ووجيانغ، الحديقة الخلفية لشانغهاي

وو مي لينغ

مشهد من مدينة ووجيانغ

قناة بكين – هانغتشو تمر بمدينة ووجيانغ

بنايات حديثة بجانب الماء

هي مدينة ذات تاريخ عريق ولكنها ترتدي أيضا حلة جديدة. إلى الشرق منها تقع مدينة شانغهاي ومن الجنوب تحدها مقاطعة تشجيانغ المشهورة بالوجود القوي للقطاع الخاص، ومن الغرب تحفها بحيرة تايهو، وتزينها من جهة الشمال مدينة سوتشو. إنها ووجيانغ التي تغطي مساحة تضارع مساحة هونغ كونغ، وتتميز بكل سمات القرى المائية لجنوبي الصين، وتعج بنشاط الحياة للمدن الحديثة.

قرية مائية قديمة ومقصد سياحي مشهور

خلال تاريخها الطويل الممتد ألف سنة أو يزيد، أنجبت ووجيانغ كثيرا من المشاهير، منهم العالم الفلكي وانغ شي تشان (1628 – 1682) والشاعر ليو يا سي (1887 - 1958 ) وعالم الاجتماع في شياو تونغ (1910 – 2005) الخ.

تحتضن ووجيانغ سبع بلاد قديمة، منها بلدة تونغلي المشهورة بمناظرها الجميلة وبلدة شنغتسه المشهورة بالحرير، وبلدة ليلي، مسقط رأس الشاعر ليو يا سي، وبلدة سونغلينغ المشهورة بجسر تشويهونغ، والتي أثنى عليها الأدباء والشعراء على مدى ألف عام. من معالمها أيضا، نهر تايبو الممتد41 كم والقناة القديمة التي تجري 44 كم وشاطئ بحيرة تايهو الذي يبلغ طوله 47 كم. بين تلك الأنهار والبحيرات تبدو ووجيانغ بقعة من اللوتس الجميل، ولعل هذا جعلها مقصد كل زائر إلى شانغهاي أو سوتشو، ويبغي الراحة والاستجمام.

تحمل ووجيانغ لقب "لوشيانغ"، أي موطن سمك لو، ومن ألقابها أيضا "موطن السمك والأرز" و"مدينة الحرير". أقيمت محافظة ووجيانغ في السنة التاسعة بعد المائة التاسعة للميلاد، وارتقى وضعها الإداري إلى مستوى المدينة سنة 1992. كانت ووجيانغ، وفقا لسجلات التاريخ، هي الوحيدة التي تزود البلاط في أسرة تشينغ(1616 – 1911) بحرير وو. بعد الإصلاح والانفتاح اشتهرت بلدة تونغلي، فصارت كأنها من أحياء شانغهاي، وتطورت ووجيانغ بفضل موقعها الجغرافي المتفوق.

يقال إن زائر مقاطعة جيانغسو ينبغي أن يزور مدينة سوتشو، وإن من يأتي إلى ووجيانغ لا ينبغي أن تفوته زيارة بلدة تونغلي، كونها القرية المائية الأفضل والأجمل في جيانغسو. كل بيوتها تواجه النهر وترتبط بها القوارب، ولاعجب أن تحمل تونغلي لقب "فينسيا الشرق".

أفضل وقت لزيارة بلدة تونغلي عندما يكون المطر خفيفا. في يوم كهذا، ذهبت إلى هناك، فكنت كمن صار جزءا من لوحة قديمة. كانت حبات المطر تلمع فوق القراميد السوداء وتبرق مثل البلور فوق الجدران البيضاء وأغصان الصفصاف وأقواس الجسور. وقد كتب الأديب يوي تشيو يوي في مقال له بعنوان:(( بلدة صغيرة في جنوبي الصين)) "عندما ذهبت إلى بلدة تونغلي، أردت أن أقيم بها، فمن ذا الذي لا يريد أن يعيش في بلدة تشبه لوحة رسم؟!"

من ملامح القرى المائية كثرة الجسور بها، وفي تونغلي 55 جسرا، معظمها مبنية بالحجر بأنماط بديعة، بيد أن زيارة ثلاثة جسور هي شانغتشينغ وجيلي وتايبينغ، ضرورة لمن يذهب إلى تونغلي. يقول أهل تونغلي، إن الطفل الذي يسير على تلك الجسور يتفوق في دراسته، والفتاة التي تعبرها تصبح ذات وجه جميل، والشاب الذي يقطعها يضمن مستقبلا مشرقا، وإجمالا يعتقدون أن المشي عليها يحقق البركة والعمر المديد.

بلدة تونغلي، التي تطوقها خمس بحيرات وتمر بها قناة، تعمر بكثير من البنايات القديمة والجسور، وتفخر بعدد جم من المشاهير. فيها 38 حديقة ترجع لزمن أسرة مينغ وأسرة تشينغ و47 معبدا وأكثر من مائة دار لشخصيات مشهورة. كل بناية مشيدة بطراز يختلف عن الأخرى، وأشهرها حديقة تويسي ذات الشهرة البالغة في بناء الحدائق بالصين، والتي انضمت إلى قائمة التراث الثقافي العالمي مع حديقة تسانغلانغ وحديقة تشوهتشنغ وحديقة ليويوان وحديقة وانغشي في مدينة سوتشو. يرجع تاريخ حديقة تويسي إلى أكثر من مائة سنة، بُنيت في فترة الإمبراطور قوانغشيوي (1875 - 1909) لأسرة تشينغ. صاحبها رن لان شنغ، بناها بعد أن وصلت حياته السياسية إلى طريق مسدود، فعاد إلى مسقط رأسه حيث أمضى ما بقي له من عمر.

في حديقة تويسي مقصورات ومنصات وأبراج وبنايات وممرات وجسور وقاعات الخ. شيدت كل المباني بجانب الماء، كأنها تطفو عليها. أبرز سمات حديثة تويسي الأنيقة، الهدوء الذي يلفها ويجعلها مثل زهرة نيلوفر طافية على الماء.

يعكس فن العمارة في حديقة تويسي علم الجمال الصيني الذي يدمج بين الإنسان والطبيعة.

منطقة تنمية جديدة خلف شانغهاي

منطقة فنهو للتنمية التي تضمم بلدتي لوشيوي وليلي، تقع في ملتقى شانغهاي ومقاطعتي جيانغسو وتشجيانغ.

تتمتع منطقة فنهو للتنمية بمواصلات سهلة، حيث تقع منطقة وسط شبكة مواصلات مجسمة في المنطقة الأكثر تقدما بالصين. المسافة منها إلى مطار هونغتشياو ومطار بودونغ في شانغهاي ومطار شوهفانغ في مدينة ووشي ومطار شياوشان في مدينة هانغتشو لا تزيد عن مائة كم، كما أنها ترتبط بالسكة الحديد مع كل من شانغهاي وسوتشو وجياشينغ، وتقع بالقرب من ميناء شانغهاي وميناء تشابو وميناء تشانغجيا، ويمر بها نهر تايبو وقناة بكين- هانغتشو، وتقطع السيارة المسافة من منطقة التنمية إلى شانغهاي في نصف ساعة على الطريق السريع.

تقع دائرة فنهو الاقتصادية بجانب دائرة شانغهاي الاقتصادية، وهذا يتيح للمستثمرين فيها الاستفادة من التنمية الاقتصادية بشانغهاي. ويعتقد خبراء الاقتصاد أن منطقة فنهو تتمتع بمزايا استثمارية عديدة، فهي حديقة المستثمرين حقا.

لقد نضجت منطقة فنهو للتنمية الاقتصادية في وقت قصير، والآن بها أربع صناعات رئيسية، هي صناعة الأجهزة وصناعة النسيج والملابس وصناعة المعلومات الإلكترونية وصناعة الأغذية، وفيها أكثر من 2600 شركة.

تحافظ منطقة التنمية على خصائص البلدة القديمة، إذ ترى فيها الجسور الصغيرة على الأنهار والبيوت القديمة، ودمج ذلك مع خصائص المدن الحديثة. بلدة ليلي، مسقط رأس الشاعر ليو يا سي، مازال بها بنايات قديمة على ضفتي النهر، يرجع تاريخها إلى زمن أسرتي مينغ وتشينغ. وعلى شاطئ النهر بها أكثر من ثلاثمائة عمود حجري لتثبيت سفن، مر عليها أكثر من ثلاثمائة سنة فصارت معالم فنية.

ومع توسع دائرة شانغهاي الاقتصادية، وبفضل جودة بيئة الاستثمار بها، جذبت منطقة فنهو للتنمية استثمارات لأكثر من عشر شركات من بين أقوى خمسمائة شركة في العالم.

بمرور الوقت صارت منطقة فنهو للتنمية مدينة حديثة جذابة، ولأنها تقع بالقرب من شانغهاي صارت تحمل لقب"الحديقة الخلفية لشانغهاي".

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn