جبل بركاني في تنغتشونغ، صورة مقدمة من مكتب إعلام محافظة تنغتشونغ

عين مياه ساخنة في تنغتشونغ، صورة مقدمة من مكتب إعلام محافظة تنغتشونغ

بنايات قديمة في تنغتشونغ، صورة مقدمة من مكتب إعلام محافظة تنغتشونغ

 

في الزاوية الجنوبية الغربية للصين، بمقاطعة يوننان، على مسافة 150 كيلومترا فقط من الحدود الصينية الميانمارية تتفرد محافظة تنغتشونغ بموقعها الخاص وفسيفساء تركيبتها السكانية. هذه المحافظة التي تبعد عن كونمينغ، حاضرة يوننان، 606 كم، يعيش فيها أبناء 25 مجموعة عرقية، مثل هان وهوي وداي، بلغ عددهم 642 ألف نسمة في نهاية سنة 2008. البعض يعتبر تنغتشونغ فردوسا في دنيا البشر بفضل مناظرها الطبيعية الرائعة المدهشة.

تاريخيا، أصبحت تنغتشونغ محطة تجارية على الحدود الصينية منذ زمن أسرة هان، وكانت المحطة الأخيرة على الطريق المشهور المعروف باسم تشاما (الشاي والخيل) في الجانب الصيني. وكان هذا الطريق يمتد منها مارا بالجبال والأودية وصولا إلى ميانمار والهند وأفغانستان وغيرها.

 

نافذة الأرض

الطقس في تنغتشونغ معتدل دائما، فالمعدل السنوي للحرارة بها 8ر14 درجة مئوية، ولكمية المطر 1480 مم، فضلا عن أن الغابات تغطي 7ر70% من مساحة تنغتشونغ.

يوجد في تنغتشونغ أكثر من ستين جبلا بركانيا نشيطا، منها جبل شياوكونغ الذي يبلغ عمق فوهته البركانية الأسطوانية الشكل ستين مترا، وقطرها الأعلى مائتي متر والأسفل ستين مترا، وكل الجبال في تنغتشونغ يكسوها غطاء نباتي مزدهر، وهذه الجبال تعتبر نوافذ تنظر الكرة الأرضية من خلالها نحو الفضاء. وقد تكونت بفعل حركة القشرة الأرضية وتشكل مناظر طبيعية عجيبة.

 

ينابيع المياه الساخنة 

تشتهر تنغتشونغ بعيون المياه الساخنة، لدرجة أنها توصف بالبحر الحار. إذ يوجد فيها الآلاف من عيون المياه، منها أكثر من ثمانين عين ماء ساخن، إضافة إلى فوهات البخار الجوفي.

تبلغ درجة حرارة مياه الينابيع الحارة 6ر96 درجة، ومع اندفاع الماء من العيون تتشكل حولها هالة من البخار الساخن يستخدمه أبناء تنغتشونغ لسلق البيض وصنع الخبز البخاري (مانتو).

في تنغتشونغ تستمتع بالينابيع الحارة بعيدا عن ضوضاء المدن. إنها فرصة لاسترخاء الجسم والتمتع بأشعة الشمس الذهبية والتمتع بالمناظر الطبيعة الجميلة.

 

خهشون في هيلونغشان

في بلدة خهشون التي تتربع على سفح جبل هيلونغشان، ترى النساء يغسلن الملابس وينظفن الخضراوات في ماء النهر الذي يمر أمام البلدة التي تمتد ألفي متر على ضفته. تقع خهشون على طريق تشاما، ويسكنها ستة آلاف نسمة لا يشغلهم شيء غير حياتهم، ولا شأن لهم بمن يزور بلدتهم.

تعتبر خهشون نموذجا لبلدات المنطقة الجبلية في يوننان. ونظرا لبعدها عن المنطقة الحضرية تجد في بيوتها أشياء قديمة ربما لا تراها في أماكن أخرى، ومن ذلك قطع الأثاث القديمة ومطرزات سوتشو والكراسي الخيزرانية الميانمارية والشواية الأمريكية التي كانت معروفة في عشرينات القرن الماضي وتسريحة النساء في أسرة تشينغ والسرير القديم في أسرة مينغ. كان رجال البلدة يعملون في نقل البضائع بعربات تجرها الخيول على طريق تشاما.

تتميز بنايات خهشون بأنها تجمع بين نمطي العمارة الصينية والعمارة الغربية. مكتبة خهشون التي بنيت سنة 1928 على مساحة 1392 مترا مربعا بجانب جسر شوانغهونغ مجموعة بنايات تجمع بين نمطي العمارة الصينية والعمارة الغربية.

ويوجد في تنغتشونغ غرفة مساحتها حوالي عشرين مترا مربعا، تسمي بـ"دار الفن الشعبي"، بها كليشيهات كثيرة للصور الحجرية المحفورة في أسرة تشينغ، ويسمح للزائر باستخدامها وطبع ما يشاء من الصور الحجرية بنفسه. برغم أن هذه كليشيهات عمرها أكثر من ثلاثمائة سنة مازالت تطبع صورا جميلة وجذابة..