قه قوانغ تشي وشيه لاي فا

مزرعة إيكولوجية لل شاي في تيهقوانين، بآنشي، مقاطعة فوجيان	فتاة تقطف أوراق الشاي في مزرعة بآنشي، مقاقعة فوجيان	عرض لفنون إعداد شاي تيهقوانين

يقال في الصين، من رغب شرب الشاي فليشرب الشاي المعد بطريقة قونغفو، ومن أراد شاي قونغفو فعليه بشاي تيهقوانين الذي تنتجه آنشي بمقاطعة فوجيان.

خروج فن الشاي إلى خارج الصين

تتمتع محافظة آنشي بمقاطعة فوجيان بظروف جغرافية خاصة، حيث الجبال الخضراء وينابيع المياه العذبة والسحاب والضباب والهواء النقي، وتلك أجواء مثالية لشاي خال من التلوث. ينتمي شاي تيهقوانين بآنشي إلى شاي وولونغ، وهو شاي شبه محمض، مقارنة مع الشاي الأحمر المحمض. ويحمل شاي تيهقوانين لقب "ملك الشاي".

وثمة حكايات عديدة متربطة بشاي تيهقوانين، ومنها قصة يرجع تاريخها إلى أواسط القرن الثامن عشر، حيث كان يعيش مثقف من عائلة وانغ في قرية نانيان ببلدة شيبينغ لمحافظة آنشي بمقاطعة فوجيان حاليا، وذات يوم، اكتشف الرجل صدفة شجرة شاي غريبة بالجبل، أعجبته فقرر نقلها إلى مزرعته واعتنى بها. بعد أن قطف أوراقها وتذوق الشاي منها وجد أن رائحة هذا الشاي لها عبق غريب ينعش الصدر وينبه الذهن. أخيرا قدم المثقف هذا الشاي هدية إلى الإمبراطور تشيان لونغ، فسعد الإمبراطور أيما سعادة بعد أن احتسى هذا الشاي الأسود الثقيل مثل الحديد، ذو الرائحة الطيبة والشكل الجميل الذي يشبه بوديساتفا (إلهة الرحمة) فمنحه لقب "تيهقوانين" (أي إلهة الرحمة الحديدية باللغة الصينية).

في آنشي يعبق الهواء برائحة شاي تيهقوانين، الذي يدخل تفاصيل حياة كل فرد بها، فأبناء آنشي لا غنى لهم عن الشاي في حياتهم اليومية ومعاملاتهم العادية. ومن العبارات الشائعة في آنشي "إعداد الشاي أولا عند وصول الضيف"، "شرب شاي تيهقوانين قبل كل شيء" فلا يخلو بيت من شاي تيهقوانين الذي يشربه تقريبا كل أبناء آنشي. ويعتبر الشاي مكونا رئيسيا في قائمة الضيافة وجزءا لا يتجزأ من الهدايا للأصدقاء. وكثير من الصفقات تعقد أثناء شرب الشاي، ومن الأقوال المأثورة في آنشي "من أمسك فنجان الشاي صار صديقا". في حفلات الزفاف، على العروس والعريس أن يقدما الشاي للضيوف وعلى العروس أن تقدم الشاي لوالدي العريس. وفي مراسم تقديم القرابين للأسلاف تقدم ثلاثة فناجين من الشاي؛ وفي النشاطات الدينية البوذية يقدم رجال الدين الشاي لبوذا. في آنشي تسود أجواء التناغم والفرح والحب في كل مكان حيث يشرب الأصدقاء الشاي معا بعد أن يفرغوا من أعمالهم ويتجاذبون أطراف الحديث حول طاولة الشاي.

لقد صار إعداد الشاي في آنشي فنا جميلا، ومنذ تأسيسه، زار فريق آنشي لإعداد الشاي الكثير من دول ومناطق العالم، وشارك في معارض الشاي الدولية مرات، وقدم أكثر من ألف عرض فني في الصين وخارجها. وتجذب الملامح الجميلة لعارضات إعداد الشاي ورقصاتهن الرائعة كثيرا من الأصدقاء الأجانب، الأمر الذي جعل كثيرا من الأجانب يُقبلون على شاي تيهقوانين ويأتون إلى آنشي للزيارة ولتذوق شاي تيهقوانين بعد مشاهدة العروض الفنية لإعداده. وقد أصبحت السيدة سوزان أنطوني التي تعمل في الهيئة الأمريكية لبراءات الاختراع والعلامات التجارية سفيرة صورة لشاي تيهقوانين بآنشي الذي تعشقه. ويقول السيد مارك أ. كوهر Mark A.coher الدبلوماسي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدي بكين إن من عادة الغربيين، بمن فيهم الأمريكيون شرب القهوة والشاي الأحمر، ولكن الشاب الغربي الآن يقبل بشكل متزايد على شاي تيهقوانين بآنشي، وسيصبح شاي تيهقوانين بآنشي مثل نبيذ العنب الفرنسي، والبطاطس الأمريكية متعة لشعوب العالم.

صناعة الشاي

تبلغ الآن مساحة مزارع الشاي في محافظة آنشي 400 ألف مو(الهكتار يساوي 15 مو)، وتبلغ كمية إنتاج الشاي 42 ألف طن سنويا، ويوجد بها أكثر من خمسمائة مؤسسة لمعالجة الشاي. في المناطق الرئيسية لإنتاج الشاي، تشكلت ثلاث مجموعات من الوحدات الكبيرة لزراعة الشاي، ومعالجة الشاي، وتجارة الشاي، وصارت صناعة الشاي في آنشي صناعة ركيزة لاقتصاد آنشي.

يبلغ عدد سكان محافظة آنشي مليون وسبعين ألف نسمة، ويعمل ثمانمائة ألف فرد منهم في صناعة الشاي أو مهن تتعلق بالشاي. يحتل شاي تيهقوانين بآنشي المركز الأول في الصين من حيث مساحة مزارع الشاي على مستوى المحافظة، وقيمة إنتاج الشاي على مستوى المحافظة، وسعر الشاي. في عام 2005 بلغت قيمة تجارة الشاي بآنشي 5ر4 مليارات يوان.

"عاصمة الشاي في الصين" التي أنشئت سنة 2000 في آنشي أكبر سوق للشاي في الصين من حيث الحجم والدرجة والوظيفة، وتشمل 1500 غرفة تجارة، وصالتين بهما أكثر من ثلاثة آلاف كشك، وبها مركز بحوث لحضارة الشاي، ومركز لفحص جودة الشاي، ومحطة للتجارة الإلكترونية، ومركز للخدمات الاستشارية لتكنولوجيا الشاي، وقاعة عرض حضارة الشاي، وميدان ثقافة الشاي، وغيرها من المرافق الضرورية. منذ فتح "عاصمة الشاي في الصين"، يتوسع حجم تجارة الشاي باستمرار، وترتفع كمية التجارة بلا انقطاع، والآن، تتجاوز مبيعات الشاي في "عاصمة الشاي في الصين" مليار يوان صيني سنويا.

يدفع تطور صناعة الشاي السريع في آنشي تطور صناعة التغليف والتعبئة، وصناعة الآلات، والمواصلات والنقل، وسياحة ثقافة الشاي، وغيرها من الصناعات المعنية، وتوسع تسويق شاي آنشي في منطقة جنوب آسيا إلى أكثر من أربعين دولة ومنطقة في أوربا وأمريكيا إضافة إلى كوريا الجنوبية، واليابان، ويصدر أكثر من سبعة آلاف طن من الشاي إلى الخارج سنويا، فأصبحت آنشي موطنا مشهورا لزراعة وتصدير الشاي في العالم.

وكما قال السيد لياو جيه مينغ، مسؤول العلاقات العامة لحكومة محافظة آنشي، إن الصين تسعى حاليا لبناء المجتمع المتناغم، وهذا يقتضي التناغم بين الإنسان والطبيعة، وبين الإنسان والإنسان، وحب الشاي وشربه يدفع هذا التناغم في قلوب الناس.

 

Return to top