ã

أول معهد كونفوشيوس في الدول العربية

وانغ فو، جيا بنغ

  

السفيرة الصينية ليو شيانغ هوا (اليمين) توقع اتفاق إقامة معهد كونفوشيوس نيابة عن المصلحة الصينية للتعليم الدولي للغة الصينية مع رئيس جامعة القديس يوسف، رينيه شموسي

       

تأسس أول معهد كونفوشيوس في العالم العربي بجامعة القديس يوسف (سان جوزيف) اللبنانية سنة 2006 بالتعاون بين هذه الجامعة وجامعة شنيانغ للمعلمين الصينية، بإشراف المصلحة الصينية للتعليم الدولي للغة الصينية. بدأت الدراسة رسميا في هذا المعهد يوم 27 فبراير 2007، وصار اليوم مركزا هاما للغة والثقافة الصينية في الدول العربية.

 

لماذا القديس يوسف؟

 جامعة القديس يوسف جامعة لبنانية خاصة تأسست سنة 1875. وقد تخرج فيها عدد كبير من مشاهير الشخصيات اللبنانية في مجالات السياسة والمال والثقافة. وقد اعتبر نائب رئيس الجامعة، البروفيسور أنطون حُكيَِّم  إقامة معهد كونفوشيوس بالجامعة اختيارا استراتيجيا، وفق قرار مكتب الاستراتيجيات بالجامعة بالانفتاح على الصين. وقال حُكيَِّم: "إن الهدف التقليدي لدراسات وبحوث طلاب الجامعة كان فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فهل يُعقل أن لا يهتم الطلاب بالصين التي تحقق تنمية متواصلة وتحتل الصدارة بين دول العالم؟ ومن هنا فإن هذا الانفتاح ضروري بل طبيعي. ونحن محظوظون بأن يقام في جامعة القديس يوسف أول معهد كونفوشيوس في العالم العربي."

 

ليس لغة فقط

منذ بدء الدراسة فيه، التحق بمعهد كونفوشيوس جامعة القديس يوسف 213 طالبا تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات وستين سنة، للدراسة بدورات تعليم اللغة الصينية، التي تشتمل على ثلاثة مستويات. بعضهم طلاب بجامعة القديس يوسف والجامعات والمدارس المجاورة، وبعضهم تجار لبنانيون أو أجانب مقيمون في لبنان.

المعهد لا يقيم دورات في اللغة فقط، وإنما أيضا في الطب التقليدي الصيني الذي يحظى بقبول واسع في لبنان. في مارس 2007 بدأ المعهد دورة في الطب والعقاقير التقليدية الصينية بعنوان "بدايات التدليك للطب التقليدي الصيني"، تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. كانت هذه الدورة مخصصة لمن درسوا الطب من قبل ولمن ليست لديهم أي خلفية طبية. وبذلك ساهمت بشكل كبير في تعميم مفهوم الطب التقليدي الصيني بين اللبنانيين. تولى التدريس في هذه الدورة الدكتور أدمون إبراهيم، خريج جامعة الطب والعقاقير التقليدية الصينية ببكين، الذي عاش في الصين فترة طويلة ويتكلم الصينية مثل الصينيين. وهو يستطيع شرح وتدريس نظرية الطب التقليدي الصيني بالعربية والفرنسية والإنجليزية والصينية.

يقيم المعهد أيضا ندوات ومحاضرات متخصصة بين حين وآخر، ففي 19 نوفمبر 2007 ألقى سفير الصين لدى لبنان ليو تشي مينغ محاضرة بعنوان ((الصين: الماضي والحاضر والمستقبل)) حول سياسة واقتصاد الصين، فدشن بذلك دورة مدتها عشرون ساعة حول سياسة واقتصاد الصين في المعهد. بهذا الأسلوب المتميز، ينقل معهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف مزيدا من المعلومات عن الصين إلى اللبنانيين، فرحبت به مختلف الأوساط السياسية والاقتصادية اللبنانية وجذب كثيرا من الدبلوماسيين الأجانب والعاملين في فروع المنظمات الدولية بلبنان.

 

قالوا عن معهد كونفوشيوس

زينة ريشة، مديرة الشؤون التعليمية بجامعة القديس يوسف:

عندما أدخل حجرة درس اللغة الصينية بعد انتهائي من عملي اليومي، أشعر بأنني في بلد آخر وأعيش في ثقافة أخرى، خاصة وأنا أتعلم كتابة المقاطع الصينية.

هاني فرحات، مدير التدريب بفندق فينيقيا:

فكرة رائعة، فالصين تزداد قوة، وتعلُم اللغة الصينية متعة غير محدودة. أقدم شكري الخاص لمعهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف، لأنه يقدم لنا هذه الدروس ذات القيمة.

بياتريس دوميت، طالبة في كلية الشؤون الدولية:

أحب درس اللغة الصينية كثيرا، وأتمنى أن أزور الصين للسياحة.

آية، طالبة بمدرسة إعدادية، تتعلم اللغة الصينية في المعهد:

اسمي آية، 13 سنة، أحب تعلم اللغة الصينية. أحب الصين كثيرا. زرت الصين في العام الماضي، وزرت مدينتي بكين وشنيانغ. اشتريت فستان "تشيباو" من الصين، ليس لأن به زخرفة تقليدية للأزياء الصينية فقط، بل لأنه تجسيد لأولمبياد بكين حيث تطرز عليه أشكال تمائم أولمبياد بكين، عرائس فووا، التي تعني: بكين ترحب بك!

نورا، طالبة جامعية، تتكلم العربية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية، وتتعلم الصينية في معهد كونفوشيوس، وتتمنى أن تجد فرصة عمل في الصين في المستقبل، هي مهتمة بنشر الثقافة الصينية. قالت والدتها:

كانت تريد تعلم الصينية منذ صغرها معتقدة أن الصين بلد بعيد. اختارت تعلم الصينية بسبب حبها للحضارة والعادات الصينية والصينيين. أنا أشجعها وأتمنى لها أن تصبح في يوم من الأيام وشاجا يربط الصين بلبنان. هي تشتاق للسفر إلى الصين لتستوعب الصينية بصورة أفضل. أرغب أن أسافر معها إلى الصين هذا العام. هي شغوفة بالثقافة الصينية والجامعات الصينية والشعب الصيني.

 

تطور مستمر

برغم ما شهدته الساحة اللبنانية من مستجدات في الفترة الماضية، ازداد عدد دارسي الصينية في معهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف.

قالت مسؤولة الاتصال بالمعهد السيدة تشاو ينغ:

ازداد عدد الطلاب بالمعهد بسرعة، من 65 طالبا في نصف السنة الدراسية الأول إلى 111 طالبا في النصف الثاني. وفي النصف الثاني للسنة الدراسية 2008 بلغ عدد الطلاب 123. قبل المعهد حتى الآن 22 دارسا أعمارهم أقل من 12 سنة. ومن الملاحظ أن الدارسين الصغار أكثر اجتهادا من الكبار في تعلم الصينية، ربما بتشجيع من أولياء أمورهم الذين يدركون أهمية التنمية الاقتصادية الصينية ومكانة الصين الدولية، على أمل أن يتيح تعلم الصينية لهم مزيدا من الفرص في المستقبل. وحاليا يمثل الدارسون بالمعهد من طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة والجامعات النسبة الأكبر بين جميع الدارسين.

 

ليو تشي مينغ، سفير الصين لدى لبنان:

فتحت الصين في بداية عام 2007 معهد كونفوشيوس في جامعة القديس يوسف (سان جوزيف)، أول معهد كونفوشيوس في الدول العربية. وحققت عوائد اجتماعية ممتازة منذ افتتاحه، والرد الاجتماعي له ممتاز. في مايو 2008 بعثت جامعة شنيانغ للمعلمين التي تتعاون مع جامعة القديس يوسف في المعهد فرقة فنية قدمت برامج فنية رائعة. الصين مثل الأمة العربية، ذات ثقافة باهرة، كل من زار الصين معجب بالتاريخ والثقافة الصينية والتنمية التي حققتها الصين في السنوات الأخيرة.

 

وقال عمر حلبلب، المدير العام بوزارة الثقافة اللبنانية:

منذ أن وقعت المصلحة الصينية للتعليم الدولي للغة الصينية وجامعة القديس يوسف اتفاق إقامة معهد كونفوشيوس وحتى بدء التدريس بالمعهد رسميا، كانت وزارة الثقافة اللبنانية تعمل بقوة من أجل فتح أول معهد كونفوشيوس  بالعالم العربي في لبنان. إن إقامة معهد كونفوشيوس في جامعة القديس يوسف نموذج للتعاون الثقافي بين لبنان والصين، ونتمنى أن يدفع هذا المعهد ويُعمق التعاون الودي بين البلدين.

 

 

معلم صيني أثناء محاضرة لطلاب المعهد

 

أول معهد كونفوشيوس في شمال أفريقيا

بجهود مشتركة لجامعة بكين وجامعة القاهرة المصرية افتتح رسميا في التاسع والعشرين من نوفمبر سنة 2007 معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة، ليكون أول معهد كونفوشيوس في شمالي أفريقيا.

في هذا المعهد يتم تدريس اللغة الصينية وإعداد مدرسي الصينية من المصريين وعقد امتحان مستوى اللغة الصينية وترشيح الطلاب المصريين لدراسة الصينية في الصين، وتعريف المصريين بالثقافة الصينية من خلال نشاطات متنوعة.

ولا شك أن اعتماد هذا المعهد على جامعتي بكين والقاهرة العريقتين، بكل ما لديهما من إرث ثقافي عميق وتقاليد أكاديمية ممتازة يجعل منه منبرا للتعاون والتبادل الثقافي والإنساني والتعليمي بين الصين ومصر.

بدأت أول دورة تعليمية في المعهد يوم 29 مارس 2008، وأقيم حفل تخرج أول دفعة به يوم 26 يونيو 2008، حيث استعرض الخريجون ثمار ثلاثة أشهر من الدراسة، من خلال القص والغناء وتقديم العروض الفنية باللغة الصينية. تضمنت هذه الدورة تدريب المرشدين السياحيين وتعليم اللغة الصينية على مستوى المبتدئين والحوار بالصينية على مستوى المبتدئين والمستوى المتوسط.

في حوار مع مجلة ((الصين اليوم)) قالت السيدة ليانغ يا تشينغ، رئيسة معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة من الجانب الصيني: "حماسة الطلاب في الدراسة تستحق الإعجاب. مثلا، تعلم الطلاب في دورة الحوار بالصينية لمدة ثلاثة أسابيع مقررات مدة شهرين، كانوا يأتون إلى المعهد ستة أيام في الأسبوع،  كانت المحاضرات من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الساعة الثالثة بعد الظهر، وبرغم الجو الحار في شهر يونيو لم يكن يتغيب أحد. وقد تخرج في هذه الدورة مجموعة من معلمي الصينية لا يعرفون التعب."

الدراسة في دورات هذا المعهد عملية، ولهذا عليها إقبال كبير، ففي دورة الإرشاد السياحي مثلا، لا تقتصر الدراسة على تقديم المعلومات الثقافية المعنية فقط، بل يوجد اهتمام خاص بالنطق بالصينية. قال بعض الدارسين الذين يعملون كمرشدين سياحيين: "كنا نسعى لمعرفة معلومات عن المواقع السياحية في بعض الكتب السياحية، ولكنها كانت معلومات سطحية،. بعد المشاركة في هذه الدورة، لم نستفد فقط لغويا، وإنما تزودنا بمعلومات تاريخية وثقافية بصورة أوضح، فأصبحنا أكثر ثقة في إرشاد السياح."

في السنة الدراسية الجديدة 2008-2009 أقام المعهد دورتين للغة الصينية، واحدة للمبتدئين وأخرى للمستوى المتوسط.

يشارك المعهد في نشاطات أخرى غير الدورات التعليمية، ففي الفترة من 4-23 ديسمبر 2008، تعاون المعهد مع قسم اللغة الصينية بجامعة القاهرة والملحق الثقافي والملحق التعليمي بسفارة الصين بالقاهرة في إقامة "شهر الثقافة الصينية" الذي تضمن عروضا للآلات الموسيقية الصينية والموسيقى الصينية، وثقافة التنين الصينية وأساطير التنين، وسور الصين العظيم، وثقافة ملاقط الطعام الصينية، وألعاب الووشو الصينية، وفن الخط الصيني، وماكياج الوجه لأوبرا بكين، ومعرضا للصور الفوتوغرافية الصينية، والمقارنة بين الهيروغليفية المصرية والكتابة الصينية القديمة.

في عام 2009 يواصل معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة إقامة دورات تعليم اللغة الصينية إلى جانب عقد امتحان مستوى اللغة الصينية وإقامة دورات للترجمة الصينية ودورة لفن الخط والرسم ودورة لألعاب الووشو ليصبح جسرا للصداقة والتعاون بين الصين ومصر.

 

 

البروفيسور لي يلقي محاضرة بالمعهد 

أجمل معهد كونفوشيوس في العالم العربي

معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس، الذي أقيم بالتعاون بين هذه الجامعة وجامعة هوابي للكهرباء الصينية يعتبر أجمل معهد كونفوشيوس في المنطقة العربية. هذا المعهد الذي افتتح في غرة إبريل 2008 يغطي أكثر من ألف متر مربع داخل حديقة جامعة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية.

في مقابلة أجرتها ((الصين اليوم)) مع د. على الزيات نائب رئيس جامعة قناة السويس ورئيس المعهد، قال: "معهد كونفوشيوس في جامعة قناة السويس فريد من نوعه، ليس في الدول العربية فحسب بل في العالم كله. إحدى سمات هذا المعهد أن به أماكن معدة للدراسة، وأماكن للأنشطة الثقافية، وأماكن للأساتذة لإعداد المواد الدراسية والتدريس، وأماكن للطلاب للأكل والشرب، وهناك مكتبة جيدة ومعمل متصل بالإنترنت ومسرح لإقامة أنشطة مسرحية، وللمعهد جهاز إداري جيد يتولى إقامة الدورات وتنظيم الدراسة. أعتقد أن هذا غير ميسر في أماكن أخرى ولا يوجد مثله في كثير من الدول العربية، ذلك لأننا منحنا للمعهد مساحة كبيرة. السبب في ذلك يعود إلى أن كثيرا من المصانع الصينية تحيط بنا في منطقة السويس والإسماعيلية وشمال سيناء وبور سعيد وجنوب سيناء، فجامعة قناة السويس تخدم خمس محافظات ولها فروع في هذه المحافظات".

كلام رئيس المعهد ليس فيه مبالغة، فالمعهد، كما رأيناه، يشغل طابقا كاملا بعمارة التدريس داخل جامعة قناة السويس. رأينا 4 حجرات للدرس، مكتبين للمدرسين، قاعة اجتماعات تسع أكثر من 200 شخص، قاعة صغيرة للاجتماعات، قاعة لأجهزة الكمبيوتر بها 20 مقعدا، حجرة درس بالوسائط المتعددة، مكتبة، استراحة ومقهى، ومكتبين للسكرتارية، ومكتبا لرئيسي المعهد. كل إنشاءات التدريس مجهزة تماما، كلها جديدة ومتقدمة، فشاشات الكمبيوتر كلها LCD (بلور مسال)، السبورات آلية يمكن تحويلها إلى شاشات للعرض. المكتبة مكتظة بالكتب الصينية. المعهد فعلا جميل وحديث وكامل الإنشاءات ولعل هذه الإنشاءات أحد أسرار نجاح المعهد.

أكد د.على الزيات أن سر نجاح المعهد الترابط بينه وبين قسم اللغة الصينية في جامعة قناة السويس، العلاقة جيدة جدا بينهما، حيث يتولى مدرسو قسم اللغة الصينية التعليم في معهد كونفوشيوس أيضا بالإضافة إلى معلمين متطوعين وبعض الأستذة من الجامعات المصرية الأخرى.

بهذا الأسلوب أقام المعهد في الأشهر الأخيرة من عام 2008 دورات في اللغة الصينية على مستوى المبتدئين والمستوى الأول والمستوى الثاني، ودورة في الإرشاد السياحي، مدة الدراسة لكل منها ستون ساعة تدريس واعتمدت على الوسائط المتعددة، وبلغ عدد الطلاب في كل الدورات مائة، تخرجوا في أواسط ديسمبر عام 2008.

رغم حداثة إنشاء هذا المعهد، يقبل على الدراسة فيه كثير من المصريين، من الموظفين وطلاب  اللغة الصينية في جامعة قناة السويس الذي يرغبون في الحصول على دورات تخصصية مثل دورات الإرشاد السياحي، والتلاميذ الصغار والمهتمين بألعاب الووشو الصينية، بل إن بعضا من أساتذة الجامعة سجلوا أسماءهم بالمعهد لدراسة اللغة الصينية. وقد ارتفع عدد الدارسين بالمعهد من عشرين في بداية إقامته إلى مائة في الدورات التي أقيمت مؤخرا، ويجري التدريس في المعهد طوال العام. ويعتقد الدارسون أن تعلم اللغة الصينية يسهل ويشجع نقل التجارب الصينية إلى الإسماعيلية.

من أجل دفع تعلم اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية، أقام معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس وقسم اللغة الصينية بالجامعة عرضا فنيا للأغاني والأعمال الفنية الصينية في أول ديسمبر 2008. أظهر الحفل بصورة واضحة نجاح معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس في تعليم الصينية ونشر الثقافة الصينية، وجسد نشاط وذكاء الطلاب المصريين في تعلم الصينية.

 

خطة معهد كونفوشيوس جامعة قناة السويس لعام ‏2009‏‏

يتطلع المعهد إلى تحقيق إنجازات عديدة خلال عام 2009، ومنها:

أولا، دفع مشروع المنح الدراسية لإعداد معلمي اللغة الصينية المصريين.

نظرا لأن عدد المعلمين المصريين للغة الصينية قليل للغاية، ومن أجل تطوير توطين تعليم الصينية في مصر، سيقيم المعهد دورات المستوى العالي لمعلمي اللغة الصينية، وستقتصر على الطلاب الممتازين في الصفين الثالث والرابع بقسم اللغة الصينية في جامعة القناة وخريجي تخصص اللغة الصينية ومعلمي الصينية المصريين، لتدريبهم على استيعاب قدرة الحوار وسمع ونطق الصينية والقراءة وقواعد اللغة الصينية والإنشاء باللغة الصينية. ستقبل كل دورة 10-20 دارسا. وفي نفس الوقت سيعمل المعهد على دفع مشروع المنح الدراسية الصينية ذات العلاقة، ليختار المعهد عددا من الدارسين المؤهلين ليساعدهم في الحصول على منح للدراسة في بعض الجامعات الصينية، الأمر الذي سيلعب دورا هاما في إعداد معلمي الصينية المصريين وتحقيق توطين تعليم الصينية.

ثانيا، إقامة المنتدى الصيني المصري لتكنولوجيا الطاقة الجديدة.

بالنظر إلى تفوق جامعة هوابي في بحوث الطاقة الكهربائية، وشمولية تخصصات جامعة قناة السويس والتي تشابه التخصصات في جامعة هوابي، تعتزم الجامعتان، من خلال معهد كونفوشيوس في جامعة قناة السويس، إقامة منتدى ومعرض منتجات تكنولوجيا الطاقة الجديدة في جامعة قناة السويس في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2009، بالتزامن مع انعقاد  المنتدى الصيني الأفريقي في مصر في تلك الفترة.

ثالثا، تعزيز دورات الإرشاد السياحي والتجارة.

تمتلك مصر، كونها بلدا عريقا، موارد سياحية وافرة. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد السائحين الصينيين إلى مصر، وهذا بدوره أدى إلى الحاجة إلى مزيد من المرشدين السياحيين الذين يتحدثون الصينية. انطلاقا من هذا الواقع، يخطط المعهد إقامة دورة أو دورتين في  الإرشاد السياحي بالصينية للمرشدين السياحيين المتخصصين وخريجي تخصص اللغة الصينية ومعلمي الصينية وغيرهم لتنمية قدراتهم على الحوار السياحي والسمع وتقديم المواقع السياحية المصرية بالصينية. ستقبل كل دورة 20-30 دارسا.

إلى جانب دورات الإرشاد السياحي، ومع ارتفاع حماسة رجال الأعمال المصريين لتعلم الصينية، يخطط المعهد إقامة دورة أو دورتين لرجال الأعمال المصريين للحوار بالصينية وسمع وقراءة وكتابة الصينية. ستقبل كل دورة 20-30 دارسا. 

 

لمعلوماتك

كونفوشيوس

كونفوشيوس (551 ق.م - 479 ق.م) الذي ينطق اسمه بالصينية "كونغ تسي"، من أبناء دويلة لو في فترة الربيع والخريف (770 ق.م –478 ق.م) في الصين. كان كونفوشيوس معلما وسياسيا ومفكرا عظيما وهو مؤسس المدرسة الفكرية الكونفوشية في الصين.

مارس التدريس في معظم فترات حياته، وقيل إن عدد تلاميذه بلغ ثلاثة آلاف، وارتقى اثنان وسبعون منهم إلى مستوى "الشخص الفاضل".

 ((الحوارات)) (لون يوي) و((المؤلفات الأربعة)) (سي شو)، هما المؤلفان اللذان يسجلان أفكاره وأقواله وأفعاله.

 

أفكار كونفوشيوس

تتركز روائع أفكار ونظريات كونفوشيوس في ((الحوارات)) المكون من عشرين مقالا. و((الحوارات)) عبارة عن مختارات من أقوال كونفوشيوس وبعض تسجيلات لأقوال وأعمال تلاميذه. ترك هذا الكتاب تأثيرا عميقا وعظيما في تاريخ الصين. يسجل كتاب ((الحوارات)) جوهر الفكر الكونفوشي، وهو مفهوم "رن"، أي الروح الإنسانية أو التراحم، الذي أصبح محور الفكر الكونفوشي.

أولى كونفوشيوس اهتماما بالغا لحياة الناس ودعا إلى الحب بين الشعب، وان يعامل الحكام عامة الشعب بحب، وقال إن "الحاكم المستبد أخطر من النمر"، وأكد على وجوب أن يكون الحاكم قدوة في الالتزام بالقانون والنظام. ودعا كونفوشيوس إلى الإخلاص والتسامح في التعامل بين الناس، وإلى حب الآخر واحترام الذات.

انتقل كتاب ((الحوارات)) إلى كوريا واليابان في فترة أسرتي تشين وهان (211. ق.م إلى 220 م). وترجمه المبشر الكاثوليكي الإيطالي ماتيو ريتشي إلى اللاتينية عام 1594، ثم تُرجم من اللاتينية إلى الإيطالية والألمانية والإنجليزية والروسية وغيرها من اللغات، وانتشر في مختلف الدول الغربية انتشارا واسعا.

تأثير أفكار كونفوشيوس

تركت أفكار كونفوشيوس ونظرياته تأثيرا واسعا وعميقا على أجيال من الصينيين على مدى مئات السنين، ومازالت شخصيته تؤثر في الصينيين، خاصة المثقفين، حتى اليوم.

في عالم القرن الحادي والعشرين المتعدد الثقافات والأمم والدول، وفي ظل الدعوة إلى حوار الحضارات، تصبح الكونفوشية قوة روحية هامة لتحقيق نهوض الأمة الصينية وتعزيز ترابط القيم المشتركة للدول الآسيوية ودفع حوارات الحضارات الشرقية والغربية.

 

معهد كونفوشيوس

معهد كونفوشيوس مشروع حكومي صيني غير هادف للربح، الغرض منه إقامة فروع للمعهد خارج الصين لتعليم اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية من أجل نشر التفاهم وعلاقات الصداقة بين مختلف دول العالم والصين من أجل تعزيز السلم والتنمية المستدامة في العالم.

يقع المقر الرئيسي للمعهد في بكين، وتتعاون الصين مع جامعات في مختلف الدول لإقامة فروع لمعهد كونفوشيوس فيها، بحيث يوفر المقر الرئيسي ببكين للفروع مواد التعليم التي تشمل الكتب والمجلات والمعلومات وأشرطة التسجيل والأقراص المدمجة DVD، والمعلمين الصينيين، وإقامة امتحان مستوى اللغة الصينية (HSK))) لاختبار أهلية معلمي اللغة الصينية وللمتقدمين لطلب المنح الدراسية، لتهيئة ظروف طيبة تتيح تعلم اللغة الصينية وفهم الثقافة الصينية. بلغ عدد الجامعات التي أبرمت الصين معها اتفاقات إقامة معهد كونفوشيوس بها 300 جامعة في أنحاء العالم.

 

أول معهد كونفوشيوس

أقيم أول معهد كونفوشيوس في العالم بمدينة سول، عاصمة كوريا الجنوبية يوم 21 نوفمبر 2004. حاليا، يوجد أكثر من مائة معهد كنفوشيوس في أكثر من أربعين بلدا في العالم، وأصبح المعهد علامة ومنصة  لنشر الثقافة الصينية وتعليم اللغة الصينية.

تشير الإحصاءات إلى أن عدد دارسي اللغة الصينية خارج الصين يتجاوز مائة مليون فرد، وتدرس اللغة الصينية في أكثر من مائة بلد بالعالم.

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn