ã

الكوبون، زمان والآن!

 شهدت الصين خلال الشهر المنصرم إرهاصات تشير إلى أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة الصينية منذ بدء الأزمة المالية العالمية، بدأت تؤتي ثمارا، قد تكون قليلة ولكنها دليل على صواب وحكمة التعامل مع تلك الأزمة.

والحقيقة أن الحكومة الصينية، على المستويين المركزي والمحلي، لجأت إلى أدوات اقتصادية قديمة للتعامل مع واقع جديد تماما. من خمسينات وحتى أواخر ثمانينات القرن الماضي كان "الكوبون" جزءا من حياة المواطن الصيني، ولكنه جزء يرتبط بوجوده، فهو سبيل حصوله على مسكنه وطعامه ولباسه. كان الكوبون أداة لمواجهة الفقر وتنظيم استهلاك السلع الشحيحة. ولكن في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عرف الصينيون نوعا آخر من الكوبون، كوبون لحفزهم على الاستهلاك والإنفاق، لسبب مغاير تماما للغرض من كوبون القرن الماضي. "كوبون الاستهلاك" أو "الإيصال السياحي" الغرض منه توسيع الاستهلاك لاستيعاب الوفرة الكبيرة من السلع في السوق المحلية، وتشجيع الناس على السفر والسياحة، وفقا للتفاصيل الواردة في مقالة "لتنشيط السياحة بها، مييون توزع إيصالات سياحية".

يؤمن الصينيون بأنه لا شيء يخلو من فائدة، فالأزمة المالية، على الرغم من جوانبها السلبية، تحمل في طياتها خيرا أكيدا، ذلك أن هذه الأزمة، وفقا لمقالتنا "الصين تغير نمط اقتصادها"، كشفت عن معضلات ومشاكل في البنية الهيكلية للاقتصاد الصيني تراكمت عبر سنوات من التنمية الاقتصادية السريعة. ومن ثم فإن هذه الأزمة تدفع الحكومة والمؤسسات الصينية، إلى إعادة النظر في نمط التنمية، والبحث عن سبل مبتكرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، فيما يسميه البعض "استراتيجية تحسين الذات في وقت الأزمة". ولعل الدرس الهام الذي تعلمته الصين من هذه الأزمة هو تعديل نمط نموها الاقتصادي من الاعتماد على الطلب الخارجي إلى الاعتماد على الطلب الداخلي.

غير أن السلع الصينية مازالت الأكثر تفضيلا لدى المستهلك الأجنبي، وبخاصة في الدول العربية، وفقا لما يكشف عنه تحقيق سوسن أبو حسين ("الصين اليوم" مع موزعي السلع الصينية في مصر)، الذي يغوص بعمق في عالم البضائع الصينية بمصر. وقد وصل إعجاب العرب بالسلع الصينية إلى حد قدوم المستهلك بنفسه إلى الصين لاختيار بضائعه وشحنها إلى بلاده، حسبما يقول شي يويه ون في مقالته "الكويتيون يعيدون اكتشاف الصين". وهذا يعني مزيدا من الفرص لحوار من نوع آخر، وفقا للرؤية التي يقدمها عادل صبري في تحليله "لغة البيزنس تخلق حوار المصالح بين  العرب والصينيين".

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn