سون بينغ، رئيس فرع شركة دونغفانغداوأر بجينان، أن توفير فرص تدريب مقابل أجر لخريجي الجامعات ينسجم مع إستراتيجية تدريب الأكفاء التي تطبقها شركته. معالجة البيانات الفضائية صناعة ذات تكنولوجيا عالية ناشئة في الصين، والشركة تحتاج إلى تدريب الأكفاء المتخصصين في هذا المجال لمدة طويلة. وقال سون: "نأمل أن يتعرف الطلاب على شركتنا قبل تخرجهم في الجامعة لكي يسهل عليهم  الاندماج في العمل إذا انضموا إليها. ونحن لدينا الوقت الكافي لإيجاد الأكفاء المطلوبين". وقد قبلت الشركة حتى الآن نحو 200 طالب جامعي للتدرب فيها وستقبل 500 طالب في المستقبل. 

جهود الجامعات

لم يكن العاملون في مراكز إرشاد التوظيف بالجامعات مشغولين مثل هذا العام. وقد كلف مركزا إرشاد التوظيف في جامعة بكين والجامعة الصينية للجيولوجيا أساتذة متخصصين لمساعدة الخريجين في تخطيط مسيرتهم المهنية وإرشادهم نفسيا. وتدعو جامعة رنيمين الصينية الخرجين البارزين الذين لقد نجحوا في أعمالهم أو يعملون في الوحدات القاعدية ليحكوا قصص نجاحهم.

قال تشن يونغ لي، مدير مركز إرشاد التوظيف في جامعة بكين: "نسعى لمساعدة الطلاب على تبنى مفهوم جديد للتوظيف الحديث واختيار المهنة بصورة عقلانية". ومن أجل تشكيل مفاهيم صحيحة حول التوظيف لدى الطلاب، جعلت بعض الجامعات والمعاهد في مقاطعتي هونان وجيانغسو محاضرات إرشاد التوظيف دروسا إلزامية لجميع الطلاب وأدرجتها في المقررات الدراسية.

لا غنى عن نشاطات الوساطة بين الخريجين والوحدات التي تطلب موظفين. وقد أقامت الأجهزة المعنية بالتوظيف والجامعات والمعاهد في أنحاء الصين أكثر من 60000 ملتقى توظيف منذ شهر نوفمبر 2008 .

تعديل التخصصات وعدد المقبولين بها لتلبية احتياجات سوق العمل توجه جديد لحل مشكلة توظيف خريجي الجامعات. صرح دينغ شيانغ يانغ، نائب عمدة مدينة بكين، بأن بكين تعتزم إعداد قائمة بأعداد  الخريجين الذين تم توظيفهم للاسترشاد بها في تعديل التخصصات وعدد المقبولين.

 

تدابير متنوعة

تقول تشانغ يينغ، وهي مديرة قسم الموارد البشرية بشركة حكومية: "تقع على عاتقنا مسؤولية حل مشكلة توظيف خريجي الجامعات، ولذا نطلب توظيف عدد أكثر من السنة الماضية".

في حديثه عن توظيف خريجي الجامعات، قال تشانغ ده جيانغ: نائب رئيس مجلس الدولة: "على الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة والشركات المملوكة للدولة أن تلعب دورا رياديا في توظيف عدد أكبر من الخريجين. كما تشجع الحكومة خريجي الجامعات على العمل في المؤسسات المتوسطة والصغيرة والشركات الخاصة."

من أجل دفع توظيف خريجي الجامعات والمعاهد، يتم تنفيذ حزمة من الإجراءات بما فيها: تشجيع الخريجين على العمل في المناطق الغربية بالصين وإرشادهم لشغل الوظائف الشاغرة بالريف. في مدينة تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان، ستساعد الحكومة المحلية أكثر من 1500 خريج في بدء مشروعاتهم الخاصة خلال سنتين. إضافة إلى ذلك، تستعد كل منطقة وبلدة بمدينة تشنغدو لإنشاء حديقة بدء العمل للخريجين. يمكن للمبتكرين الشباب الذين نجحوا في أعمالهم أن يحصلوا على مساعدة مالية من الحكومة المحلية.

في مقاطعة قوانغدونغ، خصصت حكومة المقاطعة 1200-1500 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 6,82 يوانات) لدفع توظيف خريجي الجامعات ومساعدتهم على تأسيس مشروعات خاصة. كما تنفق حكومة مقاطعة يوننان 200 يوان لخلق 30 ألف فرص عمل في مجال الأعمال الخيرية.

في منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ، يتم  توزيع 2000 بطاقة خدمات على الخرجين المتفوقين الفقراء، يمكنهم بها الحصول على خدمات مجانية عندما يتقدمون لشغل وظائف في أي من المقاطعات التسع المجاورة لقوانغشي. في نانجينغ، تكافئ الحكومة أي شركة توظف الخريجين من الأسر المحدودة الدخل بإعانة مالية قدرها 5000 يوان عن كل شخص.