تيان فنغ ين

الذكرى الخالدة، رسم بالزيت على الكنفا، 100× 140 سم، 2005

أغنية المروج، رسم بالزيت على الكنفا، 110× 80 سم، 2008

الطبيعة الجميلة التي تعرض نفسها هنا فقط، رسم بالزيت على الكنفا، 100× 120 سم، 2008

 

تقول تيان فنغ ين: "إنني أعبر عن نفسي من خلال محاولة مزج الرسم بضربات الفرشاة العريضة، وهو النمط التقليدي للرسم الصيني التقليدي، مع الرسم بالزيت، ومن خلال ذلك أقدم الحياة المحلية." تعلم تيان فنغ ين جيدا أن هذا الأسلوب قد لا يلقي قبولا لدى بعض الرسامين الصينيين، ولكنها تقول: "أعشق ألق الألوان والعمق الذي يتيحه لي الرسم الزيتي. فضلا عن أن أنه سيكون من الصعب عليَّ تقديم انطباعاتي عن الحياة باستخدام فن تقليدي صيني." تعبر تيان فنغ ين بصراحة عن اختلافها، ويبدو تماما أن ذلك لا يحاول بينها وبين إقبال هواة الجمع على لوحاتها، بل العكس هو الصحيح. وقد قال الكاتب الفرنسي ألفرد غيلدر: "بأمانة، في أول مرة رأيت واحدة من لوحاتها، وقعت في عشقها من أول نظرة. إن اللوحة تبدي أسلوبا متمكنا مفعما بالعديد من السمات المختفية، وتنقل رؤية حية وتثير الكثير من المشاعر الإيجابية. كان الأمر كأنني أمام امرأة حسناء، فوقعت على الفور في سحرها. عندما أنظر إلى لوحة لتيان فنغ ين، أسمع سيمفونية المرعى لبيتهوفن، عندما يعبر هذا اللحن العبقري عن العودة المفيدة للشمس بعد العاصفة الرعدية. إن تيان فنغ ين ليست فنانة معذبة موجوعة بالحزن وإنما رسامة سعيدة بالحياة. إنها تجسد فرحة الطبيعة في سيمفونية مصورة."

قصة طفولة أسطورية

على الرغم من كونها ابنة أسرة ريفية، عاشت تيان فنغ ين رحلة استثنائية. تقول: "عندما ولدت، كانت أسرتي فقيرة ولديها خمسة أولاد وبنت. كان عمر والدي خمسين سنة وكان عمر أمي فوق الأربعين. كانت أسرتي تعتقد أنها غير قادرة على إعالتي، ووعد أبي وأمي أسرة ليس لديها أطفال بتقديمي لهم للتبني. بيد أنه في ليلة ولادتي رأت أمي في منامها أن عنقاء فضية دخلت البيت من النافذة، وأضاءت الغرفة كلها. أيقظها الحلم، وجاءت ولادتي بعد ذلك بساعات. كان في القرية عجوز يعرف الطب والدواء، وقد أخبرته أمي عن حلمها. الرجل الذي قال أن الطفلة المولودة لن تكون بأي حال مثل الآخرين، اقترح على أمي أن تحتفظ بالطفلة وأن تسميها فنغ ين (العنقاء الفضية). لقد وهبت السماء عنقاء فضية لأسرتها، فلماذا تختار الأم أن تعطي الطفلة إلى أسرة أخرى؟"

بدأت موهبة الرسم عند فنغ ين تظهر بعد سن السنتين، حيث كانت تمضي الوقت في الرسم في كل مكان؛ في البداية على الحجر باستخدام الحصى أثناء رعي الغنم. ولكنها أنجزت رسمها الأول الحقيقي ذات ليلة في لوحة من رسوم العام الجديد. كان عمرها أقل من ست سنوات، واستلهمت رسمها من فيلم بعنوان باولياندنغ (فانوس اللوتس). كانت اللوحة عبارة عن تسع جنيات بملابس ملونة. كانت اللوحة 60× 130 سم. وذات يوم مر ناقد فني بريف هوايرو فساعدها على تحسين مستواها. هنا كانت حياتها الفنية على وشك أن تبدأ.

 

حب الموطن

تيان فنغ ين من أبناء حي هوايرو، بضاحية بكين. هذا الحي منطقة جبلية ذات طبيعة استثنائية مدهشة يمتد بها السور العظيم المشهور. وهذه المنطقة معروفة أيضا بأشجار الفاكهة، وخاصة الكستناء، والتي هي رمز الحي. دروبها المتعرجة وأشجارها المعمرة وبحيراتها الهادئة ومياه أنهارها الصافية، يمكن أن تجدها جميعا تحت فرشاة تيان فنغ ين، التي تصور ذلك من زوايا مختلفة. تقول تيان فنغ ين: "منذ البداية، تشرح فرشاتي جمال أرضي وتسجل حياة وذكريات طفولتي. أنا لا أرسم من أجل الشهرة. عشقي هو تسجيل المشاهد الجميلة الانطباعات التي تميز الحياة. لهذا لا يفرض إبداعي قيودا علىَّ." وإجمالا، سواء اللوحة صينية أو غربية، أليست طبيعيتها وبساطتها تجعلها تعظم القيم العالمية؟ يبدو أن تيان فنغ ين تعي ذلك جيدا.

 

تيان فنغ ين في سطور

ولدت تيان فنغ ين سنة 1968 في هوايرو، بالقرب من بكين، عاصمة الصين. حصلت على دبلوم كلية الفنون الجميلة بجامعة العاصمة للمعلمين سنة 1992. بعد ثلاث سنوات، صقلت مهاراتها في المعهد المركزي للفنون. وهي حاليا عضو فرع بكين للرابطة الصينية للفنانين وللرابطة الصينية لفناني الرسم بالزيت. وهي، كرسامة محترفة، مديرة مدرسة بايون للرسم والخط ببكين. يقتني عدد كبير من أعمالها هواة جمع الفنون والشركات من بر الصين الرئيسي ومن هونغ كونغ، ومن فرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية. وحاليا، لوحتها "شجرة الكستناء العتيقة تزهر من جديد" من بين مقتنيات قصر ثقافة القوميات ببكين، ولوحتها "الفاوانيا تحت ضوء القمر" من مقتنيات قاعة المدينة للحي رقم 13 في باريس.