يوما بعد يوم، يشهد المواطن الصيني تحسنا ملحوظا في كافة جوانب حياته، ففي عام 2007، تجاوز متوسط دخل الفرد في الصين ألفي دولار أمريكي. أما أوجه الإنفاق الرئيسية للمواطن في الصين حاليا فهي التعليم والمسكن والسيارة والكمبيوتر والأسهم المالية والسياحة خارج البلاد. وبعد أن كان الصيني في المناطق الحضرية ينفق 4ر39% من دخله سنة 2000 على طعامه، صار ينفق 3ر36% سنة 2007، وفي الريف انخفضت النسبة في ذات الفترة من 1ر49% إلى 1ر43%. وفي مجال السكن وصلت نسبة البيوت الجديدة التي يمتلكها أصحابها إلى 93% حاليا وارتفع متوسط المساحة السكنية للفرد إلى 1ر27 مترا مربعا في الحضر، و7ر30 مترا مربعا في الريف. ويبلغ متوسط الزيادة السنوية لعدد السيارات الخاصة في الصين أكثر من 20%، وحتى نهاية عام 2007، وصل عدد السيارات الخاصة 34ر35 مليونا، وفي المدن بلغ متوسط نصيب كل مائة أسرة من السيارات 1ر6 سيارة.

مكاتب ومتاحف ومواقع أثرية

التغير في حياة الصيني لا يتوقف عند الجوانب المادية، وإنما يمتد إلى حياته الثقافية والروحية والفنية، ففي نهاية عام 2007، كان في الصين 2791 مكتبة عامة فيها أكثر من 500 مليون نسخة من الكتب. ويكفي أن نشير إلى أن المكتبة الوطنية للصين ببكين، وهي أكبر مكتبة في آسيا، تضم قرابة 25 مليون نسخة من الكتب، وهي أيضا المركز الوطني لفهارس الكتب (ISSN) والمركز الوطني للمعلومات الشبكية، وتشكل مع 90 مكتبة محلية اتحاد المكتبات الرقمية لدفع تطور واستخدام خدمات المعلومات العامة الرقمية. ومكتبة شانغهاي هي أكبر مكتبة على المستوى الإقليمي في الصين، حيث تضم أكثر من 7ر1 مليون نسخة من الكتب القديمة والوثائق التاريخية، منها 178 ألف نسخة من 25 ألف نوع من الكتب القديمة النادرة، كثير منها نسخ وحيدة في العالم.

والصين جديرة بلقب بلد المتاحف، إذ يوجد بها 1634 متحفا، يبلغ عدد مقتنياتها أكثر من 20 مليون قطعة أثرية.  وتقيم هذه المتاحف قرابة 10 آلاف معرض سنويا. وأصبحت المتاحف، وعلى رأسها متحف تماثيل الجنود والخيول الصلصالية للإمبراطور تشين شي هوانغ،  مزارات سياحية يقبل عليها الصينيون والأجانب. وبحلول عام 2015، ستبني الصين 1000 متحف جديد بالإضافة إلى المتاحف القائمة لتحقيق هدف "في كل مدينة متحف".

المتحف الوطني للصين، الواقع شرقي ميدان تيان آن من، فيه أكثر من 600 ألف قطعة (مجموعة) من الآثار النفيسة وأكثر من مليون مجلد من الكتب والوثائق والمعطيات التي تعكس تاريخ الصين القديم والحديث والمعاصر. وسوف تنتهي أعمال توسيع وتطوير المتحف العام القادم،  2010 وستصل مساحته إلى 192 ألف متر مربع.

وتولي الصين أهمية كبيرة للحفاظ على تراثها التاريخي، حيث يوجد بها  نحو 400 ألف موقع معروف للآثار التاريخية غير القابلة للنقل، وتم وضع 2351 موقعا أثريا تحت الحماية على المستوى الوطني، وأكثر من 7000 موقع أثري على مستوى المقاطعة وأكثر من 60 ألف موقع أثري على مستوى المدينة والمحافظة. وسيتم بناء بنك البيانات الإكترونية لمعلومات الآثار الوطنية في عام 2015.

إعلام بالصوت والصورة وشبكة الإنترنت

تحتل الصين صدارة العالم في عدد الصحف اليومية وحجم إصدارها، فالصين بها نحو ألف صحيفة تطبع أكثر من مائة مليون نسخة يوميا. ومن الصحف المعروفة في الصين جريدة "الشعب" اليومية وجريدة "بكين" اليومية وجريدة "ونهوي" و"شينمين" و"قوانغتشو" اليومية.

وعبر الأثير تبث محطة الإذاعة الشعبية المركزية – محطة الإذاعة الوطنية، برامجها على تسع موجات منفصلة لمدة أكثر من 200 ساعة يوميا عن طريق الأقمار الصناعية. وفي كافة المقاطعات (المناطق الذاتية الحكم) والبلديات المركزية وغيرها من الأقاليم الإدارية بالصين محطات إذاعة محلية. ومحطة إذاعة الصين الدولية هي محطة الإذاعة الوطنية الوحيدة الموجهة للخارج وتبث برامجها الإذاعية إلى أنحاء العالم بنحو أربعين لغة أجنبية واللغة الصينية الفصحى وأربع لهجات محلية لمدة أكثر من 1000 ساعة يوميا.

 وبالنسبة للشاشة الصغيرة، تبث محطة التلفزيون المركزية – محطة التلفزيون الوطنية، برامجها  عبر 17 قناة لمدة أكثر من 360 ساعة يوميا. وفي كافة المقاطعات (المناطق الذاتية الحكم) والمدن وغيرها من الأقاليم الإدارية بالصين محطات تلفزيون محلية. وتقام في الصين فعاليات دولية كبيرة للبرامج التلفزيونية مثل مهرجان شانغهاي للتلفزيون وأسبوع بكين الدولي للتلفزيون ومعرض الإذاعة والتلفزيون الصيني ومهرجان سيتشوان للتلفزيون. ويمكن مشاهدة القناة الدولية لمحطة التلفزيون المركزية في أنحاء العالم.

دخل الإعلام الرقمي لشبكات الإنترنت الصين في منتصف تسعينات القرن العشرين، وحاليا يوجد على شبكة الإنترنت  أكثر من 2000 هيئة إعلامية صينية. ومنذ عام 2005، دخل الهاتف النقال ضمن وسائل الإعلام من خلال استقبال الأخبار والصور عبر شبكة تشاينا موبايل.

لا يوجد بلد في العالم ينافس الصين في عدد الكتب والمجلات، فعدد الكتب التي تصدر في الصين سنويا حوالي 6 مليارات نسخة، وأما المجلات فيصدر منها نحو 3 مليارات نسخة. وصارت الصين قبلة الشركات الأجنبية العاملة في مجال الكتب، فأنشأت أكثر من 60 شركة أجنبية متاجر بيع كتب لها  في الصين.