كيف ترى الصين علاقاتها مع الدول الإفريقية؟
تعتبر الدبلوماسية الصينية تقوية وتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الدول الإفريقية قاعدة لسياسة الصين الخارجية السلمية والمستقلة. وترغب الصين في توارث وتطوير تقاليد الصداقة بين الصين والدول الإفريقية، وتطوير علاقات شراكة استراتيجية جديدة تقوم على المساواة والثقة المتبادلة السياسية، والتعاون والمنفعة الاقتصادية المتبادلة، والتبادل الثقافي.
على هذا الأساس تكثفت المشاورات وأعمال التعاون بين الصين والدول الإفريقية في الشؤون العالمية. وتؤيد الصين الاتحاد الإفريقي في لعب دور القيادة في الشؤون الإفريقية وتنفيذ "خطة إفريقيا لتطوير شركاء جدد"، وأيدت المطالب المعقولة للدول اللإفريقية في المحافل المتعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، أيدت دول إفريقية كثيرا قضية وحدة الصين و((قانون مكافحة تقسيم الوطن)) الذي وضعته الحكومة الصينية.
الصين أكبر دولة نامية، وإفريقيا بها معظم الدول نامية، ويتميز الطرفان بتكامل اقتصادي قوي ومستقبل تعاون رائع في مجالات التنمية والنهوض وغيرها. وفي الوقت الراهن، يزداد حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الإفريقية عاما بعد عام. ومن أجل تقديم مزيد من التسهيلات لدخول البضائع الإفريقية أسواق الصين، طبقت الصين، اعتبارا من أول يناير 2005، قرار اعفاء 190 نوعا من صادرات البضائع الإفريقية إلى الصين من الثمانية والعشرين دولة إفريقية الأقل نموا من الرسوم الجمركية، مما أدى إلى زيادة قيمة صادرات الدول الإفريقية المعنية إلى الصين أكثر من ضعف. وفي النصف الأول من عام 2008، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأفريقية 53 مليار دولار أمريكي، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء شينخوا، مما يعني أن الرقم يمكن أن يتجاوز 100 مليار دولار أمريكي في عام 2008. وبالإضافة إلى ذلك، تسارعت خطوات استثمارات المؤسسات الصينية في إفريقيا في مجالات عديدة مثل التجارة والإنتاج والمعالجة والتنقيب عن الموارد والمواصلات والنقل والزراعة والإنتاج الزراعي.
في يوم 12 يناير 2006، أصدرت الحكومة الصينية لأول مرة ((وثيقة سياسات الصين تجاه إفريقيا))، التي تستعرض تاريخ علاقات الصداقة الصينية - الإفريقية خلال أكثر من نصف قرن، وتوضح مكانة ودور إفريقيا في النظام الدولي الجديد، وتبين بصورة منتظمة وشاملة اتجاهات وأهداف سياسات الصين تجاه إفريقيا.
وخلال قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي التي عقدت في نهاية 2006، توصل الطرفان الصيني والإفريقي إلى تفاهم مشترك حول تأسيس وتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية – الإفريقية الجديدة. وخلال هذا المؤتمر أشار الرئيس الصيني هو جين تاو إلى أن الحكومة الصينية ستعزز تعاونها مع الدول الإفريقية في خمسة مجالات، وستتخذ سياسات وإجراءات في ثمانية مجالات، بهدف دفع علاقات الصداقة والتعاون الصيني – الإفريقي لتتطور إلى مستوى أعلى. ومن هذه الإجراءات: إلغاء ديون قيمتها عشرة مليارات دولار أمريكي على الدول الإفريقية؛ تدريب 15000 من المتخصصين الأفارقة خلال ثلاث سنوات؛ مضاعفة الدعم الصيني لإفريقيا مرتين بحلول عام 2009، مقارنة مع عام 2006؛ أن تخصص الصين قروضا ائتمانية قدرها خمسة مليارات دولار أمريكي لإفريقيا؛ أن تنشئ الصين صندوقا صينيا – إفريقيا برأسمال خمسة مليارات دولار أمريكي وفتح أسواق الصين أكثرا للمنتجات الإفريقية. وقرر مؤتمر قمة بكين، في وثيقة سياسية، إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الجديدة الصينية – الإفريقية، وهو حدث غير مسبوق في تاريخ العلاقات الصينية – الإفريقية، كما أنه معلم جديد لتنمية العلاقات الصينية – الإفريقية والتعاون بين الجنوب والجنوب.
