كي جي: متعة العطاء
تسنغ شان
 |
 |
 |
|
يو تشي هاي (الثالث من اليمين في الصف الأول) مع الأطفال |
واحد من مجموعة الكيلوجرام تعلم الأطفال |
الأطفال يحتاجون المساعدة |
كي جي، اختصار كيلوجرام، أو KG صار برنامجا خيريا بين رحالة حقائب الظهر في السنوات الأخيرة. يدعو البرنامج هواة السفر الذين يعتمدون على أنفسهم، أن يحملوا مع أمتعتهم كجم واحدا من الكتب أو الأدوات المكتبية لتوزيعها على المدارس في المناطق الفقيرة والأطفال الفقراء في المقاصد التي يذهبون إليها. المشاركون في هذا البرنامج لهم اسم على شبكة الإنترنت هو 1 كجم.
وأنت أيضا تستطيع!
مبتكر هذه المبادرة شاب اسمه يوي تشي هاي، أو كما يسمي نفسه على شبكة الإنترنت، أندرو. عمل هذا الشاب لفترة مندوب إعلانات، ولكن عشقه للسفر أخذه إلى المناطق النائية حيث رأى هناك الفقر والفقراء. على عكس معظم الذين يشعرون بالتعاطف مع الفقراء فيختارون العمل كمدرسين في المناطق الفقيرة أو يتبرعون بالمال والملابس للفقراء، قرر يوي تشي هاي، وهو متطوع سابق بمنظمة غير حكومية، أن يجرب طريقة جديدة. وهو يؤمن بأن أي فرد، غنيا أو فقيرا، يمكن أن يفعل شيئا للأقل حظا في المجتمع. وبالنسبة لأي فرد يعشق السفر حاملا حقيبته على ظهره يكون الأمر أكثر سهولة. هكذا ولدت فكرة واحد كجم بدعوة السياح لعمل شيء في مقدورهم للآخرين خلال رحلاتهم.
المبدأ الرئيسي لكيلوجرام واحد هو ما يلي: السفر أولا، العمل الخيري ثانيا. حتى الآن، ساعد المشروع بالإمدادات الأساسية 200 مدرسة في 23 مقاطعة معظمها في غربي الصين، ومنها يوننان، قوانغشي، سيتشوان وقويتشو. بالنسبة لهواة السفر حاملين حقائبهم على ظهورهم، هذه فرصة رائعة لمساعدة المحليين وهم يستمتعون بالريف الفريد. وهذا العمل الخيري المتواضع يجذب عددا متزايدا من المسافرين الأفراد، حيث بلغ عدد من سجلوا أنفسهم بالموقع الرسمي لكيلوجرام واحد عشرة آلاف.
التواصل أفضل من العطاء
وكما قال مدرس قروي ذات مرة للشاب يوي "ندرة المواد يمكن التغلب عليها. المشكلة الحقيقة هي الافتقار إلى الأفكار الخلاقة والوصول إلى أحدث المعلومات".
على الرغم من محدودية الموارد والتمويل، تتوفر لمدارس القرى على الأقل بنايات من طابق أو اثنين وهناك عجز دائما في المعلمين، ولا يزيد عدد المعلمين في مدرسة ريفية صغيرة عادة عن عشر.
قال يوي: "تلاميذ الصفوف الستة مقسمون على فصلين لأنه لا يتوفر لهم غير ثلاثة معلمين، واحد منهم قد يغادر قريبا".
ندرة المعلمين في المدارس المحلية أصابت بو لوه بالدهشة عندما سافرت إلى محافظة ليشان بمقاطعة قويتشو. وقد لاحظت أن التلاميذ هناك لديهم القليل من مواد القراءة خارج المنهج الدراسي، ناهيك عن سبل متابعة ما يحدث في العالم الخارجي.
شيئا فشيئا أدرك يوي وزملاؤه أن التواصل وجها لوجه يعني الكثير للأطفال الريفيين، على نحو يفوق تقديم الكتب المدرسية أو مواد القراءة لهم. وعلى هذا صار المبدأ المرشد الثاني لأصحاب كجم هو: التواصل أولا، الكتب ثانيا.
قال يوي: "نحاول أن نكون أصدقاء لأولئك الأطفال". وأوضح كيف هذه الطريقة أثبتها وطبقها أعضاء المجموعة. والآن تحمل مجموعة كجم معها عادة بعض طوابع ومظاريف البريد إلى الأطفال حتى يبقوا على تواصل معهم.
النتيجة مبهجة حقا، لأن الأطفال يرغبون في التواصل مع من هم خارج مواطنهم، ويستمتع حاملو الحقائب بمشاركة الرسائل التي يتلقونها مع أعضاء كجم الآخرين. كتب طفل اسمه هاي ينغ من قويتشو إلى بو لوه "لم أعرف كثيرا عن الحياة من قبل. لقد ساعدتني أن أدرك أن أمامي طريق طويل وأعطيتني ثقة بالنفس".
المشاركون في كجم يعترفون بأنهم لا يستطيعون تخفيف الفقر أو تحسين النظام التعليمي، ولكنهم يحاولون بذر بذور الأمل بالتحدث مع الأطفال، وتعزيز وتغذية تلك الصداقات عبر الرسائل. إن أمل تغيير طفل يجتذب عددا متزايدا من الناس لهذا المشروع.
الأعمال الخيرية تنضج
قالت وانغ شيو مي بسعادة: "كانت حقا رحلة ممتعة، فاقت تصوري"، متذكرة أول رحلة قامت بها في مايو 2007. شاركت في العديد من الرحلات التي نظمتها كجم إلى جنوبي قويتشو. التقت هي وثلاثون من السياح الآخرين من أنحاء الصين في قوانغشي وانطلقوا. قالت: "تحدثنا عن العمل الخيري، وكنا جادين، ثم أخبرنا مرشدنا بأن نطمئن، ولكننا وجدنا أن الأمر صعب. ولكن مع تقدم الرحلة صار الأمر مبهجا". وقالت إنها استمتعت كثيرا بالمناظر الطبيعية الجميلة وبرفقة الآخرين. الحديث وجها لوجه مع الأطفال الذين قابلتهم في الطريق فتح عيونها على العمل الخيري. قالت: "الأطفال مبتسمون، ودودون مع بعضهم البعض. يبدو أننا حصلنا على الكثير والكثير من التواصل وجها لوجه".
مازالت مجموعة كي جي تدعو إلى أعمال خيرية مستقلة، وفي معظم الأحيان تتواصل مع المدارس التي تحتاج العون، ثم تنقل معلوماتها إلى الرحالة لحاملي الحقائب الذين يعتزمون السفر إلى المناطق المعوزة. وهي أيضا توفر للمشاركين منصة إنترنت لمشاطرة خبراتهم وأفكارهم مع بعضهم البعض. البرنامج يجري بدون تكلفة.
تشاو هان، وهو مرشد في فرع بكين لكي جي قال: "نركز على تحسين خدماتنا ومنصتنا، ونواكب احتياجات المسافرين الأفراد".
لقد صار "العمل الخيري السعيد" مفهوما شائعا بين هواة السفر، ولكن كي جي مازالت تنظم رحلات لجذب اهتمام الناس العاديين. وبعد سنوات من النمو السريع، تطورت كي جي حاليا إلى حركة ناضجة، ومازالت متعة وحرية الطريق أبرز معالمها، غير أن يوي واثنين من أصدقائه مشغولون بوضع أهدف أكثر طموحا، وقد حولوا عملهم الخيري إلى عمل دائم لهم عام 2006، ويخططون لإقامة منظمة غير هادفة للربح. وبجانب جهوده مع كي جي، يقوم يوي دائما بزيارات لشركات من أجل التعاون معها، فهو يريد تدبير تمويل إضافي عبر قنوات مختلفة لإطلاق مشروعات أكثر مثل مبادرتي الكتب التوءم ونُزل القرية اللتين تركزان على تحسين الوضع التعليمي والاقتصادي في المناطق الريفية. تشاو هان المسئول عن مشروع نُزل القرية لكي جي قال: "المشروعات الجديدة مختلفة ولكنها تشاطر المفهوم المحوري لكي جي- العمل الخيري السعيد".
