ã

أيام الحجر الصحي

مراسل "الصين اليوم" تسنغ بينغ

الفحص الصحي على متن رحلة إيرو مكسيكو ايه إم 098

الكاتب مع الممرضة في مستشفي ديتان

قياس حرارة الخاضعين للحجر الصحي

حوالي الساعة الرابعة فجر الثاني من مايو أيقظني رنين الهاتف من نومي. على شاشة الهاتف وجدت العديد من الأرقام غير المألوفة لدي. كنت وصلت وطني في اليوم السابق قادما من المكسيك على متن رحلة إيرومكسيكو ايه إم 098، ولذا توقعت أنه ليس ثمة من يبحث عني غير أفراد جهاز السيطرة على الأمراض، وعندما اتصلت بالأرقام التي لم أرد عليها ثبت صحة ما توقعت، وكان الأطباء من مركز السيطرة على الأمراض لحي تشاويانغ في الطريق إلى بيتي.

التعرض لفيروس ايه/ إتش1 إن1

في أول مايو، أكدت السلطات الطبية في هونغ كونغ أول حالة إصابة بأنفلونزا ايه/ إتش1 إن1 في المنطقة. سافر رجل مكسيكي عمره 25 سنة إلى شانغهاي على متن رحلة إيرومكسيكو ايه إم 098 يوم 29 إبريل، وانتقل إلى هونغ كونغ بعد ظهر يوم 30 إبريل- بالرحلة إم يو 505 لشركة الخطوط الجوية الصينية الجنوبية. في مساء ذلك اليوم، بدأت تظهر عليه أعراض الأنفلونزا؛ سعال والتهاب الحنجرة والإعياء، وتم تشخيص حالته بأنها عدوى ايه/ إتش1 إن1.

كان من نصيبي أن أكون في نفس الرحلة مع الضحية، من مدينة مكسيكو سيتي إلى شانغهاي. بالطبع لم أكن أعلم كم كنت قريبا أو بعيدا عنه في كابينة الطائرة، حيث لم يُفصح عن رقم مقعده. بعد الإعلان عن الحالة بدأت السلطات الصينية على الفور تتبع كافة ركاب رحلة إيرومكسيكو ايه إم 098. أخطرت وزارة الصحة كافة الإدارات الصحية المحلية لتحديد مكان كل فرد في زمامها كان على متن تلك الرحلة، ووضعهم تحت العزل والمراقبة لمدة أسبوع.

لهذا لم تكن زيارة مركز السيطرة على الأمراض في الصباح الباكر مفاجأة. عندما تحدثنا عبر الهاتف في أول مايو، سألوني ببساطة ما إذا كنت أشعر بأي تعب صحي. بعد ذلك أتت سيارة الإسعاف بالأطباء الذين وقفوا خارج منطقة سكني، حيث وافقوا على أن لا نزعج، وتحديدا، لا  نخيف، جيراني. بعد التحقق من هويتي، تم اقتيادي إلى مستشفى ديتان ومعي حقيبة صغيرة أعددتها على عجل.

في المستشفى

تم إعداد مستشفى ديتان بشكل شامل لحجز المشتبه في إصابتهم ووضعهم تحت الحجر الصحي. اتجهت سيارة الإسعاف إلى بناية المرضى المقيمين وتم نقلي بسرعة إلى عنبري في قسم العدوى رقم 2، حيث كان بانتظاري سرير فردي، دولاب ملابس، جهاز تلفزيون وثلاجة. ارتديت ملابس المرضى بسرعة فصار من المناسب للطاقم إجراء مجموعة من الاختبارات العامة، وقد انشغل الأطباء وطاقم التمريض بهذا الأمر طيلة الصباح، وهم يرتدون الدروع الطبية الواقية. تحلوا جميعا بالصبر واليقظة، وكانت حرارتي 36,4 درجة مئوية. إذن حتى الآن الأمر جيد.

علمت لاحقا في ذلك اليوم أن 16 شخصا كانوا على الطائرة مع المكسيكي المصاب بأنفلونزا الخنازير تم وضعهم تحت الحجر في بكين. 15 منهم (عشرة صينيون وخمسة أجانب) كانوا في مستشفى ديتان مثلي. قبل دخولنا، جمعت السلطات الطبية في بكين منا عينات من سوائل الجسم لإجراء اختبار ايه/ إتش1 إن1 عليها. وعلى الرغم من أنه لا أحد ظهرت عليه أية أعراض، أخبرنا نائب مدير مستشفى ديتان، تشنغ جون، أن العزل لمدة أسبوع أمر ضروري.

الانتقال إلى فندق

كانت مدة الإقامة في مستشفى ديتان قصيرة، إذا تم نقلنا إلى فندق قوهمنلو بعد ظهر الثاني من مايو، وهو يقع على مسافة مائتي متر من المكان الأول للحجر. من أجل السلامة العامة، تم تنظيم سيارات الإسعاف لنقلنا، ولكن لم يبد أفراد طاقم التمريض الذي صحبنا أي قلق أو خوف. الحقيقة أن الكثير منهم كانوا من الذين ناضلوا قبل ست سنوات في معركة سارس، ذلك الوباء الذي أدى إلى وفاة مئات الصينيين. مقارنة مع الحال سنة 2003، صار العاملون في ديتان أساتذة في التعامل مع الوباء. خلال الفترة ما بين 2003 و2009 تلقوا تدريبات على هذا النوع من الطوارئ، والآن لديهم مخزون كاف من الأدوية الصينية التقليدية والأدوية الغربية. وقد أطلق تشنغ جون على ذلك استراتيجية "الاستعداد للأسوأ والأمل في الأفضل".

مرة أخرى، حُددت غرفة مستقلة لكل منا، وكان الفندق نظيفا وجيد الفرش. تم قياس حرارة كل منا مرة أخرى، وكلنا كنا في المدى الطبيعي.

وصلت أول دفعة من المعونات الصينية للمكسيك في أول مايو، وكنت أعلم ماذا يعني ذلك للمكسيكيين. عندما كنت في المكسيك، نفدت كافة المنتجات الصحية، وقد اضطررت، بعد أن لم أجد كمامة، أن أصنع واحدة بنفسي من الضمادات، وأغيرها من حين إلى آخر، وكان ذلك هو الوجه الذي رجعت به إلى بكين.       

الحياة في الحجر الصحي

زميلة لي على ذات الرحلة وُضعت في الحجر الصحي بمدينة خفي، مقاطعة آنهوي. لم يقلق أي منا بشأن الحجر، ولكن قلقنا على وو يونغ هنغ، رئيس مكتب "الصين اليوم" في المكسيك. كان من المفترض أن يعود وو في أول مايو، ولكن هذه الرحلة ألغيت. ثم لم تقلع الطائرة المستأجرة لإعادة الصينيين من المكسيك كما كان متوقعا يوم 3 مايو. ولكن طائرة مستأجرة لشركة الخطوط الجوية الصينية الجنوبية أقلعت في اليوم التالي، ووصلت يوم 6 مايو وعلى متنها وو وأكثر من مائتي صيني. بمجرد أن هبطت في شانغهاي، هم أيضا تم وضعهم تحت الحجر بسرعة لمدة أسبوع. 

في ذات اليوم، انسحب حراس الأمن المرابطين أمام فندقنا، في إشارة إلى أننا على وشك الخروج. في وقت الظهر، أعلنت وزارة الصحة في التلفزيون أن حجرنا الطبي سينتهي الساعة السادسة صباح السابع من مايو. كان خبرا مثيرا كما يمكن أن تتوقع.  استعرضت رسائل المواساة والدعم التي وصلتني عبر الهاتف النقال خلال أيام الحجر.

فورا بعد السادسة صباح يوم 7 مايو، كان الأطباء على أبواب فندقنا يوزعون النتائج الرسمية لمراقبتنا الطبية، وكتيبات بها بياناتنا الصحية ذات العلاقة. كان علينا أن نجري الدورة الخيرة من قياس الحرارة، ثم التقطنا صورة جماعية.

في التاسعة وعشرين دقيقة، كنت أجر أمتعتي خارج الغرفة التي أمضيت فيها خمسة أيام وليال، وخلال دقائق عدت إلى أشعة الشمس تحت سماء صافية.

 

          

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn