ã

جارتي وأولادها الأجانب

تشو شي

الأم الصينية وانغ هوي رونغ وابنها الأجنبي تان لي (Tyler)

"في كل وجبة طعام، تحثني أمي الصينية، البديلة، على تناول مزيد من الطعام، وهو أمر لا تفعله أمي الحقيقية. عندما سألتها ذات مرة عن السبب في هذا، قالت إن  ذلك يعبر حبها لي، وإنها تعتبرني ابنها، وتخشى علي من الجوع. هذا السلوك جعلني أدرك كم كانت الصين فقيرة وكم كان خوف الأمهات على أطفالهن من الجوع. اللافت، أنه على الرغم من ارتفاع مستوى معيشة الصينيين، لم تغير الأمهات الصينيات تلك العادة. لذلك لم أعد أغضب، بل أبتسم فقط، عندما تحثني أمي في كل مرة على تناول مزيد من الطعام".  بهذه الكلمات عبر الشاب الأجنبي تيلر، الذي يحمل الاسم الصيني تان لي، عن مشاعره في أسرته الصينية. أم تيلر البديلة سيدة صينية اسمها وانغ هوي رونغ، موظفة على المعاش، كانت تعمل بجامعة المعلمين ببكين.

مع تنامي التبادل الاقتصادي بين الصين والدول الأخرى في السنوات الأخيرة، يرغب عدد متزايد من الشباب الأجانب في التعرف على الثقافة الصينية، كما أن عددا كبيرا من طلبة المرحلة الثانوية خارج الصين يختارون اللغة الصينية كلغة أجنبية أولى في دراستهم. والد تيلر يرتبط مع بر الصين الرئيسي بعلاقات تجارية منذ بدء الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، ولا شك أن ذلك أتاح للابن فرصة للتعرف على الصين. في تسعينات القرن الماضي، تعاونت هيئة صينية معنية بالتبادل التعليمي مع المدرسة الثانوية الثانية التابعة لجامعة المعلمين ببكين في برنامج لاستقدام أطفال أجانب للدراسة بالصين والمعيشة مع أسر صينية. كانت إجراءات استقدامهم معقدة في البداية، ولكنها الآن أكثر سلاسة، حيث يأتي الى الصين عدد متزايد من التلاميذ الأجانب مثل تيلر الذي أتى إلى الصين هذه المرة لزيارة أمه الصينية.

قالت السيدة وانغ هوي رونغ متأثرة:"بفضل سياسة الانفتاح على الخارج تمكنت أسرتي من استضافة أطفال أجانب، الذين كبروا ويأتون إلى الصين من حين إلى آخر لزيارة أسرهم الصينية. المجتمع الصيني تطور بسرعة الأمر الذي يجعل حياة المواطن العادي مفعمة بالمتعة".

ارتفع مستوى تيلر في اللغة الصينية بشكل ملحوظ. في أيامه الأولى بالصين لم يكن تيلر يجيد الصينية وكان يقف صامتا أمام أمه الصينية ويطلب منني المساعدة باعتباري جارة لأسرته وأعرف الإنجليزية.

في كل مرة تسافر أسرة الشاب تيلر إلى الصين يلبس جميع أفرادها ملابس أسرة تانغ التقليدية ويشعلون المفرقعات ويتجولون في الأسواق ويشاهدون عرائس الظل وأوبر بكين، ويتذوقون  جياوتسي (كرات عجين محشوة باللحم). وقالت والدة تيلر الحقيقية إنها لم تتوقع أن مستوى معيشة الصينيين حاليا مرتفع إلى هذا الحد. في عشية عيد الربيع تلقت السيدة وانغ هوي رونغ مكالمة هاتفية خارجية من تيلر، فالتقاليد الصينية تقضي بأن يهنئ الابن أمه بعيد الربيع.

بينما كنا نتحدث الشابة الأجنبية  تنيشا (Teniesha) التي تحمل الاسم الصيني هان تسي مين، عائدة إلى وانغ هوي رونغ الذي تقيم فيه حاليا. تبادل تيلر أطراف الحديث مع هان تسي مين الطالبة بالمدرسة الثانوية الثانية التابعة لجامعة المعلمين ببكين. وعندما غادر تيلر أمه الصينية قال إنه لن ينساها أبدا أينما ذهب.

    يوجد في الصين حاليا العديد من المدارس التي تقبل  التلاميذ الأجانب، مثل المدرسة الثانوية التابعة لجامعة المعلمين ببكين، ومع استضافة عدد متزايد من الأسر الصينية لتلاميذ أجانب، يصبح لكثير من السيدات الصينيات أبناء أجانب.

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn