الالتزام بالقانون والنظام لأداء ركن من أركان الإسلام

جيانغ جيان يونغ، نائب رئيس مصلحة الدولة للشؤون الدينية الصينية ويوي تشن قوي نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية مع دكتور سهل بن عبد الله الصباني وكيل وزارة الحاج السعودية

جيانغ جيان يونغ، نائب رئيس مصلحة الدولة الشؤون الدينية الصينية ويانغ تشي بو نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية مع عبد الله العزيز وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والإعلان السعودية

مقر الإقامة للحجاج الصينيين بمنى

قال الله تبارك وتعالي في محكم تنزيله "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا."(3:97)

الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة، وعاما بعد عام يزداد عدد المسلمين الذي يقصدون مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. كيف يتم كل مسلم الحج في هذا الظروف؟ الأمر يقتضي منا معرفة، ليس فقط الأمور والتعاليم الدينية وإنما أيضا القوانين والأنظمة المعنية.

مضار الطرق غير الشرعية للحج

مع تطور الاقتصاد وسهولة المواصلات في كافة أرجاء المعمورة خلال السنوات الأخيرة، يتدفق ملايين المسلمين من أركان الأرض إلى مكة المكرمة للحج. ولأن مكان الحج منطقة محدودة، بذلت مكة المكرمة أقصى جهودها للاستيعاب العدد الضخم من الحجاج، غير أن بعض المسلمين يضربون عرض الحائط بقوانين بلادهم وقوانين السعودية ويذهبون إلى الحج بطرق غير شرعية، فينجم عن ذلك مشاكل جمة في مكة المكرمة، منها زحام المساكن ولمواصلات وأماكن الشعائر الدينية، لدرجة تهدد أحيانا حياة الحجاج. ولا شك أن السلوكيات غير الشرعية تؤثر على النظام في الحج وتضر به وبصورة المسلمين عامة في العالم.

تنظم الجمعية الإسلامية الصينية، بالتعاون مع الحكومة الصينية، وفد الحجاج الصينيين كل سنة. تحدد الجمعية عدد الحجاج وترتب سفرهم، وفقا للاحتياجات الفعلية للصينيين المسلمين وقدرتهم الاقتصادية. ويزداد عدد حجاج الصين عاما بعد عام، حتى جاوز السنة الماضية عشرة آلاف فرد. عندما يتم الحجاج الصينيون الفريضة ويرجعون إلى ديارهم تكون سعادتهم بالغة. لكن بعض الصينيين المسلمين يذهبون إلى مكة المكرمة بطرق غير شرعية، لأن بعضهم لا تنطبق عليهم الشروط التي تحددها الجمعية الإسلامية الصينية للسفر ضمن الوفد الرسمي، فيحصلون على التأشيرة عبر جهات غير قانونية بحجة السياحة أو زيارة الأهل الخ. ويقوم البعض بترتيب حج للصينيين المسلمين بطرق غير قانونية، عن طريق السفر إلى دولة ثالثة ثم إلى مكة المكرمة، لكنها رحلة تكتنفها مشاكل، منها البقاء الدولة الثالثة لمدة طويلة، أو عدم الوصول إلى السعودية، أو وصولها قبل موعد الحج والبقاء بها إلى ما بعد انتهاء التأشيرة، أو أن يتركهم منظمو الرحلة في السعودية بعد الوصول إليها، فلا يكون أمامهم إلا النوم في الشوارع، مع عدم وجود تذكرة عودة إلى الصين. بالإضافة إلى ذلك يخفى بعض الناس أعمارهم الحقيقية وأمراضهم من أجل القيام بالحج، آخذين بذلك فرص الحج للآخرين، وتحدث مشاكل بسبب أعمارهم وأمراضهم عندما الوصول إلى السعودية. في الحقيقة تحدث مشاكل في الحج، لأن هذه التصرفات لا تتفق مع ما يقوله ((القرآن الكريم)) و((الحديث الشريف)) عن نظام الحج، ويخالف القوانين الصينية والقوانين السعودية المعنية بالحج. إنها تصرفات تضر بمن يفعلونها أنفسهم وتترك تأثيرا سيئا لدى الحكومة الصينية والحكومة السعودية.

قوانين وسياسات الحج في الصين والسعودية

الحج نشاط ديني دولي كبير، فعلى كل حكومة أن تديره وتنظمه بشكل جيد، وقد وضعت السعودية والدول الأخرى قوانين وسياسات لضمان السير الطبيعي للحج وحماية أمن وسلامة الحجيج.

الحكومة الصينية من جانبها وضعت لوائح الحج، تطبيقا لسياسة حرية الاعتقاد الديني الصينية وضمان الحج للمسلمين الصينيين. تنص المادة الحادية عشرة من ((لائحة الشؤون الدينية)) الصادرة في أول مارس سنة 2005، على أن "تتحمل الجمعية الإسلامية الصينية مسئولية تنظيم سفر المسلمين الصينيين إلى الحج." وتنص المادة الثالثة والأربعون على أنه: "لا يجوز لهيئات أخرى أن تنظم سفر المسلمين الصينيين إلى الحج، ويحق لمصلحة الشؤون الدينية أن توقف عمل تلك الهيئات وتصادر أرباحها وتوقع عليها غرامة أقلها ضعف وأقصاها ثلاثة أضعاف الربح الذي تحصل عليه". وقد وضعت مصلحة الشؤون الدينية الوطنية والجمعية الإسلامية الصينية ((نظام ترتيب الحج للمسلمين الصينيين)) لتدير أعمال ترتيب للحج. بالإضافة إلى ذلك تمنع القوانين الصينية المعنية خروج الصينيين من الصين عن طريق الحصول على تأشيرة بطريقة غير شرعية. وبسبب تنظيم الحج بطرق غير شرعية، أنزلت عقوبات بمجموعات وأفراد، خاصة في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم ومقاطعتي تشينغهاي وقانسو، ووصلت العقوبات إلى حد السجن.

حسب ((لائحة تنظيم شؤون الحج للمملكة العربية السعودية)) لا تستقبل السعودية الحجاج المنفردين. وأبرمت السعودية اتفاقات مع الدول التي تنظم المسلمين للحج، وتطلب من الحكومات والهيئات المعنية بها ترتيب الحصول على تأشيرات الحج جماعيا والقدوم إلى السعودية جماعيا، على أن تتولى الجهات السعودية ترتب الإقامة والتنقلات والنشاطات الدينية لكل أفواج الحجاج، وتحدد السعودية عدد الحجاج لكل دولة.

ومع تزايد عدد الذين يسافرون إلى الحج بدون تنظيم في السنوات الأخيرة وضعت وزارة الحج ووزارة الشؤون الداخلية ووزارة الخارجية السعودية سلسلة من النظم لمنع الحج غير الشرعي، ومن ذلك عدم بقاء حامل تأشيرة العمرة في السعودية في فترة الحج وعدم دخول مكة إلا لمن يحمل تأشيرة الحج، وعدم دخول السعوديين أو الأجانب الحاملين بطاقات الإقامة السعودية إلى مكة المكرمة إلا بتصريح من الحكومة السعودية. وتلقي الشرطة السعودية القبض على من يخالف هذا النظام وتطرده من السعودية، وتعاقب الشرطة السعودية من ينظم الحج غير الشرعي بغرامة بين ألفي وعشرة آلاف ريال سعودي، وتصل إلى السجن أحيانا، وتضاعف العقوبة على من يكرر المخالفة.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم الحكومة السعودية بالأعمال التالية: أولا، تحسين نظام الإدارة ومنع الحجاج المنفردين من دخول إلى السعودية باسم التجارة والعمل وغيرها، ثانيا، إقامة نقاط تفتيش في الطرق الرئيسية إلى مكة المكرمة لمنع الحجاج المنفردين، ثالثا، القبض على من ينظمون الحج غير الشرعي في مكة المكرمة وجدة والرياض. وخلال نوفمبر وديسمبر عام 2007 قد ألقت الشرطة السعودية القبض على حوالى 12 ألف شخص لبقائهم غير الشرعي في السعودية بتأشيرة العمرة، كما ألقت القبض على من ينظمون الحج غير الشرعي.

تعاون صيني - سعودي لمنع الحج الفردي

سافر كثير من الصينيين إلى مكة المكرمة للحج الفردي في السنوات الماضية، وهذا يؤثر نشاط الحج العادي. لهذا السبب تتعاون وزارة الحج ووزارة الخارجية في السعودية مع الجهة المعنية في الصين لمنعه. في عام 2006، اتفق الطرفان على أن توقف وزارة الخارجية السعودية منح تأشيرات الحج والعمرة للصينيين في دولة ثالثة، حيث يكون منح التأشيرات في القسم القنصلي لسفارة السعودية لدي بكين فقط. وعدم جواز قيام أي هيئة، باستثناء الجمعية الإسلامية الصينية، بتنظيم المسلمين الصينيين للحج والعمرة. نفذت السلطات السعودية هذا الاتفاق في عام 2007، وحققت نتائج طيبة. في عام 2007 تراجع عدد الصينيين الذين يؤدون الحج فرديا من عدة آلاف إلى مائتين فقط. وعندما بحث وفد شؤون الحج الصيني مع وزارة الحج ووزارة الخارجية في السعودية ترتيب الحج لعام 2008، أعلن الجانب السعودي مجددا ان الجمعية الإسلامية الصينية هي الجهة الوحيدة لتنظيم المسلمين الصينيين للحج، وتمسك السعودية باتفاق عدم منح تأشيرات الحج والعمرة للصينيين في دولة ثالثة.

إتمام أحد أركان الدين بطريقة شرعية

في الصين، لكي تكون مسلما جيدا عليك أن تكون مواطنا صالحا، وهذا يعني الالتزام بقوانين البلاد وبالنظم الإسلامية. لأداء ركن من أركان الدين، على المسلم الصيني أن يلتزم بما جاء في ((القرآن الكريم)) و((الحديث الشريف))، وأن يعرف القوانين والسياسات الدينية المعنية. على من يريد أداء فريضة الحج أن يسلك الطريق الشرعي، فأن يكون قادرا ماديا وصحيا أولا، وأن يقوم بالتسجيل حسب النظام ويشترك في فوج الحج الحكومي. إن من يلجأ لجهة غير شرعية ليؤدي الحج لا يخالف تعاليم ((القرآن الكريم)) و((الحديث الشريف)) فحسب، بل يخالف القوانين الصينية والسعودية، ويلحق به ضرر شخصي ولا يتم فريضته الدينية.

قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم."(4:59). فعلينا أن نتمسك بما في((القرآن الكريم)) و((الحديث الشريف)) ونلتزم بقوانين الحج ونتم الحج بشكل كامل.

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn