ã

سيارات الطاقة الجديدة واقع لم يعد خيالا!

تشانغ ون ون

طريق طويل أمام السيارات التي تعمل بالوقود الجديد

السيارة BDY F3-DM أثارت الانتباه

وزير العلوم والتكنولوجيا وان قانغ، يتحدث عن تكنولوجيا الاقتصاد في استهلاك الطاقة وسيارات الوقود الجديد

مستقبل السيارات التي تعمل بالوقود الجديد في يد المستهلك

    كانت أولمبياد بكين 2008 فرصة مناسبة للصين لتعرض إنتاجها من السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة. الهدف الذي تسعى إليه الحكومة والشركات الصينية في سنة 2009 هو الترويج للسيارات التي تعمل بالوقود غير التقليدي.

    لقد أثبتت التجربة أن سيارات الطاقة الجديدة الخمسمائة والثماني والتسعين التي استخدمت خلال دورة ألعاب بكين الأولمبية أدت مهمتها على أكمل وجه. هذه السيارات أنتجتها شركات صينية وشركات باستثمار صيني – أجنبي مشترك ومنها شركة شيري للسيارات Chery Automobile، وشركة تشانغآن للسيارات  ChangAn Auto Co. Ltdوشركة فولكس فاغن- إف إيه دبليو المشتركة (faw-volkswagen).

    يقصد بسيارات الوقود الجديد، السيارات التي تعمل بالوقود الهجين والسيارات التي تعمل بطاريات الوقود(الليثيوم والهيدروجين) والسيارات الكهربائية. وقد طرحت ثلاثون شركة سيارات صينية في الأسواق في الفترة الأخيرة أكثر من سبعين نوعا من سيارات الركاب التي تعمل بالوقود الجديد، ولكن مازالت مبيعات سيارات الوقود الجديد متواضعة للغاية، ففي النصف الأول من سنة 2008 بلغت 366 سيارة، بزيادة قدرها 108% تقريبا مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2007، وفقا لبيانات الاتحاد الصيني لصناعة السيارات.

    ويسود الاعتقاد في الصين بأن الأزمة المالية العالمية فرصة مناسبة لتطوير الطاقة الجديدة والسيارات الصديقة للبيئة، وأن التعديلات الجديدة على ضريبة الوقود في الصين تعزز فرص ترويج السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة، وبرغم كل ذلك يظل مستقبل هذا النوع من السيارات في الصين خلال 2009 ضبابيا.

 

تكنولوجيا صينية

    في سبتمبر 2008، اشترت شركة ميد أمريكان القابضة للطاقة (MidAmerican Energy Holdings Company) المملوكة للملياردير الأمريكي وارين بافيت 10% من أسهم شركة بي واي دي المحدودة BYD Company Limited للسيارات، مقابل 8ر1 مليار دولار هونغ كونغ (الدولار الأمريكي يساوي 75ر7 دولار هونغ كونغ)، فاتجهت أنظار العالم صوب هذه الشركة الصينية الخاصة ذات التكنولوجيا الجديدة العالية التي تأسست سنة 1995.

    عن استثمار بافيت في  BYD، قال وانغ تشوان فو، المدير التنفيذي للشركة الصينية إن قيمة التكنولوجيا المحورية التي تملكها BYD تصل إلى تريليون يوان حيث يمكن أن تُخرِج منتجات مبتكرة متنوعة، وهذا هو السبب الذي أتى بعبقري الاستثمار الأمريكي إلى الشركة.

    التكنولوجيا المحورية التي تحدث عنها وانغ تشوان فو هي تقنية بطارية إف إي "BYD Fe battery"، والتي يُعتقد أن تركيب من الفوسفات والحديد والليثيوم. لقد بدأت شركة  BYD عملها بتطوير صناعة البطاريات، قبل أن تدخل صناعة السيارات سنة 2003. في ديسمبر 2008 طرحت الشركة في سوق مدينة شنتشن السيارة  BYD F3 Dual Mode لتصبح أول شركة تنتج سيارات تعمل بالوقود الهجين بكميات تجارية بسعر 150 ألف يوان تقريبا (الدولار الأمريكي يساوي 6,83 يوان). وقد أرادت الشركة بطرح هذه السيارة أن تحجز لنفسها مكانا متقدما بين الشركات المنتجة للسيارات التي تعمل بالوقود الجديد.

    التقنيات الثلاث الرئيسية في تطوير السيارات التي تعمل بالوقود الجديد هي تكنولوجيا بطاريات الوقود الأمريكية وتكنولوجيا زيت الديزل النظيف الأوروبية وتكنولوجيا الوقود الهجين اليابانية. برغم البحوث التي لم تتوقف في هذه التقنيات الثلاث منذ أزمة النفط في سبعينات القرن الماضي لم يستطع العلماء والباحثون التوصل إلى وقود جديد بديل للبنزين. ولكن شركات السيارات الصينية، والتي تعتبر متخلفة في التقنيات التقليدية مقارنة مع شركات السيارات العالمية العملاقة، ترى أن الصين لا تقف بعيدا عن الشركات العالمية فيما يتعلق بإنتاج وتسويق السيارات التي تعمل بالوقود الجديد.

    شركة سيارات صينية خاصة أخرى، هي  جيلي Geely، تعمل بقوة لتطوير سيارات تعمل بالوقود الجديد، ويوجد في الأسواق حاليا ثلاثة أنواع للسيارات تعمل بما يسمى الوقود الثنائي (البنزين والغاز الطبيعي) وهي جيلي سي كيه Geely CK وجيلي إم كيهGeely MK وجيلي إف سيGeely FC. في هذه السيارات يمكن أن يختار السائق التشغيل بالبنزين أو بالغاز الطبيعي حسب الحاجة، مع العلم بأنه باستخدام الغاز الطبيعي توفر السيارة 35% - 50% من تكلفة الوقود. وقال المدير التنفيذي لجيلي إن شركته ستبدأ إنتاج السيارات التي تعمل بالوقود الجديد قبل نهاية 2009.

    ويوجد حاليا في الأسواق سيارة تعمل بالوقود الهجين من إنتاج شركة شيري هي السيارة شيري إيه Chery A5، وأنتجت شركة تشانغآن ChangAn سيارة تعمل بالوقود الهجين هي جييشون- إتش إي في Jiexun-HEV.

    وقد قال وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني وان قانغ، إن الصين لديها التكنولوجيا المحورية للاقتصاد في استهلاك الطاقة ولتصنيع السيارات التي تعمل بالوقود الجديد، ونجحت في تطوير وإنتاج منتجات مقتصدة في استهلاك الطاقة وسيارات تعمل بالوقود الجديد.

    ولكن الحقيقة هي أن العلامات التجارية الأجنبية المعروفة، مثل تيوتا بريوس Prius، وهوندا فيفيك Vivic، وRX400h وLS600hl هي المسيطرة على سوق سيارات الطاقة الجديدة في الصين.

عوائق واقعية

    في حفل افتتاح شركة الطاقة الجديدة لمجموعة تشانغآن للسيارات في تشونغتشينغ (New Energy Company of Chongqing Chana Automobile Group)، أعلن نائب عمدة مدينة تشونغتشينغ عن شراء حكومة المدينة عشر سيارات من ماركة جييشون Jiexun من إنتاج تشانغآن. تخطط تشونغتشينغ استخدام ما لا يقل عن ألف سيارة تعمل بالوقود الهجين، ما بين سيارات حكومية وسيارات عامة وسيارات أجرة، خلال السنوات الثلاث المقبلة.
    من ناحية أخرى، حظيت شركة
BYD بدعم من حكومة شنتشن وبنك الإنشاء والتعمير الصيني بالمبادرة بشراء سياراتها التي تعمل بالوقود الجديد. وقد اعترف مسئول بشركة BYD بأن معظم زبائن هذه السيارات حاليا من العملاء الذين لا يعنيهم كثيرا ارتفاع السعر.

    كما أعلنت حكومة بكين أنها ستشتري ألف سيارة تعمل بالوقود الجديد لتضاف إلى أسطول شركة بكين للمواصلات العامة التي يوجد لديها بالفعل عشر سيارات تعمل بالوقود الهجين وخمسون أوتوبيسا يعمل بالكهرباء.

    إقبال الهيئات الحكومية على شراء السيارات التي تعمل بالوقود الجديد هو تفعيل لقرار الحكومة الصينية بتطوير وتعميم تلك السيارات، ولكن ارتفاع السعر يجعل عددا قليلا للغاية من المواطنين قادرا على شراء هذه السيارات.

    بالنسبة للمواطن الصيني السعر يأتي قبل حماية البيئة عند شراء السيارة، ومن ثم فإنه عندما يكون سعر السيارة BYD F3DM التي تعمل بالبطارية 150 ألف يوان بينما سعر نظيرتها التقليدية ما بين ستين وسبعين ألف يوان فإن المستهلك الصيني يختار الثانية. وبالمثل يبلغ سعر هوندا فيفيك 1600 سي سي حوالي 250 ألف يوان، أي يزيد مائة ألف يوان عن سعر نظيرتها هوندا فيفيك التي تعمل بالبنزين. وكما قال أحد وكلاء السيارات في بكين، فإن المستهلك الصيني لن يدفع مائة ألف يوان أكثر لشراء سيارة منخفضة الانبعاث تستهلك وقودا أقل. منذ دخولها السوق الصينية قبل ثلاث سنوات، لم تتجاوز مبيعات بريوس Prius ألفي سيارة، والسبب أن سعرها ضعف سعر السيارة التقليدية من نوعها بنفس سعة المحرك.

    العقبة الرئيسية التي تعوق تعميم سيارات BYD هي قلة محطات شحن البطاريات. صحيح أن السيارة  BYD F3 Dual Mode يمكن شحن بطاريتها في محطة شحن وفي البيت أيضا، غير أن شحن البطارية يحتاج تسع ساعات كاملة. ولأن الصين لا توجد بها حاليا محطات شحن فإن السيارات الموجودة في السوق الصينية غير مجهزة بوظيفة الشحن في محطات شحن البطاريات. كما أن السبب الرئيسي الذي يعوق تطوير وتعميم السيارات التي تعمل بالوقود الهجين هو قلة محطات الغاز الطبيعي.

    يضاف إلى ما سبق حقيقة أن تكاليف ملحقات وكماليات السيارات التي تعمل بالوقود الجديد عالية ولا يثق المستهلكون بجودة هذه السيارات. قال مسؤول بشركة المواصلات العامة ببكين التي لديها عشر سيارات من خمس ماركات تعمل بالوقود الخليط إن أداء معظم هذه السيارات منخفض وتتعطل دائما وتكاليف صيانتها مرتفعة.

 

مفترق طرق؟

    على الرغم من المشاكل العديدة، إلا أن السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة هي سيارات المستقبل في كل العالم، والحكومة الصينية اتخذت بالفعل خطوات لتعزيز ودفع تصنيع هذا النوع من السيارات. وتعمل وزارة العلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع وزارة المالية  الصينية لتنفيذ خطة تعميم السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة والمقتصدة في استهلاك الطاقة. وفقا لهذا الخطة، سيتم تعميم استخدام ستين ألف سيارة تعمل بالطاقة الجديدة في ثلاث عشرة مدينة كبرى ومتوسطة خلال ثلاث سنوات. وأكد وزير العلوم والتكنولوجيا وان قانغ أن الاستخدام التجريبي للسيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة على نطاق واسع سيبدأ قريبا.

    ربما يمكن زيادة مبيعات السيارات التي تعمل بالوقود الجديد من خلال آليات معينة، مثل تقديم معونات مالية لمشتريها أو من خلال ضرائب تفضيلية. في هذا الإطار، خصصت حكومة مدينة تشونغتشينغ ومجموعة تشانغآن خمسين مليون يوان لدعم مشتري السيارات التي تعمل بالوقود  الهجين، إضافة إلى توفير صيانة مجانية للسيارة حتى مائة ألف كيلومتر.

    قال نائب مدير مركز تكنولوجيا هندسة السيارات الكهربائية التابع لمعهد بكين للتكنولوجيا، لين تشنغ: "إن دخول السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة سوق السيارات الخاصة في الصين حاليا صعب. على الحكومة وشركات إنتاج السيارات أن تركز على سوق المواصلات العامة، مثل الباصات وسيارات الأجرة.

    الهدف الذي تسعى إليه وزارة العلوم والتكنولوجيا أن يكون 10% من إنتاج السيارات في الصين بعد أربع أو خمس سنوات أي أكثر من مليون سيارة، سيارات تعمل بالطاقة الجديدة. ولكن مبيعات السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة في الولايات المتحدة تمثل نسبة ضئيلة من إجمالي مبيعات السيارات هناك، ولهذا فإن هذا الهدف يصعب تحقيقه في الصين في المدى القريب.

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn