تشينهوانغداو التي تربط السور العظيم بالبحر
قاو يان
يمتد سور الصين العظيم مثل تنين عملاق نحو البحر. الموضع الذي يلتقي فيه السور والبحر هو تشينهوانغداو التي منحها اسمها الإمبراطور الصيني الأول تشين شي هوانغ (عام 221-207ق،م) عندما زارها لتقديم القرابين لآلهة فيها سنة 215 قبل الميلاد. وهي المدينة الوحيدة التي تحمل اسما إمبراطوريا.
تقع مدينة تشينهوانغداو في شمال شرقي مقاطعة خبي، فى الجزء الرابط بين شمال الصين وشمالها الشرقيعلى مسافة 280 كيلومترا فقط من غربي العاصمة بكين، و370 كم من شرقي مدينة شنيانغ الهامة بشمال شرقي الصين.
مشاهدة مباريات كرة القدم على إيقاع أمواج البحر ومناظره الساحرة
جذبت مدينة تشينهوانغداو الأنظار إليها باعتبارها من المدن التي شاركت في استضافة أولمبياد بكين. وقد صارت كلمة "الأولمبياد" المفتاح في خطط التنمية لمدينة تشينهوانغداو.
تشينهوانغداو مدينة أولمبية وساحلية يمكن فيها الاستمتاع بمشاهدة مباريات كرة القدم على إيقاع أمواج البحر ومناظره الساحرة.
عندما تسدل السماء أستارها تشع تشينهوانغداو بأضوائها وصخبها. منذ أن تقرر مشاركتها في استضافة أولمبياد 2008، حققت مدينة تشينهوانغداو نموا بمعدلات عالية، فانتشرت الخضرة في أرجائها وأنشئت بنايات جديدة عالية وميادين فسيحة.
تقع تشينهوانغداو في ملتقى التيار الدافئ لبحر بوهاي واليابسة، ف شتاؤها ليس قارسا وصيفها ليس قاسيا. تتمتع المدينة بموارد سياحية مميزة وفريدة، من بينها منتجع بيدايخه الصيفي الذي يعتبر واحدا من المنتجعات الصيفية الصينية الأربعة في أواخر أسرة تشينغ الملكية (1616-1911م) وممر شانهايقوان ذو الحضارة والتاريخ العريق والمناطق السياحية من درجة 4A مثل موقع لاولونغتو السياحي، و"الممر الأول تحت السماء"، ومعبد مون جيانغ نيوي وجبل تشانغ شو، ومنطقة ناندايخه السياحية والمنطقة الجديدة على الشاطئ الذهبي المشهورة بالبحر الأزرق والرمال الذهبية وهي شاطئ طبيعي واسع ورائع.
تحمل مدينة تشينهوانغداو لقب "البار الطبيعي للأكسجين" و"الحديقة الخلفية لبكين وتيانجين"، إذ يقضي بها تقريبا كل أهل بكين وتيانجين العطلة الصيفية بها. وبعد تشغيل القطار السريع بين بكين وتشينهوانغداو صارت الرحلة بينهما تستغرق ساعتين فقط.
منذ عام 2008، يلفت مركز تشينهوانغداو الرياضي الأولمبي أنظار العالم، فالمساحات الخضراء الواسعة تجعل الاستاد فيه يبدو مثل مركب شراعي في البحر. أثناء المباريات تختلط أصوات هتفات الجماهير بأصوات أمواج البحر، فالملعب يقع على مسافة 500 متر فقط من الشاطئ.
تعتبر قاعة تشينهوانغداو للتدريب "مهد الأبطال"، فمنذ تأسسها سنة 1973، تدربت فرق وطنية صينية لأكثر من عشرين لعبة رياضية وبعض الفرق الأجنبية في هذه القاعة، وتدرب بها عدد كبير من أبطال العالم الصينيين مثل جيانغ جيا ليانغ ولي لينغ وي ولانغ بينغ ونيه وي بينغ.
تسعى مدينة تشينهوانغداو لتنمية السياحة مستفيدة من وضعها كمدينة مشاركة لاستضافة أولمبياد بكين. وحيث أن فترة أولمبياد 2008 كانت أفضل وقت لزيارة تشينهوانغداو، اخترت المدينة دفع تنمية السياحة من خلال الأولمبياد.
وتحت شعار "دفع تنمية السياحة من خلال الأولمبياد ودفع نجاح استضافة الأولمبياد من خلال تنمية السياحة"، حددت تشينهوانغداو طريق تنمية المدينة من خلال تنمية الصناعات االعالية التكنولوجيا والمنخفضة الاستهلاك للطاقة والقليلة التلوث، وتنمية الصناعات الواعدة مثل الصناعة المتعلقة بالميناء والصناعة ذات التكنولوجيا العالية والحديثة والصناعة الثقافية والإبتكارية لدفع تحول الاقتصاد الغليظ إلى الاقتصاد الدقيق.
تنمية السياحة بالأولمبياد
تشينهوانغداو هي المدينة الوحيدة بين المدن السياحية الصينية التي تنعم بمناظر الجبل والبحر والممر والبحيرة. وتحرص حكومة مدينة تشينهوانغداو على تنمية السياحة، فمنذ انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، يتطور قطاع السياحة في مدينة تشينهوانغداو بسرعة فائقة، وحتى سنة 2007، بلغ إجمالي الدخل السياحي للمدينة 8,75 مليارات يوان (الدولار الأمريكي يساوي 6,8 يوانات)، أي 12,5% من إجمالي الناتج المحلي لمدينة تشينهوانغداو.
مدينة تشينهوانغداو الواقعة على ساحل بحر بوهاي تتكئ على جبل يانشان شمالا، وإلى الشرق منها منطقة لاولونغتو، حيث يتصل سور الصين العظيم ببحر بوهاي، وإلى الغرب منها منتجع بيدايخه الصيفي ذو المناظر الطبيعية الجميلة.
ممر شانهايقوان الواقع في نقطة بداية السور العظيم يربط شمالي الصين بشمالها الشرقي، وهو موقع استراتيجي مهم يسمي "الممر الأول تحت السماء". وإلى الشرق من تشينهوانغداو تقع منطقة لاو لونغ تو التي تعتبر نقطة البداية الشرقية لسور أسرة مينغ وإلى الغرب من منتجع بيدايخه الصيفي وهو موقع سياحي مشهور لقضاء العطلات.
في السنوات الأخيرة، تعمل مدينة تشينهوانغداو على تنمية السياحة وجذب الزوار الأجانب وفتح الخطوط السياحية الأولمبية. وقد ازداد عدد زوارها من روسيا واليابان وكوريا، وصار زوارها من الصينيين يمضون بها وقتا أطول، وذلك يحقق لمدينة تشينهوانغداو فوائد ملموسة وملحوظة. الصين بها مدن ساحلية سياحية مميزة مثل داليان وسانيا ولكن تشينهوانغداو تتمتع بمزايا خاصة حيث أنها أقرب موقع سياحي ساحلي من العاصمة بكين، كما أنها نقطة النهاية لسكة حديد دا - تشين (داتونغ - تشينهوانغداو ) التي تعتبر شريان الطاقة للصين، وفيها ميناء تشينهوانغداو الذي يعتبر من المواني المحورية لنقل الطاقة في العالم. منذ انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، خاصة في السنوات العشر الأخيرة، تطورت الصناعة في تشينغهوانداو بسرعة فائقة وشهد هيكل الصناعة بعض التغيرات، الأمر الذي جذب عددا كبيرا من المغتربين إلى المدينة فارتفعت قيمة أسعار العقارات بها.
تشينهوانغداو محور نقل الطاقة في العالم
تشينهوانغداو ليست مناظر ساحرة فقط، بل تمتلك ميناء يعتبر من المواني المحورية لنقل الطاقة في العالم حاليا أيضا، كما أنه ميناء شامل مهم للتجارة الخارجية في الصين وتتجاوز قدرته في الشحن والتفريغ 200 مليون طن سنويا. في عام 2007، احتل ميناء تشينهوانغداو المرتبة الأولى للمرة الثالثة بين مواني التفريغ في العالم، وذلك حسب أحدث إحصاءات مجلة ((تنمية المواني في العالم)) التي تصدر في بريطانيا.
يتركز إنتاج الفحم في الصين بمناطق الوسط والغرب، حيث يمثل احتيطي الفحم في مقاطعة شانشي ومقاطعة شنشي ومنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم ومنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم 60% من احتياطي الفحم بالصين، في حين تتركز المناطق المستهلكة للفحم في جنوب شرقي الصين. عدم التوازن بين توزيع موارد الفحم والتنمية الاقتصادية الإقليمية يجعل ميناء تشينهوانغداو محور مواصلات رئيسي لنقل الفحم من شمالي الصين إلى جنوبها وأكبر ميناء لتصدير الفحم في العالم.
في ناحية تنمية صناعة نقل البضائع والموارد، تتمتع مدينة تشينهوانغداو بمزاياها الخاصة، وهي: أولا، التفوق الجغرافي. تقع مدينة تشينهوانغداو في الجزء الرابط بين المنطقة الاقتصادية في شمال شرقي الصين والمنطقة الاقتصادية في شمالي الصين، حيث الصناعة المتطورة وحجم نقل البضائع والموارد الكبير فيهما. ثانيا، تقع مدينة تشينهوانغداو في ملتقى بكين وشنيانغ وتاييوان، وهي ثلاث محطات سكة حديد كبيرة، ومن ثم فإن ثمة مجالا واسعا لتنمية قطاع السكة الحديد وتنمية التعاون عن بعد لنقل البضائع والموارد بين شمال شرقي الصين وشمالي الصين وشمال غربي الصين. ثالثا، تطور الطرق السريعة. بعد تشغيل طريق تشين – تشنغ (تشينهوانغداو - تشنغده) السريع ستكون المواصلات بين مدينة تشينهوانغداو وشمالي الصين وغربي مقاطعة لياونينغ وشرقي منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم أكثر سهولة. رابعا، يتيح مطار شانهايقوان لمدينة تشينهوانغداو فرصة لتنمية النقل الجوي. خامسا، تتحسن المرافق العامة في ميناء تشينهوانغداو ويرتفع مستوى الإدارة في الميناء وتزداد قوة الجذب.
الآن توجد خطوط بحرية من ميناء تشينهوانغداو إلى مواني في أكثر من ثمانين دولة ومنطقة بالعالم، إضافة إلى أربع خطوط بحرية لسفن شحن الحاويات إلى هونغ كونغ وكوريا واليابان وغيرها من الدول. وهناك علاقة توءمة بين ميناء تشينهوانغداو لميناء مدينة تواكوماي باليابان وميناء نيوكاستل باستراليا. سيصبح ميناء تشينهوانغداو ميناء حديثا وشاملا ومتعدد الوظائف.
