يبلغ طول الخط الساحلي البحري لمقاطعة ألف كيلومتر، وتنيف مساحة الشواطئ الضحلة بها عن عشر ملايين مو (حوالي 670 ألف هكتار)، وهي معروفة بكثرة الغرين بها ولعل هذا ما جعل استغلاها وبناء ميناء عليها صعبا ومكلفا. وإلى وقت قريب، كانت الشطوط البحرية الضحلة في المدن الساحلية بالمقاطعة، مثل نانتونغ ويانتشنغ وليانيونقانغ وغيرها، تستخدم في الزراعة وتربية الأسماك، بيد أنه مع تحسن ظروف النقل في السنوات الأخيرة وتضاؤل الموارد الأرضية صارت الشواطئ الضحلة كنزا ثمينا في جيانغسو.

في إبريل سنة 2007، اتخذت حكومة جيانغسو قرارا بتحويل ثقل تنمية المقاطعة من مناطق ضفاف الأنهار إلى مناطق سواحل البحر، فتهيأت بذلك فرصة تاريخية لشركة مقاطعة جيانغسو المحدودة لاستغلال واستثمار الشواطئ الضحلة، وهي الشركة المعنية بالاستغلال العلمي والبيئي للشواطئ الضحلة في المقاطعة.

مسيرة تطور الشركة             

الحقيقة أن الحديث عن تنمية الشواطئ الضحلة بمقاطعة جيانغسو لا يكون مكتملا إلى إذا تناول شركة مقاطعة جيانغسو المحدودة لاستغلال واستثمار الشواطئ الضحلة، التي قطعت ثلاث مراحل في مسيرة تنميتها، امتدت المرحلة الأولى ثلاث سنوات بعد تأسيسها في 20 مارس سنة 1996 بمدينة نانجينغ عاصمة جيانغسو، حيث فتحت صفحة جديدة لتنمية الشواطئ الضحلة في المقاطعة؛ وبدأت المرحلة الثانية بإقامة ثلاث شركات فرعية لها بمدينة يانتشنغ وليانيونقانغ ونانتونغ على التوالي، مما وضع أساسا متينا لتطور الشركة، ثم جاءت المرحلة الثالثة سنة 2006 عندما تم دمج الشركة مع شركة جيانغسو المحدودة لإدارة الأصول التجارية، الأمر الذي وسع حجمها ونطاق أعمالها التجارية، وأرسى أساسا راسخا لتطور أكبر وأقوى في المستقبل. 

بعد أكثر من عشر سنوات من التنمية، صار للشركة مكانة محورية في قطاع استغلال الشواطئ الضحلة لمقاطعة جيانغسو. في نهاية سنة 2007، بلغ عدد فروع الشركة 26، وبلغت الأموال التي دخلت الشركة للاستثمار في تنمية الشواطئ الضحلة أكثر من ملياري يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوان)، كما بلغت  مساحة الشواطئ الضحلة التي استغلتها الشركة مليون و360 ألف مو (الهكتار يساوي 15 مو) واستصلحت 50 ألف هكتار من الشواطئ الضحلة لغرض الزراعة وتربية المنتجات المائية. كما أن الشركة تقدم دعما مباشرا للمشروعات الهامة على مستوى الوطن ومستوى المقاطعة، فقد قدمت قطعة أرض لبناء المجاري المائية الرئيسية لنهر هوايخه وخصصت ستين ألف مو من الأرض لمشروع بناء ميناء دافنغ ومشروع بناء مزرعة الرياح لتوليد الكهرباء لمجموعة شنغهوا. فضلا عن ذلك، وفرت الشركة أكثر من خمسين ألف فرصة عمل للمواطنين المحليين، ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى أن الفلاحين الذين يزرعون الحقول الزراعية ويعملون في قواعد التربية التي استصلحتها الشركة من الشواطئ الضحلة يحققون دخلا يتجاوز عشرين بالمائة من متوسط الدخل السنوي للفلاحين بالمقاطعة. 

 

شواطئ صديقة للبيئة تتطور علميا

الشواطئ الضحلة هي "احتياطي الأرض الأخير" لمقاطعة جيانغسو، ومن ثم فإنها كنز لا يقدر بثمن. ولكن هذه الشواطئ، من جانب آخر، تلعب دورا فريدا في حماية النظام الايكولوجي والتكيف المناخي، لدرجة أن البعض يسميها "كُلية الأرض"، تشبيها للوظائف البيئية التي تقوم بها بوظائف كُلية الإنسان. لهذا السبب يتعين ألا يكون استغلال الشطوط الضحلة على حساب الحماية الفعالة لها. وقد وعت الشركة هذا الأمر منذ البداية، فأعلنت بوضوح أن "الشواطئ الضحلة موارد ثمينة"، ينبغي استغلاها بالطرق العلمية والمقتصدة. انطلاقا من هذا وضعت الشركة شروطا بيئية صارمة للمشروعات التي تقام في مناطق الشواطئ الضحلة وطورت آلية للتنمية محورها "تنوع الاستثمارات واستهداف السوق والإدارة المؤسسية"، وهي الآلية التي دفعت إعادة هيكلة وسرعة تنمية قطاع الشواطئ الضحلة بشكل فعال وحققت التنمية المستدامة.

من نافلة القول أن الزراعة أحد أكثر السبل الصالحة للاستفادة من الشواطئ الضحلة، كونها تحقق حماية البيئة وتستفيد منها في ذات الوقت. في السنوات الأخيرة، عملت الشركة على تطوير الزراعة العالية الفعالية والثروة السمكية فتشكلت في المقاطعة، بصورة أولية، ست قواعد إنتاجية للزراعة العالية الفعالية؛ الأولى، قاعدة تربية أسماك مساحتها مائة ألف مو، تنتج سنويا ثمانين ألف طن من سمك الشبوط الفضي؛ الثانية، قاعدة لتربية المنتجات المائية تغطي خمسين ألف مو في منطقة نينغقانغ التابعة لمدينة نانتونغ، تربي رئيسيا سرطان البحر (الكابوريا) والمحار وسمك الفهقة الخ، وتبلغ قيمة الإنتاج السنوية لكل مو بها نحو عشرة آلاف يوان؛ الثالثة، قاعدة لتربية ومعالجة سمك الشابل الأمريكي، وتبلغ قيمة الإنتاج السنوية لكل مو بها نحو عشرة آلاف يوان؛ الرابعة، قاعدة لتربية سمك الإنكليس، تبلغ القيمة الإنتاجية السنوية لكل مو بها نحو سبعة آلاف يوان؛ الخامسة، قاعدة تربية للمنتجات المائية في المياه العذبة بالتعاون مع أكاديمية العلوم الزراعية بمقاطعة جيانغسو، على مساحة ثمانين ألف مو، وهي أكبر قاعدة من نوعها في المقاطعة؛ السادسة، قاعدة تحت الإنشاء للأطعمة الخضراء في جيندونغتاى وجينهايداو. وقد شهدت العديد من فروع الشركة تطورا سريعا مع تنمية القواعد الإنتاجية.

 

مستقبل واعد

لا غرو أن قرار حكومة جيانغسو بتحويل استراتيجية التنمية من مناطق ضفاف الأنهار إلى سواحل البحر سنة 2007، أتاح لشركة مقاطعة جيانغسو المحدودة لاستغلال واستثمار الشواطئ الضحلة فرصة جديدة للتنمية، فوضعت هدفا استراتيجيا بأن يصل إجمالي قيمة أصولها عشرة مليارات يوان ودخل مبيعاتها عشرة مليارات  يوان أيضا والأرباح الصافية أكثر من مائتي مليون يوان بحلول عام 2010، وتطوير الشركة إلى مجموعة حديثة كبيرة متخصصة في استثمار الشواطئ البحرية الضحلة، تلعب دورا قياديا في بناء اقتصاد ساحل مقاطعة جيانغسو.  

لتحقيق هذه الأهداف، طرحت الشركة سلسلة من برامج التنمية، من بينها تعزيز وتعميق صناعة استثمار الشواطئ الضحلة، كونها الصناعة الرئيسية للشركة؛ رفع مستوى القواعد الإنتاجية الست للزراعة العالية الفعالية والثروة السمكية، تعزيز بناء خمس شركات لمعالجة المنتجات الزراعية، فتح أسواق للمنتجات المائية وأسواق الجملة والتوزيع للمنتجات المائية والخمور في مناطق الشواطئ الضحلة وغيرها من الأسواق المتخصصة في المقاطعة. بالإضافة إلى ذلك، ستبدأ الشركة بناء حديقة إيكولوجية سياحية على مساحة خمسين ألف مو بقرية فايانغ، والحديقة الصناعية الإيكولوجية الخضراء في محافظة شيانغ بهدف تنويع وزيادة منطلقات التنمية للشركة. إن شركة مقاطعة جيانغسو المحدودة لاستغلال واستثمار الشواطئ الضحلة تلعب دورا نشيطا في بناء اقتصاد مقاطعة جيانغسو وخاصة تنمية مناطقها الساحلية.