سؤال: قام الرئيس الصيني هو جين تاو في فبراير هذا العام بجولة خارجية شملت أربع دول أفريقية، قال خلالها إن الصين تعتزم مواصلة تنفيذ تعهداتها لمساعدة الدول الأفريقية من أجل مواجهة الأزمة المالية العالمية. ماذا يُقصد بتعهدات الصين هنا؟

جواب:  يقصد بتعهدات الصين حزمة المساعدات الكبرى، والاستثمارات، والتجارة، وغيرها من مشروعات التعاون الرئيسية مع أفريقيا سعيا لإقامة نمط جديد من الشراكة الاستراتيجية ولتدعيم التعاون في مزيد من المجالات وعلى مستوى أرفع.

وكان الرئيس هو جين تاو، أعلن في كلمته بافتتاح قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني – الأفريقي سنة 2006، ثماني خطوات قررت الصين اتخاذها وتشمل:

(1) مضاعفة مساعدات 2006 لأفريقيا بحلول عام 2009.

(2) منح أفريقيا قروض تفضيلية قيمتها 3 مليارات دولار أمريكي واعتمادات تفضيلية للمشترين قيمتها مليارا دولار أمريكي خلال سنوات ثلاث.

(3) إقامة صندوق تنمية صيني- أفريقي برأسمال 5 مليارات دولار أمريكي لتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في أفريقيا وتقديم الدعم لها.

(4) بناء مركز مؤتمرات للاتحاد الأفريقي لدعم الدول الأفريقية في جهودها لتدعيم نفسها من خلال الوحدة ولتدعيم الوحدة الأفريقية.

(5) إلغاء الديون المتمثلة في القروض الحكومية المعفية من الفوائد التي حان وقت سدادها في نهاية عام 2005 بالنسبة للدول الفقيرة المثقلة بالديون والدول الأقل تقدما في أفريقيا التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.

(6) تعزيز فتح السوق الصينية أمام أفريقيا بزيادة عدد بنود السلع المعفية من الرسوم الجمركية، والقادمة من الدول الأقل تقدما في أفريقيا والتي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين من 190 إلى أكثر من 440 بندا.

(7) إقامة من ثلاث إلى خمس مناطق تعاون تجاري واقتصادي في أفريقيا خلال ثلاث سنوات.

(8) القيام خلال ثلاث سنوات بتدريب 15000 مهني أفريقي؛ وإرسال 100 خبير زراعي صيني كبير إلى أفريقيا؛ وإقامة عشرة مراكز خاصة لعرض التكنولوجيا الزراعية في أفريقيا، وبناء 30 مستشفى في أفريقيا وتقديم منحة قيمتها 300 مليون يوان لتقديم عقار الارتيميسينين وبناء 30 مركزا لعلاج الملاريا والوقاية منها في أفريقيا؛ وإرسال 300 متطوع شاب إلى أفريقيا؛ وبناء 100 مدرسة ريفية في أفريقيا؛ وزيادة عدد منح الحكومة الصينية للطلبة الأفارقة من العدد الحالي وهو 2000 سنويا إلى 4000 سنويا بحلول عام 2009.

كما قدم هو جين تاو اقتراحا من خمس نقاط لتدعيم علاقات أوثق بين الصين وأفريقيا، وهي:

أولا، تعميق علاقات الصين السياسية مع أفريقيا على أساس المساواة والثقة المتبادلة. والمحافظة على الاتصالات والزيارات المتبادلة ، وتأسيس آلية حوار سياسي عالي المستوى لتعزيز الثقة السياسة المتبادلة والصداقة التقليدية، وتحقيق تقدم مشترك من خلال الوحدة.

ثانيا، توسيع تعاون الصين الاقتصادي المتكافئ المنفعة مع أفريقيا. وتوظيف ما لدى الجانبين من قوة وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وتوسيع مجالات التعاون، ودعم التعاون بين المؤسسات الاقتصادية من الجانبين، والارتقاء بمستوى التعاون في تنمية الموارد البشرية، واستكشاف سبل جديدة للتعاون حتى يتقاسم الجانبان منافع التنمية.

ثالثا، توسيع تبادلات الصين الثقافية مع أفريقيا، بما يحقق النفع المشترك. وتعزيز الحوار الثقافي الإنساني، وتدعيم التبادلات الثقافية والشعبية لزيادة الفهم المتبادل والصداقة بين شعبي الجانبين، وبالأخص بين الجيل الناشئ. تعزيز تبادلات وتعاون الصين مع أفريقيا في التعليم، والعلوم والتكنولوجيا، والثقافة، والصحة العامة، والرياضة، والسياحة لتقديم قوة محركة معنوية ودعم ثقافي للتعاون الصيني الأفريقي.

رابعا، أن تعزز الصين تنمية عالمية متوازنة ومتناغمة مع أفريقيا. وتعزز التعاون بين الجنوب والجنوب والحوار بين الشمال والجنوب. وتحث الصين الدول المتقدمة على الالتزام بوعودها بشأن النفاذ إلى الأسواق، والمساعدات، وتخفيف الديون، لتحقيق أهداف الألفية للتنمية وتوجيه العولمة الاقتصادية في اتجاه خلق الازدهار للجميع.

خامسا، أن تعزز الصين وأفريقيا التعاون والدعم المتبادل في الشؤون الدولية. وتتعهد الصين بالالتزام بأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، وباحترام تنوع العالم، وبتعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية. وتدعو الصين إلى تعزيز التعاون الأمني الدولي على أساس الثقة والمنفعة المتبادلتين والاهتمام باهتمامات الجانب الآخر للتمكن من مواجهة التهديدات والتحديات التي تواجه الأمن العالمي.