
خندق هاوخه المائي

حديقة فنون البستنة في نانتونغ

حديقة شويهوي

جبل لانغشان

متحف نانتونغ
في الجنوب الشرقي لمقاطعة جيانغسو،على الضفة الشمالية لمصب نهر اليانغتسي تربض مدينة نانتونغ، يحرسها من الشرق بحر هوانغهاى (الأصفر)، ويربط اليانغتسي جنوبها بمدينة شانغهاى التي تقع قبالتها على الجهة الأخرى للنهر. هنا يعيش سبعة ملايين وثمانمائة ألف نفس على مساحة نحو ثمانية آلاف كيلومتر مربع.
قبل ملايين السنين، تشكلت الكثير من الجزر الرملية، ومنها نانتونغ، بفعل تكدس غرين اليانغتسي فظهر ما يسمى حاليا بدلتا نهر اليانغتسي. كانت نانتونغ قبل أكثر من ألف سنة تحمل اسم "هودوتشو"، وعلى مدى أكثر من أربعمائة سنة، من بداية الأسر الجنوبية والشمالية (420-589م) حتى نهاية أسرة تانغ (618-907م)، كانت صناعة الملح النشاط الاقتصادي الرئيسي لهودوتشو، فدفعت نمو تجارتها المحلية وحققت لها رخاء اقتصاديا أغرى جما غفيرا من أبناء المناطق الأخرى بالهجرة إليها والاستقرار فيها. في زمن أسرة تشو (907-960م) كانت هودوتشو موقعا استراتيجيا للدفاع النهري والبحري. في سنة 958 وسعت هودوتشو وسميت تونغتشو، وفي فترة أسرة تشينغ تحول اسمها إلى نانتونغتشو (تونغتشو الجنوبية)، تمييزا لها عن تونغتشو التي تقع بالقرب من بكين (تونغتشو أحد أحياء بكين الآن). وبعد ذلك تغير اسمها إلى نانتونغ، وهي كلمة مختصر لكلمة نانتونغتشو (نان تعني الجنوب في الصينية).
الموانئ هي أحد أعمدة اقتصاد نانتونغ في القرن الحادي والعشرين، برغم أن صناعة الملح مازالت تحتل مكانة مهمة في منظومتها الاقتصادية بفضل وفرة موارد الملح، هذا إضافة إلى الأرز والقطن وصناعة المنسوجات.
خندق هاوخه المائي
لا يمكن بأي حال الفصل بين نانتونغ وخندقها المائي، فهذه المدينة مشيدة فوق الماء، إذ يحيط بالحي القديم في المدينة خندق هاوخه المائي حامل لقب "قلادة نانتونغ الزمردية"، المبني سنة 958.
مثلما الحال في معظم الخنادق المائية القديمة، حُفر هذا الخندق في الأصل لأغراض دفاعية، بطول 15 كيلومترا وعرض يتراوح بين 10 أمتار و215 مترا. الذي يميزه عن غيره أنه الخندق المائي القديم الوحيد في الصين الذي يقع في مركز المدينة، كما أنه واحد من أربعة خنادق مائية قديمة ما زالت باقية في الصين حتى الآن.
ولكن الخندق المائي ليس كل شيء في نانتونغ التي تحمل أيضا لقب "مدينة المتاحف". ويعتبر متحف نانتونغ الواقع على ضفة الخندق المائي درة متاحف المدينة، كما أنه أول متحف عام في الصين الحديثة. أسسه رجل الصناعة والتعليم تشانغ جيان (1853-1926م)، الفائز بالمركز الأول في الامتحان الإمبراطوري في أواخر فترة أسرة تشينغ. وقد ارتبط باسم تشانغ جيان كثير من الأعمال التي حملت صفة "الأول" في تاريخ الصين الحديث، ومنها أول متحف عام وأول معهد للمعلمين وأول محطة للرصد الجوي وأول مدرسة لتعليم التطريز. أنشأ تشانغ جيان في نانتونغ العديد من الشركات الزراعية وشركة لصناعة السفن ومصانع لإنتاج لمبات الكهرباء ومطاحن للقمح ومصهر للحديد، وساهم في إنشاء البنوك وفتح مدارس للمعلمين والزراعة والنسيج ومتاحف ومستشفيات وكان له باع طويل في مجال العمل الخيري فأسس دورا لرعاية المسنين ودورا للقطاء ومصحة للمعاقين، بل إنه أقام ملجأ للكلاب الضالة. وقد قال عنه الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ: "عند الحديث عن الصناعة الخفيفة وصناعة المنسوجات في الصين لا يمكن أن ننسى تشانغ جيان".
فضلا عن متحف نانتونغ، يوجد على جانبي خندق هاوخه المائي الكثير من الآثار التاريخية والصناعية التي تركها تشانغ جين، ومنها دار هانمولين لطباعة الكتب ومدرستان للبنات للحرف والفنون المسرحية الخ. بعض هذه الآثار مازالت على حالها، وبعضها تحول إلى استخدامات أخرى.
توسع نطاق تنمية نانتونغ من هاوخه إلى نهر اليانغتسي، وامتد إلى مناطق ساحلية أوسع، وفي هذا الإطار أنشئ جسر سودونغ، الذي يربط جنوبي مقاطعة جيانغسو وشانغهاى، وهو أضخم جسر مشدود بالكابلات في العالم، وشيدت أرصفة للمياه العميقة في مينائي يانغكو وليويسي مما فتح طرق الملاحة لنانتونغ. بفضل جهود أبناء المدينة تجاوز إجمال الناتج المحلي لنانتونغ 250 مليار يوان عام 2008، وهذا رقم لا يحققه إلا عدد قليل من المدن الصينية.
من المتاحف الأخرى في نانتونغ، متحف شنشو لفنون التطريز الواقع أيضا بجانب خندق هاوخه. أقيم هذا المتحف ذو اللون الأحمر المكون من طابقين في مكان كانت تحتله مدرسة حرفية، وهو يحكي مسيرة تطور فنون التطريز في الصين. أنشأت المتحف الفنانة شن شو(1871-1921م)، صاحب لوحة "الملكة الإيطالية ألينا" الفائزة بجائزة التميز للمعرض الدولي في إيطاليا سنة 1911 ولوحة "يسوع" الحاصلة على جائزة الدرجة الأولى للمعرض الدولي بمدينة سان فرانسيسكو سنة 1915.
مطرزات شن شو تمنح مشاهدها جمالا خاصا من أي زاوية نظر إليها. وقد قال الرسام الصيني المشهور ليو هاى سو، "رائد الرسم التخطيطي في الصين ليس شيوى بي هونغ، وإنما شن شو، التي رسمت بإبرتها". (شيوى بي هونغ (1895– 1953م) يعتبر رائد الفن الحديث والتعليم الفني الحديث في الصين).
منطقة لانغشان السياحية
تضم منطقة لانغشان السياحية خمسة جبال هي لانغشان وماآنشان وهوانغنيشان وجيانشان وجيونشان. هذه المنطقة الواقعة في الضاحية الشرقية لنانتونغ تعد من أفضل ست مناطق سياحية في جيانغسو. تبلغ مساحتها 61ر11 كيلومترا مربعا، ويعتبر جبل لانغشان الذي يرتفع 94ر106 أمتار، أعلى وأجمل جبل في المنطقة والأول في قائمة "الجبال البوذية الصغرى الثمانية" في الصين. الجبل يضم أيضا ثروة من التراث التاريخي الغني بالموارد السياحية، ومنها 43 بناية قديمة وثمانية مقابر قديمة و23 نقشا حجريا و13 كهفا قديما. من أشهر المزارات السياحية في المنطقة معبد قوانغجياو الذي بني في فترة أسرة تانغ قبل 1300 سنة.
تحتضن منطقة لانغشان أيضا كنيسة كاثوليكية. الكنيسة الواقعة شمالي جبل لانغشان بنيت سنة 1937 على طراز العمارة القوطية الأوروبية، وبها برج للجرس ارتفاعه 30 مترا خارج بوابة الكنيسة. في سنة 2004، أدرجت كنيسة لانغشان في قائمة التراث المعماري المحمي لمقاطعة جيانغسو.
حديقة شويهوي ومناظر البحر
كلمة شويهوي في اللغة الصينية تعني الرسم بألوان الماء. حديقة شويهوي لوحة رائعة لا تقل جمالا عن لوحات الرسم المائي الصينية، ومن أفضل الحدائق القديمة في الصين. تقع الحديقة التي أنشأت قبل أكثر من أربعة قرون في شمال شرقي مدينة روقا التابعة لنانتونغ. كانت في الأصل حديقة خاصة بنيت في زمن الإمبراطور وان لي (1572-1620م) لأسرة مينغ. وهي الحديقة الوحيدة المبنية بمحاذاة سور مدينة نانتونغ القديمة، ومن أشهر الحدائق التقليدية الصينية.
قلب الحديقة عبارة عن بركة ماء تتفرع منها عدة روافد تقسم الحديقة إلى أجزاء، مرصعة بأنواع مختلفة من المقصورات والبنايات.
في الخامس والعشرين من يونيو سنة2001 ، أدرجت الحديقة ضمن قائمة وحدات التراث الهامة المحمية على مستوى الدولة.
هواة البحر وعشاق الماء يجدون بغيتهم في منطقة يوانتوجياو السياحية، التي تقع في مدينة تشيدونغ التابعة لنانتونغ، في نقطة تلاقي بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي ونهر اليانغتسي. هذه المنطقة التي أنشأت سنة 1998 على مساحة 2100 مو (الهكتار يساوي 15 مو) هي أكبر أرض رطبة محمية في منطقة مياه عذبة في الصين. هنا تستمتع بمشهد شروق الشمس وطيور النورس المحلقة فوق الماء. هنا تشرق الشمس قبل أي مكان آخر في الصين.