جواب: يقول الاقتصادي الصيني خه ده شيوي، نائب رئيس معهد الاقتصاد الكمي والاقتصاد التكنولوجي بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إنه لحماية استقرار الاقتصاد المالي العالمي، ينبغي إصلاح وإكمال نظام النقد الدولي الحالي بصورة مبتكرة، وخلق عملة جديدة للاحتياطي النقدي الدولي تكون أكثر استقرارا وأجدى اقتصاديا.
وأكد خه أن إصلاح النظام المالي الدولي الحالي مطلب يتناسب مع الوضع الحالي للاقتصاد الدولي، وتم التوافق عليه في قمة العشرين الاقتصادية التي عقدت في واشنطن في نوفمبر السنة الماضية، كما أنه مطلب مشترك للمجتمع الدولي. تواصل الأزمة المالية العالمية التمدد والاستفحال، وامتدت من قطاع المال إلى قطاعات المنتجات الفعلية. من الضروري إصلاح مشاكل النظام المالي الدولي التي ظهرت في خضم هذه الأزمة، بما في ذلك تعزيز المسؤولية الدولية للدول الكبرى في النظام المالي الدولي، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية، وتعزيز المراقبة المالية الدولية، وتشجيع التعاون المالي الإقليمي، ورفع استقرار النظام المالي الدولي.
من ناحية أخرى، يعتقد تشانغ يوي قوي، نائب رئيس مركز دونغفانغ لبحوث الإدارة بجامعة شانغهاي للغات الأجنبية أنه منذ إقامة نظام بريتون وودز شهد النظام النقدي الدولي الذي يقوم رئيسيا على الدولار الأمريكي تطورا، غير أن دور صندوق النقد الدولي والبنك الدولي كان مقيدا دائما، وقد أثبتت الأزمة المالية العالمية الحالية ضعف المؤسسات المالية الدولية أثناء الأزمة. لذلك، إقامة نظام مالي دولي جديد وإصلاح نظام النقد الدولي مسألة مهمة وملحة للغاية. حاليا، المهمة العاجلة هما توسيع حقوق السحب الخاصة وحقوق التصويت في صندوق النقد الدولي بحيث تعكس حقوق السحب الخاصة وحقوق التصويت مؤشرات الحجم الاقتصادي، مع الاهتمام بالمؤشرات التي تعكس سرعة ونوعية التنمية الاقتصادية وتجسد القدرات التنموية للدول، وتعزز المراقبة والإنذار المبكر للسوق المالية الدولية، وخاصة ما يتعلق بالرأسمال المتنقل القصير الأجل ومخاطر الابتكار المالي من أجل حماية الاستقرار المالي الدولي.
وقال يي شيان رونغ، الباحث في معهد الشؤون المصرفية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إنه من الأهمية بمكان تحقيق استقرار قيمة عملة الاحتياطي النقدي الدولي وتقديم النقود المنتظم وأن يكون إجمالي كمية النقود المقدمة قابلا للتعديل أثناء الإصلاح وإكمال نظام النقد الدولي الحالي، لحماية الاستقرار المالي العالمي من أساسه. بعد حدوث الأزمة المالية الأمريكية، ونتيجة لآلية النمو السلبي الناجمة عن تغير نسبة الصرف، تنكشفت العيوب الداخلية لنظام النقد الدولي الحالي، لذلك تأمل مختلف دول العالم أن تكون هناك عملة فعالة للاحتياطي الدولي للحفاظ على الاستقرار المالي العالمي ودفع التنمية الاقتصادية العالمية. وبالنسبة لإمكانية خلق عملة للاحتياطي النقدي الدولي منفصلة عن سيادة الدولة، يرى أن اعتماد عملة جديدة للاحتياطي النقدي الدولي منفصلة عن سيادة الدولة، يمكن أن يحافظ على استقرار قيمة النقد لفترة طويلة، وتفادي بذلك العيوب الناجمة عن اعتماد عملة دول ذات سيادة للاحتياطي النقدي الدولي، وهذا هو الهدف المأمول من إصلاح النظام النقدي الدولي. غير أن خلق عملة جديدة للاحتياطي النقدي الدولي بحاجة إلى وقت طويل.
