الثبات وسط التغير

باميلا

شانغهاي في ثمانينات القرن الماضي

منطقة العرض رقم 798

أتيت إلى الصين لأول مرة سنة 1982، بعد أن أتاحت سياسة الإصلاح والانفتاح للأفراد والمجموعات السياحية الأجنبية السفر في أرجاء الصين. كانت أول محطة لي بعد أن أبحرت من هونغ كونغ إلى شانغهاي، مخفر شرطة محلي. هناك، سجل مسئول محلي الأماكن التي اعتزم زيارتها في "جواز سفر داخلي". المحطة الثانية كانت البنك، حيث حولت دولاراتي الأمريكية إلى ما يسمى شهادات النقد الأجنبي، التي كانت العملة الوسيطة لشراء السلع في متاجر الصداقة التابعة للدولة.

لم يكن في شانغهاي 1982 لوحات إعلانية، ولم يكن ثمة اختلاف في خط السماء، وباستثناء عدد قليل من الشباب يرتدون تي شرتات مخططة بالأزرق والأبيض، كان المحليون الذاهبون إلى أعمالهم بالباصات العامة والدراجات يرتدون القميص الأبيض والبنطلون الداكن. كان الراغبون في ممارسة مهاراتهم في اللغة الإنجليزية لا يفوتون فرصة للتحدث معي والآخرين من الزوار الأجانب في حوارات تدور حول التحديثات الأربعة- الزراعة، الصناعة، الاقتصاد، والعلوم والتكنولوجيا.

عندما زرت شانغهاي مرة ثانية سنة 1990، اختفى كل من "جواز السفر الداخلي" وشهادات النقد الأجنبي، بيد أن حوائط شانغهاي كانت لا زال برئية من إعلانات النيون، وكان الناس لا يزالون موحدين في ملابسهم بشكل كبير وكانت السيارات أقل. وعندما وصلت إلى بكين بعد ست سنوات، كانت التغيرات سريعة جدا.

على طرقات المدينة، كان تيار الدراجات والباصات والسيارات الفان الصغيرة الصفراء تتسلل بين سيارات الشيروكي الجيب من إنتاج المشروعات المشتركة. كان الشباب يرتدون الجينز على الطريقة الغربية والتجار يتفاوضون على صفقاتهم بأجهزة التليفون النقال.

وقد بدت لي نهاية الإسكان المحدد من الدولة سنة 1998، عندما اشترى زميل لي بالمدرسة التي كنت أعمل بها في ضاحية جنوب غربي بكين، شقة بمساعدة المعونة التي حصل عليها من الحكومة. وبنهاية القرن، جعلت مقاهي الإنترنت التي انتشرت في البلدات والمدن بأرجاء الصين، الشبكة العالمية متاحة للجميع.

واكتسبت التغيرات زخما سنة 2001 بعد أن انضمت الصين لمنظمة التجارة العالمية، حيث جعل الانخفاض في أسعار السيارات حلم شراء السيارة المستحيل حقيقة ممكنة. اليوم صفوف السيارات لا نهاية لها، والنقال في يد الجميع، من أهل المدن والقرى، وجهاز تشغيل الموسيقى الآيبود في كل أذن.

الفن الصيني الحديث المعروض بمنطقة العرض رقم 798 في داشانتسي، ارتقى من العالمية وبزغ سينمائيون صينيون مثل جيا تشانغ كه وتشانغ يوان من تحت الأرض إلى طريق العالمية على الدرب الذي مهده الجيل الخامس، وتحديدا تشانغ يي مو وتيان تشوانغ تشوانغ.

ولكن، وكما قال دنغ شياو بينغ، التغيرات في هذا الاتجاه لا بد وأن تحمل درجة معينة من التأثير السلبي، لقد أتخمت مستويات المعيشة العالية السكان، والسيارات تزاحم الدراجات على الطرق وتواجه البيئة والطبيعة تحديات التلوث وتواجه التقاليد، مثل تجمع الأسرة في عيد الربيع، تحديات تفرضها جاذبية السفر للخارج.

ولكن يبدو أن تحولات الصين التقنية والاقتصادية لا تؤثر على النفسية الوطنية، بالحكم عليها من القيم العامة للأسرة والثقة في قدرة الحكومة على الحفاظ على الاستقرار في أوقات الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 12 مايو والفيضانات المتكررة. هذا هو وجه للحياة في الصين ليس من المحتمل أن يغيره التقدم التكنولوجي أو العولمة.  

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn