يبلغ عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في الصين حاليا ثلاثمائة ملايين مستخدم، أي ما يعادل عدد سكان كل الدول العربية الاثنتين والعشرين، أو ثلاثة أرباع عدد سكان الاتحاد الأوروبي أو كل سكان الولايات المتحدة الأمريكية. ولا غرو أن الشبكة العنكبوتية العالمية لها تأثيرات عميقة، إيجابية وسلبية، على حياة الناس. قبيل انعقاد (المؤتمرين) هذا العام، أقام رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو لمدة ساعتين دردشة تفاعلية مع مستخدمي الإنترنت في الصين. وخلال المؤتمرين، كان رئيس مجلس الدولة يتصفح الإنترنت للتعرف على آراء جماهير الشعب، وقد قال: "الناس لها حق معرفة ما تفعله الحكومة". وفي ذات الوقت تشير استطلاعات الرأي إلى أن 72% من مستخدمي الإنترنت الصينيين يعتقدون أن الإنترنت قناة فعالة للديمقراطية. بيد أنه على الجانب الآخر، عند مناقشة قضية ما على الإنترنت، قد يذهب بعض مستخدمي الشبكة بعيدا، ويتحولون إلى "مثيري عنف على الإنترنت"، وفقا للرؤية التي يقدمها لي يا هونغ في مقالته "حرية التعبير على الإنترنت" التي ننشرها في هذا العدد.

الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أو "المؤتمران" كما يقول الصينيون، والتي من خلالها يعبر نواب الشعب عن آرائهم في مختلف القضايا الداخلية والخارجية، كان أمامها هذه السنة جملة من القضايا الملحة التي تهم المواطن الصيني، وفقا للتفاصيل التي تتضمنها مقالتنا "المؤتمران.. ديمقراطية على الطريقة الصينية"، وعلى رأسها تداعيات الأزمة المالية على الصين وسبل مواجهة تلك الأزمة والتي كانت محور محادثات رئيس مجلس الدولة ون جيا باو  خلال جولته الأوروبية في نهاية يناير وأوائل فبراير هذا العام، كما في مقالتنا "الأفعال لا الأقوال تعزز الثقة".

في ظل الأزمة المالية العالمية التي تضغط بأنيابها على شركات السيارات العالمية الكبرى، تضع شركات السيارات الصينية عيونها على السوق العربية، ولكن  ما هي فرص نجاح السيارات الصينية في تلك السوق وما هي العقبات التي تواجهها وكيف تتغلب عليها؟ ملف "السيارات الصينية في الأسواق العربية" بهذا العدد يأخذك، عزيزي القارئ، إلى قلب عالم السيارات الصينية، من منابعها في الصين إلى منافذ توزيعها في الدول العربية. كما لم يفتنا أن نلقي نظرة على سيارة المستقبل التي تعمل بالوقود الجديد كما في مقالتنا "سيارات الطاقة الجديدة واقع لم يعد خيالا".