ã

أسباب مشكلة التوظيف

ليو تشيونغ

تنافس أكثر ضراوة على الوظائف نتيجة الأزمة المالية العالمية

ليس صعبا أن تجد وظيفة، الصعب هو أن تجد الوظيفة المناسبة التي تقدم شروطا جيدة

ملتقي التوظيف

في دورة الربيع لملتقى التوظيف في بكين، لا أحد يريد هذه الوظيفة

مدّة الدراسة وإعادة الهيكلة ونمو الاقتصاد الإقليمي عوامل تسبب صعوبة التوظيف

 

حسب بيانات شركة مايكوس للمعلومات الرقمية للموارد البشرية من سنة 2006 إلى 2008، كانت معدلات التوظيف حتى في أفضل وقت لها خلال تلك الفترة منخفضة. وحسب تقرير التوظيف الحكومي المعروف باسم "الكتاب الأزرق" لسنة 2009، لم يستطع ثلث خريجي الجامعات و40% من خريجي المدارس المهنية والتقنية معرفة وظائفهم إلا بعد التخرج. (في الصين، يبحث الطالب عن الوظيفة وهو في السنة الدراسية الأخيرة).

وفي تعليقه على ذلك، قال الدكتور وانغ بوه تشينغ، رئيس مجلس إدارة مايكوس، إن مشكلة التوظيف ظهرت سنة 2003 التي تخرجت فيها أول دفعة من طلاب الجامعات بعد زيادة أعداد المقبولين بالجامعات سنة 1999.

العرض يفوق الطلب

يعتقد كثيرون أن سبب مشكلة توظيف الخريجين هو زيادة أعداد المقبولين بالجامعات الصينية. في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بمناسبة صدور"الكتاب الأزرق" لسنة 2009، قال البروفيسور تشين يوى، نائب رئيس الرابطة الصينية لتعزيز توظيف خريجي الجامعات وعميد معهد الصين للدراسات المهنية بجامعة بكين، إن عدد خريجي الجامعات ارتفع من مليون في سنة 2002 إلى 6ر1 مليون في سنة 2003، ووصل 1ر6 ملايين في سنة 2009.

غير أن البروفيسور تشن يوى لا يعتقد أن زيادة عدد الخريجين هي السبب الرئيسي لإنخفاض نسبة توظيف خريجي الجامعات. فالسبب الرئيسي هو أن الصناعات في الصين تعتمد أساسا على الأيدي العاملة ولا تحتاج إلى كفاءات عقلية. وهذا يسبب صعوبة لتوظيف خريجي الجامعات.

وقال لى جون كاى، نائب رئيس مركز التوظيف بجامعة بكين إنه لا يمكن تجاهل تأثير الأزمة المالية على سوق الموارد البشرية. على الرغم من تراجع توظيف خريجي الجامعات في عام 2008 بنسبة 3%، بلغت نسبة توظيف خريجي المدارس التقنية والمهنية 84%. الصناعات الكثيفة الأيدي العاملة لا تحتاج مستوى تعليميا عاليا، ويؤكد ذلك أن نسبة توظيف خريجي المدارس التقنية بين 95% و99%.

تغيير الأفكار مطلوب

يعتقد لي هاي يوان، وهو خريج كلّية اللغات الأجنبية بجامعة الشباب للعلوم السياسية ببكين، أن الصينيين يعتبرون أن الوظيفة الحكومية هي الأفضل مما يجعل الوظائف في الشركات الصغيرة والمتوسطة الخيار الثاني للخريج. علما بأن هذه الشركات توفر أكثر فرص العمل الجديدة في الصين. ويعتبر آباء وأمهات الخريجين أن عمل الابن أو الابنة في مؤسسة صغيرة عمل مؤقت، وأن العمل المستقر هو العمل في الحكومة وفي الشركات المملوكة للدولة. ولهذا السبب لا يسعى الخريجون إلى العمل في الشركات الصغيرة والمتوسطة.

يقول وانغ قان وو، الصحفي بشبكة شينخوا: "يرغب معظم الخريجين في العمل بالحكومة والشركات المملوكة للدولة لأنها تقدّم شروط رعاية اجتماعية جيدة والتأمين الشامل، ولكن وظائف الحكومة قليلة وشروطها عالية."

وفقا لأرقام "الكتاب الأزرق" لسنة 2009، استوعب قطاع الصناعة 27% من خريجي الجامعات و31% من خريجي المدارس التقنية والمهنية ويعتبر أكبر قطاع في توظيف الخريجين بالصين. واستوعبت شركات القطاع الخاص 34% من خريجي أفضل مائة جامعة في الصين، و44% من خريجي الجامعات العادية و60% من خريجي المدارس التقنية والمهنية.

العمل في الريف بمنطقة غربي الصين هو الاختيار الأكثر صعوبة للخريج. يفضل الخريج أن يمارس عملا ثانويا في مدينة كبيرة على أن يحصل على وظيفة مستقرّة في مدينة صغيرة أو متخلفة، أما العمل في القرى فهو الاختيار الأخير.

يقول وان قان وو، إن جوهر الصعوبة في تغيير الفكر هو الموازنة بين الربح والخسارة في الحياة، مشيرا إلى أن رفع نسبة التوظيف لا يحتاج فقط تغيير الفكر تجاه التوظيف، بل يتطلب من الحكومة أن توسع قنوات التوظيف وتعدل سوق الموارد البشرية وتنشئ نقاطا جديدة لدفع الاقتصاد. إن الفروق الطبقية التي يسببها نظام التسجيل في المدن لا تزال موجودة، ومستقبل نظام التقاعد والبطالة غير واضح. هناك فجوة في التنمية الاقتصادية بين غربي ووسط الصين وشرقي الصين. كما أن الهيكل الصناعي غير متوازن، كل ذلك يجعل غربي ووسط الصين مكان غير جاذب للخريجين.

نقص الخبراء

في الوقت الذي يواجه فيه كثير من الخريجين صعوبة في التوظيف، يقول تقرير شركة ماكينسي حول افتقار الصين للأكفاء، إن 10% فقط من خريجي الجامعات تتوفر فيهم شروط الشركات المتعددة الجنسيّات.

قال نائب رئيس شركة ماكينسي لمنطقة الصين "لم أجد بعد شخصا في الصين مناسبا لوظيفة مساعد المدير التنفيذي."

وقد جاء في "الكتاب الأزرق" أن معظم الشركات تأمل أن يكون الموظفون الجدد لديهم القدرة علي حلّ كافة الصعوبات. ولكن الخريجين لا يبلغون هذه الدرجة. فى مجال الهندسة مثلا، قال تقرير ماكينسي، إن الصين بها أكثر من مليون وستة آلاف مهندس وهذا الرقم أعلى من أي دولة أخرى، ولكن عدد الخبراء الهندسيين في الصين قليل ولا يزيد على 160 ألفا، أي يساوى العدد في بريطانيا. السبب في ذلك أن الجامعات في الصين لا تهتم بالتدريب العملي. أما الجامعات في أوروبا وأمريكا الشمالية فتولى اهتماما للتدريب العملي للطلاب. ينصح يوان يويه، رئيس مجموعة آفاق للبحوث والاستشارات، بأن تهتم الجامعات بالتدريب العملي.

يقترح "الكتاب الأزرق" على الطلاب الاهتمام بقدرة التواصل والإبداع. فقد أشارت نتيجة استطلاع إلى أن الخريجين في سنة 2008 يفتقرون إلى القدرة على التواصل الشفوي والتفاوض وإقناع الآخرين.

تناقض بين العرض والطلب

قالت خه تشيو لو وي، مراسلة قناة فينيكس الفضائية، إن إنشاء تخصصات غير مناسبة في الجامعات يؤدي إلى وجود تناقص بين العرض والطلب. وقالت في مدونتها الإلكترونية، إنه عندما كان هناك ازدهار اقتصادي اختار كثير من الطلاب تخصص التجارة الدولية والمالية أملا في الحصول على وظيفة براتب أعلى من المجالات الأخرى. لم يتوقع أحد منهم أن تحدث الأزمة المالية.

 وذكرت صحيفة "أخبار سوق الموارد البشرية في بكين" أن معدل تغيير الشركات للشروط التي تتطلبها في الموظفين الجدد يبلغ 2-4 أضعاف تغير المقررات الدراسية في الجامعة، مما يؤدي إلى وجود تناقص بين العرض والطلب، وهذا هو السبب الرئيسي لمشكلة التوظيف.

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn