التمسك بالتاريخ في عصر متغير

دان إدواردز

الإستاد الوطني "عش الطيور" معلم جديد من معالم بكين

تضارع السنوات الثلاثون من الإصلاح والانفتاح في الصين سنوات حياتي تقريبا، فقد ولدت سنة 1973، ومن ثم فإنني لم أعرف مطلقا الصين التي لم تكن اقتصادا صاعدا. وكوني أعيش في الصين منذ سنة واحدة فقط فإنني لم أشهد بنفسي التغيرات الهائلة التي اجتاحت أرجاء الجمهورية الشعبية منذ التحرير الاقتصادي الذي بدأ في نهاية سبعينات القرن الماضي.

من جانب آخر، شهدت خلال الاثنى عشر شهرا المنصرمة بكين وهي تضع الاستعدادات النهائية للأولمبياد، ببنايات جديدة ومزيد من خطوط المترو وتحسين الخدمات في المدينة بشكل عام. هذه الفترة القصيرة أعطتني رؤية لمدى سرعة وتشعب التغير في الصين. في شتاء العام الماضي، أغلقت محطة دونغتشيمن للمترو في شرقي المدينة لمدة أسابيع للتحسينات. أتذكر أول مرة خرجت منها بعد إعادة افتتاحها، فقد ضللت الطريق تماما على الرغم من معرفتي الجيدة بالمنطقة. أقيمت بناية مكاتب جديدة وأعيد تخطيط مخرج المحطة وتغيرت ملامح الشارع تماما.

هذه الواقعة الشخصية جدا تعتبر نموذجا للتجربة الصينية خلال الثلاثين عاما الفائتة. تغيرت الصين تغيرا مهولا وتحسن مستوى معيشة معظم المواطنين تغيرا كبيرا. بيد أن السرعة الفائقة للتنمية خلقت أيضا بلدا منفصلا بشكل غريب عن ماضيه الحديث. وبقراءة تفاصيل الحياة في الصين قبل سنة 1978، وحالة من "اليد إلى الفم" التي عايشها معظم الصينيين، من السهل فهم سبب الالتفاف حول التنمية السريعة على الرغم من المشكلات القائمة. ولكن يبدو أن المسنين في الصين لا يتحدثون عن الماضي، والجيل الأصغر يعرف قليلا عن الفترة التي سبقت مولدهم. وهذا لا يؤدي فقط إلى سوء الفهم بين المحليين والغرباء، الذين يكون فهمهم متأثرا غالبا بقصص لا يعلمها الشباب. وهذا يعني أيضا أن بعض مُثل الفترة الأسبق تواجه خطر الضياع.

حققت الصين تقدما هائلا في عقود قليلة، وسوف تستمر في ذلك. وإنني أتمنى أن أهدافا مثل سهولة الحصول على الخدمات الطبية والتعليم تبقى مهمة دائما. في بلدي، أستراليا، صارت تلك الخدمات أكثر صعوبة للفقراء، وهذا توجه له تأثير سلبي على المجتمع وعلى حياة الأفراد.

التنمية تكون دائمة عملية صعبة، ويحق للصينيين أن يفخروا بالثلاثين عاما الماضية، حيث تم انتشال عدد كبير من الفقر وصار أهل المدن يتمتعون بمستوى معيشة لا يقل عن نظرائهم في الغرب. سوف تواصل الصين الصعود وتتغلب على التحديات التي تواجهها على طريق الرخاء. أتمنى أن تستمر أيضا مسيرة الانفتاح في كافة مجالات الحياة، وليس فقط في الاقتصاد، باعتبار أن تنوع الرؤى يمكن أن يجعل البلاد أقوى ويتيح للدولة ذات المعرفة الجيدة أن تختار الأفضل لمستقبلها.  

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn