السيارة F3-BYD في معرض للسيارات بالصين

خط تصنيع السيارات لشركة هواتشن في شنيانغ

مصنع سيارات BYD في شنتشن

 

تواجه صناعة السيارات في أنحاء العالم ظروفا صعبة نتيجة للأزمة المالية العالمية التي اضطرت بعض الشركات إلى وقف أو تقليص الإنتاج، في حين تقف شركات أخرى على حافة الإفلاس. كيف تتعامل صناعة السيارات الصينية مع الأزمة، وما هو حجم وجودها وآفاق تطورها في سوق الشرق الأوسط؟

"الصين اليوم" التقت مع اثنين من المسؤولين في شركتي سيارات بالصين للإجابة عن تلك التساؤلات.  

مدير التسويق لمجموعة BYD للسيارات  لين مي 

سوق الشرق الأوسط تتميز  بارتفاع نسبة مبيعات السيارات الجديدة

ميزتنا تتمثل في السعر التنافسي والجودة والتصميم الخارجي الفريد

 

 

 

الصين اليوم: متي وكيف اقتحمت شركتكم سوق الشرق الأوسط ؟ وما هي الاستراتيجية الدولية لشركتكم وما هو  وضع السوق الخارجية في استراتيجية تطور شركتكم؟

 

لين مي: في أوائل سنة 2006، دخلت الدفعة الأولى من سيارات BYD، F3 وFlyer سوق سوريا والأردن، وبذلك فتحنا سوق الشرق الوسط. علي أن أشير هنا إلى أن قطاع المواصلات العامة في الشرق الأوسط متأخر وأن الطلب على السيارات الخصوصية كبير، خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي الست، حيث أن متوسط نصيب الفرد من السيارات مرتفع. هذا يعني أن مستقبل هذه السوق واعد. السوق الخارجية مهمة للغاية لمجموعة BYD التي تصدر سيارات تعمل بالكهرباء إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية رئيسيا، وتصدر السيارات التي تعمل بالبنزين إلى الدول النامية رئيسيا.

 

الصين اليوم: هل اتخذت المجموعة إجراءات معينة لدخول سوق الشرق الأوسط، وكيف كانت النتيجة؟

لين مي: لكل سوق خصائصها. من أجل دخول سوق الشرق الأوسط قامت الشركة باستعدادات معينة، منها دراسات وبحوث التسويق وبناء شبكات التسويق والوفاء بشروط المواصفات المحلية. وأستطيع أن أؤكد أن السيارة F3 تتمتع بسمعة طيبة في سوق سوريا والأردن، وتلقي إقبالا كبيرا في دول الخليج.

الصين اليوم: ما هي سمات استهلاك السيارات في سوق الشرق الأوسط؟ وما هي نقاط تميزكم في هذه السوق، وإلى أي مدى وصل الإقبال على سيارات BYD هناك ؟ وما هي ردود فعل المستهلكين؟

لين مي: تتميز سوق الشرق الأوسط بارتفاع نسبة مبيعات السيارات الجديدة، إضافة إلى وجود سوق للسيارات المستعملة. وهناك إقبال على السيارات الأوتوماتيك وذات سعة المحرك الكبيرة. المنافسة في سوق الشرق الأوسط شديدة، ووعي المستهلكين بالعلامات التجارية وماركات السيارات قوي. ميزتنا تتمثل في السعر التنافسي والجودة، إضافة إلى التصميم الخارجي الفريد للسيارة وأنظمة التحكم الجيدة. وكل ذلك يضع أساسا جيدا لتطور BYD في سوق الشرق الأوسط. في معارض السيارات بسوريا والأردن ودبي وأبو ظبي تلقي سيارات BYD من أنواع F0,F3,F3R,F6 إقبالا كبيرا.

الصين اليوم: ما هي العلاقة بين شركتكم وشركات السيارات الأخرى في الصين وخارجها؟ وما هي الوسائل التي تعتمدها الشركة في التعاون والتنافس؟ هل هناك منافسة سيئة؟

 

لين مي: تحترم مجموعة BYD المنافسين في السوق دائما، وتهتم بالتطوير عن طريق التكنولوجيا والبحوث اعتمادا على الذات. ولم تتعرض للأضرار الناجمة عن التنافس السيئ.

الصين اليوم: ما هي تأثيرات الأزمة المالية العالمية علي شركتكم، بخاصة على المبيعات في سوق الشرق الأوسط؟ وكيف تواجه الشركة الأزمة المالية العالمية؟

 

لين مي: الأزمة المالية العالمية تؤثر على  سوق الشرق الأوسط، بخاصة دول الخليج الست. علي سبيل المثال، تأثرت دبي بالأزمة المالية العالمية أكثر، حيث كان تطورها يعتمد على قطاعات المال والعقارات والسياحة، وكان شراء السيارات يعتمد على القروض من البنوك رئيسيا. مع تقليص البنوك لقروضها، تراجعت مبيعات السيارات في السوق المحلية، وقلت ميزانيات المستهلكين المتوقعة لشراء السيارات. في ظل هذا الوضع، هناك فرصة كبيرة للسيارات الصينية كي تبرز ميزتها التنافسية في السعر والجودة. تحرص BYD  على تحديدفئات منتجاتها من السيارات، وتحرص دائما على جذب المستهلك بالسعر التنافسي والجودة العالية.

 

 

 

مسؤول بشركة هواتشن للسيارات

 

الجو الحار وكثرة الرمال والعواصف في مصر عوامل تقتضي جودة عالية لمحرك السيارة

نشترط أن يكون الوكيل على درجة عالية من الجودة

 

 الصين اليوم: هل يمكن أن تعطونا صورة عامة لوضع منتجاتكم في سوق الشرق الأوسط، من حيث المبيعات ونصيبها ؟

 

مسؤول شركة هواتشن:     في سنة 2007، بلغت مبيعات هواتشن في سوق الشرق الأوسط  أكثر من ثلاثة آلف سيارة جاهزة، وارتفع الرقم إلى حوالي ستة آلاف سيارة جاهزة سنة 2008. ويبلغ نصيب سيارات هواتشن في سوق سيارات الميني باص بالشرق الأوسط حوالي 10%.

الصين اليوم: ما هو الأسلوب الذي تنتهجه الشركة لتوطين منتجاتها في هذه السوق، وما هي أبرز صعوبات التعامل المستهلكين المحليين؟

 

مسؤول شركة هواتشن:     بالنسبة للمنتجات، قامت شركة هواتشن بتعديل بعض التجهيزات في منتجاتها بما يتلاءم مع الظروف المحلية، ويلبي متطلبات العملاء إلى الحد الأقصى.

الاختلاف الأكبر في التعامل مع المستهلكين في الشرق الأوسط هو اختلاف الثقافة والعادات. منطقة الشرق الأوسط منطقة إسلامية، لحم الخنزير فيها محرم، وهذا يجعل الحياة صعبة على موظفي الشركة الصينيين الذين يقيمون في هذه المنطقة، ولكنهم يحترمون العقيدة الإسلامية وعادات وتقاليد المسلمين ويحرصون على الانخراط والاندماج في المجتمع المحلي ويعملون بحماس ونشاط في الجبهة الأمامية للتسويق في الشرق الأوسط، وهم بذلك يقدمون مساهمات كبيرة في إنشاء شبكة التسويق لشركة هواتشن.

الصين اليوم: ما هي مساهمات الشركة في توفير فرص عمل للمحليين وغير ذلك؟

 

مسؤول شركة هواتشن:     منذ انطلاقها إلى السوق الخارجية تعمل شركة هواتشن وفقا للقوانين واللوائح المحلية، وتوظف المحليين بأكبر قدر ممكن، وتدفع للحكومة المحلية الضرائب مواعيدها المحددة وتساعد الوكلاء المحليين على إقامة النشاطات الخيرية.

وتحرص هواتشن على أن تجمع منتجاتها بين تفوق الموارد الدولية والفكر المتقدم، وعلى سبيل المثال، فإن السيارة تشونغهوا جيونجيه التي تصدر إلى مصر تنتجها شركة هواتشن في إطار مشروع "النوعيات الثلاث"، أي الجودة، النوع، والماركة، وتتولى الشركة بنفسها مراقبة الجودة في حلقات التصنيع والإنتاج المختلفة؛ التصميم، تزويد الأجزاء والمكونات، التصنيع، التركيب، وتعتبرها "النموذج" لسيارة الأسرة المتوسطة الدرجة. وكل هذا يجعل المستهلك المحلي يعي ويفهم الإدارة العالمية للجودة والفكر الدولي، مما يحفز تغيير سوق السيارات هناك.

 

الصين اليوم: ما هي الصعوبات التي تواجهها الشركة في التعامل مع الأجهزة الحكومية والمؤسسات والهيئات المحلية؟

مسؤول شركة هواتشن:     أولا، الصعوبات المباشرة الناجمة عن الفروق الثقافية واختلاف العادات، وهذا يسبب لموظفي هواتشن المقيمين في الخارج صعوبات كثيرة. منطقة الشرق الأوساط مثلا منطقة إسلامية يحرم فيها لحم الخنزير، ومن ثم لا يعتاد موظفو الشركة على الحياة في هذه المنطقة.

ثانيا، اختيار الوكلاء وتدريبهم. تهتم شركة هواتشن بإنشاء شبكة تسويق في الخارج، ولذلك تشترط أن يكون الوكيل على درجة عالية من الجودة. وفي المرحلة الحالية تواجه الشركة مشكلة سوء مظهر قاعات وصالات العرض والمرافق الإنشائية ومشكلة الدعاية للماركة وبُعد مراكز خدمات ما بعد البيع عن المناطق الحضرية. وفي مجال التسويق، لم يصل الوكلاء إلى الدرجة الأولى في ترويج الماركة وحماية العلاقة بين الشركة والعميل. إن استيعاب الوكلاء لمزايا المنتجات وللظروف المحلية بسرعة تحد  كبير تواجهه شركة هواتشن في السوق الخارجية، وحاليا ترسل الشركة فنيين منها إلى الخارج لتدريب الوكلاء والموظفين المحليين.

ثالثا، الجو في مصر حار، والعواصف والرمال كثيرة، وحالة الطرق غير جيدة. كل ذلك يقتضي جودة عالية لمحرك السيارة، لذلك تجري الشركة فحصا صارما لمنتجاتها المصدرة.

الصين اليوم: ما هو مستقبل الشركة في سوق الشرق الأوسط؟ وما هي خطتكم الحالية؟

 

مسؤول شركة هواتشن:     التصدير عامل مهم لتطوير شركة هواتشن في السنة الجارية. لقد تطورت سوق الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة إلى سوق كبيرة للسيارات. وبعد الأزمة المالية العالمية صارت سوق الشرق الأوسط سوقا ساخنة للسيارات لعام 2009 وتهتم بها كل شركات السيارات في العالم. دخلت شركة هواتشن سوق الشرق الأوسط منذ عام 2004، ولديها خبرة وتفوق في تطوير سوق الشرق الأوسط. الآن تتطور شركة هواتشن في الشرق الأوسط بسلاسة.

في أوائل السنة الجارية، وصلت سبعمائة سيارة من ماركة FRV إلى مصر، وتعد هذه السيارات الدفعة الثالثة من سيارات FRV التي تصدر إلى مصر. حتى الآن بلغ عدد الطلبات من السوق المصرية للسيارة FRV ألفين سيارة. إضافة إلي أن  سيارة تشونغهوا تسونتشي تعتبر سيارة فاخرة في مصر. وإجمالا فإن بداية سنة 2009 كانت جيدة بالنسبة لشركة هواتشن.