((حلمي))، عرض مسرحي ضخم، تقدمه الفرقة الفنية الصينية للمعاقين و يشتمل على 18 فقرة، منها مسرحية موسيقية ورقصات وأوبرا بكين الخ. وقد قدمت الفرقة عدة عروض على مسرح بولي بلازا ببكين خلال فترة أولمبياد بكين للمعاقين، أظهرت فيها سحر الشرق وجاذبيته وتعدد ثقافات العالم. كانت عروضا مبهرة أبرزت مهارات الفنانين الصينيين المعاقين وتركت انطباعا للمشاهدين يصعب أن يُنسى.

ظهر تعبير "الفن الخاص" في أواخر القرن العشرين لوصف الفنون التي يقدمها المعاقون، وفي الخامس من يونيو سنة 1989، أقيمت الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفن الخاص في واشنطن، وقبل ذلك بعامين كانت الفرقة الفنية الصينية للمعاقين تأسست بالفعل. يبلغ عدد أعضاء الفرقة 153 فردا ينتمون لست وعشرين أقلية قومية، منها التبت، الويغور، هوي، ياو وتوجيا، ومن بينهم 128 أصم وأبكم، 20 مكفوفا، وخمسة يعانون قصورا في الأطراف إضافة إلى أربع مرشدات للغة الإشارة. وهن من خريجي معاهد الرقص.

رئيسة الفرقة البكماء تاى لي هوا، التي حققت شهرة كبيرة في الصين برقصتها "بوديساتفا ذات الألف يد "، قالت عن الفن، "يعيش على الأرض أكثر من ستمائة مليون معاق، ونحن نرغب في الحياة والفن مثل الأشخاص العاديين." ولدت تاى سنة 1974 في مدينة ييتشانغ بمقاطعة هوبي. فقدت سمعها وهي في السنة الثانية من عمرها بسبب حقنة مضادة للحمى خاطئة. التحقت بمدرسة الصم والبكم وهي في سن السابعة. في درس للحركات الإيقاعية، ضربت معلمتها طبلة رجل الفيل المنصوبة على الأرض، فشعرت تاى بهزة ولكنها لم تسمع شيئا. انبطحت وقربت أذنها من الأرض وشعرت بسعادة بالغة بهذا الإيقاع، وبدأت رحلة عشقها للموسيقي والرقص.

قالت تاى عن طفولتها، إن أمها استقالت من عملها لرعاية ابنتها المعاقة، وكان على أسرتها أن تعتمد على راتب أبيها الذي لا يجاوز خمسين يوانا (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوان). واظبت الطفلة تاي على دروس الرقص طوال فترة طفولتها، حتى انضمت إلى الفرقة الفنية الصينية للمعاقين وهي في ربيعها الخامس عشر. وهي الآن راقصة مميزة ذات مهارة ممتازة، وتحمل لقب "الملاك الجميل".

في الواقع، هناك قصة وراء كل عضو بالفرقة. جيانغ شين تيان، مذيعة لغة الإشارة، فقدت سمعها بعد ثلاثة شهور من ولادتها سنة 1984 بسبب تناولا أدوية خطأ. حاولت أمها أن تدربها على النطق فكانت تضع يد ابنتها على حنجرتها لتشعر باهتزاز الحبال الصوتية، وتعلمها أبسط الحروف الصوتية حتى حدثت المعجزة ونطقت جيانغ كلمة "ماما" وهي في سن الثالثة.

في مارس عام 2003، شاركت جيانغ في الدورة الثانية والخمسين لمسابقة "ملكة جمال العالم لمنطقة الصين"، حيث فازت بثلاث جوائز، جائزة "أفضل عشر آنسات" و"الأكثر اهتماما من الصحافة و"جائزة التكريم الخاصة"، إضافة إلى فوزها بلقب "سفيرة الصورة الخاصة لملكة جمال العالم في الدورة الثانية والخمسين". في عام 2004، انضمت جيانغ إلى الفرقة الفنية الصينية للمعاقين كمرشدة للغة الإشارة. في حفل ختام أولمبياد للمعاقين عام 2004 وجهت دعوة بلغة الإشارة قالت فيها: "شكرا أثينا، إلى اللقاء في بكين".

ولد هوانغ يانغ قوانغ في أسرة فلاح من قومية ياو بمنطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ. فقد ذراعيه في صدمة كهربائية وهو في الخامسة من العمر والتحق بالمدرسة في سن الثامنة. قال معلمه إنه لا فائدة من تعلمه الكتابة، يكفي أن يدرس سماعيا، ولكن الطفل هوانغ قال في نفسه: "صحيح أنني فقدت الذراعين، ولكن ما زلت أملك القدمين، يمكن أن أكتب بقدمي!" وبدأ هوانغ يتعلم الكتابة بالقدم حتى أجادها، بل إنه الآن يرسم بالفرشاة ويقود الدراجة ويقوم بالعمل الزراعي. خلال المهرجان الوطني الفني للمعاقين في أغسطس عام 2001، قدم رقصة بعنوان "أغنية الشاي"، وفاز بالجائزة الكبرى. بعد ذلك انضم إلى الفرقة.

زملة فتاة جميلة من منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، أصيبت بشلل الأطراف وهي في عامها الثاني. غير أن الله منحها صوتا عذبا ووجها جميلا. التحقت سنة 2000 بقسم الموسيقي لمعهد شينجيانغ للفنون، وهي في سن الثامنة عشرة، لتكون أول طالبة معاقة في تاريخ هذا المعهد. في عام 2001، فازت بالمنحة الدراسية للطلبة الجامعيين الصينيين. أقام المعهد لها حفلا موسيقيا احتفالا بفوزها بلقب الخريجة المميزة للمعهد. انضمت إلى الفرقة الفنية الصينية للمعاقين سنة 2005، حيث تولت منصب رئيسة فرقة الموسيقى الصوتية. زارت أكثر من عشر دول، وأثرت أغانيها الكثيرة في جمهور عريض من الصينيين والأجانب.

في السنوات الأخيرة، زارت الفرقة نحو ستين دولة ومنطقة، وقدمت عروضها في قاعات موسيقية شهيرة ومنها مسرح سكالا بإيطاليا وقاعة كارنيجي بنيويورك ومركز جون. ف. كيندي للفنون بالولايات المتحدة ودار أوبرا سيدني ودار أوبرا روما الخ.

في عام 2000، أثنى أعضاء من الكونجرس الأمريكي على الفرقة بعد مشاهدة عرض لها، وقالوا: "فنكم وشجاعتكم أفضل تجسيد للروح الإنسانية. هذا يعني أنه لا حدود لعزم وإبداع الإنسان. نشكركم على أدائكم الرائع المدموغ بثقافة الصين المتميزة وإنجازاتكم الضخمة التي تساهمون بها لتعزيز السلام والتناغم في العالم."

وقد وصف دينغ بو فانغ، رئيس الاتحاد الصيني للمعاقين، الفرقة بقوله: "يعبر أداء الفرقة عن جمال الفنون والروح الإنسانية وكرامة البشر وقيمة الحياة."